الأستاذ محمود محمد طه: تجميع مقالات عادل عبدالعاطي في نقد الفكرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-15-2021, 11:23 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود محمد طه: تجميع مقالات عادل عبدالعاطي في نقد الفكرة

    10:23 AM July, 15 2021 سودانيز اون لاين
    عبدالله عثمان-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});منقول نقلا عن سودانايل

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-11-2021, 02:28 PM)







                  

07-15-2021, 11:24 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)

    عادل عبدالعاطي:
    هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الديانة البهائية
    الديانة البهائية هي ديانة نشأت في إيران في القرن التاسع عشر ثم انتقلت لمناطق أخرى في الشرق الأوسط ( العراق تركيا فلسطين ) قبل أن تنتقل لمختلف مناطق العالم وتتحول إلى ديانة عالمية جديدة. كان من مؤسسي البهائية كل من علي بن محمد رضا الشيرازي المعروف ب ( الباب ) و ميرزا حسين علي نوري المعروف ب ( بهاء الله ) و ابنه عباس افندي المعروف ب ( عبد البهاء ).
    من جهتها فإن الطائفة الجمهورية هي طائفة دينية – سياسية انطلقت من السودان منذ بداية خمسينات القرن الماضي وكان مؤسسها محمود محمد طه ثم تعاقب على قيادة الطائفة الجمهورية عدد من أتباعه من بينهم سعيد الشايب وجلال الدين الهادي الطيب وعبد اللطيف عمر و ابراهيم يوسف فضل وفق الترتيب الذي وضعه محمود لهم.
    في هذا البوست نزعم أن الطائفة الجمهورية سرقت أفكارها الأساسية ( دون الإشارة للمصدر) من الديانة البهائية، ونبرر زعمنا هذا بالنقاط التالية، عسى أن نرجع لها لاحقا بمزيد من التفصيل والتوثيق :
    ١/ يعتقد البهائيون بعدم انقطاع الرسالات والنبؤات والرجال المربين؛ ورغم انهم نشاؤا كطائفة اسلامية الا انهم ما لبثوا ان انفصلوا كدين جديد يعتبر كل من الباب وبهاء الله من مؤسسيه او انبيائه- الجمهوريون ايضا لهم راي مشابه إن الاسلام يتكون من رسالتين أحدها فصلت في القرن السادس والثانية اجملت واتى القرن العشرون لتفصيلها ؛ وان الرسالة الثانية لها رسول هو (رجل آتاه الله الفهم عنه من القرآن ، وأذن له في الكلام ..) وبما إن مفصل الرسالة الثانية هو محمود وهو الذي تكلم وادعى الفهم عن القرآن فهو رسول هذه الرسالة الثانية. السؤال الذي يطرح نفسه الى اي درجة يمكن اعتبار الجمهورية كالبهائية دين جديد منفصل عن الدين الذي تطور منه ؟؟
    ٢/واحدة من مباديئ البهائية الرئيسية هي (التحرّي الشخصي للحقيقة وترك التقليد والتبعية) وربما سرق منهم الجمهوريون هذه الفكرة وعدلوها فيا يسمي بالشريعة الفردية وهي السير في التقليد حتى الوصول للاصالة والصلاة والعبادات الخاصة بكل فرد وأن يأخذ الإنسان كفاحا عن ربه. للأسف فإن محمود محمد طه قد احتكر مرحلة الاصالة والشريعة الفردية هذه لنفسه وانكرها على جمهوريين اخريين ادعوا أنهم وصلوها ( مثلا الاستاذ محمد خير علي محسي)
    ٣/من اسس البهائية ( إطاعة الحكومة واجبة في كل الامور إلا في انكار العقيدة.) – ربما من هذا ايضا اخذ الجمهوريين تقيتهم حيث سكتوا عن عبود طوال 6 سنوات وايدوا نميري خلال 13 عاما ولم يعترضوا عليه الا عندما صادم عقيدتهم التي ترفض الشريعة المدرسية ، والان يدعم اغلبهم حكم شراكة الدم بقيادة البرهان وحميدتي بل هم ممثلون في مؤسسات الدولة ولهم عضو في مجلس الشراكة. للاسف لم يلتزم الجمهوريون بما فعله البهائيون في رفض انكار عقيدتهم والموت في سبيل ذلك بل انكر اربعة من اتباع محمود بينهم خليفة لاحق له في رئاسة التنظيم افكارهم على الملأ وفي شكل مذل لا يليق بالسودانيين ولا بالرجال الأحرار.
    ٤/ من أسس الديانة البهائية (ردم الهوة الساحقة بين الفقر المدقع والغنى الفاحش وايجاد الحل الروحي للمسألة الاقتصادية.) – من هنا غالبا اقتبس محمود محمد طه فكرة الاشتراكية الديمقراطية والتي ربطها مع الحرية الفردية المطلقة. هذا كله سوًقه محمود باعتباره هو الاسلام ، اي قدم حل روحي آخر لقضايا اجتماعية دنيوية .
    ٥/من اسس الديانة البهائية ( المساواة في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل (جناحي طير الإنسانية) فبدون هذه المساواة لا يرتقي هذا الطير إلى معارجه السامية.) – نجد ايضا محاولة لطرح المساواة بين الجنسين في الفكرة الجمهورية الا انها محاولة عرجاء حيث تقوم على التلفيق فتسمح مثلا بتعدد الزوجات للضرورة مع زعم محمود ان الاصل هو الزواج الفردي. البهائيون هنا اكثر تقدما عن الجمهوريين الذين يظنون ان المراة اقل قدرا من الرجل حتى على المستوى الوجودي، فهي في سيرها تجاه مرحلة الاصالة عليها أولا ان تصل لمقام الرجل ثم تسير بعد ذلك لمرحلة الأصالة.
    ٦/من أسس الديانة البهائية (الإيمان والاعتراف بوحدانية الخالق و وحدة الالوهية، وبوحدة البشرية، وبأن أصل الأديان ومنبعها واحد.) – وحدة البشرية ووحدة الالوهية هي تعبير ملطف عن وحدة الوجود والتي أيضا يؤمن بها الجمهوريون وان كانوا لا يقولون بها بشكل واضح. هذا التشابه بالتأثر بالصوفية وأفكارهم عن وحدة الوجود مع عدم الجهر بهذه الفكر يمكن أن يكون عاملاً مشتركاً أو فكرة مسروقة من البهائية.
    ٧/من مباديء الديانة البهائية (تأسيس محكمة عالمية لفصل الخصومات بين الدول.) – ربما من هذه تم اخذت الطائفة الجمهرية فكرتها عن الحكومة العالمية.
    وقد يسأل البعض لماذا استخدمنا مصطلح سرقة ولم نطرح مصطلح تأثر أو اقتباس. واقول هنا أن الحمهوريون يدعون أن فكرتهم جديدة كل الجدة وغير مسبوقة ،كما ان محمود محمد طه والجمهوريون لم يشيروا قط لمراجعهم الفكرية ومصدر أفكارهم ، وفي ظل هذا التطابق الكبير فإن الأمر يصبح سرقة ادبية لا غير .
    عادل عبد العاطي
    ١٢ يوليو ٢٠٢١م

    المعلومات مختصرة عن البهائية اخذناها من هذا المصدر :

    .bahai.org
    المعلومات عن الفكرة الجمهورية مأخوذة من كتبهم ومقالات لهم وعنهم وحوارات مختلفة معهم ومن موقعهم شبه الرسمي :
    alfikra.org


    تنويه من ناقل الموضوع
    تم حذف وصلات المواقع
    الالكترونية خشية التأثير على ترتيب واتساق الموضوع حين وضعه في المنبر
    /-/-
    [email protected]
                  

07-28-2021, 10:12 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)



    كتبت في البوست الآخر
    عادل عبد العاطي ماذا حدث له؟
    الفكرة الجمهورية هي الفكرة الجمهورية ذاتها لم تتغيير بعد إغتيال الإستاذ محمود
    عادل عبد العاطي كان من أكثر الناس دفاعا عن الفكرة
    -كان يضعها في خانة الإستنارة الإسلامية
    ويضع الأستاذ مع قمم المفكريين الإسلاميين
    - كان يثمن علي جهد وإجتهاد الفكرة حول المراة والميراث والمساوة في الحقوق والواجبات وإعتبار أن تعدد الزوجات ليس أصلا في الإسلا
    م
    - لم يكتفي عادل برفض حد الردة من حيث المبدأ والتأكييد علي حق تبديل الفكر والمعتقد فقط وإنما رفض إعتبار إن الإستاذ محمود
    مرتدا وإن الفكر الجمهوري فكر إرتدادي ـ وإعتبره الفكرة الجمهورية فكرة إسلامية مستنيرة
    وأن الإستاذ مفكر إسلامي متقدم ومستنير ..ذلك مقابل الفكر السلفي والإسلامي التقليدي ـ وكل ذلك من داخل حقل الإسلام
    واليوم يخرج الأستاذ محمود والفكرة من الدين الإسلامي بإعتبارها دين جديدد
    كالبهائية ـ بل إعتبرها قد سرقت رؤاها من البهائية ـ علما أن منبع الفكرة وجذورها ـ مبثوثة في الفلسفة والتصوف الإسلامي القديم ـ
    ثانيا
    موقف الفكرة من المراة والرق والجهادالهجومي الخ نبع من ذات الدين الإسلامي ـ الإعتماد علي بعض المنسوخ والمكي
    في التأسيس لرؤية تشكل مخرجا للفكر الإسلامي من مأزقه أمام قضايا وتحديات العصر
    ثالثا وقوف الإستاذ محمود ضد مشروع الدستور الإسلامي وقوانين ديسمبر
    والتحنط السلفي والوهابية والأخوان موقف متقدمبين معدن الفكرة الأصيل
    ـ رابعا صحيح أن الإستاذ لم يشمل الحدود ضمن منظومة خطابه التجديدي
    ولكنه ـ لم يدعو لتطبيقها علي الأقل في زماننا هذا بل دفع حياته رفضا
    لتطبيقها
    خامسا
    الفكر ة الجمهورية إسلامية إجتهدت وقدمت حلولا جرئية وطرحت مخارجا
    لامعة ولكنها تبقي فكرة تتحرك في سياق حقل الدين الإسلامي
    ـ لذا يجب أن تتطرح منظومة علمانية وإنسانية وأخلاقية من فضاء وحقل إنساني
    وعلماني بحت ـ لايقيده دين أوعرق أو جنس
    *لذا تجدني وكعلماني سوداني
    أثمن علي رؤاها المتماشية مع روح العصر وقيم المواطنة وحقوق الإنسان
    والديموقراطية وحقوق المراة
    وأمضي في طريقي رافضا تطبيق الحدود والشريعة العقابية ومناضلا من أجل حقوق الإنسان والمواطنة والتشريعات الوضعية
    * أرفض تماما إخراج الفكرة الجمهورية من حقل الإسلام ومن دين أرتضوه
    لأنفسهم وإجتهدو بشكل مختلف نوعا وكما عن كثيرا من التيارات الأخري
    - خرج مارتن لوثر كنق ' الأول" من الكهنوت الكنسي والتكلس وطور المسيحية
    ـ ممهدا لنهوض البروتستانت ـ وفاسحا الطريق لعصر النهضة والتنوير
    وذلك من داخل حقل الدين المسيحي لاخارجها ـ وهاهو الإستاذ محمود نسبيا
    يخرج من قمقم التكل بشكل يفتح المجال لمزيدا من الإجتهاد وإعمال العقول والتنوير والجراءة
    والمبادرة
                  

07-29-2021, 04:34 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: كمال عباس)

    لاتثريب علي أخونا عادل عبدالعاطي لأنو بيتكلم بما تجود به حواسه الخمس.الفكر في مرحلة الأديان بالضرورة يكون مختلف واي انسان غير ممارس ممكن يراه متناقض تناقض شديد وفي الحقيقة هوكذلك... مسيحي يهودي بوذي مسلم هندوسي...حيث فيه عادل عبدالعاطي، عبدالحي يوسف، محمد مصطفي عبدالقادر ، محمد الزبير محمود... Same same... كل واحد بيقول أو بينتقد دين الفردية علي حسب إجتهاده وكمية الكتب التي قرأها عن الأديان..!.... أما الفكر في مرحلة مافوق الأديان أو ممكن تقول لما Transcend الدين الجماعي دائما هو واحد ولاسبيل إليه بالقراءة......... هذا هو دين الفردية ، ليس لدين القطيع فيه أي حظ... عشان كده نجده عصي علي العقول لأنها تعقل بالثنائيات..... في دين الفردية.. تقرأ للفكر الجمهوري، الفكر اللاوتسي(الطاوي)، الزرادتشي، الكونفوشيسي,,,,الإسلامي(بن عربي، النفري، سهروردي) ... البهائية، اليزيديه... الخ تجده خارج من مكشاة واحدة يتساوي فيه أنشتاين(عقل يحلل الحقيقة) والصوفي(قلب يعيشها) إذا هم مارسوا دين الفردية...
    عشان كدة نجد فكر الأستاذ محمود كأنه صورة كربون من البهائية (طبعا)في نظر أخونا عادل عبدالعاطي!!

    (عدل بواسطة Mohamed Adam on 07-29-2021, 04:40 AM)
    (عدل بواسطة Mohamed Adam on 07-29-2021, 05:32 AM)

                  

07-29-2021, 09:30 AM

الصديق الزبير
<aالصديق الزبير
تاريخ التسجيل: 04-14-2021
مجموع المشاركات: 369

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: Mohamed Adam)

    * الشيء الملاحظ في كتابات عادل عبدالعاطي دا ـ عن الأستاذ ، انو دائماً بيحذف كلمة " أستاذ " ـ من أمام الإسم ، ما بيكتب " الأستاذ " ـ بيكتب " محمود " ـ ظاهر انو بيستكتر ويستنكر كلمة " أستاذ " ـ لشيء في نفسه !!
    * لو كان نزيه في نقدو وما عندو غاية أو غرض في نفسه ـ من الحكاية دي ـ ما كان بيكتب الإسم بالطريقة دي ـ كان على الأقل بيحفظ للأستاذ حقه ـ بكتابة الإسم بالصيغة المعروفة في الوسط الأكاديمي ، والمعروفة عند عامة الناس !!
    * لكن كتابتو لإسم الأستاذ بالصورة دي ـ في حد ذاتها ـ دليل على عدم الإحترام ـ الناتج عن الغرَض والغرور والمرَض الكامن في نفس الكاتب دا ـ تجاه الأستاذ ـ و " الغرَض مرَض " .
    * وحكاية انو الفكرة الجمهورية مسروقة ـ دي ما حاجة جديدة ـ عادل عبدالعاطي دا ، ما أول زول يقول الكلام دا !!
    * في ستينات وسبعينات القرن الماضي ـ في واحدة من المحاضرات ال قدمها الأستاذ ـ بعنوان : الإسلام وإنسانية القرن العشرين " ـ في معاهد الأحفاد ـ في الخرطوم ـ قام واحد من الحضور ، و قال بـ النَص : " داير أبرهِن ليكم على كذب الأستاذ محمود محمد طه ، قال في مقابلة صحفية الأستاذ قال : انو لم يقرأ لـ ابن عربي ، وابن عربي هو الذي سرَق منه الأستاذ كل أفكاره " ـ دا كلام المُتحدث في المحاضرة .
    * رد الأستاذ على الإتهام دا ، قال ليهو : في المقابلة الصحفية ، أنا ما قلت ما قريت لـ ابن عربي ، ولا يمكن واحد صحفي أن يسأل انت قريت لـ منو ؟! ، قال ليهو : إذا كان أنا عمري 60 سنة ، أكون قريت لـ ناس ما ممكن أتذكرهم ، قال ليهو : السؤال كان : اتأثرتَ بـ منو ؟! قال : اتأثرتَ بالغزالي والنبي !!
    * وبخصوص الرد على إتهامه بسرقة أفكاره من ابن عربي ، الأستاذ قال للمتحدث دا : أولاً التُهمة بـ انو أنا كُتبي مسروقة من ابن عربي ، دي ما بقيف عندها كتير ، لكن بقول حاجة واحدة : انو ابن عربي من كِبار العارفين ، ولو كان اليوم موجود ـ كان يبقى معانا !!
    * قال ابن عربي لعظَمة معرفتو ـ وهو في القرن السادس ، ـ كان بيحلم باليوم دا ، كان بيحلم بالدولة الجاية ، وبيقول : لنا دولة في آخر الدهر تظهر .. وتظهر مثل الشمس لا تتستر !!
    * دا رد الأستاذ ، وكلامو عن ابن عربي ـ كلام الرجال ال بيعرفوا أقدار الرجال ـ ما قال عنه حرامي ، ولا قال عنه سارق ، ولا انتقص من قدرو ، ولا قال أنا أفضل منه !!
    * والإنسان ال بيتابع نهج الأستاذ في نقدو للأفكار الأخرى ، وللأشخاص ـ يلاحظ ـ بوضوح ـ انو الأستاذ ـ إطلاقاً ـ ما بينتقص من قدر الشخص ، ولا بيحاوِل يجرِّمو ـ أو يقلِل من قدرو ـ لا بصورة مُباشرة ، ولا بصورة غير مُباشرة ـ فقط بينتقِد الأفكار ، وبيحفظ للإنسان حقو من الإحترام ـ كامل !!
    * نقدو دائماً هادف وبنَّاء ونزيه ومُبرَّأ من حظ النفس ـ غايتو من النقد ـ دائماً ـ الإصلاح حيث أمكن الإصلاح ـ وليس شيء غير الإصلاح .
    * انتقد الماركسية ، وأثبت لها ما لها من حسنات ، وما عليها من سيئات ، واتكلم عن ماركس ، وغيرو من الأشخاص ال كان عندهم تأثير ودور في مجرى الفكر الإنساني ـ من دون أن ينتقِص من مكانتهم أو يمسَّهم في شخصهم .
    * انتقد افكار مصطفى محمود ـ أشد الإنتقاد ـ لكن لم يجرِّمه ولم يبخسه لقبه العلمي كطبيب ـ في كتاب القرءان ومصطفى محمود ـ الأستاذ دائماً بيكتب عنه اسمو المتعارف عليه في الوسط الأكاديمي ، وعند عامة الناس ـ كما هو ـ بيكتب : الدكتور مصطفى محمود ، بل ويزيد عليها بـ الدكتور الفاضل !!
    * دي صوَر ونماذِج من أخلاق الأستاذ ـ بتوضِح مدى حِرصو على إحترام وإكرام الإنسان وحفظ مكانتو المعروفة عند الناس .
    * بينتقِد وبيختلِف مع الأفكار ، لكن ما بيبخس الناس أشياءهم .

    (عدل بواسطة الصديق الزبير on 07-29-2021, 10:28 AM)

                  

07-29-2021, 02:18 PM

Khalid Abbas

تاريخ التسجيل: 12-16-2017
مجموع المشاركات: 1993

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: الصديق الزبير)

    Quote: بكتابة الإسم بالصيغة المعروفة في الوسط الأكاديمي ، والمعروفة عند عامة الناس !!

    كيف يعني في الوسط الاكاديمي ؟ لو بنتكلم عن لقب مشهور ممكن تكون مقبولة وفي كل الاحوال عدم الاستعانة بإسم الشهرة لا يعني أي تقليل من قيمة الرجل
    يعني لو عملت مقال عن تنقا وقلت منصور الموضوع عادي جدا
                  

07-29-2021, 08:04 PM

الصديق الزبير
<aالصديق الزبير
تاريخ التسجيل: 04-14-2021
مجموع المشاركات: 369

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: Khalid Abbas)

    نعم ـ اللقب أو إسم الشُهرة ، ما بيفرِق بـ شيء عند الإنسان الحُر العارِف ـ لأنو ما بيزيد ولا بينقّـِص من قيمتو شيء ـ (معرفتو لنفسو ـ في حد ذاتها ـ بتغنيهو عن أقوال وكلام الناس فيه و عنه ـ مدحاً أو قدحاً) .
    * لكن ـ كاتب المقال هنا ـ مع التلطُف في اللُغة واستخدام العبارات ال بيحاوِل من خلالها يعكِس للناس ـ صورة الناقد الباحث عن الحقيقة بعيداً عن الغرض ـ لكن ، واضح انو عندو غاية وغرض من كتابة إسم الأستاذ ـ مجرد من الصيغة المُعتادة والمألوفة عند مُحبيه وعند غيرهم من المُعارضين المُنصفين .

    (عدل بواسطة الصديق الزبير on 07-29-2021, 08:07 PM)

                  

07-29-2021, 08:19 PM

ABUHUSSEIN
<aABUHUSSEIN
تاريخ التسجيل: 08-14-2002
مجموع المشاركات: 39330

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: الصديق الزبير)

    استاذ دي فرض عليكم انتو اتباعه لكن ما تفرضها على غيرهم ....
                  

07-29-2021, 09:27 PM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: ABUHUSSEIN)

    أستاذ دي شنو يعني؟ هل هي رُتية أم أنها كلمة تُقال احتراماً أو تقديراً لشخص؟حتى كلمة أستاذ أصبحت لقب؟
    Quote: أولاً التُهمة بـ انو أنا كُتبي مسروقة من ابن عربي ، دي ما بقيف عندها كتير ، لكن بقول حاجة واحدة : انو ابن عربي من كِبار العارفين ، ولو كان اليوم موجود ـ كان يبقى معانا !!
    ابن عربي كان يبقى معانا!!! دا كلام غير معقول وفيه شطط. والمشكلة أن محبي محمود لا يرون في كلامه ما ينافي الواقع والعقل، ولا يرون فيه أي خطاً ولا يجرأون على التشكيك فيه أو انتقاده، او حتى التساؤل. وهذا نوع من cultism. يعني محمود لا يخطئ.وماذا عن سيدنا محمد عليه السلام، هل سيكون معهم أيضاً؟ علماً بأن محمود محمد طه لا يضيف لاسم النبي الكريم أي صفة عندما يذكره، بل يقول محمد، حاف كدا. لماذا يا أخانا الصديق الزبير لم تغضب لعدم تبجيل نبي الإسلام عليه السلام؟تعمّدت كتابة محمود حافّة كدا لأن هذا هو اسمه. وهو نفسه لم يكن يذكر اسم النبي الكريم مسبوقاً أو متلُوّاً بصفة تبجيل.

    (عدل بواسطة Shinteer on 07-29-2021, 09:29 PM)

                  

07-30-2021, 06:27 AM

الصديق الزبير
<aالصديق الزبير
تاريخ التسجيل: 04-14-2021
مجموع المشاركات: 369

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: Shinteer)

    يا شنتير
    * مافي أي مقارنة بين مقصود الأستاذ في كتابتو لإسم الرسول محمد ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ وبين مقصود كاتب المقال هنا ، و زي ما بيقولوا لكل مقام مقال ـ كاتب المقال هنا ذاكر إسم الأستاذ في مقام تجريم ـ " سـرقة " ـ عشان كدا أنا وقفتَ في صيغة كتابتو للإسم بالصورة دي !!
    * الكاتب عندو قصد واضح من كتابة اسم الأستاذ مجرد من أي إضافة ، و قصدو ـ بدون شك ـ هو : عدم إعطاء الأستاذ حقه من الإحترام والتقدير اللائق ، و قال عن الفكرة انها كلها : " سرقة أدبية " !!
    * فهل توجد مُقارنة ؟!
    * ولو سألتك ـ حسب معرفتك عن الأستاذ محمود محمد طه ، هل قرأتَ له أو سمعت عنه كلام فيهو قدح أو تقليل من قدر الرسول محمد ، أو غيرو من الأنبياء والمرسلين ؟!
    * اقرأ في مؤلفات الأستاذ ـ عشان تعرف وتتأكد بنفسك من صِدق الأستاذ محمود في تقديرو وتوقيرو ومحبَّتو للرسول محمد ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ، وعشان تعرف انو الطريق إلى الله ـ ما جدل وغايات نفوس ـ الطريق قبل أي شيء ، هو : صِدق وأدب ومحبَّة .
                  

07-30-2021, 06:58 AM

عبدالعظيم عثمان
<aعبدالعظيم عثمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 8399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: الصديق الزبير)

    وين المشكلة اذا عادل قال محمود سليقة ساي بدون لقب أستاذ
    ممكن يقول الزول أب ملافح داك العنده صورة وكأنة واقف في حيطة قدام المرمى
    وين المشكلة وين الإنتقاص
    من هنا تبدأ القداسة ودي حاجة ما كويسة
                  

07-30-2021, 08:15 AM

الصديق الزبير
<aالصديق الزبير
تاريخ التسجيل: 04-14-2021
مجموع المشاركات: 369

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالعظيم عثمان)

    القصة ما تقديس ولا أي شيء ـ فقط حفظ حق الآخرين ـ من الإحترام ـ ما أكتر .
    * في مقال عادل عبدالعاطي دا هنا ـ لا يخفى على القاريء ـ قصدو من كتابة اسم الأستاذ بالصيغة دي ، ومضمون مقالو برهان ودليل على قصدو .
                  

07-30-2021, 08:53 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7538

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: الصديق الزبير)

    أكثر من سيضر بالمحبة والتقدير التي نالها الأستاذ محمود في وقفته الباسلة في مشنقة السفاح نميري هم الجمهوريين الذين تحولوا هذه الايام إما الي حيران يقدسون الشيخ ويألهونه كأي طريقة صوفية أو طائفة أو حزب سياسي مع انه الاستاذ محمود كان مجاله الفكر لكن ما طلع من تلامذته إلا قلة يعدون على أصابع اليد الباقين بيكرروا في كلامه دون أي إضافة ولا اجتهاد من عندهم ، يعني شنو ما قال الأستاذ زي الأنصار زمان لو ما قلت الإمام ولا السيد
                  

07-30-2021, 08:55 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: muntasir)

    مازن سخاروف يرد على عادل عبدالعاطي

    خطاب الجمهوريين العدائي تجاه المرأة، أم تحيز عادل عبد العاطي ضد الجمهوريين؟ رد (1) .. بقلم: مازن سخاروف

    النار من مستصغر الشرر: عادل عبد العاطي والتدليس في التاريخ – والجهل لا يشفع له
    هذا المقال كتبته بعد أن أطلعت على مقالة للسيد عادل عبد العاطي بعنوان “الطائفة الجمهورية والخطاب المعادي للمرأة (1)”, نـُشرت بتاريخ 17 يوليو 2021 بموقع سودانايل. مادة المقال كما فهمت أراد لها صاحبها القول بإن محمودا والإخوان الجمهوريين يحملون ويبشرون بخطاب معاد للمرأة وجائر في حقها. إلى هنا, فليس هناك ما يثير الاستغراب, فلعادل حق انتقاد الجمهوريين سواء كانت حججه مقنعة أم غير ذلك. لكن الذي استدعى انتباهي ضمنما قرأت من المقالة, هذه الجزئية, إقتباس:
    =============================
    أما في موضوع تعدد الزوجات فالجمهوريون ايضا يتراجعون هنا حتى عن اصدقائهم البهائيين، الذين منعوا التعدد بشكل كلي
    ==============================
    البهائيون, لمن لا يعرفهم طائفة شديدة الإرتباط بالإنجليز ومصالح الإمبراطورية البريطانية. كما أن لها تاريخا في الشقاق والفتنة في بلاد فارس, إيران حاليا, كما في العراق وغيرها من الأمصار تشمل بلادا في آسيا الوسطى. فسلفهم البابيون خرجوا بفتنة لم يسبق مثلها في البلاد إنتهت بإعدام زعيمهم الذي تولى كبر أمرهم “الباب”. وهم, أي البهائيون “طوروا” الفكرة إلى رسالة عالمية للملعنة*؟ لماذا “ملعنة”؟ لأن أهدافهم تلتقي مع أهداف الإمبراطورية البريطانية في استغلال وحرف الحركات الدينية عن طريق تبني دعوة ظاهرها الوفاق والسلم العالمي عن طريق فكرة انسانية في حوار الأديان. لكن باطنها وللأسف هو التمكين للإستعمار الأوربي, والإمبراطورية البريطانية تحديدا لاختراق الأمم وحكمها.
    هناك حركات إجتماعية شتى تتحدث عن فكر عالمي “لكل الإنسانية”: الماركسية مثلا عالمية. لكن الفرق الجوهري بين الماركسية والبهائية, أن الأولى ضد الإستعمار والثانية متماهية معه. والأدلة على تورط الطائفة البهائية كجماعة في خدمة الإستعمار واضحة ومذكورة في المراجع والدراسات التاريخية. على سبيل المثال فقط, إقتباس:
    “عدد البهائيين في فلسطين 158. (الـ) سير عباس أفندي عبدالبهاء ساح في أوربا وأمريكا كثيرا لنشر دعوته وتم جعله KBE في الرابع من ديسمبر من عام 1909م (أي فارسا قائدا بـ (مقام) الإمبراطورية البريطانية, إضافتي, سخاروف(1)), لخدمات جليلة قام بها للحكومة البريطانية (2)”.
    المصدر, مرشد كتاب فلسطين, حرّره هاري تشارلْز لوك مساعد حاكم القدس, وإدورد كيث-روتش, السكرتير الأول لحكومة فلسطين؛ قدّم له المبجل سير هربرت ساميول, لندن, 1922, ص.59
    The handbook of Palestine, Harry Charles Luke, B.Lr1r., M.A., Assistant Governor of Jerusalem And Edward Keith-Roach Assistant Chief Secretary to the Government of Palestine (Ed), with an Introduction by the Right Hon. Sir Herbert Samuel, P.C., G.B.E.
    High Commissioner For Palestine, London, 1922
    قد ينبري المتحججون فيقولوا “ياخ سير ده لقب ساي, يُعطى للأدباء والشعراء والمدنيين والعسكريين؛ شنو إمبراطورية وقيامة”. أهم شيئ أنني بيّنتُ تفصيل اللقب (راجع الهامش رقم 1 أدناه), وارتباط المسمى بالإمبراطورية البريطانية؛ كما أبين هنا أيضا الجهة وراء العطاء: وزارة الخارجية البريطانية التي تقوم بإذاعة وترتيب منح الألقاب لخدام الإمبراطورية ” في الأيام الأخيرة من كل عام شمسي” (الديمقراطية والتحيز, مازن سخاروف, ص.64). لكن المهم هو “طبيعة الخدمات” التي يؤديها الشخص للإمبراطورية جنبا إلى جنبا مع اللقب كمكافأة للخدمة. ما الذي أداه البهائيون في (فلسطين وغير فلسطين) لصالح الإستعمار “في مرحلة مبكرة” من احتلال البريطانيين لها؟ الكتاب المرشد الذي اقتبسنا عنه ليس في جانب منه سوى دعاية لأمجاد مزعومة لليهود في فلسطين (راجع على سبيل المثال القسم المختص بالحفريات Excavations في الكتاب). لكن فيما هو أشمل من ذاك ولم يذكره الكتاب فنجد الدور الإستخباري للبهائيين في جمع المعلومات وتأجيج الفتن بإرادة الإمبراطورية. هذا سفر يستلزم بحثا منفردا. لكنني في هذا الموضع أكتفي بذكر حقيقة تاريخية: عبد البهاء فارس الإمبراطورية كان جاسوسا لصالح بريطانيا في حربها التي انتزعت فيها فلسطين من الخلافة العثمانية. كان من خسته وخيانته ينقل الأسرار العسكرية للبريطانيين حتى اكتشف العثمانيون أمره فأرادوا دق عنقه, ولم ينقذه إلا دك حوافر جيش الجنرال اللنبي لأسوار عكا والقدس (3). أختصر وأقول, لنا في التاريخ عبرة وقدوة في بيان الإختلاف بين سيرة “المهدي” السوداني, والمهدي الإيراني, أي بهاء الله مندوب الإستعمار (ومن بعده إبنه حسين أفندي عبد البهاء). فالأول “ود الرجال” سماه البريطانيون المتمهدي حنقا عليه, وكان بينهما ملاحاة وعلقة تلو العلقة من حملات استعمارية غازية ودم العديد من جنرلات وضباط الإمبراطورية الذين قُتل بعضهم شر مقتل وأهين بعضهم الآخر إهانة شخصية لن ينساها أحدهم حتى الممات**. أما الثاني, فقد قصصت من شر نبئه عليكم ذكرا.
    The moral of the story, when it comes to Mahdism and Mahdis, one needs to separate the patriotic Mahdi (necessarily against British occupation) from the FRIENDLY MAHDI working for the British!
    المشكلة, إذن ليست في العالمية التي تنادي بها البهائية, بل في الأجندة وراء عالمية الفكرة. من العجيب والغريب أن الأستاذ محمود وتلاميذه الجمهوريين الذين هم زملاؤنا في الكفاح ضد الإستعمار, يتجرأ عادل عبد العاطي على أن يصفهم بأنهم أصدقاء البهائيين. وفي هذا شبهة تدليس في التاريخ تلحق بعادل عبد العاطي تشير عن جهل أو سوء غرض منه عن شبه يثير الغثيان بين الجمهوريين الوطنيين والبهائيين مناديب الإستعمار. لكن سواء لم يؤدّ عادل عبد العاطي واجبه المنزلي في استذكار التاريخ, أو هو يتعمد تشويه الجمهوريين, فالنتيجة واحدة. وسؤالي له, هل ما خضتَ فيه منبعه خطاب الجمهوريين “العدائي” تجاه المرأة, أم بالأحرى تحيزك تجاه الجمهوريين؟
    تقميش:
    الجزئية التي ذكرها عادل عبد العاطي عن منع البهائيين لتعدد الزيجات حمالة أوجه. فالبهاء الكبير, أي بهاء الله جمع بين الزوجات مثنى وثلاثا رسميا (وهناك من يذكر رابعة غير رسمية). أما منع التعدد للبهائيين, فقد جاء به إبنه الجاسوس “السير” عبد البهاء وليد الإنجليز. هذا في النظرية. لكن في التطبيق عند البهائيين, فهناك كلام أتدثر بالحشمة الأكاديمية فأعرض عن ذكره.
    هذا هو جاسوس الإنجليز الدعيّ الذي أراد عادل عبد العاطي مقارنته بالأستاذ محمود وتصوير الجمهوريين كأصدقاء للبهائيين سيئي الذكر. لماذا؟ محمود محمد طه الرجل الشريف والمناضل الراكز الذي وهو في غياهب سجن الإنجليز قال مثل يوسف تصبرا, “ربِّ السجن أحبُّ إليّ مما يدعونني إليه” (من قوله تعالي من سورة يوسف). كلما زيفوا بطلا, قلتُ قلبي على وطني (الفيتوري).
    كان يمكن لمقالة عادل أن ينتج عنها فرضية حوار جيد حول ما يتبناه ويطرحه حول خطاب الجمهوريين نحو المرأة, ولكنه أساء التقدير و”جابها وارمة” من “قولة تيت”. ما هكذا تورد الإبل يا كُتاب يا بتاعين العلام والمدارس.
    للحديث تكملة.
    مازن سخاروف
    الهوامش
    ————————–
    * البابيون انقسموا إلى أزلية (أتباع كبيرهم مرزا يحيى “صبح الأزل”, الذي كان خليفة زعيم الفتنة, أي “الباب”) وبهائية (أتباع أخي مرزا يحيي, مرزا حسين علي, الذي سمى نفسه البهاء؛ إبنه حسين أفندي عبد البهاء هو المذكور في الإقتباس عن “مرشد كتاب فلسطين). ولا خير في هؤلاء في تقديري ولا أولئك. الحديث عن فساد البابيين والبهائيين في الأرض يتطلب الخوض في تحريف للتاريخ على يد كثيرين مثل المتشيخن محمد عبده حين تحدث عن “فتنة ببعض البلاد الشرقية” – دون أن يسميها, أي البلاد, أو يفضح الملاعين وراءها, أي الفتنة– والمتأفغن جمال الدين, وتلك حجية أخرى نتركها لمقال آخر.
    ** مثل كتشنر الذي إهانته على يد فرسان المهدية جاءته في “دبُره” مرغما على تذكرها كلما مشى للمرحاض. وتلك حجية أخرى.
    (1) الذي جاء في النص الإنجليزي الأصل عن اللقب الذي أنعُمَ به على زعيم البهائيين (من بعد موت أبيه) عبدالبهاء هو K.B.E الذي يذكر بعد إسم الشخص الحائز عليه (لكن إذا أريد أن يذكر قبل اسم الشخص, فيقال “سير” فلان, مثلا سير عبدالرحمن المهدي, سير علي المرغني, والد محمد عثمان المرغني، , سير عبدالبهاء, وهكذا حين يأتي ذكر المخلصين من خدام الإمبراطورية). نستطرد عن اللقب KBE:
    فهو اختصار لـ Knight (Commander) of (the order of) the British Empire كما ترجمناه. وأدناه أورد النص الإنجليزي لأصل الإقتباس أعلاه:
    “The number of Baha’is in Palestine is 158. Sir ’Abbas Effendi ’Abdu’l Baha had travelled extensively in Europe and America to expound his doctrines, and on the 4th December, 1919, was created by King George V. a K.B.E. for valuable services rendered to the British Government in the early days of the Occupa-tion.”
    بصدد “مقام” الإمبراطورية راجع كتابنا الديمقراطية والتحيز, ص. 64
    (2) مرة أخرى ألفت نظر القراء إلى الفرق بين حكومة بريطانيا العظمى Government of Great Britain, والحكومة البريطانية, أي The British Government, وتفصيل ذلك باختصار أن المفردة الثانية, أي “الحكومة البريطانية” صلاحياتها فوق صلاحيات ما تعبر عنه المفردة الأولى. فالثانية, وباختصار كذلك تعني الإمبراطورية البريطانية المسؤولة عن رعاية مصالح بريطانيا في كل أنحاء العالم (إضافة للمخابرات والأمن), ويمثلها رسميا المكتب الأجنبي, أو وزارة الخارجية البريطانية. إذن وزير الخارجية البريطاني هو “الجوكر” الذي لا يسري عليه ما يسري على بقية الوزارء في التشكيلة الوزارية, لأنه ببساطة يتبع لوزارة مستقلة عن حكومة بريطانيا العظمى, ومؤتمرة بأمر حكومة أخرى تسمى الحكومة البريطانية التي ليست سوى إحدى المترادفات للإمبراطورية البريطانية التي لا تزال الشمس في القرن الحادي والعشرين غير غائبة عنها ولكن أكثر الناس لا يعلمون ويعتقدون بأنها شيئ من الماضي. هذه الإزدواجية الخطيرة في السياسة البريطانية تحدث عنها المؤرخ الأمريكي إي سي نوث في كتابه “الإمبراطورية المدينة: الطبيعة الإنفصامية للحكومة البريطانية؛
    E. C. Knuth, The Empire of the City: The Jekyll/Hyde Nature of the British Government, 1944
    قد يتساءل المرء, ما ماهية الحكومة البريطانية والإمبراطورية البريطانية إذن بعد تبيان الفرق؟ الإمبراطورية البريطانية عبارة عن شركة خاصة (شركة عديل كدة) إسمها شركة لندن The London Corporation. ولندن, “قول واحد” مدينتان؛
    مثلما, “قول إتنين” عمدة لندن عمدتان (فأحدهما الذي يسمى Mayor of London هو العمدة الصغير الذي “لا يحل ولا يربط إلا في الحدود مثل البريطاني الباكستاني صادق خان؛ أما العمدة “الكبارة” الذي يسمى The Lord Mayor (of London), فهو “رئيس الشغلانة” و”كبير القعدة” والمدير التنفيذي عمليا لشركة لندن, ومن ثم الحكومة البريطانية)؛ مثلما, “قول تلاتة” الحكومة البريطانية حكومتان. لندن مدينتان, لندن الكبرى أو
    Greater London, ولندن “المدينة” أو The City, التي هي منطقة صغيرة في عمق لندن بها رئاسة “الجهاز” الإمبراطوري, ولها شرطة خاصة بها كانت في الماضي وقبل إنشاء جهاز الشرطة تسمى بالمليشيا, واليوم تسمى The City of London Police, وهو جسم من القوات النظامية لا يتبع لجهاز الشرطة البريطانية (ربما يدرك القراء الآن لماذا في السودان جيشان رسميان, فالإمبراطورية تحكم العالم بمبدأ التناقض). ولندن “المدينة” هي المنطقة الوحيدة في المملكة المتحدة التي ليس للبرلمان البريطاني “سيادة” عليها. فشن قولكم؟
    (3) يذكر كل ذلك حفيد عبد البهاء, “شوقي أفندي” في مذكراته, التي تُرجمت من الفارسية إلى الإنجليزية بعنوان نعوذ بالله منه: “الله مر من هنا”. كبرت كلمة تخرج من أفواههم. جاء في مذكرات شوقي أفندي بشأن عمالة جده وحماية الإنجليز له, إقتباس, ترجمتي, وما بين الأقواس إضافتي, إلا أن يذكر غير ذلك صراحة:
    ==============================
    ليس هناك حاجة للخوض في الخطوات الحثيثة التي قام بها المؤمنون الإنجليز (لا هل يقصد بـ”المؤمنون” مؤمنين بالمسيحية أم اليهودية – لورد كيرْزْن مثلا كان يهوديا؛ تابع القراءة, البهائية, أم حتى الصهيونية؛ في تقديري هذه إشارة للإيمان بـ”مهندس أعظم” للكون, وهي إشارة ليس مقصودا بها الله عز وجل كما قد يعتقد الكثيرون, بل, هي إشارة “لابسي المريلة” إلى إبليس, والعياذ بالله, إضافتي, سخاروف), والذين حانما اطلعوا على الخطر المحدق بعبد البهاء سعَوْا لضمان إنقاذه؛ بصدد الإجراءات المستقلة حيث أُطلع اللورد كيرزْن وآخرون في الحكومة البريطانية (المقصود هنا التشكيلة الوزارية British Cabinet, سخاروف) على الحالة الحرجة في حيفا؛ حول التدخل الفوري من لورد لامنقتٌن, الذي كاتب وزارة الخارجية فورا (إنظر الحاشية رقم 2 أعلاه, كما الحاشية رقم 4 أدناه عن الدور التخابري والأمني لوزارة الخارجية البريطانية, سخاروف) “لشرح أهمية وضع عبد البهاء”؛ حول المرسول الذي بعث به وزير الخارجية اللورد بلفور***؛ حول اليوم الذي وصل فيه المكتوب إلى الجنرال ألنبي معطياه إياه تعليمات بمنح “كل الحماية والإعتبار لعبد البهاء, لأسرته وأصدقائه”؛ حول البرقية التي بُعثت من بعدُ من ذلك الجنرال بعد الإستيلاء على حيفا, إلى لندن معلمة “أخبر العالم أن عبد البهاء حيٌّ يُرزق”؛ حول الأوامر التي أصدرها ذات الجنرال إلى القائد العام المسؤول عن العمليات في حيفا “لضمان سلامة عبد البهاء, ومن ثَمّ إعاقة النية الصريحة للقائد العام التركي (وفقا للمعلومات التي وصلت هيئة المخابرات البريطانية – كما في الأصل, سخاروف) بـ “صلب عبد البهاء وعائلته على جبل كارمل” إذا قُدّر للجيش التركي الإنسحاب مجبرا من حيفا والتقهقر شمالا”. أنه الإقتباس.
    ============================
    المصدر:
    God Passes By, Shoghi Effendi, e-book, Project Gutenberg, 2006 [1927]
    الحفيد عبد البهاء يمضي في كتابه المذكور ليتحدث بكل وقاحة عن السنوات التي مرت بين “تحرير فلسطين” على “يد القوات البريطانية ورحيل عبد البهاء”. تماما مثل وقاحة وقوة عين الجلابة الذين أتحفونا في مقرر التاريخ بـ”سقوط الخرطوم” على يد المهدية, و”الفتح الإنجليزي المصري” على يد كتشنر. الدرس المستفاد أن عملاء وجواسيس الإمبراطورية جاهزون “لإفساد خطط الحكومات”, مثلما فعلوا لإنقاذ جاسوسهم البهائي في فلسطين, ومن قبله تخليص حفيد جاسوس وخائن آخر هو ونستون تشرشل من جنوب أفريقيا أثناء حرب البور (البور وليس البوير كما وردت في كتاب التاريخ في المدرسة). إذ أن جون تشرشل هو أحد أجداد ونستون تشرشل. جون تشرشل خان ملِكَه جايمس الثاني ووطنه معا, حين جاءت جيوش المرتزقة بعمل إنزال في نوفمبر 1688 قبالة السواحل الإنجليزية, حين ولى الدبر وهو قائد أهم مكون للجيش الإنجليزي ومستشار الملك “الأمين”. وهذا في انقلاب أبيض على الشرعية يسمى في تاريخ بريطانيا المزور بالثورة الأبية The Glorious Revolution.
    خيانة تشرشل الكبير تمت التستر عليها بالأمس بعمليات جراحية لتجميل ما لا يمكن تجميله من قِبَل كوكبة من المرتزقة المحترفين منهم تشرشل الصغير نفسه, أي ونستون تشرشل؛ تماما مثلما تم التستر على خيانات الباشبوزق فتصبح قبيلة البعض منهم في بعض كتب التاريخ و”بقدرة قادر” “القبيلة السودانية الوحيدة التي قاومت الغزو التركي”. ما أشبه الليلة بالبارحة. ستقول ألسنة الذباب قصيدة وسيعتلي ذئب الجبال المنبرا (محمد عبد الباري). على أية حال, تفصيل حدوتة تشرشل الصغير بإذن الله في سلسلة مقالات تالية عن “الرجل غير المناسب: الفساد في السودان كنموذج أصغر لنظيره في بريطانيا”. رابط الجزء الثاني:
    https://sudanile.com/archives/141942https://sudanile.com/archives/141942
    *** بلفور الملعون هو صاحب الإعلان الشهير الشهير بجعل وطن قومي لليهود في فلسطين في عام 1917 – عطاء من لا يملك لمن لا يستحق, كما هو لسان حال من لا زال بقلبه ذرة من ضمير, سخاروف). لكن هذا الإعلان سبقه صفقة قذرة “تحت الطربيزة” تشهد على فصولها دهاليز ما يسمى باتفاقية سايكس- بيكو (مارك سايكس البريطاني وفرانسواه جورج بيكوه الفرنسي) في عام 1916.
    (4) الموقع الرسمي للحكومة البريطانية يذكر الأمن القومي والمخابرات ضمن مسؤوليات وزير الخارجية:
    https://www.gov.uk/government/ministers ... -secretary
    هناك جزئية إضافية عن تبعية جهاز مخابرات إم آي سكس تحديدا لوزارة الخارجية البريطانية حسب “الترتيب الدستوري”. وسأتركها كتمرين للقارئ.
    =
    [email protected]
                  

07-30-2021, 10:31 AM

الصديق الزبير
<aالصديق الزبير
تاريخ التسجيل: 04-14-2021
مجموع المشاركات: 369

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: muntasir)

    يا منتصر ، ما لازم ولا ضروري إضافة لقب أو إسم شُهرة زيادة على الإسم الحقيقي للشخص .
    * والأستاذ محمود محمد طه ، ما مُحتاج لإضافة ألقاب ، وقداسة ، وحاجات زي دي .
    * وكلامي عنه هنا ـ هو مجرد إنصاف بس ـ ما أكتر من كدا .
    * ما بيخرج عن دائرة الإحترام الواجب تجاه أي شخصية وطنية عامة ، مؤثرة .
    * دا كل ما في الأمر .
    * ولو رجعتَ لمقال عادل عبدالعاطي الفوق دا ـ ممكن تفهم قصدو ـ بوضوح .
                  

07-30-2021, 01:57 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: الصديق الزبير)

    بصريح العبارة وبكل شفافية ووضوح :

    الفكرة الاساسية فى عقيدة محمود محمد طه " الفكرة " هى :
    ليست فكرة جديدة كما يروجّ لها اتباعه انما فكرة قديمة ومعروفة والسبب الذى كان من أجله تم قتله كان هو ذات السبب فى قتل من سبقوه
    وهم كذلك دافعوا عن فكرة الانسان الكامل والاتحاد والحلول حتى تم فيهم تنفيذ عملية القتل على سبيل المثال لا الحصر :
    - ابن عربي
    - الحلاج
    ولو كانت عقوبة الحلاج اقسى من غيره حيث تم جلده اولاً الف جلدة ومن ثم تم تقطيع يديه ورجليه ومن ثم تم قطع رقبه بالسيف وبعد ذلك تم حرقه بالنار .

    محمود محمد طه لو أتى بفكرة جديدة فهى فكرة : تقسيم القرآن الى اصول وفروع : مكي ومدني والمطالبة بعدم العمل بالايات المدنية باعتبارها لا تناسب العصر الحديث .
    وفكرة الانسان الكامل تتمثل فى : انه مرآة الله فى ذات الانسان الكامل وهذا وبلا شك يؤدي الى تأليه هذا الانسان الكامل والغلو والشطط بدعاوى الاتحاد والحلول ( حلول الله فى ذات الانسان الكامل )
    وهؤلاء يتخذون من النبي صلى الله عليه وسلم وسيدنا الخضر عليه السلام ( والذى يمثل القدر الناطق فى سورة الكهف ) وذى القرنين الرجل الطوّاف حول العالم فى سورة الكهف أيضاً
    أمثلة للدلالة على فكرة الانسان الكامل .

    Quote: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الديانة البهائية؟!


    حتى الطائفة البهائية سرقت الفكرة من ابن عربي والحلاج والجيلى والقادر الجيلاني والجرجاني والبيروني وغيرهم من أساطين فكرة الانسان الكامل .
                  

07-31-2021, 10:23 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: علاء سيداحمد)

    ولماذا لا نستخدم تعبير ( الامتداد) يا استاذ/ علاء.
    الجديد الذى يحمل بعض صفات القديم , ويقوم بالاضافة.
    فلا فكر او دين او فلسفة عبارة عن نبتة برية متوحشة لا علاقة لها بما قبلها وما حولها , بل هى امتدادات.
    فهل سرق الاسلام من الجاهلية طقوس تقديس يوم الجمعة وشهر رمضان , والاشهر الحرم , والحج , والاعتكاف فى الغراء الخ ؟.
    طبعاً لا , فلا المسيحية سرقت من اليهودية , ولا الاسلام سرق من كلهما.
    ديالكتيك حلزونى , يحمل ويرسخ بعض االقديم وينطلق , كـ جديد , ولكنه ليس جديد لنج.
    مشكلة الفكر الجمهورى , الاعتقاد ان الافكار تأتى بالهام وتآمل ذاتى محض , وليس بالتأثير من الاخرين , والتأثير عليهم فيما بعد.
    تأتى الافكار والاديان بالاطلاع الجاد على التجارب السابقة والاعتراف بفضلهم.
    الاستاذ "محمود" هو مُجرد حلقة فى سلسلة طويلة , سلسلة لن تتوقف عنده.
    ولن يكن هو شخصيا موجود فيها لو لم يسبقه البعض , ولو لم يطلع ويتأثر بهم.
                  

07-31-2021, 01:56 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: shaheen shaheen)


    تحياتى استاذنا شاهين

    أنت كتبت متسائلاً :

    Quote: ولماذا لا نستخدم تعبير ( الامتداد) يا استاذ/ علاء.


    تعبيرى : عن السرقة جاءت رداً على عنوان البوست وليس تعبيراً شخصياً والذى جاء كما يلى : .

    Quote: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الديانة البهائية؟!


                  

08-02-2021, 12:51 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: علاء سيداحمد)

    كيف وجدت الاستاذ محمود محمد طه في سيول عاصمة كوريا ؟
    ثروت قاسم
    [email protected]

    في يوليو 2021 ، نشر الاستاذ عادل عبدالعاطي حلقات من سلسلة بوستات " المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه." ، وحلقة بعنوان " المرايا المكبرة - بين أمانتي وتزوير الجمهوريين( تعليق على زعم تشويهي وبتري لأقوال محمود الذي جاء من بعض صغار الجمهوريين ) ."
    نحاول في النقاط ادناه التعليق على بعض البعض مما ورد في بوستات الاستاذ عادل عبدالعاطي من ترهات وإفتراءات وتخرسات غير موضوعية وغير علمية في حق الاستاذ العظيم ، وفي حق الفكرة الجمهورية ومعتنقيها من الشرفاء السمحين . ونهتبل الفرصة لعكس بعض البعض من تجاربنا وتعاملنا مع الاخوان الجمهوريين ، آيات لقوم يتفكرون .
    اولاً :
    نسال الاستاذ عادل عبدالعاطي : هل المحنة التي يمر بها السودان حالياً من صنع الاخوان المسلمين ام من صنع الاخوان الجمهوريين ؟
    في هذا السياق ، نذكر مرة اخرى ، لان آفة حارتنا النسيان ، بمقولة تشرشل في انه لا يملك رفاهية ان يكون له اكثر من عدو واحد في وقت واحد .
    الجواب من عنوانه ، او كما قال .
    دعنا نركز استاذ عادل عبدالعاطي خلال الفترة الانتقالية الإستثنائية وشديدة الهشاشة على الذين قسموا السودان الى قسمين ، وإستولدوا مشكلة مثلث حلايب ومنطقة الفشة ، على الذين إرتكبوا الابادات الجماعية والجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب . على الذين اقاموا بيوت الاشباح ، ورفعوا شعار :
    Shoot to Kill.
    وبعد الفترة الانتقالية ، نعد الاستاذ عادل عبدالعاطي وعد حق باننا سون تتحاور معه حول سؤال المليون دولار ، الذي ربما خفض سعر الدولار من 450 جنيه الى 45 جنيه فقط لا غير :
    هل الفكرة الجمهورية مسروقة من افكار البهائيين ؟
    في هذا السياق ، لم يشر البهائيون ، لا من قريب أو بعيد، إلى أن أفكار الأستاذ العظيم مأخوذة من البهائية. فهم يعرفون نقاط الاختلاف تماما. أما التشابه هنا وهناك فموجود بين كافة العقائد الدينية خاصة ذات الجذر الإبراهيمي ... او كما حدثنا مفكر من الناس الفاهمة .
    كما نعد الاستاذ عادل عبدالعاطي باننا سوف نتحاور معه حول سؤال المليار دولار ، الذي ربما أثر في فيضان النيل لهذه السنة :
    هل اعلن الاستاذ العظيم إنه نبي مُرسل ، من الانبياء الذين لم يقصصهم علينا ؟
    وغيرهما من اسئلة مماثلة طرحها الاستاذ عادل عبدالعاطي ، وتؤثر حالياً ومباشرة ، كما السؤالين اعلاه ، في الضائقة المعيشية والازمة السياسية .
    دعنا لا نتحاور حالياً هذه الحوارات الهادفة بينما الكيزان يتربصون بنا الدوائر ؟
    لا تستغرب ، يا حبيب ، من اسئلة ودعاوى وإفك الاستاذ عادل عبدالعاطي وشوتاته خارج القون ، فاهله الحسانية في عاصمتهم مدين في الاحقاف على ضفاف بحر ابيض يعقدون هذه الايام مسابقة دولية لتمييز النملة الضكر من النملة الإنتاية بالعين المجردة .
    وهكذا متشابهات !
    ثانياً :
    تنضح كتابات الاستاذ عادل عبدالعاطي عن الفكرة الجمهورية ومبتكرها ومعتنقيها بشلالات فائرة من الغضب والحقد والغيظ والكراهية والبغض .
    نشفق على الاستاذ عادل عبدالعاطي من تحمل كل هذا الأذى النفساني الذي يفرزه الغضب وتسببه الكراهية . الغضب ، يا استاذ عادل عبدالعاطي من أكبر أسباب المرض في عصرنا الحديث، لأنه أكبر طاقة سالبة تضرب في أعماقنا.
    الغضب ، الكراهية ، الغيظ، الحقد ، البغض ....كلها طاقات سالبة تنحر في دواخلنا كما ينحر الماء في الصخر. وأشدها أذى هو الغضب ، الذي يتطاير شرراً بين حروف الاستاذ عادل عبدالعاطي .
    ما أجمل وأجمع مما رد به نبينا على من طلب منه الوصية، قال:
    لا تغضب،
    قال:
    أوصني (ثانية) ،
    قال:
    لا تغضب،
    قال :
    أوصني (ثالثة)،
    قال:
    لا تغضب.
    في سياق آخر ، قال نبينا :
    "إذا رأيت شحاً مطاعًا وهوى متبعًا، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فانتظر الساعة".
    قالت الآية 37 في سورة الشورى :
    ... وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ.
    هل تجد استاذ عادل عبدالعاطي قولاً أجمع من هذا القول في وصف ما رميتنا فيه من محن ؟
    ثالثاً :
    نستميح الاستاذ عادل عبدالعاطي في إختزال قصة لقاءنا مع الاستاذ العظيم محمود محمد طه في سيول عاصمة كوريا الجنوبية في اغسطس 2017، في النقاط التالية :
    واحد :
    في مكاتب الشركة الكورية في سيول التي زرتها مع مرافقي ، رايت كثيراً من الموظفين يلبسون كمامات على وجوههم ، وكان ذلك سنوات قبل ظهور السيد كوفيد التاسع عشر على خشبة المسرح . كان تفسير مرافقي ان هؤلاء واؤلئك مصابون برشحة برد او زكام ، ولا يريدون نقل العدوى للآخرين ... مُنتهى التحضر .
    هذا هو جوهر الفكرة التي ابتدعها الاستاذ العظيم ... اي عدم ظلم الآخر ... بحمايته من الأذى في هذه الحالة التي نحح بصددها في كوريا .
    اكدت الآية 25 في سورة الحديد ، إن كل وجميع الرسالات السماوية جاءت لتحرم على الإنسان ظلم أخيه الإنسان ، وفقط وحصرياً لتحرم على الإنسان ظلم أخيه الإنسان ...مثالًاً بلبس الكمامات لتقي الآخر شر عدوى الزكام ، وبالتالي تحاشي ظلمه كما في المثال اعلاه .
    قالت :
    لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ ...
    إتنين :
    رايت الشوارع في سيول شبه خالية من المارة والمركبات ، وكأن سيول مدينة اشباح . رغم ان سيول ، ثان اكبر مدينة في العالم بعد طوكيو ، ويقطنها حوالي 25 مليون نسمة ، اي حوالي نصف سكان كوريا الجنوبية .
    كان رد مرافقي ان الناس يعملون في المكاتب ، والمصانع ، والمزارع ، ونسبة العطالة تقريباً صفر . وبالتالي لا ترى زحاماً في الشوارع اثناء ساعات العمل ، وكأن سيول مصنعاً وليست مدينة . واردف مرافقي ، ولكن اذا نزلت الشارع في اول الصباح عند بدء العمل ، وفي اخر العصرية عند إنتهاء العمل ، فستجد مولداً مليونياً من الناس والعربات . ولكن في اثناء ساعات النهار فالشوارع مقفرة من المارة والحافلات ، لوجود الناس في مواقع عملهم ، على سنة الاية 105 في سورة التوبة :
    وقل اعملوا ...
    والآية 61 في سورة هود :
    هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ واسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا .
    قال مرافقي ان شعارنا في كوريا :
    العمل لنا ولسوانا .
    وتذكرت يا حبيب شعاراً مُماثلاً سمعته من سعيد الطيب شايب ، من تلاميذ الاستاذ العظيم ، وطافت بخيالي صورة سعيد وهو في جنة الخلد ولسان حاله يخاطبني :
    الحرية لنا ولسوانا .
    فالعمل يستولد الحرية والكرامة ، ولا حرية مع عطالة وتوابعها من فقر ومرض .
    وايقنت انني في بلاد الاستاذ العظيم ... معنى وليس حساً .
    وجدت في كوريا الفكرة الجمهورية ، وإن لم أجد جمهوريين . وفي السودان وجدت جمهوريين ، وإن لم اجد الفكرة الجمهورية معمول بها .
    تلاتة :
    رايت ، يا هذا ، ثقافة ( الصف ) في كل مكان . صف امام الحافلات ، صف امام المطاعم ، صف امام الكاشير في المولات . حيثما توجهت تجد الصفوف ، والناس صامتون لا يتكلمون إلإ همساً .
    مُنتهى سماحة الاخلاق !
    مبدأ الاخلاق هو عمود آخر من اعمدة خيمة الفكرة الجمهورية .
    الاخلاق هي جوهر كل وجميع الديانات السماوية والارضية .
    الم يقل المعصوم :
    إنما بُعثت لاتمم مكارم الاخلاق .
    جاءت البعثة المحمدية لتتم مكارم الاخلاق .
    وكذلك الفكرة الجمهورية ، جوهرها واساسها التربية الاخلاقية المستقيمة .
    في يوم قال يسوع الناصرة :
    تعرفونها بثمارها .
    نزعم ، وكله حق ، أن الاخوان الجمهوريين والاخوات الجمهوريات ملائكة تدب على الارض ... لا يظلمون الآخر ، بل يقولون له حُسناً ، ويتصدقون على الآخر المحتاج حتى بشق تمرة ، لايؤذون الحيوان ، ولا ينسون ان يسقوا النبات .
    هم وهن ثمار الفكرة الجمهورية ، وأعظم بهم وبهن من اُناسي ، وأعظم بالفكرة الجمهورية من فكرة .
    قل لي عن جمهوري واحد ارتكب الابادات الجماعية ، او الجرائم ضد الانسانية ، او جرائم الحرب ؟
    قل لي عن جمهوري واحد سرق ، أو إختلس ، او عذب بني آدم ، او إغتصب الطفلات ؟
    يجسد الاخوان الجمهوريون الاستقامة وحسن الاخلاق كما قالت به الآية 13 في سورة الاحقاف ، والتي يعيشونها .
    قالت :
    إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
    هؤلاء اخواني فجئني بمثلهم يا استاذ عادل عبدالعاطي إذا جمعتنا المجامع .
                  

08-03-2021, 12:49 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)

    المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه (٢ من ٤) 

    الاصالة / الاصيل الواحد / صلاة الأصالة 


    ١/ محمود أصيلا حسب كلماته: 

    كتبنا في الحلقة السابقة أن محمود محمد طه كان يرى نفسه أصيلا ، وفق مفهومه عن التقليد والأصالة ، وأن كان شابه الشك في ذلك في اخر ايامه، وهو الشك الذي لم يمنعه من الاستمرار في عبادته الفردية وصلاته الفردية ، رغم أنه قال إن العبادة الفردية لا تصح إلا للاصيل .


     وكنا قد تساءلنا كما تساءل غيرنا كيف يشك محمود في نفسه ويطلب من أتباعه إلا يشكوا فيه، كما تساءلنا كيف يشك في نفسه بعد بضعة وثلاثين عاما من (استلامه) صلاته الفردية وعبادته الفردية ؟! 

     

     وقد  أثبتنا في المقال الأول  من هذه السلسلة من اقوال محمود  ومن اقوال  الجمهوريين أن محمودا يعتقد في نفسه أنه اصيل، وأنه وصل مرحلة الأصالة، وأنهم يعتقدون عنه ذلك. ولا نرى بأسا في كل ذلك، فالإنسان حر في قناعاته أن يؤمن بما يشاء ، شريطة ألا يضر الآخرين بذلك ، والا يدخل قناعاته العقائدية في قضايا الناس اليومية ، والا يخدم بها الطغاة، وهي الامور التي رصدناها في ممارسات بعض الجمهوريين ، وسنرجع لتحقيقها لاحقا.


    مع ذلك فقد وقع في يدي في خلال الأيام الفائتة  نص حاسم  لمحمود في مسألة وصوله للإصالة، أحب أن اضيفه  ها هنا . ففي لقاء مع الاسترالي عمر جون يقول محمود التالي : 

    (أنا ظهر لي العمل دا.. وهيأ لي أنُّ النبي يقول لي: كن أصيل – استقل عن التقليد!! لمًا هو يقول: «صلوا كما رأيتموني أصلي!!» كأنًّ، قلّدوني، لتحققوا أصالتكن، زي ما أنا حققت أصالتي!! المسألة دي، أنا لمًا جاءتني، في الأول، شكيت فيها شك كتير، ودفعتها عني دفع كتير.. لكن ألحّت بالصورة، اللي ظهر لي، أني أنا لو مشيت في الصلاة التقليدية، أنا ماني عابد لله – ولّا خوف الناس يقولوا عني شنو؛ ولّا خوف أن أسلم نفسي لله، خفت من أن أكون ضال.. الحالتين ديل بيخلّن العبادة لغير الله.. المسألة دي لمًا ظهرت عندي، يقين، من العلم الفي القرآن – ويمكنك أن تقول، من العلم اللدني من الله، البيوصلك لتاخد من الله – المسألة دي لمًا ظهرت ظهور محسوس، ومجسد، عندي، وأي عمل غيرها يبقى عمل لغير الله، دا كان بالأمر.) 


    ٢/ حق الجميع في الأصالة والعبادة الفردية  : 

    والأصالة في البدء - حسب المنهج الجمهوري - كانت مرحلة متاحة لكل البشر، ليحققوا فرديتهم بها . بل قيل أنها تحقق الاسلام في صورته العلمية ، وهي التي تثبت تفرد الاسلام عن غيره من الفلسفات المعاصرة، باعلاء الفردية الخ .  جاء مثلا في محاضرة "الاسلام برسالته الاولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين" التالي : 

    ( وتتمثل دعوة الحزب الجمهوري، في هذا الباب، في الدعوة إلى تحقيق الفردية، لدي كل فرد، وذلك بفتح الطريق أمام الناس ليرتقوا بتقليد المعصوم، في عبادته، وفيما يتيسر من أسلوب عادته، حتى يفضي بهم إتقان التقليد إلى سقوط التقليد – إلى الاصالة – فهم يقلدون النبي في أعماله ليقلدوه في حاله .. بيد أن حاله الأصالة، وليس في الأصالة تقليد ، وإنما فيها تأس .. فهو عمدة تقليدنا بعمله، وهو عمدة أصالتنا بحاله) 


    كما يكتب محمود في كتاب "رسالة الصلاة" التالي : 

    (والنبي، الذي هو جبريلنا نحن، يرقى بنا إلى سدرة منتهى كل منا، ويقف هناك، كما وقف جبريل، بيد أنه إنما يقف لكمال تبليغه رسالته، ولكمال توسيله إلى ربه، حتى يتم اللقاء، بين العابد المجود وبين الله بلا واسطة. فيأخذ كل عابد مجود، من الأمة الإسلامية المقبلة، شريعته الفردية من الله بلا واسطة، فتكون له شهادته، وتكون له صلاته وصيامه وزكاته وحجه، ويكون، في كل أولئك، أصيلا، ويكون، في كل أولئك، متأسيا بالمعصوم في الأصالة) 


    وقيل إن الأصالة هي طريقنا للخروج من القطيع، وأن نصبح أناسا احرارا، وأن الأصالة اصل في الدين الاسلامي الخ . وثيمة القطيع وتشبيه الناس بالقطيع مهمة عند محمود والجمهوريين ، وقد ارجع لها في سلسلة البوستات هذه  . قال محمود أيضا في رسالة الصلاة : 

    ( إن الإسلام، في حقيقته، ليس ديناً بالمعنى المألوف في الأديان، وإنما مرحلة العقيدة فيه مرحلة انتقال إلى المرحلة العلمية منه ـ مرحلة الشريعة فيه، مرحلة انتقال إلى مرتبة الحقيقة ـ حيث يرتفع الأفراد، من الشريعة الجماعية، إلى الشرائع الفردية، التي هي طرف من حقيقة كل صاحب حقيقة، وتكون الشريعة الجماعية محفوظة، ومرعية، لمصلحة السلوك، والتربية، والتنظيم، للقاعدة البشرية، التي تستجد كل يوم، وتجاهد بالتجارب كل حين لترقي المراقي. والذين يدخلون في مراتب الشرائع الفردية، هم المسلمون حقاً ـ هم الأحرار ـ الذين سبقت الإشارة إليهم، في هذا الحديث) 


    بل لقد زعم محمود ان هناك من العارفين من وصل مرحلة الأصالة والصلاة الفردية من قبله ، وأن قال إنهم اخفوا الامر بالمعاريض ( اي أن يقول المرء  شيئا ويعني غيره وهو عند الفقهاء ليس بكذب) ، حين تحدث عن الشيخ احمد البدوي. انظر الى قوله في نفس الفيديو الذي تحدث فيه عن استلام أصالته  : 

    ( هل في الماضي حصل؟ دا سؤاله برضو، هل في الماضي حصل أنه ناس يعني وصلوا الأصالة؟ في أوكات كتيرة الناس إتكلموا، لكن ما إتكلموا بالصورة النحنا بنتكلم بيها. يعني، مثلاً الناس اللي قالوا "وفي طنطا قالوا صلاتي تركتها ولم يعلموا أني أصلي بمكةِ". أهنا هنا إنتو تسمعوا قالوا يقولوا مثلاً فلان بصلي في مكة، العامة يفتكروا إنه هو بيطير يمشي في مكة يصلي ويجي. هم قالوا في المعاريض مندوحة عن الكذب. هو قال إنه بصلي في مكة، هو من جانبه صاح، مش بالتفصيل العند ذهن السامع، لكنه ما هو كاذب، حتى عند السامع، لأنه عرض لي قضية، دا إفتكر إنه بصلي في مكة، إنتهت المسألة. لكن حقيقته أنه هو لمان يصل لمقام الفردية، بيجد الله في نفسه، دا مقام الفردية معناهو، لمن يكون التوحيد صفتك، بتشوف الواحد بالتوحيد) . 


    هذا كله كلام مقبول وان كان في أغلبه منحول، ومن حق محمود او غيره أن يؤمن به، لكن ماذا عن عيش هذا الكلام في الواقع العملي ؟! ماذا لو أعلن فرد معاصر لمحمود أو عدة أفراد معاصرين له أنهم وصلوا لتحقيق فرديتهم ، وأنهم وصلوا مرحلة الاصالة، وأخذوا شريعتهم الفردية كمحمود ؟! ألن يفرح محمود لذلك ، ويعتبره تحققا عمليا لأفكاره العجيبة ؟! 


    ٣/ أصالة الاستاذ محيسي وظهور فكرة الاصيل الواحد : 

     في الحق إن  محمود انقلب على نفسه تماما حين أعلن احد الجمهوريين المخضرمين والذي كان قد انضم له ولطائفته منذ نهاية الخمسينات ، وهو الاستاذ محمد خير محيسي،  أنه وصل مرحلة الأصالة وأنه أصبح يتلقى عن الله كفاحا وأنه تلقى صلاته الفردية . ماذا كان موقف محمود حينها ؟! 


    انكر محمود حينها على الرجل أن يكون  وصل إلى هذه المرحلة ، واعتبر ذلك من تلبيس ابليس عليه، وطلب منه أن يرجع للتقليد وهو صاغر  ، وعندما أصر الاستاذ محيسي على إصالته ( وهي أمر شخصي بينه وبين الله حسب تنظير محمود السابق ) طرده محمود من المجتمع الجمهوري ، وأمر بمقاطعته اجتماعيا . 


    يكتب الدكتور ياسر الشريف وهو أحد كبار الجمهوريين في موقع سودانيز اونلاين في توثيق ذلك التالي : 

    (أما سؤال الأخ أسامة عن : "هل بلغ أي واحد من الجمهوريين مقام الأصالة؟" أقول أن هناك واحد من الجمهوريين على عهد الأستاذ محمود قبل التحاقي بالحركة، يعني قبل عام 1972، اسمه محمد خير محيسي، عليه رحمة الله، زعم أنه بلغ مرحلة الأصالة، فترك الصلاة الشرعية بناء على رؤية نبوية رأى فيها النبي عليه السلام.. قال أنه رأى النبي عليه الصلاة والسلام يجلس على "عنقريب" فجاء هو ليسلم عليه فأعرض عنه النبي وتحول بوجهه إلى الجهة الأخرى، ففهم هو من هذه الرؤية أنه قد وصل مرحلة الأصالة بتأويل هذه الرؤية وكأن النبي قد قال له: "ها أنت وربك".. ولكن الأستاذ محمود نصحه بأن هذا مجرد تلبيس ومعنى الرؤية هو عكس ما فهمه محمد محمد خير، ولكنه لم ينتصح.. ومن هنا فقد اختار الابتعاد عن الجمهوريين عندما خيّره الأستاذ بين ذلك وبين العودة إلى "طريق محمد"..) 


    أما أمر المقاطعة الاجتماعية ، فقد وثقه نفس الدكتور ياسر الشريف ، وهو يخاطب الجمهوري السابق المهندس محمد عثمان ابو الريش قائلا: 

    (وقد تذكرت أنني قرأت لك في هذا المنبر أنك قد خالفت في يوم من الايام توجيه الأستاذ وقمت بزيارة محمد خير محيسي عليه رحمة الله وقمت بمناقشته في مسائله إدعاء الأصالة) 


    ولقد ألف الاستاذ محيسي  عدة كتب من بينها "محمود محمد طه بين الأصالة والشك"، "والنقد بين الفكر والدين"، " القرآن هو هذا الوجود " و" الفكر بين الله والعبادة"، الخ . وهي مجموعة كتب فكرية دينية ، لكن ما يهمنا فيها أنه في موضوع الأصالة  اتهم محمودا بالانانية وحب الذات ، و لكنه تراجع بعد مدة عن إعلانه  عن أصالته - ربما تحت وطأة العزلة الاجتماعية - ورجع للجمهوريين ، ثم ما لبث بعد فترة أن أعاد نشر نفس أفكاره وخرج من الجمهوريين بدون رجعة حتى وفاته . 


    الشاهد أن محمودا لم يكتفي بإنكار أصالة هذا الرجل ( كما انكر من قبل نبوة العم ابو بكر خاطر الذي قال عن نفسه  أنه نبي وأن محمود أيضا نبي ) ، بل أنكر أن تكون الأصالة متاحة لكل الناس، وقال إنها  هي متاحة فقط لرجل واحد! وان على الآخرين الكدح في التقليد ، الذي لن يخرجوا منه ابدا ، ولن يصلوا لاصالتهم ( الموعودة) ابدا . 


    تم هذا  في  محاضرة "الاصيل الواحد" التي تم تفريغ وتطوير  كتاب " التقليد ، الاصيل ، الاصلاء " منها ، حيث ينظر  محمود  لفكرة الاصيل الواحد  بالقول : 

    (إن الأفراد يتفاوتون في تحقيق الأصالة حسب توفيق الله لهم، ثم جدهم و إجتهادهم في العمل على تحقيق فردياتهم بإتباع نهج السنة، والتأدب بأدب القرآن.. فالإختلاف بين الأفراد في تحقيق الفردية، والأصالة، هو اختلاف في زمن التحقيق، وفي مقدار التحقيق.. ففي هذه الدورة من دورات الحياة، دورة الحياة الدنيا تتحقق الفردية في قمتها، في مستوى ترك التقليد، لرجل واحد، هو صاحب المقام المحمود الذي يتم له انزال هذا المقام من الملكوت، وتجسيده على الأرض) 


    في الحق إن  هذا تراجع ما بعده تراجع ، ولؤم ليس من بعده لؤم. فبعد أن كان الجمهوريين - بل كل البشر - موعودون بتحقيق فرديتهم واصالتهم إذا ما جودوا التقليد  ، تم نزع هذا الوعد منهم  بين ليلة وضحاها ، وذلك لأن أحدهم تجرأ على الزعم - مثل محمود تماما - أنه قد وصل هذا المقام. 


    ٤/ فكرة الاصيل الواحد تنسف كل تنظير محمود عن الفردية والأصالة : 

    وفي الحقيقة فإن محمود في الفقرة السابقة وفي كل حديثه عن الاصيل الواحد يمارس الاستهبال الفكري والخداع اللفظي، حين يقول إن الآخرين - عدا الاصيل الواحد - يحققون اصالتهم الفردية في إطار التقليد ، فكيف يكون الانسان مقلدا واصيلا في نفس الآن ؟! 


    الشاهد أن فكرة الاصيل الواحد تنسف كل تنظير محمود السابق عن الفردية والأصالة ، وأن الأصالة أصل في الدين الاسلامي، وانها تخرج الفرد من القطيع ، وتوضح أن كل فكرة الأصالة وصلاتها إنما صيغت من أجله وحده ، وبغرض التبرير لتهويماته واوهامه . 


    ولكن ولكي نكون صادقين في النقل ، نقول أن محمودا في نص آخر قد ترك فرصة لواحد غيره أن يصل هذا المقام ، لكن فقط في لحظة موته، وحتى هذا هو أمر  في طور الاحتمال وليس من  الضمان. اذ يقول بعد الاقتباس الاخير الذي اتينا به اعلاه عن الاصيل الواحد،  التالي: 

    ( أما جميع من عداه فهم يحققون الأصالة والفردية، داخل إطار التقليد النبوي، وهم يتفاوتون في هذا التحقيق حسب تفاوتهم في العلم بالله، وتحقيق العبودية له.. ففي قمة هؤلاء يأتي من يوشك أن يتحقق بالأصالة في مستوى ترك التقليد، ولكن لا يتم له ذلك إلا عند لحظة الإنتقال للبرزخ.)


    في هذا المجال فقد كتب الاستاذ محمد عثمان ابو الريش في بوسته سابق الإشارة إليه التالي : 

    ( والتغييـر الذى حصل أخيـرا فى مفهـوم الأصـالة معروف يا أخى ياســر ، والأجـدر أن يناقش فى إطاره.. هل هـذا تناقض (في)  الفكـرة الجمهـوريـة.. لقد قيل من قبل، أن لا تقليد فى الأصالـة " غير أنه ليس في الأصالة تقليد" ولكن فيمـا بعد تم تقسيــم الأصلاء الى طبقـات، الطبقـة الأولى هى فرد واحـد يسقط عنه التقليـد، الطبقـة الثانيـة أيضـا فرد واحـد، يسقط عنه التقليـد ولكن فى النزع الأخيـر من حياتـه (أقرأ رسالـة الصلاة) والطبقـة الثالثـة هى عامـة السـالكين المجودين الذين أصبحوا أصلاء، ولكن لن يخرجوا من إطار التقليـد.. وبالمفهـوم الأول " ليس في الأصالة تقليد" فكيف يكونوا أصلاء وهم فى التقليـد؟ هـذه مفاهيـم متناقضـة وتحتاج لنقاش فعلا) .


    المشكلة أنه حتى هذا الاصيل - النص كم - الذي يمكن أن يصل الأصالة في النزع الأخير ، قد تم لاحقا التراجع عن أصالته، لصالح الاصيل الواحد الأحد !. 


    ٥/ صلاة الأصالة وردود الجمهوريين : 

    السؤال عن صلاة الأصالة وغضب محمود ومراوغة الجمهوريين : 

    ونسبة لغرابة فكرة صلاة الأصالة وتصادمها مع الاسلام السوداني السني التقليدي ، فقد تم توجيه السؤال عدة مرات لمحمود وللجمهوريين ، هل محمود يصلي كما يصلي بقية المسلمين ، ام  لا يصلي مثلهم . وقد اتى السؤال من مواطنين عاديين، ومن جمهوريين ، فكانت الاجابات دائما متلجلجة ملتفة، لا تقف على أساس متين، ويعتورها الغضب والشتم احيانا، ويمارس فيها كثير من اللف والدوران أحيانا أخرى . 


    والحقيقة أن السؤال بسيط، والإجابة يجب أن تكون بسيطة. ولو كنت مكان محمود لاجبت دائما على اي سؤال مثل هذا ببساطة ومن منطلق فكري وعقيدتي :" أنا  لا أصلي مثلكم، وانما لي صلاة خاصة اخذتها كفاحا من الله، لأنني اصيل". وبساطة الرد كانت ستغني من اتهام أن الرجل اصلا لا يصلى ، مع أنه يزعم أن حياته كلها صلاة، وأنه يقوم الثلث الاخير من الليل ، فضلا عن اعتراف محمود بالأمر في أكثر من مناسبة ، كما أوردنا فيما نقل عنه من ندوة كوستي ، ومن رد له في كتابة أسئلة وأجوبة يقول فيه أنه خاض تجربة الأصالة، والنص في أعلى هذا البوست عن استلامه أصالته ، وغيرها .


    لكن ما استرعى انتباهي هو الرد العنيف الذي وجهه محمود لمواطن سأله سؤال بسيط تم تلخيصه في التالي  : (هل الاستاذ محمود بيؤدي  الصلاة كاملة ؟! وهسي  الليلة أدى الأربعة ركعات حقت الظهر أو العصر ولا لا ؟! )  والسؤال مشروع كون عنوان المحاضرة التي تم فيها طرح السؤال كانت بعنوان  : ( تعلموا كيف تصلون ) ، فحق للرجل البسيط أن يسأل هذا السؤال البسيط لمن يريد أن يعلمه كيف يصلي ! 


     ولكن محمود عنف الرجل وشكك في غرضه  واوحى انه مثير للفتن  وقال إن صلاته غير مقبولة من الله  ( هكذا ) . مصحوبا في كل ذلك بضحك وتقريظ الجمهوريين .  انظر إليه يرد على سؤال الرجل  البسيط: 

    ( أسمع.. هي ... لا، موش راح أطول عليك.. أنا ما صليت الظهر أربعة ركعات بالصورة ال إنت بتصليها، ولا قاعد أصليها.. دا الإجابة عليك بإيجاز في الموضوع دا.. لكن إنت إذا كنت عايز تفهم حقيقة دينك، الكلام أنا قلتو.. الكلام الأنا قلتو واضح للناس المقبلين بقلوبهم ليهو، لكن إذا كنت إنت فعلاً بتحاول أن تثير مسائل ما الغرض منها الفهم، ما بتجد غير انك بتواجه بأشياء تسوءك بس .. ف أنا لمن بشرح، عشان ما أرميك إنت في الفتنة.. أنا ما كان ممكن بإيجاز.. أنا مابقول الكلام الأنا البقولو، إنت ما جيت جبتني للمنصة دي عشان أتكلم، ما إنت إتسببت في أن نفتح نحن الدار دي و نتكلم عنها بإستمرار.. أنا لمن أجي للمنصة دي بجي لأن أقول للناس الحقايق بدون أي مواربة و أنا ماني خايف من أحد إطلاقاً.. فيبقى أنا لمن أشرح، لمن أشرح في الحقيقة رفق بيك إنت، فإنت حقو تحاول أن تفهم موش تحاول أن تثير الفتن البتضللك إنت و بتضلل غيرك.. أنا لو كنت جيت من قبيل وقلت ليكم مثلاً يا جماعة أنا ما قاعد أصلي، كليةً، ولا صلاة الدين ولا صلاة الشريعة، أنا ما قاعد أصلي، أنا بفتكر أنو ضللتكم، لو قلتها ليك بصورة ما فيها شرح وافي، برضو أنا ضللتك.. أنا حريص على أنو الكلام الأنا بقولو يسوقك للخير ما يسوقك للفتنة، من أجل دا شرحت.. فإنت لمن قام في بالك أنك إنت تجي تسأل من المنصة دي: محمود بصلي الظهر زي ما صلاهو في صلاتو الماضية؟ .. و يقوم في بالك أنو محمود ممكن يجي يقول ليك: و الله أنا صليتو.. تفتكر أني أنا بجي أقول ليك الكلام دا و أغشك؟.. لمن أنا أقول ليك أنا ما صليتو، تفتكر أنا بعتقد في نفسي أقولو ليك بإيجازبالصورة دي ، أني أنا نصحتك؟.. فأنا تعبت كل التعب، كتبت ليك الكتاب و شرحت ليك الأمر دا لأعصمك من أن تنفتن. أنا بصلي، الصلاة العايزا الله، الصلاة اللي ربنا جعل صلاة الشريعة الإنت بتصليها وسيلة ليها.. و إنت بتصليها ما وصلت للأمر المطلوب، و صلاتك ماها مقبولة عند الله... الأمر العليهو هسع الفضا كلو الأمر النحن في مشكلة عنو، أنو صلاتنا بقت صلاة بلا روح.. الأمر الأنا عايزو يرجع، ليك و للآخرين هو أن تكون الصلاة دي عندها روح.. الروح مودياك لي وين، هو ما إتكلمت ليك عنو- أنو الشريعة الجماعية، الحكمة وراها أن تسوقك إلى الشريعة الفردية في صلاتك و أنو نبينا صاحب شريعة فردية و في صلاتو الفردية جبريل كان دون أن يدرك المقام بتاع الصلاة الفردية.. الشرح دا كلو إن ما ادى عنك، خذ الإجابة عني، أنا ما صليت الظهر و ما بصليهو بالهيئة الإنت بتصليها و أنا عايزك أنك إنت تصلي الظهر و تصليهو بروح ليوصلك إلى مقام شريعتك الفردية لأنو دا مراد دينا.) 


    وفي الحقيقة فقد أصبت بصدمة عظيمة عندما سمعت هذا الرد اول مرة ، فقد كان راسخا عندنا أن الجمهوريين عامة ومحمود محمد طه خاصة صبورين على الناس جيدي الاخلاق ، ولكني فؤجئت بكمية العنف اللفظي في هذا الرد ، والذي أثبتت لي الايام أنه ينطلق من رؤية رسالية تكفيرية كاسحة ، تحاول قهر وإذلال وتتفيه وتجريم  المخالف أو المنتقد أو حتى المتساءل، إذا لم يكن ممكنا إقناعه أو خداعه. 


    ونتابع

    عادل عبد العاطي 

    ١ اغسطس ٢٠٢١م 


    بعض المراجع الصوتية : 

    توثيق حديث محمود عن منح الرسول له إصالته والحديث عن صلاة الشيخ احمد البدوي الفردية في هذا الفيديو :

    https://youtu.be/9-q4AsAAuEkhttps://youtu.be/9-q4AsAAuEk


    توثيق النص الكامل للسؤال عن صلاة الأصالة  في ندوة الابيض ورفض المنصة الرد في البداية ثم تدخل شخص آخر ورد محمود العنيف موجود على هذا الفيديو : 

    https://youtu.be/5C3MUTqOevghttps://youtu.be/5C3MUTqOevg
                  

08-04-2021, 12:47 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)


    المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه ( ٣ من ٤)

    الإنسان الكامل وإلوهية محمود محمد طه

    ١/ مقدمة :
    تابعنا في الحلقتين الاولى والثانية من هذه السلسلة أن محمود محمد طه يرى نفسه نبيا ورسولا و أصيلا ويراه معظم الجمهوريون كذلك، ثم تابعنا فكرة الأصالة وكيف طرحها محمود للجميع في البدء ثم نزعها عنهم ووهبها لإنسان واحد هو الاصيل الواحد ، المفهوم أنه محمود نفسه ، في فعل نسف به كل تنظيره السابق حول أن الأصالة أصل في الدين وأن المسلمين الحقيقين هم من وصلوا مرحلة الأصالة وأنها تخرجنا من القطيع الخ .

    اليوم نتناول واحدا من هذه الالقاب والمقامات التي طرحها محمود محمد طه والتي ظن بعض الجمهوريين أنها له، وهو مقام الإنسان الكامل ، والذي سيخلط عند محمود بمفاهيم ومقامات المسيح المحمدي وصاحب المقام المحمود والحقيقة المحمدية الخ، وهي المقامات التي استخدمها محمود، وتصورها أغلب الجمهوريين أنها له .

    ٢/ في تاريخ فكرة الإنسان الكامل :
    تنبع فكرة الإنسان الكامل في الاسلام من أدبيات بعض كبار الصوفية مثل محي الدين ابن عربي وعبد الكريم الجيلي وصدر الدين القونوي وغيرهم ، وقد تبناها بعض الصوفية الأقرب مثل الأمير عبد القادر الجزائري. وفي الحقيقة أن محمود محمد طه ينقل بشكل يكاد يكون نصيا من افكار هؤلاء ، لدرجة أن اتهمه البعض بالسرقة من الشيخ محي الدين ابن العربي، وانا أظن أن نظره في ذلك للقونوي والأمير عبد القادر قد كان أكثر ، وذلك بدلالة نقله مصطلحاتهما بالنص.

    وقد كتب هؤلاء المتصوفة عدة كتب ذكروا فيها هذا المفهوم ، فعند ابن عربي تجد الفكرة مبثوثة في كتبه (فصوص الحكم ) و(عقلة المستوفز) وغيرها ، وقد جمع كل أقواله عن الأمر الشيخ محمود غراب في كتاب موحد، وعند تلميذه و شارحه القونوي تجدها في كتابي (الفكوك ) و( الإشارات) . أما الجيلي فيخصص لها كتابا كاملا هو كتاب (الإنسان الكامل في معرفة الاواخر والاوائل) وتجد الأمير عبد القادر يذكرها في كتاب (المواقف) .

    أما حديثاً فقد ألف الشيخ محمد بن علي الحسيني المالكي كتابا باسم (الرسول (ص) الإنسان الكامل) وكذلك الف مثله الشيخ الشعراوي وكلاهما في إطار سني . ووسط الشيعة كتب العلامة مرتضي مطهري كتابا بعنوان (الإنسان الكامل) لخص فيه رؤيته عن الموضوع . وقد ترجم وحقق الدكتور عبد الرحمن بدوي عددا من المقالات والمخطوطات عن الموضوع في كتاب باسم ( الإنسان الكامل في الاسلام) ، كما كتب عديدون كتبا تشرح الفكرة أو تقارب بعض جوانبها .

    ولا نجد فكرة الإنسان الكامل في الاسلام وحده ، بل تكاد تجدها في معظم الأديان والفلسفات العرفانية القديمة. ففي المزدكية مثلا نجد شكلا مقاربا لفكرة الإنسان الكامل فيما يسموه بالانسان الابتدائي (الكيومرث) أما في اليهودية فتجدها في الصورة الأولى لفكرة المشيا أو المسيا وفي تقاليد القبالا المتفرعة عن اليهودية باسم آدم القديم ( آدم قدمون) وفي الفلونية التي أسسها اليهودي فليو السكندري هو الإنسان المرتفع أو آدم السماوي ( آدم الايا) وعند المانوية هو الإنسان الأزلي أو القديم ( اينيسان كيديم) ، اما في المسيحية فإن اقرب مقارب لها في النصوص هو تعبيري ( ابن الانسان) أو (ابن الله ) المستخدمان كمترادفين، بينما تظهر في اللاهوت المسيحي في مفهوم المسيح ذو الطبيعتين الإلهية والبشرية .

    عموما لا يتسع المجال هنا للتفريق بين كل هذه المفاهيم أو مقارنتها بالمفهوم الصوفي الإسلامي، لكن المهم بالنسبة لنا إن هذه الفكرة قديمة قدم الديانات نفسها ، وأن محمودا احتطب منها ما شاءت له نفسه من الاحتطاب ( دون إشارة للمراجع أو أصحاب الأفكار الأصليين) .

    ٣/ معنى ( الانسان الكامل) في التصوف الاسلامي:
    وتقوم فكرة الإنسان الكامل في تلخيص - قد يكون مخلا- عند الصوفية المسلمين وبعض التيارات الشيعية ( الإسماعيلية) على مفاهيم وتفسيرات وتعاريف متعددة ، فهو مرة أحد نعوت الرسول محمد ( و/او علي بن ابي طالب ) باعتباره "الشخص الذي وصل إلى أعلى درجات الكمال"، ويعتبر الاسماعيلية كل أمام لهم إنسانا كاملا . ومرات هو صفة للإنسان البدائي الأول ( آدم الأول) الذي كان صافي الفطرة والسىريرة قبل أن يتلوث بالغرائز الحسية . اما أبن عربي فيطرح عدة مرادفات له ، وعموما هو يراه أنه البرزخ بين الوجوب والإمكان وهو الواسطة بين الحق والخلق وهو أول التنزلات للذات المطلقة في شكل الحقيقة المحمدية التي انبثق عنها الرسول محمد، وهو في مرات أخرى تجلي للصفات الألوهية كلها.

    من جهته قام عبد الكريم الجيلي فوق تفصيله للفكرة وجمعها في نسق واحد بإضافة الخطوات المطلوبة للوصول إلى مقام الإنسان الكامل ، حيث يؤكد على ضرورة اتباع ثلاث خطوات هي: البداءة (عندما يحصل الإنسان على الخصائص الإلهية)، التواسط (عندما يدرك الكوني والإلهي ويستلم المعرفة الكاملة)، المقدرة (اي عندما يصل للتأثير على المخلوقات بقدرات فائقة) . أما الأمير عبد القادر فقد تميز بتأسيسه وتفصيله لوظيفية الإنسان الكامل حيث له وظيفة وجودية وهي التوسط بين الذات الإلهية والناس ( خلافة الله في الأرض) ووظيفة معرفية تتمثل في كونه الأداة في معرفة النفس والحق والعالم ومصدر كل العلوم ، ووظيفة سلوكية إرشادية تتمثل في تحقيق الكمالية للإنسان وقيادة الناس في طريقها.

    الشاهد أن الموضوع معقد وكبير جدا ويمكن أن تتوه فيه العقول وذلك اولا لتطور المفهوم عند المتصوفة عبر الأزمان وأخذه أبعادا شتى وتعريفات متعددة ، وثانيا لاستخدام لغة غنوصية أو فلسفية صعبة في شرح الفكرة وخصوصا عند ابن عربي والنفري، وثالثا واخيرا لاتساع أفق المفهوم وترابطه مع مفاهيم أخرى أصيلة في الفكر الصوفي، بحيث لا يمكن تناوله على حدة.

    والشاهد أيضا أن محمودا لا يستخدم فقط المفاهيم التي صكها هؤلاء السادة الصوفية، وانما هو يستعير منهم أيضا الآيات و الأحاديث التي استخدموها بل ويستخدم نفس العبارات ، دون الإشارة إليهم قط . وهو أمر يمكن أن نرجع له في تحقيق السرقات الفكرية الكاملة في الفكر الجمهوري، إذا توفر الوقت والطاقة.

    ٤/ الإنسان الكامل عند محمود محمد طه:
    عند محمود - تماما كما عند أقطاب الصوفية - فإن الإنسان الكامل ليس فقط خليفة الله على الارض ، وليس هو آدم الأول فحسب ، وانما هو نفسه الله المذكور في القران ، وهو الذي يحاسب الناس يوم القيامة ، وهو من يتوسط بين الذات الإلهية المخفية والمبهمة وبين البشر ، وهو تجلي الاسماء في الصفات ، وهو من سينزل على الناس باعتباره الله وسط رهط من الملائكة والغمام، وهو الحقيقة المحمدية ، وهو قد تجلي في صورة النبي محمد ويتجلي في صور مختلفة كل يوم .

    يقول محمود في كتاب أسئلة وأجوبة :
    ( أولاً، كلمة الله تطلق في القرآن، في المعنى القريب، على الإنسان الكامل، وفي المعنى البعيد على الله، تبارك وتعالى في إطلاقه.. ولكن الله، تبارك وتعالى، في إطلاقه، فوق الأسماء، والصفات ــ هو منزه عن الأسماء ــ ولكنه تنزل إلى مرتبة الاسم، فسمى نفسه "الله"، وتعلقت به جميع الصفات، وجسده الإنسان الكامل.. فأسماء الله الحسنى كلها أسماء، وصفات للإنسان الكامل، الذي اكتملت فيه الصورة الإلهية في عبارة "إن الله خلق آدم على صورته".)

    أما في كتاب (تطوير شريعة الأحوال الشخصية) فيكتب :
    ( وهذه النفس الواحدة هي، في أول الأمر، وفي بدء التنزل، نفس الله، تبارك وتعالى - هي الذات القديمة التي منها تنزلت الذات الحادثة، وتلك هي الإنسان الكامل (الحقيقة المحمدية).. والإنسان الكامل هو أول قابل لتجليات أنوار الذات القديمة - الذات الإلهية- وهو، من ثم، زوجها.. وإنما كان الإنسان الكامل زوج الله لأنه إنما هو في مقام العبودية.. ومقام العبودية مقام انفعال، في حين أن مقام الربوبية مقام فعل.. فالرب فاعل، والعبد منفعل.. ثم تنزلت من الإنسان الكامل زوجته.. فكان مقامها منه، مقامه، هو، من الذات.. فهي منفعلة، وهو فاعل..)

    ويقول في كتاب (رسالة الصلاة) التالي:
    ( اسمع قوله، تبارك، وتعالى: (لله ملك السموات، والأرض، وما فيهن.. وهو على كل شيء قدير..).. هذا الذي شرحنا هو القول الأزلي (لله) ، (بالمعنى البعيد) .. وستقول : فهل يقال هذا القول قولا مستأنفا يوم القيامة؟؟ والجواب: نعم!! سيقال، في عرض الحساب ولكن يقوله (الله)، (بالمعنى القريب).. يقوله (الله) الذي هو الإنسان الكامل.. الإنسان الذي ليس بينه وبين ذات الله المطلقة أحد وهو بين الذات وبين سائر الخلق.. وهو الذي يتولى حسابهم، نيابة عن الله.)

    كما يقول الجمهوريون في مقدمة كتاب (المسيح) والذي غالبا كتبه محمود :
    (البشرية محتاجة إلى رجل يطبق قوانين العدالة الاجتماعية الشاملة، في الرسالة الثانية من الإسلام، والتي تعين كل فرد على تحقيق فرديته، ويبرز منهاج (الفردية) عند النبي محمد، بحيث يرتفق به كل فرد ليبلغ به فرديته الخاصة.. البشرية تحتاج إلى الإنسان الكامل.. المسيح.. المخلِّص، في هذا المستوى العلمي الرفيع.)

    وهناك نصوص كثيرة في وصف الإنسان الكامل وتفسير الفكرة عند محمود ، ربما يكون أكثرها تفصيلا في كتاب ( مصطفى محمود والفهم العصري للقران ) ، وفي كتاب ( أدب السالك في طريق محمد) فليرجع لها من يريد هناك .

    ٤/ الاصيل الواحد والإنسان الكامل والوهية محمود محمد طه :
    نسبة لأن محمود محمد طه قد خلط المفاهيم خلطا شديدا ، وذكر العديد من المقامات في أماكن مختلفة وسياقات مختلفة، ومن بينها مقامات الاصيل والإنسان الكامل وصاحب المقام المحمود والمسيح المحمدي الخ، فقد اختلط الأمر على الكثير من الجمهوريين ، وظنوا في عدم اطلاعهم على التراث الصوفي، ناهيك عن تراث علم الأديان المقارن ، واتباعهم بصورة غير نقدية لمحمود، أن مقام الاصيل هو نفس مقام الإنسان الكامل ، وأنهما مترادفان. في ذلك قال الجمهوري (السابق) المهندس محمد عثمان ابو الريش في بوسته سابق الإشارة إليه ( هل الاستاذ محمود محمد طه مسؤول عن عقيدة بعض الجمهوريين فيه ؟! ) التالي :
    ( ولا شك أن الكثيرين من الجمهـوريين كانوا يعتقـدون بتحقيق الأستـاذ لمقام الإنسـان الكامل، الذى يعرف عندنـا أيضـا بالأصيل الواحـد.)

    ومقام الإنسان الكامل هو مقام الالوهية، اي الله المذكور في القران، حسب محمود وحسب ما يرى الجمهوريون. ولا يتحرج الجمهوريون من الاستدلال بالآية: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِى ظُلَلٍۢ مِّنَ ٱلْغَمَامِ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةُ وَقُضِىَ ٱلْأَمْرُ ۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلْأُمُورُ) لإثبات أن الله سينزل على الناس في الأرض على صورة الإنسان الكامل أو المسيح المحمدي. ومن هنا ايضا أتى الخلط المشار إليه ليمتد لاعتقاد بعض الجمهوريين بإلوهية محمود محمد طه، أو انتظارهم تحقق تلك الإلوهية فيه، عندما ينزل لهم من السماء مظللا بالغمام والملائكة، في شكل المسيح المحمدي أو الإنسان الكامل.

    يقول الباشمهندس ابو الريش في هذا الصدد:
    (نعـود لبعض الجمهـوريين الذين يعتقدون فى الوهيـة الأستـاذ محمـود، وهـذا هـو ذات التأريـخ يعيـد نفسـه، فإن أخلاق وسيـرة الأستـاذ، شجاعتـه، التزامه جانب المسـاكين حسـا و معنى، صـدقـه الذى لم يخالجه أى مستـوى من الكذب طوال حياتـه.. لين معشـره وعلمه الغزيـر وحبه للصغيـر والكبيـر.. كل هـذه الأمـور جعلت البعض يعتقـد أنهـا ليست من خصال البشـر، وإنما هى خصائص الوهيـة.. فكأنه قال لهـم بلسـان حاله أنه هـو الله، ولكن الفرق هنـا، هـو أن الأستـاذ نفى ذلك بلسـان المقال، بل قال أن كل منـا يجب أن يتخلق بأخلاق الله.. وبالرغـم من ذلك ترى البعض يعقدون عقيـدة الالوهيـة فيـه.)

    ٥/ جبن الجمهوريين وتشوه المرآة والتجارب التاريخية :
    والشاهد أن الجهموريين نسبة لجبنهم وضعف نفوسهم ( الموثق في تراجعهم المُذل عن أستاذهم وأفكارهم أمام النميري وجهاز أمنه ) ومحدوديتهم عن قراءة التجارب التاريخية المختلفة ، السودانية منها والعالمية ، قد تشوهت مرآتهم و ظنوا أن صمود محمود محمد طه تجاه الموت وابتسامه في وجهه أمر نادر ، وهو لهذا إثبات لإصالته وتحقيق لها ، بل لمقام الإنسان الكامل ( بانتصار الموت على الحياة) . وما دروا أن كثيرا من أصحاب العقائد والايدلوجيات، بل الفرسان المنطلقين من مفاهيم الرجولة التقليدية، قد فعلوا نفس الشيء وسلكوا نفس السلوك .

    ففي السودان مثلا فعلها الخليفة عبد الله التعايشي الذي جلس على فروته في انتظار الموت يقرا القرآن في طمانينة، وفعلها الأمير عبد القادر ود حبوبة حين صعد للمشنقة في ثبات واقدام وهو يكبر ويهلل ومن حوله النساء يزغردن، وفعلها عبد الفضيل الماظ في قتاله حتى الموت ثابتا لا يتراجع ، وفعلها عبد الخالق محجوب الذي مزح مع الجلاد وقال له " يا زول حبلك دا قوي ؟! انا زول تقيل" ، وفعلها هاشم العطا الذي سخر من الموت ومن جلادييه واراد مواجهة الرصاص بصدره وعلى فمه سيجارة، والآخيران شيوعيان ربما كانا لا يؤمنان بأي اله.

    فهل الصمود أمام الموت عنوان الأصالة وتحقق المقام المحمود كما يقول اغلب الجمهوريين، بل و مقام الألوهية كما يظن بعضهم ؟! نقول أن لا فهذا سلوك انساني طبيعي لكثير من البشر الغيريين، بتقديم حياتهم فداءا لمعتقداتهم وفداءا للغير. و لو كان الامر غير ذلك لكان اغلب القديسين المسيحيين الذين استشهدوا أمام جلاديهم بصبر اُصلاء، ولكان اتباع البهائية الرواد واوائل المرمون المعذبين والشهداء أناسا كاملين ، بل لكان اتباع جيم جونز التسعمائة ونيف الذين انتحروا عن قناعة في جونز تاون في غويانا آلهة تنّزل لهم المقام المحمود . هذا ناهيك عن عشرات الشهداء في عالم الاسلام من الحلاج مرورا بسعيد بن جبير والجعد بن درهم والشاب القتيل شهاب الدين السهروردي وغيرهم .

    عادل عبد العاطي
    ٣ اغسطس ٢٠٢١

    اشارات مرجعية :
    - لمعرفة افكار ابن عربي عن الإنسان الكامل راجع كتاب ( الإنسان الكامل من كلام الشيخ الاكبر محي الدين ابن عربي ) جمع وتحقيق الشيخ محمود غراب
    - لمعرفة مختصرة عن مفهوم الإنسان الكامل راجع مادة الإنسان الكامل في الويكبيديا
                  

08-05-2021, 03:04 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)

    تأملات في أفق المعرفة والشهادة حول حياة وأستشهاد محمود محمد طه

    عادل عبدالعاطي

    الحوار المتمدن ١٢/١/٢٠٠٣

    "لا يبلغ أحد درج الحقيقة ؛ حتى يشهد فيه ألف صديق ؛ بأنه زنديق ."

    الجنيد : توفى 297 هجرية .
    "إذا استطعت بذل الروح فتعال ؛ وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية .."

    ذو النون المصري ت:245 هجرية .
    "علماء الظاهر هم زينة الأرض والملك ؛ وعلماء الباطن هم زينة السماء والملكوت ..وعلماء الظاهر هم أهل الخبر واللسان ؛ وعلماء الباطن من أرباب القلوب والعيان "

    أبو طالب المكي ت:368 هجرية .





    تعرض الأستاذ محمود محمد طه (1909-1985) لظلم تأريخي كبير في تقييمه ؛ شخصا وفكرا ومواقف ؛ من قبل بعض مؤيديه وجل معارضيه على السواء .. ومما يؤسف له أن محاولة جادة لتقييم نشاطه وجهده على ساحة الفكر والفلسفة والسياسة والسودانية ؛ لم تتم حتى الآن ؛ رغم مرور اكثر من 15 عاما على رحيله من دنيانا .[a]

    وان كان الظلم من قبل أعداءه ؛ والذي تبدى في ابشع صوره ؛ في مهزلة إعدامه البشعة في يناير 1985 ؛ قد لقي جزاءا من التصحيح على مستوى القانون ؛ بحكم المحكمة العليا ببطلان حكم الإدانة والإعدام (1987) ؛ إلا أن التصحيح على مستوى الفكر لم يتم حتى الآن ؛ولا يزال الكثير من المواطنين السودانيين ؛ وغير السودانيين ؛ والذين وان رفضوا مهزلة إعدامه لاسباب عرفوا أنها كانت ؛ ولا زالت ؛ سياسية ؛ ألا انهم لا يزالوا ينظروا حتى الآن ؛ إلى الكثير من أفكاره ومواقفه من خلال منظار التشويه الذي لعبت فيه دعاية القوى الظلامية والسلفية القسط الأكبر ؛ ولعب دورا غير قليل منه عدد من اتباعه نفسهم ؛ وان بنيات طيبة .

    وإذا كان اتباعه قد ظلموه في حياته ؛ فقد فعلوا ذلك عندما حملوه اكثر مما يحتمل من آيات التقدير والتقديس ؛ فلم ينظروا إلى فكره بمنظار النقد العلمي التاريخي ..وحين ربطوا مجمل حركتهم بشخصه ؛ وحين راؤا فيه الكمال ..وظلموه اكثر ؛ حينما روجوا قبل أيام من موته أوهاما لا يسندها منطق ؛ حول عدم قدرة الحكام على اغتياله ..فتركوه بذلك في يد الموت وحيدا ؛ في وقت كان اكثر ما يحتاج فيه إلى التضامن ؛ وغلوا بذلك أيادي قوى شعبية كثيرة ؛ كانت سحائب غضبها تتجمع ضد النظام . وحين زعم بعضهم استحالة إعدامه ؛وضعوا الناس قسرا في حالة ترقب في انتظار المعجزة ؛ وأخلوا بذلك الساحة بينه وبين السفاحين .

    وظلمه بعض اتباعه بعد موته ؛ حين تراجعوا بغير انتظام ؛ ودعموا تراجعهم بفكرة انه مات فداءا لكل الشعب ؛ مدخلين مزيدا من الغيبية على معنى موته البطولى النبيل ؛ وجاعلينه ستارا للإحباط والسلبية ؛ دون أن يفرقوا بين معاني الفداء الإيجابي المحرك لدواعي النضال ؛ والتضحية السلبية التي ترتبط بالانكسار والاستسلام .. وحين تركوا للمتطرفين منهم وهم انه لم يقتل ؛ أو على الأقل سيعود من جديد ؛ لم يفعلوا غير أن تأخروا عن قامته خطوات وخطوات .

    إلا أن الظلم الحقيقي يتبدى في فشل معظم اتباعه ومؤيديه عن أن ينظروا بعين النقد والتحليل لنتاج فكره ونشاطه ومنهجه ؛وتركوا بذلك الجهد الذي بناه عبر عشرات السنين ؛ يضيع بين طيات التجاهل و النسيان أو سوء الفهم ؛ وفى تركهم الحركة التي بناها تتحطم وتقف عند الحدود التي رسمها لها ؛ والتي ما كان لها إلا أن تنهار وتندثر بموته ؛ إذا أرادت أن تلتزم بمنهج فكره القديم . أن مقتل هذه الحركة الذي تكرس بمقتله وتحللها من بعده ؛ ليجد جذوره في مجمل النهج الفكري والاجتماعي لمحمود ؛ الأمر الذي سنناقشه لاحقا ؛ إلا إن تلاميذه لم يخطوا خطوة واحدة للأمام ؛ لإنقاذ هذا التراث العظيم ؛ بفهم هذا المنهج نفسه وتطويره ؛ بدلا من التكلس في صورته المثالية ؛ التي تكرست في أذهانهم عنه ؛ والتي تعرضت للاهتزاز بشدة ؛ في درامية موته ورحيله .

    في أفق المعرفة

    نظرة في فكر محمود الفلسفي :

    بالرغم من تعدد اوجه نشاط محمود الفكري ؛ وكتابته في العديد من المواضيع السياسية والفكرية والاجتماعية ؛ إلا إن تصنيفي الأول والأخير له يقوم باعتباره صوفيا ؛ صوفيا في عالمه الفكري ؛ صوفيا في ممارسته ؛ صوفيا في صورة استشهاده ورحيله .

    و قد لا يدرك الكثير ؛ بمن فيهم بعض اتباع محمود ؛ أن جل أفكاره تتماهى مع لب أفكار الصوفية ؛ سواء في مدارسها الكونية ؛ أو في صورتها العربية الإسلامية ؛ أو في تجليها في الواقع السوداني ..إن التناقض –أو التمايز –بين الظاهر و الباطن ؛ بين الحقيقة والشريعة ؛ والذي هو ركن أساسي في نظرية المعرفة عند الصوفية ؛ قد تحول عند محمود محمد طه إلى تناقض وتمايز الأصول والفروع في القران ؛ أو كما سماها بالقران في مرحلته المكية والمدنية ؛ كما إن الطريق للوصول إلى الحقيقة ؛ والقائم على السعي و مجاهدة النفس عند الصوفية ؛ هو نفسه طريق التقليد والأصالة عند محمود ؛ والذي يتبلور حول فكرة أن الرسول محمد كان هو الأصيل الأول ؛ والذي وصل إلى أصالته –الأخذ مباشرة عن الرب في ليلة الإسراء والمعراج – بعد جهد من تقليد عبادة إبراهيم ؛ واتباع جبريل ..كذلك طريق الأصالة لأي فرد يقوم على تقليد الرسول ؛ و إجادة التقليد ؛ حتى كشف الحجب و إدراك الأصالة ..

    بل أن فكرة الإنسان الكامل عند محمود ؛ إنما هي فكرة قديمة ومفهوم أساسي عند قدامى الصوفية ؛ ويقوم عليها مجمل اعتقادهم في وحدة الوجود المادي والإلهي والإنساني ؛ يكتب ابن عربي "إن مرتبة الإنسان الكامل إنما هي جميع المراتب الإلهية والكونية التي تضم العقول والنفوس الكلية والجزئية ؛ ومراتب الطبيعة إلى آخر تنزلات الوجود ؛ فهي (مرتبة الإنسان الكامل ) مساوية للمرتبة الإلهية ؛ولا فرق بينهما إلا في الألوهية ؛ لذلك صار الإنسان الكامل خليفة الله في الأرض "

    أن فكرة الإنسان الكامل ؛ أي الربوبية متجسدة في صورة إنسان مكتمل ؛ أو الإنسانية الفائقة كتبد للرب متشخصنا ؛ تجد انعكاسها في العديد من الأديان والفلسفات ؛ وعلى رأسها المسيحية ؛ وقد انعكست في الفلسفة الصينية التاوية ؛ وكان لها وجودها في الفلسفة العربية الإسلامية ؛ إن مفاهيم مقاربة ايضا لهذا المفهوم ؛ مثل وحدة الوجود ؛ و المعية (وهو معكم أينما كنتم )؛ والسريان ؛ الذي وسعه صلاح الدين الشيرازي ؛ ليجعل وجود الله حضورا فعليا في الموجودات ؛ والمشابه لمفهوم التاوTAO ؛ كقوة مادية في الموجودات ؛ عند الفيلسوف الصيني تسونغ تسه ؛ تحتاج إلى قراءة دقيقة لمعرفة مدى تقاربها أو توازيها ا مع الفكر الجمهوري .

    أن محمود في فكره ؛ يتماهى مع الحلاج والسهروردى وابن عربي ؛ وان كان في صورة سودانية معصرنة ؛أي بالشكل الذي فرضه واقع الزمان والمكان الجديدين ؛ لكن المأساة الكبرى في حياة وفكر محمود ؛ انه حاول دمج طريق الصوفية ؛ والذي هو طريق للخلاص والمعرفة فردى ؛ قائم على البعد عن العالم والزهد فيه ؛ والبعد عن الجماعة والانصراف عنها ؛ والبحث عن الحقيقة في ذات الإنسان الصوفي ؛ والوصول إلى الله والى منابع الحق متفردا ؛ حاول جمع كل ذلك مع طريق جماعي ونشاط اجتماعي ؛ و هو طريق مخالف تماما لنهج الصوفية الفردية (في عالمها الفكري والسلوكي وليس في كاريكاتوراتها الطرائقية )[c].

    إن محمود بتنظيمه للحزب الجمهوري ؛ ومن بعد للإخوان الجمهوريين ؛ قد خالف طريق الصوفية الفردي ؛ فإذا كانت العلاقة بين الصوفي والمريد ؛ بين الشيخ والحوار ؛ بين القطب والسالك ؛ هي علاقة فردية قائمة على الاتصال الشخصي والتأثير المباشر ؛فان محمود حاول بناءها عن طريق تنظيم ؛ رابطة ؛ جماعة ؛ تغير اسمها من الحزب إلى الإخوان ؛ إلا إنها احتفظت دائما بصورتها كتنظيم له أفكاره الفلسفية والاجتماعية وله نشاطه السياسي .[d]

    ومن الطبيعي أن نمو الأحزاب السياسية والنقابات ومعركة الاستقلال ؛ وهى الأحداث التي عاصرها محمود ؛ ووجود ونشاط التنظيمات الدينية القديمة والجديدة ؛ في شكل طرائق دينية أو طرق صوفية أو حركات سلفية ؛ قد فرضت على أي مفكر جاد الانخراط في درجة من درجات العمل التنظيمي والفعل الاجتماعي والسياسي ؛ ألا أن طريق أهل الحق ؛ طريق الصوفية ؛ لا يمكن الوصول إليه بوسائل أهل الدنيا ؛ أهل الظاهر .إن محمود في سعيه لنشر فكره ؛ قد كان مواجه بمشكلة الأداة ؛ وقد اختارها بان يطرح كل أفكاره أو جلها في كتبه وإصداراته ؛ حتى يتصل بها مع تلاميذه ومؤيديه ؛ لكنه بهذا طرحها أمام الجميع ؛ فعرضها بذلك لسوء الفهم –أو سوء النية – المعشعشة في البيئة السلفية ؛ التي حاصرت بها المؤسسات الدينية الرسمية المسلم العادي في وسط وشمال السودان لعشرات السنين.

    إن تناقض محمود وحركته أراه في تناقض الطريق الفردي الصوفي للمعرفة والسلوك ؛ مع الشكل الجماعي الواسع والمكشوف للنشاط ؛ الذي اتخذته حركته ؛ وهو تناقض كان لا بد أن يؤدى إلى الانفجار ؛ وتحطيم أحد طرفي التناقض .

    في أفق الشهادة

    او الابتسام في مواجهة الموت :

    موت محمود محمد طه ؛ يشكل في تاريخنا الفكري –السياسي الحديث ؛ علامة بارزة على حجم الأزمة والمأساة إلى عاناها مجتمعنا ؛ في أواخر سنوات حكم الطاغية نميري ..ويطل كحصيلة مرة للتردى الشامل الاقتصادي والسياسي والفكري الذي ساد تلك الحقبة .انه وصمة عار في جبين عصرنا ؛ ويوم كالح في تاريخ شعبنا .

    لكن الميدالية لها وجهان ..فأمام العنف الوحشي للسلطة ؛ والهوس اللاعقلاني والتشنج المرضى الذي ركب السلفيين ؛ و رغبتهم العارمة في رؤية انهار الدم وهى تسيل ؛ كان الوجه الآخر يتمثل في الصمود البطولى لمحمود ؛ وانشراحه في مواجهة الموت ؛ الذي شبه بصمود فرسان العصور الوسطى وبصمود ود حبوبة و أبطال المهدية (حسب محمد إبراهيم نقد) ..وتكرر مرة أخرى ؛ وان بشكل المهزلة هذه المرة ؛ مقتل الحلاج والسهروردى وبنفس السيناريو : تحالف الحكام الفاسدين المفسدين + علماء السوء الذي وضعوا نفسهم مطية لكل ظالم + أسوا حثالات المجتمع التي وقفت تطالب بدمهم و تستمتع بمشهد موتهم !!.

    الصمود والبطولة والجمال في استشهاد محمود ؛ قدم للوجدان الشعبي مادة غنية للعديد من الحكايات التي دخلت حيز التداول والانتشار ..وبغض النظر عن مدى الدقة والحقيقة التاريخية الكامنة في هذه القصص ؛ إلا إنها تشكل معيارا لحساسية الشعب وتعامله مع مجمل القضية ؛ ولاتجاه خط تعاطفه ..فقد تردد أن محمود قبل صياغة بيانه الشهير : هذا أو الطوفان .. قد طلب إحضار تسجيل أغنية احمد المصطفى أنا أم درمان ؛ وكان يسمعها ويردد معها المقطع القائل :

    (فيا سودان إذا ما النفس هانت اقدم للفداء روحي بنفسي )

    وتردد ايضا أن محمود كان يقول إن محنة مايو لن تنقشع إلا إذا كانت هناك تضحية كبرى ؛ كان يموت رجل عظيم ؛ أتراه كان يقصد نفسه ؛ ومن اعظم منه كان بارزا على الساحة وقتها ؟؟

    المحكمة ذاتها التي حكمت زورا وبهتانا على محمود ؛ كانت مربضا للقتلة ؛ لا منبرا للقضاء ..ويصح في وصفها ووصف موقف محمود منها قول الشاعر المصري كمال عبد الحليم في رثاء الطالب اليسارى السوداني صلاح بشرى ؛ والذي استشهد في السجون المصرية بداء الصدر ؛ عام 1948:

    صاح فيهم لن أدافع لن أقول كلمة

    يا شياطين المدافع كيف صرتم محكمة ؟

    فقد رفض محمود مطلق التعامل معها ؛ وهذا وان كان بتقدير سياسي يحسب في دائرة الخطأ ؛ حيث كان يمكن تحويل المحاكمة بعمل سياسي وقانوني منظم ؛ إلى مظاهرة كبرى ضد النظام ؛ كما تم في محكمات فاطمة احمد إبراهيم والبعثيين في ذلك الوقت ؛ وان يتم بذلك غل يد القتلة والنظام قانونيا وتحريك العمل الشعبي سياسيا وتعبويا ؛ إلا إن الصوفي عند محمود له مرجعية أخري ؛ إنها مرجعية التسليم (سلمت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) .. إن شهادة محمود في المحكمة ؛ تشكل على قصرها قمة أدب السهل الممتنع ؛ والاختصار المحكم ؛ وشهادة وإفادة للتاريخ والأجيال ..كما إنها تعبر عن درجة عالية من النضج السياسي والفكري ؛ وبها وحدها أدان محمود قوانين سبتمبر إلى ابد الدهر ؛ أدان السلطة وقضاتها المأجورين ووضع على جبينهم وصمة العار الأبدية ..لقد اصبح محمود أذن هو القاضي الحقيقي ؛ وشاهد العصر وضمير الشعب ؛ وتحولوا هم إلى مدانين .. فلنتأمل في هذا النص المعجز :

    (.. أنا أعلنت رأيي مرارا في قوانين سبتمبر 83 ؛ من أنها مخالفة للشريعة والإسلام ؛ اكثر من ذلك ؛ فإنها شوهت الشريعة وشوهت الإسلام ..ونفرت عنه .يضاف إلى ذلك إنها وضعت واستغلت لإرهاب الشعب ؛ وسوقه إلى الاستكانة عن طريق إذلاله ..ثم أنها هددت وحدة البلاد ؛ هذا من ناحية التنظير ..

    أما من ناحية التطبيق ؛ فان القضاة الذين يتولون المحاكمة تحتها ؛ غير مؤهلين فنيا ؛ وضعفوا أخلاقيا ؛ عن ألا يضعوا نفسهم تحت سيطرة السلطة التنفيذية ؛ تستعملهم لإضاعة الحقوق ؛ وإذلال الشعب ؛ وتشويه الإسلام ؛ وإهانة الفكر والمفكرين ؛ وإذلال المعارضين السياسيين ..

    ومن اجل ذلك فأنا غير مستعد للتعاون مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل ؛ ورضيت إن تكون من أدوات إذلال الشعب وإهانة الفكر الحر والتنكيل بالمعارضين السياسيين )[e]

    بهذا النص أنهى محمود محمد طه سيرة حياة عامرة بالنشاط الفكري والمواقف الاجتماعية ببطولة نادرة ؛ كما انه تجاوز به كل نواقص فكره السياسي ؛ وكل تأييد سابق له لمايو . رافضا بصورة قاطعة للديكتاتورية والإرهاب ومسخ الدين . بل انه انتقل إلى أفق أخر اكثر واقعية ؛ في التعامل مع مسالة الشريعة ؛ حيث انتقل من المفاهيم المجردة والمثالية المطروحة في نظرية "الرسالة الثانية من الإسلام "؛ والتقسيم –الغير مفهوم شعبيا والغير متجانس منطقيا – بين آيات الأصول والفروع ؛ وبين الشريعة والسنة ؛ إلى منهج يتعاطى مع الإطار السياسي و الاجتماعي لوظيفة القانون ؛ وكون القانون –أي قانون – يأخذ محتواه في مجرى تطبيقه ؛ وبمقدار تعبيره عن السلطة التي تكرس به سيادتها..وان القيمة الحقيقية للقانون تأتي عندما يستجيب لنوازع الحرية ؛ ويعبر عن احتياجات المجتمع والشعب الملحة في لحظة معينة من لحظات تطوره ( وفى تلك الأيام تمثلت هذه الاحتياجات في القيم التي دافع عنها محمود ؛ كالديمقراطية / الوحدة الوطنية /حرية الفكر والاعتقاد الخ الخ .) هذه القيم التي صيغت وطبقت قوانين سبتمبر لقمعها وإهدارها ..

    إن محمود بهذا النص القصير ؛ قد سجل تقدما في الفهم السياسي لطبيعة النظام القائم ؛ مقابل تقليص لجانب الاجتهاد الفكري المختلف عليه ؛ حيث لم يبنى رفضه لقوانين سبتمبر على أسس أيدلوجية (عدم صلاحية الشريعة للقرن العشرين و عودة الإسلام بالسنة لا بالشريعة ) و إنما علي أسباب قانونية وسياسية (التشويه في هذه القوانين لمبادئ الشريعة المدرسية ؛ والغرض السياسي القهري من تطبيقها ). إنها واقعية اكثر ؛ و أصالة اقل إذن ؛ تجاوز بها محمود نفسه وتنظيمه بوعي سياسي عال وحس وطني وتأريخي مرهف وعميق ..

    رجوعا مرة أخرى إلى روايات الوجدان الشعبي ؛ انه في تلك الأيام الحرجة بين حكم المحكمة والتنفيذ ؛ قامت مجموعة من بيروقراطيي الاتحاد الاشتراكي ( في صراعها داخل ذلك التنظيم ضد الهيمنة المتزايدة للإخوان المسلمين ) ؛ قامت بالتدخل لدى نميري لاسترحامه حول قضية محمود ؛ على أساس أن محمود قد دعم النظام دائما وفى ظل أوقات حرجة وعصيبة ؛ فلا يمكن أن تكون هذه نهايته .فرد السفاح بما فيه من عنجهية وطغيان وبطر ؛ بأنه مستعد للعفو عن محمود ؛ شرط أن يعتذر له علنا. ووصلت المساعي والإخبار إلى محمود ؛ فكان رده بعد التأكد من أن رده سيصل السفاح :"قولوا لنميرى أنا ما بنكسر ليك ؛ وأنا بموت وبقابل ربى نضيف ؛ لكن أنت حتموت بى سوء الخاتمة !!"

    هل كان محمود يبحث عن الموت ؟؟ هذا ما قد يتراءى من الوهلة الأولى ؛ في تعامل محمود مع المحكمة ومع مجمل مؤسسات النظام ؛ في الشهور الأخيرة من حياته ؛ وفتحه للمعركة واضحة ضد النظام وسياساته ؛ وهو الذي يعلم مبلغ الحقد الذي تكنه ضده القوى السلفية ؛ وخصوصا جماعة الأخوان المسلمين ؛ كما لابد يعلم الطابع الدموي والطغيان المنفلت للسفاح نميري ..ومما يعزز هذه الرؤية كذلك فكرة الفداء التي لا بد من وجود سند واقعي لها في تفكير محمود ؛ طالما قد كررها الجمهوريون مرارا بعد استشهاد محمود ؛ بان "الأستاذ قد فدى الشعب السوداني[f].

    إلا إن تعامل محمود مع تلاميذه ورفاقه المتهمين معه في نفس القضية ؛ قد سجل جانبا آخر .فمما لا ريب فيه ؛ أن محمود قد أوصى تلاميذه بتجنب الموت ومسايرة السلطة ؛ حتى ولو كان ذلك بالتبرؤ منه [g].. وفق مبدأ " التقية " الذي سارت عليه العديد من الحركات الإسلامية المعارضة؛ وحتى بعض أقطاب الصوفية ؛ إلا أن محمود قد رفض هذا الخيار لنفسه ؛ فيما حاول حماية حياة رفاقه وتلاميذه ..

    هنا مرة أخرى يظهر سلوك الصوفي ؛ السائر وحده في درب الحقيقة ؛ والموت هو أقصي تجلى للحقيقة ؛ سواء في صورته البيولوجية أو في صورته المعرفية ..في صورته البيولوجية باعتباره الحقيقة الوحيدة الثابتة حتى الآن ؛ والخاضع لها كل بشر ..وفى صورته المعرفية ؛ باعتباره الكسر الآخير للحاجز بين الإنسان ومصدر الحقيقة ؛ باعتباره افناءا للجسد واندماجا بالروح مع مركز الأنوار وسر الأسرار ..وبالنسبة لصوفي يؤمن بوحدة الوجود فما كانت فكرة الموت لتشكل له رعبا أو فزعا ( إذا استطعت بذل الروح فتعال ؛ وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية ) .. لهذا فقد كانت ابتسامة محمود الغامضة حين النطق بالحكم (أكانت يا ترى ابتسامة رضى أم ابتسامة سخرية ؟) ؛ ولهذا كان انشراحه وتماسكه وهو يصعد درج المشنقة .

    توصية محمود لتلاميذه بالتنكر له ؛ان صحت ؛ تظهر مبدأ الفردية عند الصوفي ؛ وتحمله للمسئولية وحده ؛ وهذا يذكرنا بالحلاج الذي دافع عن تلاميذه وأصدقائه وحماهم من الموت ولم يدافع عن نفسه ؛ بل كان يرى انه يستحق الموت ؛ لأنه ( أفشى الأسرار ) ..وفى الحقيقة فهناك تشابهات مذهلة ما بين شخصية محمود ومصيره وشخصية الحلاج ومنتهاه –يذكر هادى العلوي أن الحلاج قد قتل لتأسيسه تنظيما سريا لمعارضة السلطة ؛ وليس لشطحاته الصوفية – ومحمود رغم انه لم يذهب إلى مرحلة الحلاج ؛ من معارضة السلطة منذ البدء أو تصريحات الانجذاب ؛الا انه قد قتل حتما لاسباب سياسية .كما انه انه بهذه الوصية وذاك السلوك قد انخرط تماما في درب مشابه ؛ درب الوحدانية الصوفية ؛ وتخلى عن فكرة الصوفية الجماعية " في شكل تنظيم أو جماعة " ؛ حيث رفض أي تحمل للمسئولية من قبل تلاميذه ؛ او حملها وحده حينما تراجع عنها الآخرين ؛ ومضى إلى الموت وحده ؛ كآباذر ؛ وهو الذي يعلم بان موته سيكون موتا للجماعة والتنظيم ؛ اللذان هما مرتبطان به اشد الارتباط ..إضافة لمعرفته بالدور السلبي الذي ستقوم به عملية المسايرة للسلطة من قبل تلاميذه على الروح المعنوية والتماسك الداخلي لمجمل الجمهوريين؛ وعلى هؤلاء التلاميذ الذي رافقوه في أيامه الأخيرة ؛ والذين اضطروا الي التبرؤ منه على الملأ -حسب نصيحته او حسب خوفهم - وقلوبهم تتمزق ؛ ولسانهم لا يسايرهم ؛ إنقاذا لحيوات كان يقدرها محمود ؛ وما كان يتورع عن إهدارها السفاح .. لكنه التناقض الأصلي الذي ذكرناه من قبل ؛ والذي كان لا بد له من الانفجار ؛ وشطب أحد طرفيه ؛ هذا الطرف كان التنظيم ؛ وكان الخلود للأستاذ ..





    هوامش :



    --------------------------------------------------------------------------------

    [a] نستثنى من ذلك محاولات متفرقة ؛ من أهمها الكتاب الصغير الذي أصدره مركز الدراسات السودانية بالقاهرة ؛ تحت إشراف د: حيدر إبراهيم على بعنوان : محمود محمد طه : رائد التجديد الديني في السودان- القاهرة يناير 1991؛ ومحاولة للتاصيل القانونى لافكار الاستاذ محمود فى مساهمات الاستاذ عبدالله احمد النعيم ؛ ومن اهمها كتاب نحو تطوير التشريع الاسلامى .

    حاولنا إنجاز بعض من ذلك في مخطوطاتنا : " مفهوم الإنسان الكامل قديما وحديثا " ؛ و"دراسة أولية في فكر وتاريخ حركة الإخوان الجمهوريين ".

    [c] راجع حول الطابع الثوري للفكر الصوفي وتدهوره اللاحق حسين مروة : النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية ؛ المجلد الأول دار الفارابي –بيروت لبنان وكذلك مخطوطتنا : "الصوفية الاجتماعية كفلسفة للحياة وآداه للتغيير" .

    [d] حاولنا إنجاز ذلك في مخطوطتنا عن الأخوان الجمهوريين : "دراسة أولية في فكر وتاريخ حركة الإخوان الجمهوريين".

    [e] عن منشور للإخوان الجمهوريين بعنوان : ماذا قال الأستاذ محمود محمد طه في المحكمة ؟! ..أم درمان الاثنين 7 يناير 1985 الموافق 15 ربيع الثاني 1405 ه .

    [f] من بيانات الإخوان الجمهوريين بتاريخ 9-1-1985 و 21-4-1985 .

    [g]فى حوار لاحق لى بعد كتابة هذا المقال ؛ مع الاستاذ عمر القراى ؛ اوضح لى وجهة نظره بان معلوماتى بهذا الصدد خاطئه ؛ حيث لم يطلب الاستاذ محمود من اتباعه حينها التراجع عن افكارهم بل طلب منهم على العكس التمسك بها وتقديم التضحية ؛ وقال القراى انهم ببساطة عجزوا عن ذلك ..واذا كان الامر كما ذكر الاستاذ القراى ؛ فان معظم الجزء الاخير من المقال الحالى يحتاج الى اعادة صياغه ؛ الامر الذى سنقوم به –فى اطار مناقشة فرضية استاذ القراى - فى مكان آخر . ما يهمنا همنا انه حتى ولو صدقت معلومة الاستاذ القراى ؛ فمواجهة محمود للموت وحده وانشراحه فى مواجهته تثبت قسطا كبيرا من تحليلاتنا .

                  

08-05-2021, 03:10 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)

    مرايا محمود محمد طه، أم نظارات عادل عبد العاطي؟ (1) .. بقلم: مازن سخاروف
    رئيس التحرير: طارق الجزولي رُفع بواسطة رئيس التحرير: طارق الجزولي 2 أغسطس, 20212 أغسطس, 2021
    264المشاهدات
    هذا المقال كتبته بعد أن أطلعت على مقالة للسيد عادل عبد العاطي بعنوان ” المرايا المكبرة: صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه (1/3)”, نـُشرت بتاريخ 30 يوليو 2021 بموقع سودانايل. مادة المقال كما فهمت أراد لها صاحبها القول إن ” محمودا كان ينظر لنفسه وأن الجمهوريين كانوا ينظرون له من خلال مرايا مُكبرة مُصخًمة، أعلت من شأنه في أمر أشبه بجنون العظمة من طرفه، وبالتأليه والغياب الكامل للعقل من طرفهم “.

    بعد (انتقاد ليس غير متوقع) لمقالة عبد العاطي, عاود هو برد البارحة, الفاتح من أغسطس مفندا, كما رأى من انتقده. وقد بدا أن أهم أسباب الإنتقاد كان اقتطاع السيد عبد العاطي لأقوال الأستاذ محمود طه, أو تناولها دون رَوِية, بافتراض أكثر النوايا حسنا. ما لم يشفع لعبد العاطي هو “سابقة” وبدعة قد ابتدعها تخصم من طرحه جدا وقد تُلبسه شبهة الغرض. السابقة مقالة أخرى له من قبلُ بتاريخ 17 يوليو بموقع سودانايل بعنوان ” الطائفة الجمهورية والخطاب المعادي للمرأة: (1)” عن محمود والجمهوريين, وقد بدا فيها عادل عبد العاطي متحيزا جدا في جانب من حديثه حين تجرأ بالقول بإن البهائيين (الذين هم في رأينا ورأي المراجعة التاريخية أذناب استعمار وفئة فتنة) هم أصدقاء الجمهوريين. أرى ولا أقول أقترح ألا شيئ يجمع الإثنين (البهائيين والجمهوريين), اللهم إلا خيال الأستاذ عبد العاطي الخصب. رددت على تلك المقالة الأخرى المشار إليها في مقالة بتاريخ 18 يوليو بعنوان “خطاب الجمهوريين العدائي تجاه المرأة، أم تحيز عادل عبد العاطي ضد الجمهوريين؟ رد (1), وبيّنت بأدلة ومراجع الدور غير المشرف, بل المشين للبهائيين, ومن ثم وخطأ وخطل ما ذهب إليه عادل في مقامه ذاك. عودة إلى افتتاحية الحديث وانتقاد البعض لما عدّوه, على لسان عادل أنه “شوه وبتر” حديث محمود طه في الحوار الذي أجراه معه صالح بانقا. أتفق مع هؤلاء فيما ذهبوا إليه, وذلك لأن السيد عبد العاطي أسقط الأساسيات, فلم يقصر في اقتطاعه لإجابة محمود محمد طه على فواتيح ما نقله عنه, بل كذلك لم يفصّل مصدره الذي جاء منه بالإقتباس كاملا, كما تقتضي الدقة الأكاديمية. أذكر, وهذه مجرد ملاحظة نظام, أنني في تاريخ قراءتي لتلك المقالة عانيت في إيجاد مصدر الإقتباس, إلى أن وفقني الله “بعد تلتلة” للعثور عليه برمته. لعله درس لكاتب المقال أن يتحرى الدقة في بيانات ما ينقل, مع الإنصاف فيما يقتبس في المنقول, وإلا فهو يثير متاعب لصاحب النص أكثر مما يظنه واقع على من يقتبس عنه لينال منه. وقد كان.



    داخل النص, واختصارا للكلام, سأقصر مقالي هذا على مقالة عبد العاطي الأصلية بعنوان “المرايا المكبرة” والفقرة من كلامها بها التي عنونها “محمود محمد طه: نبيّ أم رسول”. ولذات مقصدي من الإختصار, لن أكرر كلام عبد العاطي, بل سأكتفي فقط بإيراد الجزء من الحوار الذي أجراه صالح بان النقا مع الرجل الفاضل محمود * وملاحظاتي وشروحاتي عليه بأرقام في كل جزئية مهمة, حتى يستفيد المتابعون بما فيهم “سيد الشورة” عادل عبد العاطي, كما نأمل.

    فإلى أضابير ذلكم الجزء من الحوار:

    =====================

    ساعة مع الأستاذ محمود محمد طه

    حوار أجراه صالح بان النقا



    رفاعة – 29 مارس 1951

    نص الحوار

    ساعة مع الأستاذ محمود محمد طه

    رئيس الحزب الجمهوري سابقا

    أجرى الحوار – صالح بان النقا – ٢٩-٣-١٩٥١





    (س): يعتقد العم خاطر (أبو بكر خاطر, كما جاء في نهاية الحوار, سخاروف) أنه نبي ورسول ، وأن الآيات القرآنية لا تؤكد عدم وجود الأنبياء بعد محمد كما أنه يعتقد أنك نبي ، وفي كلا الاعتقادين لدينا شك وشكوك.



    (ج): لا نبي بعد محمد من لدن بعثه إلى قيام الساعة. ليس في هذا إشكال ولا خلاف لأن النص في القرآن صريح ولكن الإشكال في أمر الساعة ، وذلك بأن الساعة ساعتان: ساعة يبدأ بها “يوم الله في الأرض” وساعة يبدأ بها “يوم الله في السماء”.

    أما يوم الله في الأرض فذلك حين تبلغ الإنسانية الكمال وهي في إطارها الأرضي من اللحم والدم فتملأ الأرض عدلا وحرية ومحبة بين الناس وقد أرسل الله جميع الرسل من لدن آدم والي محمد ليعدوا حياة الأحياء لهذا اليوم العظيم (1) بتعليم الناس الأخلاق التي تستقيم مع معاني العدل والحرية والمحبة، وحين قال الصادق الأمين “بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” إنما أشار إلى هذا الإعداد الخاص الذي اشترك فيه جميع الرسل وحين قال “كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا” إنما أشار إلى هذا اليوم “يوم الله في الأرض” واليه الإشارة أيضا في القرآن الكريم حين قال عن لسان المصطفين فيه “وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين” تلك (جنة الله في الأرض) في “يوم الله في الأرض” فإذا ابتدأ هذا اليوم فقد ابتدأت الساعة التي بها نهاية توقيت ختم النبوة بمحمد (2) وجاء وقت المبعوث الذي بشر به محمد والرسل من قبله وهو عيسي (3) ومع عيسي يبعث جميع الأنبياء والصديقين والأولياء كأصحاب له .. في هذا اليوم يصح أن تكون هناك نبوة (4) لا بمعني وحي محسوس يجيء به الملك كما كان الشأن بين محمد وجبريل فإن ذلك قد إنقطع باستقرار القرآن بالأرض ولكن بمعني إلقاء رحماني علي قلوب عباد تطهرت من شوائب الشرك (5) ولهذا اليوم علامات لا تعرف إلا بأنوار البصائر فمن كانت له بصيرة يبصر ويعرف أن الوقت قد حان ومن كان لا يري إلا بعيني رأسه كما تري الدواب لا يبصر شيئا ويظن أن الوقت هو الوقت منذ الأزل ، لأن الشمس مازالت تشرق من المشرق وتغرب في المغرب كما فعلت دائما .. إن هذا اليوم قد أظلنا الآن (6) والناس عنه في عماية عمياء وقد مد لهم في عمايتهم عنه إلتباس صورته في أذهانهم باليوم الآخر الذي أسميته أعلاه بيوم الله في السماء (7) فأن ذلك لا يجيء إلا حين تنتصر الحياة علي الموت بتجربته واجتيازه وهو امتداد ليوم الله في الأرض و ليس مغايرا له والي ذلك الإشارة بقوله تعالي: “من كان في هذه أعمى فهو فى الآخرة أعمى وأضل سبيلا (8).

    أما الجزء الأخير من السؤال فانه الإجابة من الناحية الموضوعية وهي المهمة قد سلفت أعلاه ومن الناحية الشخصية “فإني أزعم لنفسي ذلك وأرجو أن أكون محقا.” (9)



    =========================



    إنتهى إقتباس جزئية الحوار مع الرجل الفاضل محمود. والخلاصة, بين مقالة المرايا الأولى, وتعقيبه على منتقديه في مقال المرايا الثانية, أن رأيي أن عادل عبد العاطي, أهمل في الأولى, و”وكس” في الثانية. فلم يسعفه فهمه للغة محمود الرصينة والتي يمكن لذي صبر (أو حتى متصبر) أن يفهمها دون كسر عنق الحقيقة. فهو وإن كان في الأولى كالقافز في الظلام فوقع وحطم الآنية, فقد أفسدها أكثر في الثانية بلوم من وضع الآنية في طريقه الظلامي دون أن يناوله المصباح. بعض من الأخلاقية في النقاش مطلوب حتى لا تترصد للخصم فتسارع إلى إعلان النتيجة قبل التحقق من دليل الإدانة.



    الخلاصة الثانية, أن ما يبدو لي أن مُجريَ الحوار, صالح بان النقا, كان والله أعلم يود أن يوقع محمودا في فخ “من قولة تيت”, إذ أقحم عليه, أي محمودا هذا العم خاطر (أبوبكر خاطر) طولا وعرضا وعن أيمانه وعن شمائله, وكأن رأي محمود في “بوح” أبي بكر خاطر مقترنٌ برغبة صاحب الحوار في معرفة محمود وفكره. هذه الحيلة فيها مكر وأكاد أقول خبث أيضا. فشيمة أولئك “المحاوراتية” هي الزج بالأشخاص المثيرين للجدل في صلب الموضوع بإسم التنوير في قضية أخرى. لكن محمود محمد طه سواء أدرك الأمر بحسن طويته أم لم يدرك, فقد استطاع ببلاغة لفظه وقوة منطقه أن يفلت من فخاخ بان النقا (وليت شعري أهو بان النقا, أم عكر الشوائب). حركات “جلابة”.



    الحواشي أدناه من عندي كملاحظات وشروح لكلام محمود محمد طه:

    ———————————

    (1) يعني حسب شرح محمود ابتداء يوم الله في الأرض, سخاروف.

    (2) ذلك تأويل محمود لـ “حتى تقوم الساعة”.

    (3) محمود استدل بحديث للنبي الكريم حين قال, “كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم”.

    (4) إنظر الدقة في اختيار الألفاظ فهو لا يجزم بنبوة ضربة لازب, ولكنه يقترح صحة وجود لنبوة – إن وُجدت, لكن بتخريج وشرط وليس كما قد يُفترض. المشكلة, إذن في الذين يحملون على كلام محمود من مظانه للف الحبل حول عنقه جهلا أو لؤما. هذه هي الفتنة وإشانة السمعة تُسمع شنشنتها من أفواه الحمقى وعيدا لأصحاب الحكمة. للضمان, حصّن حق الدفاع عن النفس جنبا إلى جنب مع المنطق.

    (5) هل هذه الفرضية توقع محمودا في شرك, أو تخرجه من الملة؟ اللهم لا, فهو قد ذكر “شبهة” الشرك صراحة وأنه يتطهر منه, وهذا مع ما سَبَقَ من حاله أجده حديثَ الرجل الواعي والورع, وإن لأزنُ كلامه فأحسن الظن به بعد أن قدّم رأيه بالتي هي أقوم.

    I will do give Mahmould the benefit of doubt.

    (6) لأول وهلة, كما ظننت, قلت ربما هذه أضعف حلقة في منطق محمود؛ لكني تريثت فوجدت الوصف في “قد أظلنا”؛ وهذا لا يعني أن اليوم قد حان وحل بيننا, ولكنه أظلنا, كناية عن سحب صائرة لتكوين غيمة حبلى؛ يوم وإن لم يحل بعد فإماراته معنا. مرة أخرى يدقق محمود في التعبير, و”يسرح” عادل عبد العاطي فيسيئ الفهم. وعين السخط تبدي المساويا.

    (7) إذن الساعة الأولى, كما شرحها محمود هي ابتداء يوم الله في الأرض بإقامة العدل, أو البدء في إقامته؛ بينما الساعة الثانية بذات الفهم هي يوم الله في السماء, أو ساعة الحساب أو اليوم الآخر,.



    (8) الخلاصة أن الساعة الأولى تبدء بالبدء في إقامة العدل في الأرض حتى تحققه؛ ثم يميت الله من عليها, أي الأرض بقيام الساعة الثانية, أو يوم الله في السماء, ثم يبعثهم من بعد ذلك بإرادته موتا من بعد حياة.

    (9) هذه الذي اقتطعه عادل عبد العاطي اقتطاع من لا يخشى العاقبة. فهو في منطق اللغة كالمنبت, لا أرضا قطع, ولا ظهر أبقى. وفي دغل النص كحاطب ليل, ينكر فأسه وتنكره حين يخطئ هدفه فيرمي بالنقمة على الظلمة أو حظه العاثر. كما يقال في مباريات الشطرنج (مباريات المنطق في هذه المسألة), إنقشع الغبار واتضحت نتيجة المعركة: واحد لمحمود محمود طه, صفر لعادل عبد العاطي.

    (1) إلى (9) أعلاه اجتهاد, فإن أخطأت فمن عندي. وما توفيقي إلا بالله.

    مازن سخاروف في 2 أغسطس 2021
                  

08-05-2021, 03:12 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأستاذ محمود محمد طه: مازن سخاروف يواصل الردود لـ: عادل عبدالعاطي (Re: عبدالله عثمان)

    منقول
                  

08-06-2021, 03:48 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: مازن سخاروف يواصل ا (Re: عبدالله عثمان)

    المرايا المكبرة : صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهورين عنه  ( ٤ من ٤) 

    حول المسيح المحمدي ونزوله في السودان في القرن العشرين وتحقيقه لجنة الله على الارض 


    ١/ مقدمة : 

    كنا قد أشرنا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة إلى الحوار الذي أجراه الاستاذ بانقا مع محمود محمد طه، وسؤاله عن أنه سمع عن دعوى محمود العيسوية ، واجابة محمود المؤكدة لذلك ، إنه اُلقي الأمر إليه وتكرر الإلقاء ، ويرجو ان يكون صادقا. 


    هذا الحوار البسيط مع محمود بنهاية عام ١٩٥٢ ، وحينما لم تكن دعوته الدينية معروفة بشكل كبير ، سنجد جذوره كامنة  وفروعه منتشرة في كل تاريخ الفكرة الجمهورية اللاحق ، حتى سوف يؤقن الكثير من الجمهوريين  أن محمودا هو المسيح ( المحمدي) ، الذي جاء وقت نزوله ولم يبق غير التجلي. 


    ٢/ دور المسيح في الطائفة الجمهورية: 

    يشكل المسيح شخصية جوهرية في الطائفة الجمهورية، ونظرتهم لهم تختلف عن نظرة بقية المسلمين له وتخالفها بالمرة ، وهذه واحدة من أسباب زعمنا أن "الفكرة" الجمهورية دين جديد يختلف عن دين القوم ، وهو أمر سنرجع له في مقال منفصل. 


    ويؤكد زعمنا عن اهتمام محمود والجمهوريين بشخصية المسيح، فوق ظن محمود المعلن عنه في ذلك الحوار القديم  أنه المسيح العائد ، هو افرادهم حجما كبيرا لهذه الشخصية في ادبياتهم، ومنها كتاب (عودة المسيح) الصادر في ديسمبر  عام ١٩٨٠ ، وكتاب (المسيح ) الصادر في ديسمبر ١٩٨٢ ، وكتاب ( الموالد الثلاثة ، مولد محمد ، مولد المسيح ومولد السودان ) والصادر في ديسمبر ١٩٨٢ . والمتابع يلاحظ أن هذه الكتب قد صدرت في اخر سنوات حياة محمود، وأنها خرجت على التوالي في ثلاثة سنوات متتابعة في شهر ديسمبر من كل عام. 


    وغير هذه الثلاثة كتب ، فيمكن أن تجد إشارة للمسيح في العديد من الكتب الأخرى  لمحمود والجمهوريين، ومن أهمها كتاب (القران ومصطفى محمود والتفسير العصري) وكتاب ( التقليد ، الاصيل ، الاصلاء ) وكتاب ( أدب السالك في طريق محمد ) وكتاب ( الشيعة ) الخ الخ . 


    ٣/ المسيح قد صلب ولم يرفع: 

    وتأتي اول المفاجآت في الدعوة الجمهورية في زعم أن المسيح ( المسمي عندهم بالاسرائيلي)  قد قتل وصلب ، وأنه ليس صحيحا أنه لم يصلب ورفع كما يؤمن اغلب المسلمين.  وهنا لا بد من إيراد الدليل  على كلامنا هذا  من كتبهم، ففي كتاب المسيح وتحت فقرة : (عيسى الإسرائيلي عليه السلام ، قتل أم رفع ؟؟) يكتب الجمهوريون (وربما محمود) التالي : 

    ( إن الذي جعل المسلمين يعتقدون في أن المسيح المنتظر إنما هو عيسى الإسرائيلي اعتقادهم في كونه لم يمت وهو اعتقاد انبنى على الآية: (وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى بن مريم ، رسول الله ، وما قتلوه ، وما صلبوه ، ولكن شبّه لهم .. وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ، ما لهم به من علم ، إلا اتباع الظن ، وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما) .. وواضح أن الآية لا تعطي هذا الفهم .. خاصة إذا أخذنا في الحسبان قوله تعالى: (إني متوفيك ورافعك إلي) وقوله تعالى أيضا: (والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) .. فالقرآن لا يناقض بعضه بطبيعة الحال ، فعبارة (متوفيك) إنما تعني أنه سيموت ، وحسب سنّة الله الجارية في خلقه بعد العمر المألوف .. وعبارة (ويوم أموت) كذلك في نفس الاتجاه ولذلك فإن الفهم المستقيم إنما يكون في أن المسيح قتل ، ثم رفع ، وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: (وما قتلوه يقينا) وهي تعني ، دون أدنى شك ، أنهم قتلوه ، فيما يظهر لهم ، ولكنهم (ما قتلوه يقينا) ، وهي هي نفسها عبارة (ولكن شبّه لهم) .. وهذا المعنى وارد في القرآن في مواضع أخرى كقوله تعالى: (وما رميت ، إذ رميت ، ولكن الله رمى) وكقوله: (فلم تقتلوهم ، ولكن الله قتلهم) .. ومعنى هذه الآية: إنكم لم تقتلوهم ، إذ قتلتموهم ، ولكن الله قتلهم .. ولذلك فقوله تعالى: (وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ، وما قتلوه يقينا) .. إنما يشير إلى مبلغ الاضطراب في فهم هذه القضية ، وإلى ما ينشأ فيه من خلاف .. ولكن جلية الأمر فيها أن الآيات التي تتحدث عن المسيح إنما تتحدث عن المسيح الإسرائيلي وعن المسيح المحمدي في نفس الوقت .. فالمسيح المحمدي هو الذي سيرفع .. فالذي يتحدث عن المسيح الإسرائيلي معتقدا أنه لم يقتل مخطئ ، دون أدنى ريب .. إن أمر الرفع سيصح في أمر المسيح المحمدي .. فإنه هو الذي سيرفع حيا .. وهذا هو كمال الإسلام على المسيحية الذي يوشك أن يضيعه المسلمون بالاضطراب في الفهم ، أو قول (باتباع الظن) كما أشارت إلى ذلك الآية الكريمة ) . انتهى كلام الجمهوريين  .


    الواضح هنا هو التلاعب بالكلمات ، فعبارة ( وما قتلوه يقينا) تعني أنهم لم يقتلوه، ولا تعني ولا يمكن أن تعني أنهم قتلوه ولكن القاتل هو الله. ولا يصح مشابهة هذه الآية بالآية التي تقول ( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى) ، أو التي تقول ( ان الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) إذ فيهما توضيح للفكرة بجملة إضافية ، ولو كان القصد أنهم لم يقتلوه وانما قتله الله لقال ( وما قتلوه إذ قتلوه ولكن الله قتله) . وهذا ما اشرنا إليه في التفسير العشوائي للقرآن عند محمود والجمهوريين دون أي مرجعية لغوية أو تاريخية . 


    أما نقطة الإشارة في آيات أخرى لموت المسيح فهي صحيحة جزئيا ، إذ هناك إيات عديدة تتحدث عن موت المسيح ووفاته، ولكنها لا تتحدث عن قتله اطلاقا ، لا بيد الله ولا بيد غيره . والموت غير القتل في اللغة وكذلك في القرآن.  انظر الى الآية : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ ۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ ۚ) . فمن أين أتى محمود  والجمهوريون من القرآن بزعم أن المسيح قد قتل ؟! 


    الفكرة كلها تكمن في إثبات أن المسيح قتل وصلب ولم يرفع ولن يعود، ذلك أنه من بني اسرائيل ولن ينفع أن يعود في شكل مواطن من السودان . وانما الذي رفع/ سيرفع  ويعود هو المسيح المحمدي والذي هو من صلب النبي محمد ،  الذي يدعي الكثير من السودانيين الانتماء اليه. ولما كان السودان هو مركز دائرة الوجود ، وكان مجئ مسيح البعث الجديد مربوطا بالسودان ، حسب الجمهوريين، نكون حينها قد فهمنا الحكاية وعرفنا الغرض . 


    ٤/ هل المسيح هو الله عند الجمهوريين؟!  : 

    لا يقول الجمهوريون صراحة أن المسيح هو الله ، كما يقول اغلب المسيحيين  أنه الله أو ابن الله، ولكنهم يلتون ويعجنون في ذلك لتا وعجنا شديدا . ولمحمود في ذلك رسالة طويلة بعنوان (متى قال الله: يا عيسى ابن مريم!! أأنت قلت للناس؟؟) بتاريخ ٢٣/٧/١٩٦٣ ، والتي تتناول الآية (  وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِىٓ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُۥ فَقَدْ عَلِمْتَهُۥ ۚ تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَآ أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّٰمُ ٱلْغُيُوبِ) 


    يحاجج محمود حول هذه الآية بالقول :  

    ( أن الله خلق في عيسى القوى التي تدعي الربوبية، والتي هي مودعة في كل فرد من أفراد البشر، وهي التي بها تمت لهم خلافة الله في الأرض.) 

    كما قال محمود إن ادعاء المسيح الربوبية: 

     ( أمر كان من الممكن أن يحصل من المسيح لولا أن الله نصره، واجتباه) 

     وواصل محمود  في تفسيره لواقعة ان السؤال كان بصيغة الاستفهام لا الجزم بسبب أن المسيح قال ذلك الزعم بلسان حاله حين قال:   

     ( إن الاستفهام في: (أأنت قلت) بدلا من الجزم: (أنت قلت)، حين أفاد أن الله قد خلق في المسيح قوة العقل الكافية لصد إرادة ادعاء الربوبية، أفاد أيضا أن المسيح قد قال، بلسان حاله، ولكنه لم يقل بلسان مقاله، وحاشاه أن يقول) .


    ثم يمضي محمود أكثر ليقول إن تفسير الآية التي تقول ((وإن تغفر لهم فإنك أنت الغفور الرحيم) هو التالي : 

    ( المراد في السياق: فإن اتخذوا المسيح وأمه، إلهين، من دون الله، فإنما ذلك لحكمة قاهرة أرادها الله بهم، ولم يجدوا عنها (مندوحة). ) 


    تخريجات محمود هذه جعلت بعض الجمهوريين يقولون أن المسيح لم ينكر صراحة - وفقا لمنطوق الآية حسب قراءتهم - ان يكون قد قال إنه الله. كتب الاستاذ محمد عثمان ابو الريش : 

    ( لقـد إستشهـد الأستـاذ محمـود بهـذه الأيـة مـرة، ليدلل بهـا على أن المسيـح فعلا قال (بلسـان حالـه) أنه هـو هـو الله، ولم يقل لأحـد ذلك بلسـان مقاله.. لذلك قال: "إن كنت قلته فقـد علمتـه" و "تعلم مافى نفسى ولا أعلم مافى نفسك" ثم أن الكلام الكثيـر الذى قاله المسيـح فى الرد على سـؤال بسيط، ليس فيـه ما ينفى فيه التهمـة (أقرأ الأيـة مـرة أخـرى).. حتى عبارتـه " ما قلت لهم الا ما امرتنى به" ليس فيهـا نفى قاطـع ل(التهمـة). ) 


    والشاهد أنه وفقا لفكر محمود والجمهوريين  فإن المسيح هو تنزل من تنزلات الذات الألهية. فاذا كانت الذات الألهية مبهمة وفوق الاسماء والصفات ، وكانت الحقيقة المحمدية/ الإنسان الكامل/ الله القراني هو أول  تنزل هذه الذات وواسطتها  إلى البشر ، كما يقول محمود ، فإن أي شخص تتلبسه الحقيقة المحمدية / الإنسان الكامل يكون بالضرورة الله ( في حده القريب)  . 


    هل - مع ذلك -  يقول محمود والجمهوريون أن المسيح كان من تنزلات الحقيقة المحمدية ؟! نعم وبلي. انظر لقولهم في فقرة ( ميلاد المسيح) فى كتاب ( الموالد الثلاثة) : 

    ( المسيح النبي الإسرائيلي الذي بعث في بني إسرائيل إنما هو صورة للمسيح المحمدي الذي سينزل ويقيم جنة الأرض. المسيح الإسرائيلي قبس من المسيح المحمدي، وليس إياه – هو تنزل منه، كما أن آدم، وسائر الأنبياء تنزل من الحقيقة المحمدية).


    ومرة أخرى أن هذا التحقيق لإلوهية المسيح الاول ليس خال من الغرض. فإذا كان الله قد تنزل وتجسد في المسيح الإسرائيلى، وفي كل الانبياء ، فما المانع أن يتنزل في شخص المسيح المحمدي ، القادم من السودان، كما سيظهر لاحقا ؟!  انظر لقول الجمهوريين في كتاب (الموالد الثلاثة) وتحت عنوان (المسيح اسم الله المجسّد) التالي : 

    (المسيح إنما سيجيئ تجسيدا لإسم الله الأعظم، كما هو تأويل قوله تعالى: (هل ينظرون إلاّ أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام، والملائكة، وقضى الأمر، والى الله ترجع الأمور؟؟) و (ظلل الغمام) هي عنصر الجسد الإنساني. ولقد رأى النبي اسم الله الأعظم مجسّدا في الصورة الإنسانية، في المعراج، كما قال: (رأيت ربىّ في صورة شاب له وفرة).)


    ٥/ عودة المسيح المحمدي في السودان: 

    اقتبس محمود والجمهوريون شخصية  المسيح المحمدي من الصوفية، إذ  يرى هؤلاء وعلى رأسهم ابن عربي ان المسيح سيعود ليحكم بالشريعة المحمدية، وربما من هنا جائت  التسمية. أما من يعود من عترة النبي فهو المهدي عند الشيعة ، وخاتم الأولياء عند الصوفية .  


    أما الجمهوريون فهم ينكرون المهدي ويدمجون المسيح في الرسول محمد بالنسب والارومة والتنزل المشترك من الحقيقة المحمدية. وهم في ذلك ليسوا نسيج وحدهم. فقد سبقهم إلى ذلك الأحمدية الذين يؤمنون أيضا بموت المسيح الإسرائيلي،  حين أعلن زعيمهم ميرزا غلام أحمد أنه ( المسيح المحمدي المهدي ) ، وقال : ( ومن فضل الله وإحسانه أنه جعل هذا الفتح على يد المسيح المحمّدي ليُرِي الناس أنه أكمل من المسيح الإسرائيلي في بعض شؤونه) .بينما لحقهم في الامر آخيرا رجل آخر من بلادنا الحبيبة السودان  يدعى سليمان أبو القاسم مـوسى، وصف نفسه أيضا بأنه (المسيح المهدي المحمدي). وما فيش حد احسن من حد! .


    لكن لنرجع للوقائع  ونرى من هو هذا المسيح المحمدي وأين يأتي وكيف يأتي وما هي صفاته ؟! وفقا للجمهوريين فهو سيظهر في السودان حتماً ، انظر إلى أقوالهم في (كتاب الموالد الثلاثة ) : 

    ( رسالة السودان نحو البشرية، في جوهرها رسالة روحية!! فنحن نزعم أنّ السودان سيكون هو الأرض التي سيتم على أديمها (وهو الشعب الذي سيتم على يديه) ذلك البعث الروحي الأكبر المصحوب بمجيء المسيح المحمدي، وبقيام جنة الأرض!! ) 


    وكذلك قولهم في ذلك الكتاب  تحت عنوان ( افريقيا موطن آدم الثاني ) التالي :  

    ( وإفريقيا، كذلك، هي موطن آدم الثاني (المسيح)، وذلك عودة إلى أصل الخلق الأول (كما بدأنا أول خلق نعيده، وعدا علينا إنّا كنّا فاعلين) والمسيح آدم السحنة، كآدم الأول.. قال النبي: (بينا أنا نائم رأيتني أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم سبط الشعر يهراق رأسه ماء، قلت: من هذا؟؟ قالوا: ابن مريم!!) ثم إنّ السودان إنّما هو روحيا، وجغرافيا، قلب إفريقيا) 


    وحتى لا يكون الأمر ملتبسا على  أحد ، فإن مجي المسيح مرتبط بالدعوة التي انطلقت في السودان قبل الاستقلال ( اي دعوة هي يا ترى ؟! ) . انظر لقولهم في نفس الكتاب  : 

    (  ثم إنّ الدعوة إلى ذلك البعث الروحي الأكبر إنّما قد نشأت في السودان، قبيل استقلاله، حتى لكأنها ولدت مع ميلاد السودان. لذلك فنحن نزعم أنّ السودان هو موطن آدم الثاني (المسيح).) 


    ٦/  رسالة المسيح المحمدي هي الرسالة الثانية من الاسلام: 

    ولكي لا نجهجه الناس ونتركهم حيارى في كنه هذه الدعوة، وفي شخص هذا المسيح المحمدي، النازل الينا  في السودان، نوضح لكم اي رسالة سيأتي بها ، وهل سيطبق الشريعة المحمدية كما قال بذلك السادة الصوفية ، ام أن له دعوة أخرى ورسالة أخرى سيحكم بها ؟! 


    يقول الجمهوريون في كتاب (الشيعة) وتحت عنوان (التمهيد الروحي بين عهدي الرسالة المحمدية (الرسالة الأولى) والرسالة الأحمدية (الرسالة الثانية) ) التالي : 

    (وكذلك عاد المسلمون إلى جاهلية ثانية، لا يحتفظون فيها من الدين إلاّ بقشوره، وقد فرطوا في لبابه، شأن كل جاهلية، في كل فترة تسبق كل بعث ديني. وذلك حتى يجيء البعث الديني، هذه المرة، في مستوى الرسالة الأحمدية (الرسالة الثانية )، بمجيء المسيح المحمدي – محقق الحقيقة المحمدية علي ظهر الأرض، كما هي النبوءة النبوية أيضا) 


    كما يقولون ( لاحظ أن القرن العشرين فات وانقضى) التالي في  كتاب (عودة المسيح)  : 

    (ولذلك فقد جاءت الرسالة الأولى مفصلة، في القرآن، وظلت الرسالة الثانية مجملة، فيه، لم يقع عليها التفصيل إلا في معنى ما عاشها النبي. وسيجيء المسيح الأخير ليفصلها، ويطبقها، على مجتمع القرن العشرين الذي أعدته المسيحية واليهودية والإسلام، في رسالته الأولى، إلى هذا المستوى الرفيع.) 


    وكذلك يقولون في نفس الكتاب : 

    (لقد ختمت النبوة بمحمد، ولم تختم الرسالة، بمعنى أنه قد جاء بالرسالة الأولى (الرسالة المحمدية) وبالرسالة الثانية (الرسالة الأحمدية)، كليهما، موحى إليه بهما في القرآن، فعاش، في نفسه، الرسالة الثانية (كنبوة أحمدية)، ولم يطبق على مجتمعه إلا الرسالة الأولى (الرسالة المحمدية)، وذلك بعد ظهور قصور ذلك المجتمع عن شأو (الرسالة الأحمدية) مما أوجب الهجرة من مكة إلى المدينة بعد ثلاثة عشر عاما من الدعوة (بالرسالة الأحمدية)- الرسالة الثانية من الإسلام. وسيجيء المسيح المحمدي ليطبق الرسالة الثانية (الرسالة الأحمدية) على المجتمع المعاصر.. ولذلك فإن الرسالة لم تختم.. ختمت النبوة، ولم تختم الرسالة.. وأدل الدلائل على عدم ختم الرسالة هو بشارة النبي الكريم نفسه بمجيء المسيح ليطبق شريعة الرسالة الثانية، وينظم الحياة البشرية وفقها، فيختم هو الرسالة!!) .


    ولقد كان الجمهوريون يجلسون ويتحلقون حول محمود محمد طه وينشدون، وهو مبتسم بينهم غير معترض ، قصيدة عوض الكريم موسى التي تقول كلماتها : 

    أنت ابن مريم فينا * لم يبق غير التجلي

    فانشر لواء سلام * وانزع كوامن غلي

    واحي الوجود بنور * من ناظريك مطل


    فهل عرفت ايها السوداني الكريم، والقاريء الكريم من هو هذا  المسيح المحمدي، رسول الرسالة الثانية  وخاتمها، الذي هو الانسان الكامل ، والحقيقة المحمدية،  و هو  الله المذكور في القران، الذي وعدونا بنزوله وتفصيله وتطبيقه للرسالة الثانية ، وتحقيق جنة الله على الارض ، فلا نزل ولا تجلى علينا، ولا طبّق ولا حقّق شيئاً! 


    عادل ع العاطي 

    ٤ اغسطس ٢٠٢١م
                  

08-08-2021, 07:59 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: مازن سخاروف يواصل ا (Re: عبدالله عثمان)

    الإله المجسد والرجل السوداني المحدد واختبار البطة:

    صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه ( خاتمة )


    ١/ اختبار البطة:

    تابعنا في الحلقات السابقة تصور محمود محمد طه عن نفسه وتصور الجمهوريين عنه ، وقلنا إن الرجل كان يرى نفسه نبيا ورسولا واصيلا، وأن كان يشوبه الشك في ذلك ويرجو كل ذلك لنفسه ، ثم تابعنا انقلاب الاصيل الواحد ، لنصل لمفهوم الإنسان الكامل والمسيح المحمدي الذي رسم محمود والجمهوريون أوصافه وظروف نزوله، لتنطبق كل الانطباق على محمود محمد طه.

    وقد جادلنا بعض الجمهوريين ان محمودا لم يقل صراحة أنه رسول الرسالة الثانية أو أنه الاصيل الواحد أو أنه الإنسان الكامل أو المسيح المحمدي الخ ، ولكن كما يقول إختبار البطة : إذا كانت تبدو مثل البطة وتسبح مثل البطة وتبطبط مثل البطة ، فهي غالبا بطة. فإذا كان محمود يقول إنه أصيل ويقول أنه امتلك عبادة فردية ، ثم يقول في موقع آخر أن الاصيل الواحد هو الشخص الوحيد الذي يكون له عبادة فردية ، فهل يعني هذا اي شيء سوى قوله إنه الاصيل الواحد ؟!

    واذا كان الجمهوريون يقولون إن المسيح المحمدي سينزل في السودان ، في القرن العشرين ، وسيحكم بالرسالة الثانية من الاسلام، اي فكرة محمود محمد طه، واذا كان محمود يقول في بداية الخمسينات أنه القي إليه وتواتر الإلقاء أنه المسيح ، واذا كان الجمهوريون ينشدون امام محمود وهو لا يعترض ( أنت ابن مريم فينا - لم يبق غير التجلي ) ، فهل هذه البطة لن تكون إلا بطة؟!


    ٢/ المسيح المحمدي هو الله مجسدا وهو لا يموت:

    وقد رأينا في الحلقة عن المسيح المحمدي/ الإنسان الكامل أنه لا يموت وانما يُرفع ، وفقا للجمهوريين. والحقيقة أن المسيح المحمدي هو الله ( المذكور في القرآن) حسب الجمهوريين، فهل يموت الله ؟

    يقول الجمهوريون في كتاب ( أدب السالك إلى طريق محمد ) وتحت العنوان الفرعي ( تجسيد المقام المحمود) التالي :

    ( إن تجسيد المقام المحمود، وإنزاله من الملكوت إلى الملك، هو في الحقيقة، هدف حركة التطور، منذ أن كانت الحركة، قبل بروز الحياة.. فما تحرك من متحرك، ولا سكن من ساكن، إلا في سبيل الله.. في سبيل أن تتجسد الحقيقة المحمدية - مقام ولاية النبي - على الأرض.. فهذا المقام هو خلاصة تجربة التطور، وقمتها، فإليه ينتهي تطور كل متطور.. وهو الذي فيه يختصم الملأ الأعلى، والملأ الأسفل.. وهو الذي به تفتتح دورة جديدة من دورات الوجود، بها تتحقق إنسانية الإنسان، وبها تتحقق خلافة الأرض، بظهور الإنسان الكامل، المسيح المحمدي، صاحب المقام المحمود.)

    طيب معقول . إذن من هو المسيح المحمدي/الإنسان الكامل وما هي قدراته ، لنسمع للجمهوريين وهم يقولون في نفس الكتاب :

    ( ولقد بيّنا أن القرآن جميعه في حق صاحب هذا المقام، وأن الذات المطلقة هي فوق القرآن، هي فوق المرقوم.. فإلى (الله) الإنسان الكامل، ينتهي تأويل القرآن.)

    ويقولون عن علمه:

    ( وصاحب المقام المحمود، هو أيضا ينتهي إليه علم الغيب. وهذا هو معنى قوله تعالى: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) وقد ذكرنا أنه من معاني هذه الآية، أنه لا يعلم ذات الله، إلا الله - الإنسان الكامل - ومن معاني هذه الآية أيضا أن الإنسان الكامل هو أكبر من يعلم الغيب، فهو علام الغيوب، المشار إليه في كثير من الآيات وهو (الكتاب المبين)، المشار إليه بقوله تعالى: (وما من غائبة في السماء والأرض، إلا في كتاب مبين).. وهو يعلـّم غيره الغيب) .

    ويقولون اكثر عنه :

    ( وصاحب المقام المحمود، الإنسان الكامل، المسيح المحمدي، هو بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وعلمه، وقدرته، ليسا بجارحة، ولا بواسطة، وإنما هو يعلم بذاته، ويقدر بذاته، متخلقا في ذلك بأخلاق الله.. فهو الذي بيده الملك، المشار إليه بقوله تعالى: (تبارك الذي بيده الملك، وهو على كل شيء قدير) فهو مبارك من قبل الذات المطلقة. وهو صاحب الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده، وهو ملك النفوس)

    طيب كويس جدا ، ما شاء الله عليه . متميز خالص. ماذا عن موته اذن . هل يموت ؟! يقول الجمهوريون في نفس الكتاب :

    (لقد أشرنا إلى أن مقام (الأصيل)، المقام المحمود هو مقام الحياة الخالدة التي لا تؤوفها آفة النقص، أو المرض، أو الموت)

    ويقولون :

    ( ذلك بأن الإنسان الكامل يأذن الله له (لبيته) أو قل (لجسده) أن يرفع، فيفتتح، بهذه الرفعة دورة جديدة، من دورات التكوين على هذه الأرض.. فإنه هو يرتفع - بهذه الدورة الجديدة، فوق البشر المعاصر، كما ارتفع البشر المعاصر فوق الحيوان الأعجم، عند افتتاح الدورة البشرية المعاصرة، هذه الدورة التي نعيش الآن في أخرياتها، إن شاء الله.. والإنسان الكامل عندما يرتفع إلى هذا المستوى من الحياة، يفيض الحياة على غيره.. فيبعث موتى القلوب، من موتهم.)


    ٣/ هل مات محمود ام هناك شك في موته كما يظن بعض الجمهوريين ؟!

    لقد زعزع قتل محمود وموته الجمهوريون زعزعة شديدة، فهم كانوا يعتقدون بحصول معجزة ما أو أنه سيرفع حيا ، ما دام هو الاصيل والمسيح المحمدي والإنسان الكامل . رغم أن محمود كان يهيئهم لموضوع موته في أيامه الأخيرة وخصوصا فيما سمى ب(حديث الفداء ) . لكنهم كانوا في جهلهم يعمهون. وانى لهم أن يفهموا في يوم وليلة أن الرجل رجل عادي سيقتل ويموت، وهم الذين تربوا - تحت يديه - طوال أكثر من ثلاثين عاما على العكس ؟!

    هذا ما جعل أحد مهاويس الجمهوريين يصيح عند تنفيذ الاعدام على محمود ورؤيته له يُقتل ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) . بل إن الأستاذة أسماء محمود نفسها وهي ابنته ومن اقرب الناس له ، تعترف في حوار مع ضياء الدين البلال أنها كانت تنتظر حدوث معجزة حيث قالت :

    ( هو داخلي قد يكون عندي الاتجاه بتاع أنو تحصل حاجة تحصل معجزة أنو المسألة ما تتم ) .

    كما تبرر الأستاذة أسماء تراجع الجمهوريين المستتابين بعد إعدام محمود باهتزاز قناعاتهم ، تقول الأستاذة أسماء التالي في حوار مع الصحفي حيدر خير الله :

    ( الفكرة لها تعقيداتها استاذ حيدر وانت تعلم ذلك وطبيعي ان تهتز قناعاتك، أن تهتز وانت ترى استاذك مكبل بالسلاسل امامك وينفذ عليه حكم الإعدام.)

    لا عجب إذن أن قال الرجل الثاني في التنظيم بعد موت محمود وهو المرحوم سعيد الشايب أن (رأسه انشطب) ، وهي مقولة سودانية تدل على الحيرة الشديدة وانعدام التركيز ثم قام بحل التنظيم الجمهوري ورجع إلى مدني. ولا تزال هذه الحيرة وشطب الرأس تلازم الكثير من الجمهوريين.


    ٤/ أسطورة الطبيب وقصة الوصية :

    ولقد نما إليّ أن هناك أسطورة تروج وسط بعض الجمهوريين ،ومفادها أن الطبيب الذي فحص محمود بعد شنقه قد راى فيه بعض علامات الحياة، لكنه لم يستطع أن يبوح بذلك ل(هول الموقف). والحقيقة أن هذه القصة تكاد تكون مضحكة لولا أنها محزنة. وذلك للتالي:

    اولا لأن مهمة الطبيب المرافق للاعدام هي التأكد من موت المنفذ عليه ، حتى إذا لم يتم الموت تمت إعادة التنفيذ ، ولا أظن أن هذا الطبيب كان جمهوريا ليهيله الأمر أو يترك تنفيذ واجبه. ثانيا ما هو اسم هذا الطبيب ، ولماذا بعد عشرات السنوات من انجلاء ( هول الموقف) لم يفد بهذه الشهادة العجيبة. ( الرواية عن الطبيب وامكانية عدم الموت نقلا عن الجمهوري المقداد ابراهيم )

    كما يستدل بعض الجمهوريين بوصية محمود محمد طه التي قيل إنه كتبها في بداية الخمسينات ، اي الفترة التي بدأ فيها له الإلقاء أنه المسيح، باعتبار أنها تحققت وأنها دليل على إمكانية عدم موته. والحقيقة أن الوصية طويلة وتذكر الكثير من الأشياء المالية والالتزامات ، وفي ختامها فإن محمود قد طلب ( الا يكفن في جديد، والا يناح عليه، والا تترك على قبره علامة، وأن تشرف على غسله زوجته).

    عموم الوصية وهذه الطلبات توضح أن محمودا كان يوقن وقتها أنه سيموت موتا عاديا ولن يرفع إلى أي مكان ، ودليل ذلك حديثه عن كفنه و قبره وغسله. فكيف يكون هنا غسل وكفن و قبر، لمن يرفع إلى السماء حياً؟!

    والشاهد أن جسد محمود دفن في صحراء غرب امدرمان بشهادة العميد طيار معاش فيصل مدني ، وليس صحيحا أنه قد ألقى بجثته في الصحراء أو البحر ، ولم تغسله زوجته وغالبا لم يكفن في كفن جديد او قديم . وشهادة الطيار فيصل مدني تؤكد الموت وهو يتحدث عن محمود باعتباره المرحوم ، في ظل تقبل تام للأمر من الأستاذة أسماء الحاضرة ابان تلك الشهادة وغيرها من الجمهوريين.

    ولقد تحدثت انا شخصيا مع الرقيب عبد الحميد الذي كان المنفذ الأول لعمليات الإعدام في سجن كوبر، إبان فترة احتجازي بذلك السجن في الفترة ١٩٨٦-١٩٨٨. وقد سألته عن إعدام عبد الخالق محجوب وإعدام محمود محمد طه ، فقال لي أنه لم يعدم عبد الخالق لكنه اعدم محمود، وأكد لي موت الرجل. فكيف يكون للوصية اي علاقة بأن محمود لم يمت ؟! وإذا كان عدم وضع العلامة - فقط - يعني تحقق الوصية ، فهل يعني الجمهوريون بذلك أن نميري قد نفذ وصية محمود محمد طه ؟!


    ٥/ موت محمود والحيرة والشك والبلبلة:

    لقد أوردنا في الحلقة الأولى من سلسلة المرايا توثيق بعض الجمهوريين لعقيدتهم أن محمود هو الاصيل صاحب العبادة الفردية ، وما دام هو الاصيل ذو العبادة الفردية فهو الاصيل الواحد ، إذ وفقا لنظرية الاصيل الوحيد فهو الوحيد الذي يحق له أن يكون له عبادته الفردية ( ولا عزاء للمرحوم محيسي والآخرين) . كما وثقنا كيف قال بعضهم أنه صاحب المقام المحمود الذي انزل له من السماء، وكأنما ذلك المقام هو جسم مادي حتى يُنزل ويُرفع ويُشد ويُبسط .

    إلا أن موت محمود قد أحدث بلبلة كبرى وشكاً عظيماً وسط الجمهوريين ، إذ كيف يموت الانسان الكامل وصاحب المقام المحمود ؟! كيف يموت الله ؟! لماذا لم يُرفع ولماذا لم ينزل تحيط به الملائكة والغمام ؟! كيف انقضى القرن العشرين ولم يتم التجلي ونحن موعودون بنزول المسيح في القرن العشرين ؟!

    جزء من هذا الشك تمثل في التضعضع والتراجع المذل عن محمود وعن أفكاره ، في الأيام الأولى لموته تحت تأثير الصدمة. ولقد حكي لي صديق سعودي كيف انهار جهيمان العتيبي واوقف القتال عندما قتل زوج أخته ومهديه الذي كان يؤمن به ( محمد عبد الله القحطاني) في الحرم المكي ، ففي تقديره أن المهدي لا يموت. وجزء منه تمثل في حالة الإنكار والأوهام إن محمود لم يُمت وانما رفع بدلالة حديث الطبيب المجهول والوصية المقطوعة عن سياقها ، وجزء يؤمن أن محمود سيعود مرة أخرى في صورة المسيح المحمدي ولا يحسم في أمر موته أو رفعه.

    من ناحية أخرى هناك جمهوريون توصلوا إلى أن محمود هو مجرد مبشر بالرسالة الثانية ، وأنه تنبأ بالمسيح المحمدي وأن المسيح لم يأت بعد. وأنه كان أصيلا ويسعى في طريق الأصالة ولكنه لم يصل مقام الأصيل الواحد . هم في ذلك يجعلونه في مقام الباب عند البهائية. من أمثال هؤلاء الدكتور ياسر الشريف الذي يقول:

    ( قول الأستاذ محمود بأنه أصيل، أي صاحب شريعة فردية مستقلة عن التقليد، يعني أنه سائر في درب الأصيل الواحد، ولكنه لم يبلغ ذلك المقام بعد، ويرجو أن يبلِّغه الله إياه)

    ويقول :

    (. سوف يثور سؤالٌ: ما هي علاقة الأستاذ محمود إذن بالمسيح الذي يطبق الرسالة الثانية التي بشَّر هو بها؟؟ الأستاذ محمود هو الفادي الذي دفع حياته في سبيل التبشير بهذه الرسالة، فهو إذن أشبه بالمسيح الإسرائيلي الذي دفع حياته ثمنا لدعوته ورسالته التي بشَّر فيها برسول يأتي من بعده إسمه "أحمد" وقد جاء عنه في القرآن: "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ"، 6 سورة الصف. والذي اسمه "أحمد" هو الذي يرد في صلاة المسيح بـ "أبانا" والتي يقول فيها: "أبانا الذي في السموات فليتقدس إسمك وليأت ملكوتك ولتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض".. والذي اسمه "أحمد" جاء عنه في ما قاله الأستاذ أنه "الحقيقة المحمدية" أو "الذات المحمدية" في مقابل "الذات الإلهية" أو ذات الله المطلقة)

    المشكلة أن هذا التبرير الأخير - فوق أنه يتجاهل أن احمد هو محمد عند المسلمين - لا يحل إشكالية أنه وفقاً لمحمود ونظرية الأصيل الواحد ليس هناك صاحب شريعة فردية الا الاصيل الواحد الذي هو المسيح المحمدي صاحب المقام المحمدي الخ . جاء في كتاب ( التقليد ، الأصيل ، الاصلاء ) التالي :

    (ففي هذه الدورة من دورات الحياة، دورة الحياة الدنيا تتحقق الفردية في قمتها، في مستوى ترك التقليد، لرجل واحد، هو صاحب المقام المحمود الذي يتم له انزال هذا المقام من الملكوت، وتجسيده على الأرض.. أما جميع من عداه فهم يحققون الأصالة والفردية، داخل إطار التقليد النبوي).

    كما يتناقض هذا التبرير مع قول الدكتور ياسر نفسه أن محمود هو صاحب المقام المحمود. ونحن نعلم من كل كتب محمود والجمهوريين أن صاحب المقام المحمود هو عينه المسيح المحمدي وهو نفسه الإنسان الكامل وهو الحقيقة المحمدية التي هي الله الذي في القران او بتعبير دكتور ياسر ( أبانا الذي في السموات ) . انظر لقول د. ياسر في نفس المناقشة :

    ( الأستاذ محمود منذ أن تحقق بالأصالة بوسيلة التقليد المجود كان هو صاحب الوقت وصاحب المقام المحمود وقد تم له إنزال المقام من الملكوت وجسَّده على الأرض) .

    فانظر لهذا الكم الهائل من التناقضات وتأمل !


    ٦/ إله مجسد أم رجل محدود محدد؟!

    في الخاتمة نكاد نشفق على الجمهوريين ونسأل: ألا يكفي للخروج من هذه البلبلة والشك العظيم والأوهام المتراكمة الاعتراف البسيط أن محمود محمد طه قد كان رجلا سودانيا محدداً ومحدوداً، صاحب أفكار وتهويمات مختلفة ، منها الصالح ومنها الطالح ، اجتهد ما آله الجهد ونقل عن الصوفية ما أمكنه النقل ، عاش حياة فكرية دينية وتوفي بشجاعة ، لكنه لم يكن في كل ذلك أصيلا ولا رسولا ، ولا مسيحا محمديا ولا إنسانا كاملا سرمديا ، ولم يكن سيد الوقت ولم يتنزل له مقام محمود أو غير محمود ، وأنه قطعا لم يكن الها ولا يحزنون ؟!


    عادل عبد العاطي

    ٦ أغسطس ٢٠٢٢ م

    اشارات مرجعية :

    ١/ فيديو يوثق لشهادة العميد طيار فيصل مدني عن دفن محمود مع محاولات جمهورية لربطها بموضوع الوصية

    https://youtu.be/B8U7_HlKE5Qhttps://youtu.be/B8U7_HlKE5Q
                  

08-08-2021, 09:52 AM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: مازن سخاروف يواصل ا (Re: عبدالله عثمان)

    بصريح العبارة وبكل شفافية ووضوح اكثر من قام بغربلة وتصفية الفكرة الجمهورية هو :
    عادل عبدالعاطى وذلك من خلال متابعاتى الدائمة لكتابات الجمهوريين ومعارضيهم من جميع الوان
    طيف الطوائف الاسلامية .
    وما يميز نقد عادل عبدالعاطي للفكرة وحسب سلسلة مقالاته بعنوان ( صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه )
    انه كان من الجمهوريين واتى فى كثير من الاحيان باقتباسات من لقاءات صحفية سابقة مع محمود واقتباسات من كتبه لم يتم الاشارة
    اليها من قبل بمعنى انه اتى بكلام لم يسمع عنه الكثيرين من قبل ايراد هذه السلسلة وهذه ميّزة كبيرة .
    وعلينا ان ننتظر حتى نسمع آراء اخرى من الردود على سلسلة مقالات عادل عبدالعاطي حتى يحكم الناس بالعدل .
                  

08-08-2021, 02:29 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: مازن سخاروف يواصل ا (Re: علاء سيداحمد)

    ياأخ علاء سيد أحمدعادل عبد العاطي لم يأتي بجديد فيما كتبه عن الأستاذ والفكرة وكل هذا مطروق ومستهلك ـ عادل لم يأتي بما لم تسطعه الأوائل ـ سبقته السلفية والوهابية والأخوان ومحاكم الردة والأزهر والمراكز الدينية الوهابية ـ لم يعيد عادل إكتشاف الساعة ولم يحوز قصب السبق في نقد الفكرة بالنسبة لي إندهش أو أفأجا بجديد في مضمون الكتابة لأنه مكرور ومسبوق ـوإنما كان مصدر دهشتي هو صدوره عن عادل عبد العاطي بالتحديد الذي مجدالفكرة والأستاذ ـ تمجيد قل نظير ـ كان علي عادل يربطه موقفه الجديد بموقفهالقديم ـربطا نقديا يوضح ويكشف المفارقة والتحول ـقلنا إعتقد أن الكوادر الجمهورية ـ نجحت في بعث كتابات عديدة ـ لعادل في تمجيد الأستاذ والفكرة ـ تركوا عادل يرد علي عادل ـمما يفتح المجال للسؤال هل غابت هذه المفردات التي ينقدها عادل اليومفي الفكرة؟ لماذا لم يكتب عادل فيما مضي بروح نقدية وموضوعيةللفكرة والأستاذ مثبتا علي الإيجابي ومايراه عقلانيا ووموضوعيا ومتقدماويرفض السلبي ـ وما يفارق روح العصر والتقدملماذا الآن ؟وقلناعادل عبد العاطي ـ كملحد ومادي وغير مؤمن بمصدرية سماوية للأديان ــ من المفهوم أن يعترض علي الغبيبيات والجانب في الفكرة لأنه في الأصل لايؤمن بالله وبالعمق الروحي للأديانـ بل هو ناقد للدين ـ ولكن من غير المفهوم أن ينقد غيبيات الفكرة ورؤي الأستاذ إستنادا علي الدين الإسلامي والمرجعية السنية السودانيةـ عليه أن نقدها من منظوره المادي والإلحادي والعلماني والإنساني لو أعلن عادل عبد العاطي نهاية رحلة إلحاده ـ وعودته للإسلام أو إعتناقه للإسلام ـوإيمانه بالغبيبيات والعوالم الروحية وثبت علي القران وأصول الديانة الإسلامية لقلنا إنه قد أعاد إكتشاف الفكرة بعد أن إكتشف الله والإسلام الأصولي ـ وكشف في خضم ذلك إن الفكرة دين جديد وأن محمود هو رسول جديد ـ وأن مبادئ الفكرة تناقض ما إسلام القوم والإسلام السني التقليدي للسودانين بحسب وصفه ـ وهو تناقض زعمه ـ أيضا بعض السلفية وصنفو الحلاج وإبن عربي وبن الفارض والسهروردي أيضا بهذا ـ لو جاء بعضا من نقد عادل في إطار إكتشاف عادل لله وللإسلام الأصوليلكان كل هذا مفهوماـ مفهوما مثل فهمي لنقد عادل العلماني والليبرالي ـلموقف الفكرة من الحدود وقضية المراة ـ ومايراه تماشي للفكرة مع الخط الإسلامي التقليدي في بعضالمواضع ــ علما بأن إسلام أو "بوذيته" عادل عبد العاطي إن حدث مستقبلا لايجب أن يثير ضجة أودهشة \أو يعتبر فتحا عبقريا ـ فإلحاده لم يضر الإسلام ولم يأتي بنقد جديد له وإسلامه إن حدث لن يشكل إضافة للإسلام ـ فعادل كان شيوعيا فعدل عنها وتحالف سوداني وخرج عنه ـ و .و مشيدا بالفكرة والأستاذ ومهاجما لها ـ كل هذا حق مشروع ومفهوم ـ فمسار الإنسان قابل للتحول والتغيير ولكن المطلوب هوشرح أسباب التحول والتقلب الفكري وهو ماحاول عادل عمله حيال موقفه من الشيوعية

    (عدل بواسطة كمال عباس on 08-09-2021, 12:53 PM)

                  

08-08-2021, 03:09 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: مازن سخاروف يواصل ا (Re: كمال عباس)
                  

08-08-2021, 03:12 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: مازن سخاروف يواصل ا (Re: كمال عباس)

    السطر
    ماقبل الأخير في مداخلتي الاخيرة
    ورد التغلب الفكري
    والصحيح طبعا التقلب الفكري


                  

01-30-2023, 01:06 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: مازن سخاروف يواصل ا (Re: عبدالله عثمان)

    عادل عبد العاطي كتب:
    Quote: انظر لقول د ياسر في نفس المناقشة :
    ( الأستاذ محمود منذ أن تحقق بالأصالة بوسيلة التقليد المجود كان هو صاحب الوقت وصاحب المقام المحمود وقد تم له إنزال المقام من الملكوت وجسَّده على الأرض) .

    ولكنه أيضا نسب نفس الفقرة إلى جمهوري آخر، وذلك في سودانايل في هذا المقال:
    المرايا المكبرة: صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه (1/3)
    sudanile.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A8%D8%B1%D8%A9-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B7%D9%87-%D8%B9%D9%86-%D9%86/
    أرجو وضع الكود في محرك البحث ثم اضغط Enter

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-30-2023, 02:42 AM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-30-2023, 03:00 AM)

                  

08-08-2021, 03:35 PM

محمد محمد قاضي
<aمحمد محمد قاضي
تاريخ التسجيل: 12-23-2014
مجموع المشاركات: 1605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)

    علاء أمبس حسب علمي زميل المنبر عادل عبد العاطي ما كان جمهوريا في أي يوم بل هو كما
    قال الأخ كمال عباس ـ ملحد ومادي وغير مؤمن بمصدرية سماوية للأديان ـ بل ناقد للأديان.
    ثم أين المشكلة إن كان عادل عبد العاطي ولا حتي المؤمنين بالفكرة الجمهورية غيروا رأيهم ورؤيتهم السابقة
    للفكرة ؟ إعتبروه واحد من الذين أمنوا ثم كفروا ثم أمنو ثم كفروا ثم إزدادوا كفرا بالفكرة الجمهورية

    قنبــلة: أبوبكر القاضي (جمهوري سابق) يورد الأدلة على بطلان ...
    https://sudaneseonline.com › board › msg › قنبــلة:-أبوب...
                  

08-08-2021, 06:58 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: محمد محمد قاضي)

    Quote: فعادل كان شيوعيا فعدل عنها وتحالف سوداني وخرج عنه ـ و .و مشيدا بالفكرة والأستاذ ومهاجما لها ـ كل هذا حق
    مشروع ومفهوم ـ فمسار الإنسان قابل للتحول والتغيير ولكن المطلوب هو
    شرح أسباب التحول والتغلب الفكري وهو ماحاول عادل عمله حيال موقفه من الشيوعية


    تحياتي اخي كمال عباس

    مؤكد الانسان ( فرد - جماعة وحتى دول ) يغير افكاره ومبادئه حسب المستجدات وهذا عام فى كل البشر ( تغيير الافكار وتغيير المواقف وعادل ليس استثناء )
    والاخ عادل عبدالعاطي له اسلوب نقدي بديع حيث انه مارس اسلوباً رفيعاً فى نقد الحركة الجمهورية وبالمناسبة عادل انا كنت متابعه منذ فترة طويلة وقبل ان
    التحق فى المنبر حيث كان يكتب كثيراً عن الفكرة الجمهورية .
    وانا اعتقد انّ عدم ايمانه لايصادر حقه فى نقد الاديان والمذاهب الفكرية والدينية .
    وماوجدته فى مقالات عادل الكثيرة لم اجده فى الكثير من غيره من المقالات ( مع - ضد الفكرة الجمهورية ) .
                  

08-08-2021, 07:03 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: علاء سيداحمد)

    Quote: علاء أمبس حسب علمي زميل المنبر عادل عبد العاطي ما كان جمهوريا في أي يوم بل هو كما
    قال الأخ كمال عباس ـ ملحد ومادي وغير مؤمن بمصدرية سماوية للأديان


    ميمد امبس

    الاستاذ عادل عبدالعاطى لا اعرفه معرفة شخصية ولكنني متابع كتاباته حول الفكرة الجمهورية فى المنبر منذ فترة طويلة جداً
    وانا كتبت انه جمهوري بالاطلاع على كتابات بعض الجمهوريين والتى ظهر لي من خلالها ومن خلال مقالات كثيرة لعادل حول الفكرة
    انه كان منتمياً للفكرة ثم انسلخ منها كما فعل ويفعل الكثيرين .
                  

08-08-2021, 08:30 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: علاء سيداحمد)

    يا اخ علاء سيد احمد
    عادل عبد ألعاطي
    لم يكن منتميا للفكرة الجمهورية في يوم من الأيام
    في الواقع كان ملحدا في العقود الماضية اَي وقت إشادته بالفكرة الجمهورية -ولَم يعلن حني الان عن تغير قناعته الإلحادية
    وعادل عبد العاطي لم يكن يوما مؤمنا بالجانب الغيبي والروحي في الفكرة الجمهورية او الاسلام ككل
    ولكنه وكعلماني وليبرالي كان يشيد بالفكرة باعتبارها تيار إسلامي. مستنير يدعم قضايا العلمانية والديموقراطية من داخل حقل الاسلام ، ويمكن ان يقود هذا التيار مع غيره التيارات المستنيرة لتغيير يشابه حركة التنوير والإصلاح الذي قاده مارتن لوثر من داخل المسيحية
    ومع دعمه للاتجاه التنويري في الحركةُ فانه اعجب واشاد بالقدرات الفكرية والإبداعية والاختلاف مع الجمود وتكلس العقول في الفكر الاسلامي تماما كما يعجب بابن عربي والسهروردي والحلاج هذا الإعجاب لا يتطلب ان تكون جمهوريا او حتي مسلما لتشيد بهذه النزعة التفكيرية والفلسفية لهولاء

    وبطبيعة الحال يمكن ان تشيد بجانب او مواقف من الفكرة والتجربة الجمهورية وتنتقد جوانب اخري فيها - فالموضوعية تقتضي دوما ان تثبت علي الإيجابي وترفض السلبي وتنقد وتحتفظ بحقك في الاختلاف

    نقاشي ليست في مضمون النقد الحالي لعادل للفكرة لان هذا النقد والهجوم ليس جديدا علي الفكرة

    وانما سر دهشتي هو عدم تعليق عادل لكتاباته. السابقة حول الفكرة والأستاذ -ونقدها وتوضيح مالذي جري وما الذي اكتشفه عادل وكان غائبا عنه فيما مضي؟
    هل لم يطلع علي الفكرة بشكل كاف حينما كتب ما كتب عنها سابقا
    هل حدث لعادل عبد العاطي تحول فكري وفلسفي. جهله ينظر للفكرة من موقعه الفكري الجديد؟
    وكما قلته أني اتفهم. نقد عادل للفكرة من موقعه كعلماني وليبرالي -حول قضية الحدود مثلا

    ولكني لا انفهم نقده لغيبيات الفكرة وجوانبها الروحية انطلاقا منها تنافي. دين القوم والاتجاه السني الغالب عند السودانيين -

    فالإسلام كدين قائم علي الجانب الغيبي والروحي -لذا عجب ان تكون للمعتزلة او التصوف الفكري والتيارات الفلسفية الاسلامية وحتي شيوخ صوفية اليوم او فكر المهدي محمد احمد - ان تكون لهم رؤي وأفكارها يراها البعض مصادمة لأصول الدين والمألوف والسائد

                  

08-09-2021, 11:03 AM

هيثم طه
<aهيثم طه
تاريخ التسجيل: 08-30-2011
مجموع المشاركات: 1153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: كمال عباس)

    Quote: عادل عبد العاطي ماذا حدث له




    سلامات الاخ كمال وعساك طيب
    شخصيا اتساءل معك ماذا حدث للعزيز عبد العاطي ولكن من منظور
    مختلف
    من الطبيعي ان يغير الانسان اراءه حول شيء محدد مع مرور
    الزمن بعد قراءات متعددة لكن
    الاستغربت ليه التسرع و الاستسهال للوصول لنتيجة محددة و هي سرقة
    محمود افكارو عن البهائية .. و ما عندي مشكلة انو عبد العاطي
    يكتشف انو الافكار مسروقة و بالرغم من انو هو مبررو لتفسيرو للظاهرة بالسرقة منطقي
    لكن هل فعلا اثبت عبد العاطي انو افكار محمود مسروقة ؟
    في تقديري عبد العاطي كان مستعجل جدا لايجاد التشابه و بل مجتهد بطريقة
    مخلة لايجاد التشابه المعقول والمنطقي .. ودا سبب استغرابي

    مثلا : في اول نقطة : عن تشابه النشاة(حسب كلامو حسب المقال ) : انو البهائية( نشأت بطريقة معينة ثم ما لبثوا ان انفصلوا كدين جديد ) وعن الجمهوريين (الاسلام يتكون من رسالتين ) ..
    وقال وخلص (انو الجمهوريين لهم راي مشابه) !

    وبالرغم من التشابه الشكلي و تجاهل الاختلاف بين الفلسفتين وتعقيد فلسفة محمود و امتزاج الصوفي مع السياسي و اصلاح المجتمع بادوات اصلاح الفرد وغيرها
    من تداخل ادوات المعرفة والتغيير في فلسفة محمود ..
    قام عبد العاطي ختم نهاية الفقرة بتساؤل منطقي وطبيعي (الي اي درجة يمكن اعتبار
    الجمهورية كالبهائية دين جديد)..
    التساؤل بختلف عن الاتهام بالسرقة !!!!
    في النقطة الثانية عن مباديء البهائية عن (التحري الشخصي للحقيقة )
    ) .. عبد العاطي قال (ربما سرق الجمهوريين الفكرة وعدلوها) !!!!

    (ربما ) و (عدلوها) لا يمكن يفيد او يعضد فكرة السرقة .. ودا دليل ضعيف و استسهال واستعجال
    طبعا غير انو الفكرة دي موجودة بكثرة في الارث الصوفي الاسلامي
    ومحمود طبيعي بتجربتو الروحية والمعرفية داخل الحقل الاسلامي يكون انتج الفكرة ببساطة !!


    نفس الفكرة في النقطة ٣ و عن اسس البهائية و طاعة الحكومة
    برضو نفس المنطق (ربما اخد الجمهوريين منهم ) !!
    و في استدلالو عن طاعة الحاكم .. في اخر مثال للاسف عبد العاطي استدل
    بانو اغلب الجمهوريين بيدعم حكم شراكة الدم بقيادة برهان وحميدتي ..
    ودا استدلال في تقديري تعسفي اقرب للابتذال و تجاهل الواقع السياسي
    المعقد والشراكة المجبورة بين المدنيين والعسكر .. واصلا ما ممكن حتي
    كخيار سياسي بمبررات لو في شخص او جماعة ايدت الاتفاق دا .. المنطق
    يكون طاعة الحاكم !!!

    وكذلك في النقطة ٥ و السادسة ..

    الخلاصة : بالنسبة لي عبد العاطي لم يكن مقنعا ابدا في ايجاد
    نقاط قوية و صلبة في دعم اتهامه بالسرقة ..و انما كان متسرعا كانه
    يناقش فكرة سياسية و ليس فلسفة متكاملة و معقدة

    تحياتي لعبد العاطي وللجميع
                  

08-09-2021, 11:09 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7538

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: هيثم طه)

    السودان ده أحر من الحريق يكون مشية السودان خلت عادل عرف إن الله حق 😂 حسب معرفتي بعادل الزمان في المنبر ما بيغلط على زول لكن البهبشو بوريه أن الله حق كما فعل مع الشيوعيين والكوشيين ( بشاشا ) بيكون في جمهوري ولا جمهوريين غلطوا عليه
                  

08-09-2021, 12:52 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: muntasir)

    سلام أخ منتصر
    Quote:

    ........
    حسب معرفتي بعادل الزمان في المنبر ما بيغلط على زول لكن البهبشو بوريه أن الله حق كما فعل مع الشيوعيين
    والكوشيين ( بشاشا ) بيكون في جمهوري ولا جمهوريين غلطوا عليه
    .........
    والعقلانية ـ والأفق الإنساني- أو إعاقتها له

    ........

    عادل الشاب أوعادل زمان ـ كان يعارك ويلاسن فرد بإسمه ثم يعطف علي فكره ـ ولكنه هنا لم يعارك أويشاكل فرد ـ يعني مافي شبهة
    عراك شخصي إنسحب علي الفكرة ـ عادل هنا يكتب ببرود ـ لا تحت جرارة إنفعال وتلقائية لحظية كما كان يفعل في السابق

    سلام عزيزنا هيثم طه
    Quote:
    سلامات الاخ كمال وعساك طيب
    شخصيا اتساءل معك ماذا حدث للعزيز عبد العاطي ولكن من منظور
    مختلف
    من الطبيعي ان يغير الانسان اراءه حول شيء محدد مع مرور
    الزمن بعد قراءات متعددة

    نعم من الطبيعي أن يغير الانسان اراءه ـ ولكن المطلوب هو شرح أسباب
    البغيير والأسباب والدوافع قلنا أن عادل كان مشيدا بالفكرة والأستاذ ومهاجما لها ـ كل هذا حق
    مشروع ومفهوم ـ فمسار الإنسان قابل للتحول والتغيير ولكن المطلوب هو
    شرح أسباب التحول والتقلب الفكري
    نعم ملاحظتك في محلها وكأنما عادل في نظري قد وضع النتائج النهائية ثم ذهب يبحث لها عن و مقدمات وأسانيد من داخل الفكرة ـ يعني إشتغل شغل
    فيه تركيب ـ
    قلت في موضع آخر

    ملحد دي تكمن أهمية إرادها ـ هنا هي أن من لايؤمن بالله ـ والغيبيات والروحانيات
    وبالرسل ـ ويعتقد أن الأديان مصدرها سماوي وأن الرسل قد أخترعوا وإختلقوا هذه ا الرسالات ونسبوها لالهة ..
    يصبح نقده لغيبيات الفكر الجمهوري إستنادا لمخالفته لدين "القوم" و"الإسلام السني' السوداني حسب منطوق عادل
    - غير مفهوم من شخص يرفض مطلق الغيبيات والفضاء الروحي والأديان والله تعالي ـ
    فطالما أن أولي العزم من الرسل قد كذبو وإختلقو بمنطق الملحد إي ملحد فماذا يضير عادل في إدعاء محمود المزعوم للنبوة ؟
    الواقع أن نقد وهجوم عادل علي غيبيات الفكرة الجمهورية يصبح بلا قيمة إن قصد تسويقه لجمهور المؤمنين ـ بإعتبار رسالة ونبوةمحمود
    تطعن في إسلامهم السني ـ سيقول المؤمن ـ لما تؤمن أنت بالأول تعال أطعن في رسالة محمود ـ وروحانياتها هذه معركتنا نحن ـ لامعركة ملحد وكافر بمطلق الغيبيات
    أما أن أريد تسويق رسالة عادل لعلمانيين ومستنيرين فهولاء لا تعنيهم غيبات الفكرة والمتصوفة ولايهمهم محاكمة المعتقد الفكري ـ
    كثيرا
    بقدر ما تعنيهم مدي خدمة هذه الأفكار لحركة التنوير والعقلانية ـ والأفق الإنساني- أو إعاقتها له
    .........
                  

08-11-2021, 02:26 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: كمال عباس)


    في نقد الممارسة السياسية للجمهوريين (١ من ٥)
    ١/ الطائفة الجمهورية وتزييف التاريخ السياسي

    ١/ مقدمة :
    ترتبط الطائفة الجمهورية بالنشاط السياسي من البداية ، كجزء من حركة الاسلام السياسي في السودان. واذا كان الناس يربطون الاسلام السياسي بالاخوان المسلمين فإننا نمد المفهوم ليصل لكل من يربط السياسة الدين أو يستغل الدين لتحقيق مآرب سياسية، وفي هذا لا تختلف عندنا الأحزاب الطائفية التي قامت حول طوائف دينية أو مختلف تفرعات حركة الإخوان المسلمين وما يشابهها أو التجليات السياسية للحركة السلفية أو التنظيمات السياسية الشيعية أو الحزب الجمهوري السوداني.
    في هذه السلسة من المقالات نتطرق للجانب السياسي في حركة الطائفة الجمهورية ، وهو السبب الأساسي الذي جعلنا نهتم بهذه الطائفة أخيرا ونضعها تحت مجهر الكشف والنقد .

    ٢/ بدايات النشاط السياسي / تأسيس الحزب الجمهوري:
    لن نستعرض النشاط السياسي أو الاجتماعي لمحمود محمد طه قبل تأسيس الحزب الجمهوري ، فقد تطرقنا له ولتاريخ حركة الإخوان الجمهوريين السياسية في دراسة مستقلة ، ولكن ما يهمنا في هذه الحلقة هو ما يكتبه الجمهوريون عن التاريخ السياسي لحزبهم ومحاولتهم تفريده وتمجيده، وعبر ذلك اضفاء مزيد من القدسية على تجربتهم السياسية والدينية .

    ولقد تأسس الحزب الجمهوري كواحد من أوائل الأحزاب السياسية في السودان وذلك في فترة الأربعينات، حيث يؤرخ له الجمهوريين بالقول :
    ( في يوم الجمعة 26 أكتوبر 1945م أنشأ الأستاذ محمود وثلة من رفاقه هم: أمين مصطفى التني، وعبد القادر المرضي، ومنصور عبد الحميد، ومحمود المغربي، وإسماعيل محمد بخيت حبّة، حزباً سياسياً أسموه (الحزب الجمهوري)، حيث اقترح التسمية أمين مصطفى التّنى، في إشارة إلى مطالبتهم بقيام جمهورية سودانية مستقلة عن دولتي الحكم الثنائي، واختير الأستاذ محمود رئيساً للحزب، وعبد القادر المرضى سكرتيراً له)

    هذه البداية كانت تبشر بالخير حيث أن الحزب ضم ثلة من المثقفين ، حيث انضم له لاحقا كل من أمين محمد صديق، محمد فضل الصديق، ذو النون جبارة، عوض لطفي، مهدي أبوبكر، أحمد المبارك عيسى، محمد المهدي مجذوب، منير صالح، مكاوي المرضي، سعد صالح عبد القادر، عثمان عتباني، أحمد يوسف قِوَيْ، يحيى صالح عبد القادر، ومحمد صالح التوم ، حسب توثيق الجمهوريين .

    وواضح من قراءة نشأة الحزب أن محمود محمد طه كان فيه الأول بين متساويين ، حيث كانت هناك قيادات ذات وزن غيره ، إلا أن تأثير ونفوذ محمود ما لبث أن بدأ في التصاعد ، وخاصة بعد أحداث رفاعة في ١٩٤٨ ، حيث قاد احتجاجات أهلية ضد اعتقال مواطنة بسبب تنفيذها للخفاض الفرعوني الممنوع من الإدارة الاستعمارية آنذاك.

    ورغم اقرارنا بالطابع الإيجابي للحزب الجمهوري في بدايته ، حيث أن برنامجه بصورة عامة كان وطنيا وايجابيا ومعاديا للطائفية ، إلا أننا نلحظ فيما بعد محاولات لتزوير التاريخ وتصوير الحزب بما ليس له ، وذلك في نقطتين أساسيتين يزعمها الجمهوريون وهم فيها مفارقون الحقيقة ، أن لم نقل ببساطة كاذبون .

    ٣/ هل تفرد الحزب الجمهوري بالمطالبة بالحكم الجمهوري والاستقلال ؟! :
    النقطة الأولى المستحقة للرصد والنقد هي زعم الجمهوريين تفرد حزبهم السياسي في دعوته للاستقلال والجمهورية ، حيث يكتب الجمهوريون :
    ( وتفرد الحزب الجمهوري عن بقية الأحزاب في المطالبة بالحكم الجمهورى، وفي المطالبة بالاستقلال التام، في الوقت الذي كانت فيه الحركة الوطنية السودانية، ممثلة في الحزبين الكبيرين، تنادي بالاتحاد مع مصر أو الاستقلال تحت التاج البريطاني).

    والشاهد أن الحزب الجمهوري لم ينفرد بالدعوة للاستقلال في تلك الفترة ، فقد دعت لذلك أيضا وللجلاء التام الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو) وهي نواة الحزب الشيوعي الناشط اليوم . وقد تكونت بذرات تلك الحركة الاولى في عام ١٩٤٤ في كل من السودان ومصر وتوحدت في مطلع عام ١٩٤٦ لتكتمل بصورتها النهائية في أغسطس ١٩٤٦ ( وهو التاريخ الرسمي الذي اجازه الشيوعيون لنشوء ذلك التنظيم بينما يتحدث عبد الخالق محجوب عن مطلع عام ١٩٤٦ كتأريخ للتأسيس ) .

    ورغم أن الحركة السودانية للتحرر الوطني لم تصدر دستورها إلا في عام ١٩٤٧ ( اي بعد عامين من صدور السفر الاول للحزب الجمهوري ) ، إلا أن كوادرها كانت تدعو لحق تقرير المصير والاستقلال منذ ١٩٤٤ ، بل إن احد كوادرها الأساسية ( عبده دهب حسنين ) كان يدعو لذلك منذ ١٩٤١ ، وقد كانت مجلة ام درمان التي انشاها دهب رسميا في القاهرة في مارس ١٩٤٥ صوت أولئك الحركيون الذين كانوا قد صاغوا وثيقة مشتركة في ذلك العام مع الشيوعيين المصريين تنص على ( الجلاء عن مصر والسودان وحق الشعب السوداني في تقرير مصيره) .

    ومن القوى التي نادت بالاستقلال في تلك الفترة بل كانت أكثر راديكالية من الحزب الجمهوري والحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو) في التزامها بافريقية البلاد ، جمعية القبائل المتحدة (والتي سميت باسم التنظيم الذي انشأه علي عبد اللطيف في عام ١٩١٩ )والتي تكونت في عام ١٩٤٢ بواسطة بعض الجنود السودانيين السابقين وثوار ١٩٢٤ وبعض القيادات القبلية التي حولت اسمها عام ١٩٤٨ إلي (الكتلة السوداء). وكانت تلك الجمعية - الكتلة اكبر شعبية وجماهيرية من ذينك الحزبين المذكورين .

    و قد ترأس هذه الكتلة السيد / عثمان متولي وهو ينحدر من قبيلة الداجو بدارفور وكان نائبه الضابط المتقاعد وعضو جمعية اللواء الأبيض زين العابدين عبد التام وأصوله من الدينكا ( وهو والد عبد الوهاب زين العابدين عبد التام أول زعيم لحستو ) بينما كان امين المال فيها دكتور محمد آدم أدهم، والذي ظنه البعض رئيسها بسبب شهرته وتعليمه وهو أيضا من الداجو.

    ومما يثبت شعبية الكتلة السوداء هو حضور ٤ الف عضو لجمعيتها العمومية في ١٩٤٨ ، وهو أمر لم يكن متوفرا لا للحزب الجمهوري ولا الشيوعي حينذاك. وقد أصدرت عددا/أعدادا من صحيفة (افريقيا) ولكنها توقفت بسبب ضعف القدرة المالية ، وكانت الكتلة من مؤسسي الكتلة الاستقلالية في السودان ، وعملت بقوة تحت مؤامرات وضغوط من الأحزاب الموالية للطوائف والإدارة الاستعمارية قبل انهيارها وتفككها عشية الاستقلال بسبب الضعف المالي والإداري ونشوء الحركات السياسية الجنوبية واجتذاب الأحزاب الطائفية لجزء من كوادرها وقياداتها. .

    و الشاهد أن حزب الأمة نفسه كان من الأحزاب الاستقلالية ، وكان شعاره ( السودان للسودانيين ). ومهما يقال ويرصد عن حزب الأمة من سلبيات سابقا أو لاحقا فقد كان لدعوته الاستقلالية ( أن كانت عن حق أو باطل ) ولجاهزيته القتالية ضد الوحدة مع مصر ولتحالفه مع الأحزاب الاستقلالية في الجبهة الاستقلالية ( التي لم يشترك فيها الحزب الجمهوري )، الدور الكبير في تعطيل مشروع الوحدة تحت التاج المصري ، والدفع بالاتحاديين للتخلى عن هذا الحلم - الكابوس .

    ولم يتفرد الحزب الجمهوري بالدعوة للجمهورية ، بل إن كل من حستو والكتلة السوداء كانا يدعوان لتكوين جمهورية سودانية مستقلة، وكانا يرفضان دعوة الوحدة تحت التاج المصري أو تكوين مملكة سودانية بقيادة عبد الرحمن المهدي. بل لقد كان هناك حزب ثالث لم يعمر طويلا تكون عام ١٩٥١ من بعض قيادات القبائل والشيوخ باسم الحزب الجمهوري - الاشتراكي بقيادة ابراهيم بدري. ورغم التشنيع على ذلك الحزب فقد كان من أكثر الأحزاب دعوة للجمهورية ورفضا لفكرة الملكية التي كانت تعشعش في بعض دوائر حزب الأمة أو لفكرة الاتحاد تحت التاج المصري عند الاتحاديين . وقد حصل الجمهوريون الاشتراكيون في انتخابات ١٩٥٣ على ثلاثة مقاعد وما لبث حزبهم أن تدهور وتفكك عشية الاستقلال لنفس اسباب تفكك الكتلة السوداء.

    الثابت أن الحزب الجمهوري قد كان واحدا من الأحزاب الاستقلالية والجمهورية في السودان في الأربعينات ، ولكنه قطعا لم يكن ( متفردا ) في دعواه تلك ، وما هذه إلا محاولة لتزييف التاريخ في عمل عقائدي تتصف به كل الأحزاب العقائدية في تمجيد تاريخها وتتفيه جهد الاخرين.

    ٤/ هل كان محمود محمد طه أول سجين سياسي في تاريخ الحركة الوطنية ؟!

    يردد الجمهوريون فرية أخرى مفادها أن زعيمهم محمود محمد طه هو أول سجين سياسي في تاريخ الحركة الوطنية!!. حيث يقولون في السيرة الرسمية لمحمود على موقع الفكرة وتحت عنوان ( أول سجين سياسي في تاريخ الحركة الوطنية السودانية) التالي :
    (فضرب رجال الحزب الجمهوري الأمثال في شجاعة المواجهة، حيث كان الحزب يطبع المنشورات المناهضة للاستعمار، ويحرص أفراده على توقيع أسمائهم عليها، وتوزيعها، في عمل فريد من أعمال المواجهة العلنية، إضافة إلى قيامهم بالخطابة في الأماكن العامة، حتى استشعرت السلطات الاستعمارية الخطر، فاعتقلت الأستاذ محمود في يونيو من عام 1946م وقدمته إلى المحاكمة، ووضعته أمام خيارين: السجن لمدة عام، أو إمضاء تعهد بعدم ممارسة العمل السياسي، فاختار السجن دون تردد. وكان بذلك أول سجين سياسي في تاريخ الحركة الوطنية السودانية.)

    الشاهد أن هذه المقولة هي مقولة كاذبة تماما ، فالحركة الوطنية السودانية ممتدة منذ قدم التاريخ، وقد كان بها الكثير من السجناء قبل محمود . وحين لا يقدم الجمهوريون تعريفهم للحركة الوطنية السودانية ، فأننا نتمسك بالتعريف العلمي الذي يراها تمتد في صيغتها الحديثة منذ تاريخ ١٨٩٨، اي بداية الاحتلال الإنجليزي المصري للسودان وبدايات المقاومة الوطنية السودانية ضده . وهكذا ارخ المؤرخون هذه الحركة على الأقل .

    الدليل على ذلك إن بروفيسور محمد عمر بشير قد ارخ لهذه الحركة بهذا الشكل في كتابه ( تاريخ الحركة الوطنية في السودان ١٩٠٠-١٩٦٩) ، كما ارخ لها بروفيسور مدثر عبد الرحيم في كتابه ( الإمبريالية والوطنية ( القومية) في السودان : دراسة في التطور السياسي والدستوري ١٨٩٩-١٩٥٦ ) . أما محمد عمر باشري فيذهب ابعد ويؤرخ لهذه الحركة منذ عام ١٨٢١ وذلك في كتابه ( معالم الحركة الوطنية في السودان) ، بينما يتناول احمد عمر دياب جزءا منها في أسفاره ( المقاومة الوطنية للإدارة البريطانية من سنة ١٩٠٠ وحتى ١٩٢٤ ) و( موسوعة الرموز والشخصيات الوطنية السودانية ١٩٠٠-١٩٦٩) الخ

    بيد أن هناك من المؤرخين من يرى - صراحة أو ضمنا - ان الحركة الوطنية السودانية ابتدأت منذ العام ١٩١٩ وأن ما سبقها من انتفاضات وتحركات كانت ذات طابع ديني أو قبلي أو جهوي، ومن هؤلاء مثلا البروفيسور حسن عابدين في كتابه ( الوطنية السودانية المبكرة ١٩١٩-١٩٢٤) وجعفر محمد علي بخيت في كتابه ( الإدارة البريطانية والحركة الوطنية في السودان ١٩١٩-١٩٣٩ ) الخ .

    واذا كان الأمر كذلك ، فإن من أوائل السجناء السياسيين اذن هو الأمير عثمان دقنة والذي بعد صولاته و جولاته العسكرية ضد الاحتلال الانجليزي المصري وقع في الأسر في مطلع عام ١٩٩٠ ، ثم قضى ٩ سنوات في السجن في الأعوام ١٩٠٠-١٩٠٩ ، كان فيها في سجن رشيد لمدة ٨ سنوات ثم في سجن وادي حلفا لمدة عام .

    أما البطل علي عبد اللطيف والذي لا يشك أحد في أنه رائد وقائد الحركة الوطنية الحديثة فقد تم اعتقاله ومحاكمته عام ١٩٢٢ بعد كتابته مقال ( مطالب الأمة السودانية ) حيث حكم عليه بالسجن عاما قضاه في كوبر وخرج منه في عام ١٩٢٣ ، ليعود ويعتقل في عام ١٩٢٤ حيث حكم عليه في ١٩٢٥ بالسجن لمدة ١٠ سنوات قضاها في سجن واو ولم يطلق سراحه بعدها بل نقل عام ١٩٣٦ لسجن كوبر وبقي فيه حتى ١٩٣٨ وبعدها نقل لمصر، حيث ظل مسجونا بلا حكم في مصحة للأمراض العقلية رغم سلامة عقله حتى وفاته في ١٩٤٨ ، اي أنه قضى في السجون ٢٥ عاما كاملة.

    وكان من السجناء الذين حكم عليهم بعد الثورة ٤٥ شخصا آخرين تراوحت أحكام سجنهم بين ال١٠ سنوات وال٥ سنوات الخ ، وكانت اقلها اربعة أشهر . وكان من اهمهم البطل عبيد حاج الامين الذي توفي في السجن في واو في عام ١٩٣٢ حيث قضى في السجن حتى وفاته ٨ سنوات ودفن في واو . كما كان من بين أعضاء اللواء الابيض المسجونون في الفترة ١٩٢٤ - ١٩٣٦ كل من صالح عبد القادر ومحمد المهدي الخليفة عبد الله وعمر البنا ومحمد عبد البخيت الخ .

    فكيف بحق الله أو الإنسان الكامل ، يكون محمود محمد طه هو أول سجين سياسي في تاريخ الحركة الوطنية السودانية؟!

    ونتابع ،،،

    عادل عبد العاطي
    ١٠ اغسطس ٢٠٢١م
                  

08-11-2021, 03:10 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)

    Quote: ولو سألتك ـ حسب معرفتك عن الأستاذ محمود محمد طه ، هل قرأتَ له أو سمعت عنه كلام فيهو قدح أو تقليل من قدر الرسول محمد ، أو غيرو من الأنبياء والمرسلين ؟!
    * اقرأ في مؤلفات الأستاذ ـ عشان تعرف وتتأكد بنفسك من صِدق الأستاذ محمود في تقديرو وتوقيرو ومحبَّتو للرسول محمد ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ، وعشان تعرف انو الطريق إلى الله ـ ما جدل وغايات نفوس ـ الطريق قبل أي شيء ، هو : صِدق وأدب ومحبَّة .

    لو سألتني انا بقول نعم قدح في نبينا وصغر من مقاماه وقدره بل جعل لآت ( متوهم ) مقاما لم يصله نبينا الكريم ..
    محمود يقلل من قدر النبي الكريم والكلام دا موجود في كتب الفكرة وموقعها ، انت بس قول عوك ونحن جاهزين بالدليل .....
                  

08-15-2021, 07:34 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: محمد الزبير محمود)

    في نقد الفكر السياسي للجمهوريين (٢ من ٥)
    ٢/ الاسلاموعروبية في أقصى تجلياتها :

    مقدمة :
    نتابع في هذه الحلقة نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية ، كما تجلي في نشاطها السياسي منذ عام ١٩٤٥ عندما تم تأسيس الحزب الجمهوري، وحتى الحاضر المعاصر حيث تلعب هذه الطائفة وبعض اجنحة هذا الحزب دورا محوريا في حكومة قحتر القائمة. ونزعم أن الحزب الجمهوري هو أحد احزاب الاسلام السياسي الشرسة في السودان ، وأنه إحدى تجليات الايدلوجية الاسلاموعرويية التي مزقت البلاد وسامت شعوبنا العذاب.

    ١/ الحزب الجمهوري منذ البدء حزب للاسلام السياسي :
    واذا كنا قد قلنا في المقال السابق إن دستور الحزب الجمهوري الأول كان في صفته العامة إيجابيا ، في دعوته للاستقلال والجمهورية ، الا انه من الواضح تماما غياب مفهوم دولة المواطنة المدنية فيه ، وكون ذلك الحزب كان واحدا من أوائل أحزاب الإسلام السياسي في البلاد.

    يظهر ذلك في دستور الحزب وكذلك في الفقرات المتعلقة باراء ومواقف الحزب الأساسية المضمنة في كتاب ( السفر الاول ) . انظر لهذه الفقرات من الدستور واراء وافكار الحزب المنشورة في عام ١٩٤٥ :
    ( نحن اليوم بسبيل حركة وطنية تسير بالبلاد في شحوب أصيل حياة العالم هذه المدبرة ، إلى فجر حياة جديد ، على هدى من الدين الإسلامي ، و برشد من الفحولة العربية ، و بسبب من التكوين الشرقي)

    ويمارس الحزب - منذ وقتها - هجوما عنيفا على المدنية الغربية، والتي تحتوى على تيارات مختلفة متناقضة ، منها الرجعي والتقدمي والمتوحش والإنساني ، ليصمها كلها بأنها كفرت بالله والإنسان :
    (هذه المدنية تضل و تخطئ ، من حيث تنعدم فيها معايير القيم ، وتنحط فيها اعتبارات الأفكار المجردة .. فليس شئ لديها ببالغ فتيلاً إذا لم يكن ذا نفع مادي ، يخضع لنظام العدد ، والرصد .. فهي مدنية مادية ، صناعية ، آلية ، وقد أعلنت إفلاسها ، وعجزها ، عن إسعاد الإنسان ، لأنها كفرت بالله ، و بالإنسان)

    أما في مسألة التعليم فيقول الحزب :
    ( يطمع الحزب الجمهوري بأن يسير بالحياة على هدى الدين الحنيف .. ويطمع في أن يرد الحياة إلى ما كانت عليه أيام عمر ـ عمر العظيم .. أيام كان فيها الناس آدميين كآدم ـ أيام كان الناس يخافون الله ولا يخافون شيئاً عداه ـ أيام كانوا ينشدون العزة ، فيطلبونها عند الله ، ويعلمون ان العزة لله جميعاً ـ نعم يطمع الحزب الجمهوري في أن يرد الحياة إلى ما كانت عليه في تلك الأيام الغر ، وسبيل الحزب الجمهوري إلى ذلك هو التعليم على أسلوب غير هذا الأسلوب المضلل الذي نسير عليه اليوم .)

    واذا كانت هذه الآراء الاسلاموية ضعيفة في الطبعة الأولى لذلك السفر ، فإنها تظهر بقوة وفي الطبعات اللاحقة والمقدمات التي كتبت له، كما تظهر في الطبعات اللاحقة لدستور الحزب في كل من ١٩٥١ و١٩٦٨ ، ولنقتبس من المذكرة و التفسيرية لدستور الحزب في عام ١٩٦٨ التالي :
    ( الحزب الجمهوري دعوة إلى مدنية جديدة تخلف المدنية الغربية المادية الحاضرة التي أعلنت إفلاسها بلسان الحديد والنار في هذه الحروب الطواحن التي محقت الأرزاق وازهقت الأرواح)
    ( وطلائع هذه المدنية الجديدة أهل القرآن الذين قال تعالى فيهم (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) أي وسطا بين تفريط الغرب المادي وإفراط الشرق الروحاني ودستور هذه المدنية الجديدة (القرآن) )
    ( وأول خطوة في سبيل تطبيقها بعث "لا إله إلا الله" من جديد لتكون خلاقة في صدور الرجال والنساء، اليوم كما كانت بالإمس، وذلك بدعوة الناس إلى تقليد محمد، إذ بتقليده يتحقق لنا أمران: أولهما توحيد الأمة، بعد أن فرقتها الطائفية أيدي سبأ، وثانيهما تجديد الدين.)

    ٢/ دستور الجمهوريين المقترح للسودان هو دستور اسلامي :
    كما تظهر الدعوة الإسلاموية للطائفة الجمهورية بقوة أكثر في مشروع الدستور الذي طرحه الجمهوريون في نهاية عام ١٩٥٥ للسودان، إذ يقولون في ديباجته التالي :
    ( ليحقق دستورنا كل الأغراض آنفة الذكر، فانا نتخذه من ((القرآن)) وحده: لا سيما وأن ((القرآن)) لكونه في آن معا، دستورا للفرد ودستورا للجماعة قد تفرد بالمقدرة الفائقة على تنسيق حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة، تنسيقا يطوع الوسيلة لتؤدي الغاية منها أكمل أداء.)

    وفي مشروع هذا الدستور يطرح الجمهوريون أن أساس التشريع هو القرآن، وكذلك تشاريع السنة في المعاملات ، ويصرون على التمسك بها ، حيث يقولون مثلا :
    ( فنحن اذن نتخذ دستورنا من روح القرآن ولا نقيد تشريع هيئتنا التشريعية إلا بالتوحيد المنسق للحقوق، التي تبدو لدي النظرة الأولى متعارضة، لأنه ان لم يكن كذلك لا يكن قانونا – وننظر إلى نصوص تشاريع القرآن، ونصوص تشاريع السنة في المعاملات، كوسائل لتحقيق روح القرآن، ونصر على التمسك بها، إلا إذا كانت المصلحة في تطويرها بحيث تتقدم خطوة أخرى بمجتمعنا الحديث نحو تحقيق ذلك الروح، في مضمار الحياة اليومية)

    ولا يكتفي الجمهوريون بذلك ، بل يدخلون في مشروع دستورهم فقرات طويلة ذات اصل عقائدي تتعلق بالجبر والإختيار والإنسانية ومستقبل الدين وغيرها من القضايا ليست ذات الصلة ابدا بمشروع دستور مدني لدولة متعددة الديانات والعقائد يفترض أن تقوم على أساس المواطنة . ومرة أخرى نقول أن بعض الحلول في ذلك الدستور كان يمكن أن تكون مقبولة ، لو لم تخلط خلطا فظيعا بالدين ولو لم يفرض الجمهوريون عقائدهم الضيقة في مشروع ذلك الدستور الذي أُريد له أن يكون لكل السودانيين .

    كما يطرح الجمهوريون في مشروع ذلك الدستور قضية تطبيق الحدود والتي تشكل كعب اخيل في الفكر السياسي الجمهوريين ، وهو أمر ناقشناه في مقال سابق وسنرجع له في تحليل شكل الدولة الجمهورية القادمة كما يرونها، ولكن نكتفي هنا بهذا الاقتباسين :
    (ونحن نرى لذلك أن قوانين الحدود: الزنا – الخمر - السرقة - القذف - قطع الطريق -، يجب ان تقام، ونرى أن تشريعنا يجب أن ينهض على مبدأ القصاص)
    وكذلك:
    (ثم علينا إلا نفارق تشريع القصاص، إلا حيث لا يكون التطبيق ممكنا، وفي تلك الحالة نجعل عقوبتنا أقرب ما تكون للقصاص.)

    ولكي لا يقول أحد إن ذلك طرح قديم ربما تجدد أو تغير ، نحيلهم إلى مقدمة الطبعة الثانية من ذلك الدستور في نوفمبر من عام ١٩٦٨ ، حيث يكتبون :
    ( «أسس دستور السودان» خرجت طبعته الأولى للناس في ديسمبر من عام ١٩٥٥، وظهرت الحاجة اليوم إلى إعادة طبعه فلم نجد شيئا نحذفه منه: ولم نجد ضرورة لإضافة شيء عليه، فأخرجناه من هذا الاعتبار، على ما عليه كان أول عهده بالخروج) .

    كما أن الجمهوريون يدعون بقية أطياف احزاب الاسلام السياسي لدعمهم في دعوتهم للدستور الاسلامي ، ولكلمة سواء، بل يعدونهم دعاة للإسلام ، حيث يكتب محمود في عام ١٩٦٨ في كتاب (الدستور الاسلامي نعم ولا ) التالي :
    (هذه كلمة نوجهها إلى "جبهة الميثاق الإسلامي" والى "الحزب الاشتراكي الإسلامي" والى "الهيئة الوطنية للدستور الإسلامي" كهيئات، والى كل مهتم بالدستور الإسلامي، من المواطنين كأفراد .. فان الدستور الإسلامي اليوم لا تمليه حاجة المسلمين فحسب، وإنما تمليه حاجة البشرية جمعاء)
    (فيا دعاة الإسلام في هذه البلاد تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن نجلس، ونترك وراءنا حظوظ نفوسنا، فنجود فهم ديننا، )
    ( ومن يدري فلعلكم واجدون في دعوة الحزب الجمهوري إحياء لسنة المعصوم بعد اندثارها؟؟
    ومن يدري فلعل الجمهوريين أن يكونوا الفئة القليلة المهتدية في فئة كبيرة ضالة؟؟)

    كما أن كتاب (الديباجة) ، وهو آخر ما كتبه محمود محمد طه ، اي في أكتوبر من عام ١٩٨٤، باعتباره ديباجة لمشروع دستور متكامل للجمهوريين ، يكرر نفس الأفكار ويتمسك بنفس تطبيق الحدود، وقد نرجع لذلك النص المحوري والاخير بتحليل نقدي مستقل ، إذا اتسع الوقت وتوفرت الرغبة والقدرة .

    ٣/ الحزب الجمهوري حزب عروبي:
    إن قراءة بسيطة لوثاثق النشاط السياسي الجمهوريين في كل مراحلهم ، توضح أنهم حزب عروبي بحت، وأن افريقيا كانت - وربما لا زالت - غائبة تماما عن فكرهم السياسي . وأن رؤيتهم لهوية السودان لا تختلف عن أي حزب عروبي اخر، بل قد تكون عروبيتهم اقوى من باقي تلك الأحزاب .

    نعيد مثلا قراءة الفقرة التي اقتبسناها في بداية المقال ، من اول وثيقة سياسية لهم ( السفر الاول ) والتي تقول إنهم بسبيل انشاء ( حركة وطنية تريد أن تسير بالبلاد إلى فجر حياة جديد ، على هدى من الدين الإسلامي ، و برشد من الفحولة العربية ، و بسبب من التكوين الشرقي) ونتساءل ما معنى الفحولة العربية هنا ، إن لم يكن الحزب عروبيا يرى جذوره في الثقافة العربية فحلة كانت أو غير فحلة؟!

    كما نمضي أكثر في ذلك السفر لنقرا في المذكرة التفسيرية لدستور الحزب وفي الفقرة الوحيدة التي تتحدث عن العلاقات الخارجية ، إشارة للدول العربية والاواصر معها ، واغفالا تاما لأفريقيا . تقول الفقرة الخامسة من المذكرة التفسيرية لدستور الحزب التالي :
    ( نحن وإن كنا لا نريد أن نرتبط بشيء ما في الوقت الحاضر, ولكن لا يمكننا أن نتجاهل الأواصر التي تربطنا بدول الشرق العربي بشكل عام ، والمنافع التي تربطنا بالأقطار المجاورة بشكل خاص وسوف تتكيف علاقاتنا مع هؤلاء جميعاً علي هذا الأساس )

    ويتبني محمود فكرة أن السودانيين عرب (هكذا ) حيث يقول في مقال عن ( مستقبل الثقافة العربية في السودان ) التالي :
    ( وليس من همي هنا أن أنكر على السودانيين كونهم عربا، أو كون ألسنتهم شرائح مقدودة من ألسنة العرب.. ولست أذهب مذهب التقليل من شأن اللغة في مسائل الثقافة.. ولكني إنما أحب أن أقرر أن اللغة العربية (تابعة) للإسلام وليست (متبوعة)..)

    ليس غريبا في هذه الحالة ان يكتب محمود محمد طه والجمهوريون كتبا مطولة عديدة عن قضايا العرب و الشرق الاوسط ، ومن بينها ( التحدي الذي يواجه العرب) و ( مشكلة الشرق الأوسط ) و(السادات ) و ( اتفاقية السلام ضد مصلحة الشيوعية الدولية وفي مصلحة العرب) و(إصطلحوا مع إسرائيل) وغيرها ، ولا نجد كتابا واحدا مخصصا لأفريقيا أو جزء منها .

    كما أن محمود محمد طه قد أرسل رسائلا بالنصح والتوجيه لكل من محمد نجيب وجمال عبد الناصر ، وأعلن الجمهوريون تأييدهم منقطع النظير للسادات ، الذي الفوا كتابا بإسمه ، في حين لم نجد رسائلا من محمود محمد طه للقادة الأفارقة المعاصرين لمحمد نجيب وعبد الناصر والسادات ، والذين شغلوا الدنيا وقتها ، مثل كوامي نكروما أو ليوبولد سنغور، أو حتى المسلمين منهم مثل أحمد سيكوتوري أو موديبو كيتا، ناهيك عن تاييد اي من هؤلاء او إصدار كتاب بإسمه.

    أدى هذا في المحصلة أيضا للغياب التام عن قضايا التهميش وعنصرية الدولة السودانية وانحيازها الاسلاموعروبى، حيث لم يخصص الجمهوريون اي كتب عن قضايا دارفور او جبال النوبة أو شرق السودان أو النوبة الشمالية الخ ، رغم ارتفاع مطالب تلك المناطق و انطلاق حركاتها في الخمسينات والستينات الخ. واذا كان الجمهوريون قد اهتموا بقضية الجنوب بعض الشيء ، إلا أنهم راؤا أن الحل الجذري لها يتم عبر " الفكرة الجمهورية".

    هذا الموقف المتجاهل لأفريقيا ولافريقية السودان ، والمنطلق من نظرة اسلاموعروبية ضيقة ، يقف في تناقض واضح مع موقف مثقفين ومبدعين سودانيين كثيرين وقتها اهتموا بافريقيا وسياساتها وثقافاتها، مثل الفيتوري الذي تغني بها في أكثر من ديوان ووردي الذي غنى لها ، بل لقد اهتم بافريقيا حتى مثقفين منحدرين من الوسط النيلي ، مثل عبد الخالق محجوب الذي كتب مثلا في الستينات كتاب ( المدارس الاشتراكية في افريقيا ) ، وعبد الهادي الصديق الذي كتب عن ( السودان والافريقانية) ، ناهيك عن مثقفي الجنوب وجبال النوبة ودارفور الخ .

    من جهتهم خاض ودعم الاشتراكيون والتحرريون السودانيون مختلف قضايا التحرر الأفريقية، أن كان من منطلق يساري أو ليبرالي، سواء كانت ضد الاستعمار أو ضد التفرقة العنصرية أو من أجل التغيير الاجتماعي ، بل لقد شارك بعضهم في الحركات التحررية في القارة ، وخصوصا في دول الجوار ، بينما كان انجاز الجمهوريين في هذا المجال صفرا كبيرا.

    ٤/ الحزب الجمهوري وغياب مفهوم المواطنة :
    يقول الجمهوريون دائما أن أساس وهدف دعوتهم شئيان : الاسلام والسودان. وفي الحقيقة أنهم بوضع الاسلام كهدف اول لدعوتهم، وفقا لمفهومهم الضيق ، فهم بذلك ينفون غير المسلمين تماما من معادلتهم ، و يجعلون نفسهم طائفة دينية أخرى ، وليس حزبا سياسيا يقوم على أساس المواطنة، ويشككون في كون السودان الواحد المتعدد ، هو هدفهم فعلا .

    ورغم أن الحزب قد أعلن في بداية نشاطه أن عضويته مفتوحة لكل سوداني بلغ من العمر 18 سنة بل و لكل مواطن ولد بالسودان أو كانت إقامته فيه لا تقل عن عشر سنوات لم يبارح خلالها السودان، دون تحديد الدين ، فإن الممارسة العملية قد أثبتت عدم انضمام مسيحي أو يهودي سوداني واحد للحزب طوال تاريخه وفي تجلياته المختلفة ، عكس ما تم في اغلب الأحزاب السودانية الأخرى ، التي انضم لها المسيحيون مثل حزب الأمة واحزاب الاتحاديين المختلفة والحزب الشيوعي والحزب الليبرالي الخ ، ناهيك عن الأحزاب والحركات الجنوبية والحزب القومي السوداني التي قادها مسيحيون.

    و قد يزعم البعض ان الطائفة الجمهورية طائفة عالمية ، بشهادة انضمام بعض الأجانب و( الخواجات) لها. وفي الحقيقة أن هؤلاء الخواجات قد كانوا وما زالوا قلة قليلة وسط الجمهوريين ، فوق أن شرط انضمامهم هو القبول الكلي لأفكار محمود. ووسط الأجانب والخواجات خصوصا ليس من النادر مقابلة هواة الفرقعات الفكرية والباحثين عن انتماء ولو بمعاقرة الخرافات .

    مع ذلك كان الجمهوريون ولا زالوا في أغلبيتهم الساحقة طائفة سودانية صغيرة تنتمي للوسط النيلي. بل لقد أصبحت الجمهورية عند الكثيرين انتماءا اسريا بحتا، ينتقل فيها الاعتقاد الجمهوري من الآباء للأبناء ، ولم تصبح تنظيما وطنيا شاملا قط.

    في الخلاصة نقول إن الدعوة لدستور اسلامي في بلد متعدد الثقافات والديانات ، والدعوة لتطبيق الحدود حتى على غير المسلمين ، بزعم أن هذا في صالحهم ، والتمسك بعروبة السودان والتوجه شرق اوسطيا ، في بلد متعدد الاعراق و يقع - باعتراف الجمهوريين أنفسهم- في قلب افريقيا ، يضرب دولة المواطنة في الصميم، ويجعل من الجمهوريين مجرد فصيل اخر من فصائل أحزاب الاسلام السياسي والايدلوجية الاسلاموعروبية في السودان .

    يتبع

    عادل عبد العاطي
    ١٥ اغسطس ٢٠٢١م
                  

08-18-2021, 03:33 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)



    نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية ( ٣ من ٥)
    ٣/دعم الدكتاتور المصلح في انتظار حكم "الرجل"

    ١/ مقدمة:
    دعم الجمهوريون الديكتاتوريات طوال تاريخهم ، ما عدا دكتاتورية الإنقاذ التي لم يؤيدوها . ولم يكن ذلك لتطور فكري أو سياسي جديد أصابهم ، وانما فقط لأنها زعمت تطبيق الشريعة ، بينما هم يرون إن تطبيق الدين والحدود ممكن لهم وحدهم، تحت قيادة " الرجل" . وان أي شخص غيرهم يتحدث عن دولة دينية محتال .
    ذلك إن الجمهوريين يدعمون الديكتاتوريات ما دامت تتوافق نسبيا مع أفكارهم وتضرب أعداءهم وتسمح لهم بحرية الحركة ولا تتعدى على صلاحياتهم وصلاحيات "الرجل"، فإذا فعلت شيئا من ذلك عارضوها. ولها أثناء توافقهم معها أن تسجن وتعدم وتقتل من غيرهم من تشاء ومتى تشاء. هنا لا مبدئية في المواقف إطلاقاً.

    ٢/ الديكتاتور المصلح والخطاب لمحمد نجيب :
    ولقد عبر محمود و الجمهوريون عن دعمهم للنهج الديكتاتوري صراحة ، حيث ايدوا اكبر انقلاب عسكري في المنطقة العربية ، وهو انقلاب ٢٣ يوليو في مصر . يكتب محمود محمد طه في رسالة مؤرخة للقائد المعلن لذلك الانقلاب محمد نجيب في ١٨/٨/١٩٥٢ التالي :
    ( أما بعد فإن مسألة خلع الملك عن العرش، بالطريقة التي تمت بها، توفيق كبير. ولكن ينبغي ألا تحمل أكثر مما تحمل من دلائل النجاح، وإنما يجب أن ينظر إليها على أنها مسألة لها ما بعدها. وسيكون الحكم لها، أو عليها، على ضوء ما يحصل عليه العهد الجديد من نجاح، أو من إخفاق)
    ثم يوصي محمد نجيب بأخذ كل الامر في يديه ، كما كان يفعل هو في تنظيمه ، ويقول له أن يتوفر على "الحزم" و "الفهم" ، حيث يقول عن الحزم:
    (أما الحزم فيقضي بأن تتولى كل أمور مصر بنفسك وأن تكون، في غير مواربة، ولا رياء، المسئول الأول والأخير، أمام الشعب المصري، وأمام العالم أجمع، عن استقرار العهد الجديد في البلاد. وأن تستخدم، من الساسة من شئت، ومن الخبراء، والفنيين، المصريين والأجانب، من استطعت. على أن يكونوا مستشارين، وأعوانا، ومنفذين، مسئولين أمامك أنت، وتحاسب أنت على سيئات أعمالهم، أكثر مما يحاسبون.)
    أما "الفهم" فهو ببساطة أن بتبني محمد نجيب افكار محمود محمد طه ، وأن يطبقها. وإن لم يطرح محمود الأمر بهذا الشكل الواضح ، إلا أنه مضمر في الرسالة والنصائح ، فتجده يقول :
    ( أما الفهم فيقتضي بأن تكون لك "رسالة" تبلغها الشعب، وتأخذه بها، وتجعل كل مرافق الحياة الإقتصادية، والإجتماعية، وسيلة إلى بلوغها. واعلم أن الشعب لا ينصلح بمجرد توفير الرخاء المادي، ذلك بأن الإنسان لا يعيش بالرغيف وحده، كما يظن الشيوعيون. وإنما يعيش بالرغيف وشيء وراءه، أهم منه، هو القيم الروحية التي تطهر القلب، وتصفي الذهن، وتسمو بالأخلاق. وأنت رجل مسلم، من شعب مسلم، قد ضل الطريق إلى المناهل التي ارتوى منها أوائله، فعب من الكدر الآسن ما قعد به عن رحاب الحياة السعيدة. فهل فكرت في رد القطيع الضال إلى المهيع الأفيح من شريعة القرآن، وأخلاق القرآن؟؟ هل فكرت أن تقوم بإنقلاب في مناهج التعليم، ومرافق الصحة، ووسائل التغذية، وأساليب السكن، على هدى الدستور الأزلي، القرآن؟؟.)
    ولا يتورع محمود عن تشجيع الرجل على الديكتاتورية ، ويزعم أن الدكتاتورية ليست سيئة في أصلها ، وانما في أعمالها، ويقول إن الديكتاتورية هي خير وسائل حكم عهود الانقلاب، بل هي خير وسائل الحكومات للشعوب المتأخرة. أنظر إليه يقول :
    ( ولا تخافن اسم ((الدكتاتور))، إن كنت تقدر على أن تكون ((دكتاتورا)) مصلحا. فإن عيب ((الدكتاتورية)) ليس في ذاتها، وإنما هو في أعمالها. فإن أحسنت، فهي خير وسائل حكم عهود الإنقلاب. وهي خير وسائل الحكومات لدى الشعوب المتأخرة، على كل حال.)
    محمود هنا ، لا يختلف عن أي واحد من علماء السلطان الموجودين بكثرة في التراث العربي الإسلامي، المقرين لملك التغلب ، والمؤمنين بفكرة (المستبد العادل) العبيطة، حيث لا عدل ولا اصلاح مع الاستبداد والديكتاتورية.

    ٣/ الحزب الجمهوري والخطاب لعبد الناصر:
    أما في الخطاب لعيد الناصر، والمكتوب في أغسطس ١٩٥٨ باسم الحزب الجمهوري، والذي غالباً ما كتبه محمود، فإن جل نصه موجه لاثناء عبد الناصر عن التحالف مع الشيوعيين ، ومن الغريب أن الحزب يشير لقتل الانقلاب الناصري للسياسيين (من شيوعيين واخوان مسلمين) في أول أيامه ولا يستنكره، بل تراه يكاد يدعمه . أقرأ له يكتب في ذلك الخطاب:
    (وقد كنا نريد للثورة أن تسلك بالتأميم سبيلا يستخلص لمصر حقوقها في أرضها من غير أن يعطي الفرصة للشيوعية الدولية أن تظهر بمظهر المدافع عن المستضعفين المغلوبين مما خدع العرب عنها ومكن لها في ديارهم تمكينا . ولقد كان هذا السبيل ممكنا وميسورا . وهو سبيل معروف لدى الثورة وليس غريبا عليها وقد سلكته مرة ودافعت عن سلوكه وقتلت من عارضوها في ذلك كل مقتل. ولكن قد كان ذلك قبل أن يكيد الشيوعيون كيدهم ويغدقوا على الثورة من السلاح والعتاد والعطف ما أنساها نفسها وغرّها عن حقيقتها وأعجلها عن اصطناع الأناة وأغراها بمواقف المسرحيات والبطولات شأن كل الدكتاتوريات)
    وفي هذا الخطاب يواصل محمود والجمهوريين وصف انقلاب عبد الناصر بالثورة ، وهو وصف كانوا قد استخدموه في خطابهم لنجيب. كما هم يخاطبون عبد الناصر ويدعون له بالتوفيق والهداية، وكأن الدول تقوم على الأفراد وعلى الاماني والدعوات.
    الشي الخطير الملاحظ في الخطابين أنهما يخلوان من اي دعوة لتفعيل الديمقراطية واستعادة الحكم النيابي ، مما يوضح كفر محمود بالديمقراطية تماما ، وتبنيه منهج الديكتاتور المصلح أو المستبد العادل، حتى يأتي زمن 'الرجل".
    هذا الموقف يتناقض مع زعم الجمهوريين بدعوتهم للحرية الفردية الكاملة، فالحرية الفردية لا تتحقق تحت ظل اي ديكتاتور، ولا تقوم دون الحريات السياسية وحق الناس في اختيار من يحكمهم وكيف يحكمهم ، أي دون الديمقراطية الليبرالية ، التي داسها كل من عبد الناصر ومحمد نجيب ومرغاها في التراب ، وكذلك فعل بها عبود والنميري، ولكنك لن تجد اي دفاع عنها، أي الديمقراطية الليبرالية، من محمود والجمهوريين، و الذين كانوا طوال الوقت أبواق تبرير وتطبيل لتلك الانقلابات وتسميتها بالثورات ، كما رأينا أعلاه وكما سنرى لاحقا.

    ٤/ مفهوم الوصاية وجذور مواقف الجمهوريين الفكرية :
    وفي الحقيقة فان محمودا والجمهوربين كانوا يعرفون جيدا خطر الديكتاتوريات العسكرية. انظر الى قول محمود مثلا في كتاب (مشكلة الشرق الأوسط ) :
    ( ومع إن أسلوب الحكم الدكتاتوري أسلوبٌ سئ، من حيث هو، فإن أسوأه ما كان منه دكتاتورياً مسيطراً عليه الجيش.)
    كما كان محمود يعلم بأضرار الحكم الفردي وتحكم فرد في حياة الناس وحرياتهم ، وقد عبر عن ذلك أكثر من مرة . كتب مثلا في كتاب (الرسالة الثانية من الاسلام ) التالي :
    (ومن هذا نأخذ أنه ليس هناك رجل هو من الكمال بحيث يؤتمن على حريات الآخرين . وأن ثمن الحرية الفردية هو دوام السهر الفردي عليها)
    كيف تفسر بعد هذا دعم محمود والجمهوريين للديكتاتوريات والديكتاتوريبن؟! هذا ينبع من أن محمود يؤمن في نفس الوقت بمبدأ الوصاية على الناس ، وأن الناس قاصرون بالطبيعة ويجب الأخذ بيدهم من قبل الأوصياء، حتى يبلغوا الرشد . هذا مبدأ ديني ودنيوي عند محمود ، انظر إليه يقول بعد العبارة الجميلة أعلاه مباشرة :
    ( ولما كان مجتمع المؤمنين قاصرا عن الارتفاع إلى ممارسة الحرية الفردية في الاختيار والعمل، فقد جعل النبي وصيا عليهم ليعدهم لتحمل مسئولية الحرية الفردية المطلقة ، وهو أثناء وصايته عليهم يصر على إعطائهم حق الخطأ ، كلما وسعه ذلك ، من غير أن يشق عليهم أو يعنتهم. فهو بذلك إنما يعدهم لممارسة الديمقراطية حين يقوى عودهم، ويستحصد عقلهم )
    ومن هذه الوصاية الدينية ينتقل محمود للوصاية السياسية، حيث يكتب محمود والجمهوريون عن سبب اختيارهم للنظام الرئاسي في مشروع دستورهم للسودان أنه نظام وصاية، حيث يقولون :
    ( ثم إننا نعتبر النظام الرئاسي نظاما مرحليا يعد الشعب لممارسة النظام الأكثر ديمقراطية وهو النظام البرلماني الذي يكون توزيع السلطات فيه أكثر شمولا مما هو في النظام الرئاسي فكأن النظام الرئاسي عندنا نظام وصاية، ولكنه أقرب نظم الوصاية إلى الديمقراطية، بل هو في الحقيقة ديمقراطي تماما)
    ويقول في نفس كتاب (مشكلة الشرق الأوسط) الذي أشرنا إليه أعلاه التالي:
    ( والشعوب العربية، بين هؤلاء وأولئك، مفروضة عليها الوصاية، من قادة قصّر، هم، في أنفسهم، بحاجة إلى أوصياء.)

    ٥/ الوصي الاخير / الرجل / المسيح المحمدي:
    هذا كله أدى إلى فكرة بروز رجل كامل يكون وصياً على الدين والدنيا، على السودان والعالم، ليقود الكرة الأرضية كلها من الخرطوم ويرجع الناس من الجاهلية إلى الإسلام ، ومن الحروب إلى السلام، ومن الخوف إلى الامان, ويعطي للناس الحرية الفردية الكاملة، ويحقق العدالة الاجتماعية الشاملة الخ الخ .
    إن القارئ المتابع لكتب الجمهوريين يلاحظ فوق حديثهم عن الاصيل الواحد والإنسان الكامل والمسيح الثاني وصاحب المقام المحمدي الخ ، اشارتهم لهذا الوصي الاخير (والتعبير من عندي لا من عندهم) الذي يسمونه مرات ب"الرجل".
    هذا الرجل هو من تمت الإشارة إليه في إهداء كتاب محمد محمد طه الأهم، ( الرسالة الثانية من الاسلام) ، حين يكتب عنه محمود في أثناء مخاطبته للإنسانية :
    ( إلي الإنسانية ! بشرى .. وتحية . بشرى بأن الله ادخر لها من كمال حياة الفكر، وحياة الشعور، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وتحية للرجل وهو يمتخض ، اليوم ، في أحشائها ، وقد اشتد بها الطلـق ، وتنفس صبح الميلاد .)
    هذا الرجل هو محمود نفسه ، كما شرحنا في سلسلة (صورة محمود عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه) ، إذ هو نفس "الرجل" الذي بشر به الجمهوريون في زعمهم بعودة المسيح المحمدي في القرن العشرين في السودان ليحكم السودان والعالم بالرسالة الثانية ، و لكي يسوق الناس تحت وصايته الدينية والسياسية حتى يبلغوا الرشد.
    انظر الى وصفهم لهذا "الرجل" و تنظيرهم لماذا يحتاج العالم إلىه، في كتاب (عودة المسيح)، حيث يكتبون التالي :
    (البشرية تحتاج إلى رجل يقدم من نفسه، نموذجا للكمالات الإنسانية التي يشير، إلى حتميتها وإمكانيتها، رأس سهم التطور البشري منذ الأزل. وهي الكمالات المتمثلة في كمال الحرية الداخلية من الخوف والجهل، وهما مصدر كل نقائص الحياة البشرية.
    البشرية محتاجة إلى رجل استطاع أن يتواءم مع البيئة البشرية، والطبيعية، والحضارية الجديدة، فيتحدث بلغة العصر، وهي السلام، ويملك المفتاح لحل معضلات المشاكل العالمية المستعصية، بالمنهاج العلمي.
    البشرية تحتاج إلى رجل يقيم المدنية الجديدة التي تؤلف بين القيم الروحية ومظاهر الوجود المادي، بحيث تضع القيمة المادية في مكانها الطبيعي كوسيلة، فحسب، ولكنها لا غنى عنها، للقيمة الأخلاقية.. كما قال محمد: ((الدنيا مطية الآخرة)).. وكما قال المسيح: ((ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان)).
    البشرية محتاجة لرجل يبرهن بكمال فكره، وكمال شعوره، على جدوى ممارسة المنهاج الديني، في العبادة، والمعاملة، وعلى مقدرة الدين التي لا تنفد على استيعاب تطور الحياة مهما تشعب، فيقدم الدين في المستوى العلمي الذي ينفخ الروح في هيكل الحضارة المادية، ويوحد بين الأديان، فيجمع البشرية على دين واحد– وعلى فكرة واحدة. فينفتح، بذلك، دورة جديدة للحياة البشرية لم تشهدها البشرية من قبل.
    البشرية محتاجة إلى رجل يطبق قوانين العدالة الاجتماعية الشاملة، في الرسالة الثانية من الإسلام، والتي تعين كل فرد على تحقيق فرديته، ويبرز منهاج (الفردية) عند النبي محمد، بحيث يرتفق به كل فرد ليبلغ به فرديته الخاصة. البشرية تحتاج إلى الإنسان الكامل. المسيح. المخلِّص، في هذا المستوى العلمي الرفيع) .
    فإذا لم "يتجل" هذا الرجل لسبب أو لآخر ، كانت الوصاية السياسية للديكتاتوريين والديكتاتويات ، شرط أن يسمحوا للجمهوريين بالعمل، وألا يسلكوا في ممارستهم السياسية مسالكا تقف بصورة واضحة ضد أفكار الجمهوريين، وان يضربوا لهم أعداءهم ، والا يتعدوا على صلاحيات "الرجل" الحالية والمستقبلية.
    هذا النهج الذي سماه البعض بالانتهازية السياسية، وما نسميه نحن ب"الهوس الديني المقرون بالعمى السياسي"، هو ما سنتناوله بالتوثيق والإثبات في الحلقة القادمة من هذه السلسلة.

    عادل عبد العاطي
    ١٨ اغسطس ٢٠٢١م
    --
    Adil Abdel Aati


                  

08-21-2021, 01:32 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)


    نقد الفكر السياسي للطائفة الجمهورية (٤ من ٥)
    ٤/ من الدعم السلبي للدعم الإيجابي للديكتاتوريات

    ١/ مقدمة :
    تابعنا في المقالة السابقة الاسس النظرية لدعم الجمهوريين للدكتاتوريات والتعايش معها ، ورأينا كيف دعموا اكبر انقلاب في المنطقة العربية وأفريقيا وهو انقلاب جمال عبد الناصر ومحمد نجيب ، ودعوا قادته لممارسة الديكتاتورية ، التي وصفوها بأنها أفضل الطرق للحكم في أول عهد الانقلابات ، بل وصفوها أنها أفضل الطرق لحكم الشعوب المتأخرة .

    ورأينا أيضا وأنه حتى بعد أن اتجه انقلاب ٢٣ يوليو شرقا وتحالف مع الشيوعية العالمية التي كانوا يرونها من أكبر الشرور ، لم يكفوا عن وصفه بالثورة ، ولم يطالبوا بعودة الحياة الدستورية المدنية ، ولم يدافعوا عن الديمقراطية الليبرالية المذبوحة تحت اقدام الجنرالات.

    اليوم نتناول مواقف الجمهوريين في السودان ، ودعمهم السلبي والإيجابي للدكتاتوريات والديكتاتوريين.

    ٢/ الجمهوريين بعد الاستقلال والموقف من نظام عبود :
    تأسس الحزب الجمهوري كما علمنا في عام ١٩٤٥ ، وعمل بنشاط في سنواته الاولى ثم توقف نشاطه او كاد عند اعتكاف محمود لسنتين ، ليعاود النشاط في عام ١٩٥٢ ، وليشارك برأيه بعدها في كل الأحداث السياسية المحلية والإقليمية والدولية .

    إلا أنه من الغريب أن الحزب الجمهوري لم يخض اي انتخابات في تلك الفترة ، حيث كانت هناك انتخابات ١٩٥٣ التي أنتجت اول جمعية تأسيسية أعلن من داخلها البرلمان. ولقد كان من الراجح أن يفوز محمود على الأقل بدائرة واحدة في تلك الانتخابات . وقد يقول الجمهوريون أن تلك انتخابات تمت بوجود المستعمر . لكن محمود والجمهوريون قاطعوا أيضا انتخابات ١٩٥٨ ، فما هو السبب يا تري ؟!

    السبب الأول في تقديرنا هو احتقار محمود و الجمهوريين للعملية الديمقراطية برمتها ، واعتبارهم الشعب السوداني شعبا متأخرا غير قادرا على الاختيار وبالتالي غير مؤهلا للديمقراطية والانتخاب، ولا ننسى قول محمود في رسالته لمحمد نجيب في ذات تلك الفترة ، أن الديكتاتورية هي افضل أنظمة الحكم للشعوب المتأخرة.

    أما السبب الثاني فينتج من ان الجمهوريين منذ عام ١٩٥٢ قد حولوا حزبهم من حزب سياسي إلى جماعة دينية ، وأن محمودا منذ ذلك الوقت كان يظن نفسه المسيح المحمدي ، وأن ما يطرحه من افكار انما هو من علم لدني ومن فهم اتاه الله له عن القرآن ، وأن فكرتهم هي الاسلام نفسه وهي الدين نفسه ، فهل يتورط انسان كهذا في دخول انتخابات مع بقية السياسيين الذين لا فهم لهم من القرآن ولم يؤذن لهم بالكلام ؟! هل ينافس المسيح المحمدي في الانتخابات ؟! حاشاه وكلا.

    هذا هو السبب الذي جعل الحزب الجمهوري يقبل بقرار نظام عبود بحل كافة الأحزاب السياسية ، بما فيها الحزب الجمهوري. بل لقد اعتقدوا أن الانقلاب انقذ البلاد ، دون أن يعرفوا أن أخطاء الديمقراطية تعالج بالمزيد من الديمقراطية . هذا هو السبب في أن الجمهوريين لم يخرجوا ببيان واحد لإدانة عبود أو انقلابه ، ولم يشاركوا في حركة المعارضة له طوال ٦ سنوات ، وأن كان نشاطهم الدعوي لم يتوقف في الندوات اولا ثم في البيوت بعد عام ١٩٦٠، وخلال ستة سنوات أصدروا كتابا واحدا هو كتاب فكري ليس فيه شيء من السياسة باسم ( الاسلام) ، وقد صدر في طبعته الاولى باسم محمود محمد طه وليس تحت اسم الحزب الجمهوري .

    يكتب الجمهوريون في توثيق تلك الفترة في كتاب ( معالم في طريق تطور الفكرة الجمهورية) الجزء الثاني التالي :
    (في هذه الأحوال وفي يوم 17 نوفمبر 1958م وقع إنقلاب الجيش برئاسة الفريق عبود فكان جرعة مرة في الحلق ولكنها مرارة لا بد من تجرعها فقد أنقذ الإنقلاب البلاد من ضياع استقلالها وذهاب كيانها إلى أمد لا يعلمه إلا الله.) .

    كما يسترعى انتباهنا منشور أصدره الجمهوريون في نوفمبر ١٩٦٤ ، اي بعد ثورة أكتوبر ، يبررون فيه لحكم العسكر بزعم قصور الشعب هذه المرة حين قالوا :
    ( إن الحكم العسكري سيء، من حيث هو عسكري، ولا يجد له ما يبرره على الإطلاق إلا أمراً واحداً هو قصور الشعب الذي يخضع له، وعجزه عن حكم نفسه بأساليب الكرامة والشرف.
    ولقد تعرضنا لهذا العجز المهين في ساعة من ساعات تاريخنا القصير في ممارسة حكم أنفسنا، حتى استهدفت البلاد للنفوذ الخارجي حين باع نوابنا أنفسهم لمن يدفع أكثر، وأصبحت حكومتنا الدستورية معرضة للسقوط غداة فتح البرلمان.)

    والشاهد أن الشعب السوداني لم يكن في يوم من الايام قاصرا ، فقد ناضل السودانيون ضد المستعمر في ظل ظروف صعبة، وفي ١٩٥٣ صوتوا لافضل المسيئين من الأحزاب واسقطوا الطائفييين ، وفي ١٩٥٩ تجمع الغضب الشعبي ضد ممارسات الحكومة وكان يفترض اسقاطها من البرلمان وتكون حلف سياسي جديد يعقب انهيار حكومة السيدين ، لولا انقلاب عبود الذي برر له الجمهوريون . كما أن الشعب السوداني قد أنجز ثلاث انتفاضات سلمية شعبية بعد الاستقلال مناديا بالحرية والسلام والعدالة في كل مرة ، فهل هذا شعب قاصر ؟!

    ٣/ الجمهوريون وفترة ما يعد اكتوبر :
    لم يكن للجمهوريين اي اسهام في ثورة أكتوبر ، والتي وصفوها بالعاطفية وقالوا إنه كان ينقصها الجانب الفكري ( ومن صاحب الجانب الفكري غير الجمهوريين في نظر الجمهوريين ؟! ) ولكنهم مع ذلك عادوا للنشاط العلني باسم الحزب الجمهوري بعدها ، وفتحوا عدة دور للحزب، وقاموا بإصدار الكتب وتنظيم الندوات الخ.

    لكن مرة أخرى لم يشارك الجمهوريون في الانتخابات التي تمت في عامي ١٩٦٥ و١٩٦٨ ، الأمر الذي أدى لإضعاف الفترة الديمقراطية الناشئة والمليئة بالتحديات والمشاكل، والشيء الذي يثبت موقفهم التخريبي تجاه مؤسسات الديمقراطية الليبرالية .

    ولم يتورع الجمهوريون عن التشنيع بالتجربة الديمقراطية بعد اكتوبر، مع غيرهم من الأحزاب المعادية للديمقراطية من اليمين واليسار. ورغم أن الأحزاب الطائفية بطبيعتها نفسها مناقضة للديمقراطية الليبرالية بما تقوم عليه من اسقاط لاستقلالية الفرد، ورغم أن الحزب الشيوعي كان يهاجم الديمقراطية الليبرالية ويتآمر عليها بزعم أنها ديمقراطية برجوازية، إلا أن كل هذه الأحزاب كانت فيها اجنحة وشخصيات ديمقراطية بهذا الحد او ذاك ، وكانت تشارك في الانتخابات على علاتها، عكس الجمهوريون الذين ساهموا كما القوى الإنقلابية في تشويه سمعة الديمقراطية الثانية، ومن ثم التمهيد للعسكر للانقضاض عليها.

    كان التبرير الاهم عند الجمهوريين لدعم الحكم العسكري هو فساد الأحزاب ، حيث يكتب الجمهوريون في البيان المشار إليه اعلاه :
    ( ما ينبغي أن نذهل في نشوة الظفر بإسقاط الحكم العسكري عن حقيقة هامة وهي أن هذا الحكم جاء في ساعة رهيبة كان فيها بمثابة إنقاذ للبلاد من النفوذ الخارجي الذي مكن له فشل قادة الأحزاب. إننا إن ذهلنا عن هذه الحقيقة نكون حريين أن نتورط في نفس الخطأ الذي جعل الحكم العسكري على سوئه بمثابة إنقاذ للبلاد)

    ان فساد الأحزاب وفشل قادتها لا يحل بالحكم العسكري والانقلابات ، وانما بتطوير الأحزاب وتكوين أحزاب جديدة وانتشارها وسط الشعب وكسب ثقته وخوضها الانتخابات . إلا أن الجمهوريين كانوا قانطون من الشعب ، حالمون بالديكتاتور المصلح القادم. ذلك أن التغيير عندهم مرتبط بفرد وليس بوعي وإرادة الشعوب.

    في هذا الصدد قال الجمهوريون في بيان بتاريخ ١/١ /١٩٦٧ في الدعوة لمجي الديكتاتور الجديد أو "الرجل' الموعود التالي :
    (ألم يأن لهذه البلاد أن يقوم فيها بأمر الله قائم، يحلم أحلامها، ويحس إحساسها، ويحيا مشاكلها، ثم هو قادر أن يثير في شعبها النبيل خصائصه الكوامن التي تجعله يسير إلى مشارق النور ومشارف الحضارة؟ بلى فإن ليل التضليل والمضللين قد طال، وقد آذن بزوال "إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب").

    ٤/ مايو ودعم الديكتاتورية الإيجابي :
    في مثل هذه الظروف والدعوات برزت ديكتاتورية مايو وحلت كل الأحزاب وخضع الجمهوريون للحظر ولم يخرجوا بيانا واحدا ضدها ، رغم أنها في سنتيها الأوليتين كانت متحالفة مع الشيوعية المحلية والدولية، باكثر مما كان عليه نظام عبد الناصر عندما انتقدوه.

    إلا أن هذا التأييد السلبي قد تحول إلى تأييد إيجابي بعد ضرب مايو لخصوم الجمهوريين من أحزاب طائفية واخوان مسلمين وشيوعيين. وقد أصدر الجمهوريون في وقتها كتابا بعنوان ( لماذا نؤيد ثورة مايو ) قاموا لاحقاً - ضمن منهج التزوير للتاريخ - باخفاءه وعدم نشره في موقع الفكرة الجمهورية. كما أصدروا كتابا لم نطلع عليه باسم ( ما هو البديل عن مايو ؟! ) وهو من شاكلة تنفير الناس من التغيير بسؤال : البديل منو ؟! وايضا لا يوجد هذا الكتاب في موقع الفكرة اليوم.

    مع ذلك يمكن أن تجد توثيق ذلك الموقف المؤيد لمايو في كتب وبيانات اخرى ، حيث يمكن أن تقرأ مثل هذه الدرر في كتاب (هذا هو الصادق المهدي) المكتوب في ابريل ١٩٨٢، اي قبل ثلاثة أعوام فقط من سقوط النميري ونظام مايو :
    ( ربما كان الصادق يقصد بحديثه عن مهادنة، ومخادعة، الحكام في الدول الإسلامية، تأييدنا لثورة مايو. فنحن قد ظللنا نؤيد ثورة مايو منذ قيامها تأييدا مبدئيا، وندعوا الشعب لتأييدها)

    وتجد أيضا في نفس الكتاب عن الصادق المهدي التالي :
    (اننا في تاييدنا لثورة مايو ننطلق من موقف مبدئي ثابت لا تمليه رغبة في كسب سياسي، ولا تحركه نزعة للاحتواء والوصاية. ونحن قد بينا اسباب تاييدنا لثورة مايو في كتابنا (لماذا نؤيد سلطة مايو)، ولذلك نحن لا نحتاج ان نفصل في هذا الامر هنا. ويمكن ان نلخص هنا اسباب تاييدنا لثورة مايو في النقاط التالية: -
    1) لقد اوقف نظام ثورة مايو المد الطائفي الذي كاد ان يعزز سلطته الدينية بالسلطة الزمنية الشاملة، وقد قطعت مايو الطريق الى السلطة امام الطائفية، واجهضت كل محاولاتها لاستعادة مراكز نفوذها القديمة، وهي الآن تقف سدا امام الطائفية، وهذا بالذات ما يجعل السيد الصادق يحقد علينا وعلى مايو معا.
    2) قامت مايو بحل مشكلة الجنوب فاوقفت بذلك سفك الدماء بين الاشقاء.
    3) اتجهت مايو الى اللامركزية والى تسليم السلطة للشعب.
    4) اتجهت مايو الى التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية.
    5) وقفت مايو ضد الخطر الشيوعى الذي يهدد البلاد.
    6) اتخذت مايو سياسة خارجية واعية، خصوصا بالنسبة لمشكلة الشرق الاوسط، ووقوفها الى جانب المرحوم السيد انور السادات الذي قاطعته جميع الدول العربية ماعدا السودان وعمان والصومال)

    وتجد في كتيب ( الإخوان الجمهوريون في جريدة الايام السودانية) التالي :
    ( أما موقف الاخوان الجمهوريين، من ثورة مايو فهو موقف مبدئ ومعلن، ومثبت، ضمنوه عدداً من كتبهم، وحملوه إلى سائر المناسبات. إنه موقف التأييد والدعم الايجابيين).

    وكذلك تجد في نفس الكتيب التالي :
    (وانطلاقاً من هذا الأساس المبدئي وقف الأخوان الجمهوريون مواقف ايجابيه مشهوده في مساندة هنا النظام، في أحلك الظروف، كما قد حدث إبان مؤامرة شعبان، وإبان مؤامرة سبتمبر، وإبان الغزو الطائفي الليبي )

    إن أسباب دعم الجمهوريين لمايو تنطق بالسذاجة السياسية ان لم تكن تنطلق من الانتهازية البحتة . فالديكتاتوريات العسكرية لا تقضي على الطائفية، ولا تقوم بتنمية ، كما أن الشيوعية وأمثالها من الأفكار الشمولية لا تهزم بالقتل والقهر، وانما بالديمقراطية والفكر.

    ان الايام قد أثبتت أن الطائفية عادت بعد مايو اقوى مما كانت عليه قبلها، كما أن الحرب في الجنوب اندلعت مرة أخرى من بعد بصورة اشرس وامتدت لجبال النوبة ، ولم تسلم مايو السلطة لأي شعب وانما كانت حكرا لرجل ديكتاتور ارعن مهووس بالسلطة ، كما أن علاقاتنا الخارجية كانت قائمة على الانحياز للمعسكر الشرقي وحلفاؤه في بداية مايو ثم للمعسكر الغربي وحلفاؤه بعد ١٩٧٢، ولم تكن سياسة خارجية واعية أو مستقلة ابدا .

    ٥/ الصدام مع مايو والموقف من نظام الإنقاذ والانقاذ ٢:
    في عام ١٩٨٣ أعلن النميري تطبيق ما أسماه بقوانين الشريعة الإسلامية ، كآخر محاولة لتأمين سلطته المتداعية، كما مكن للإخوان المسلمين منذ عام ١٩٧٧، اي عام ما يسمى بالمصالحة الوطنية .

    وقف الجمهوريون ضد تلك القوانين باعتبار أنها تمثل عندهم اسلام القرن السابع والرسالة الاولى من الاسلام ، وما كان لهم أن يقبلوا بهذا الأمر وهم يبشرون الناس بقرب نزول المسيح المحمدي الذي اظلنا ظله والذي سيحكم بالرسالة الثانية، في القرن العشرين الذي تهيأ لها وله، فجائتهم قوانين سبتمبر بالنقيض تماما .

    وقف محمود محمد طه ضد تلك القوانين دون أن يقف ضد مايو كنظام وضد النميري شخصيا ، وكان الجمهوريون يزعمون أن السبب في تلك القوانين وفي انحراف مايو هو الهوس الديني الذي تسلل للسلطة ! وبما أن نميري لم يكن يقبل اي معارضة ، وبما أن محمود كان الحلقة الضعيفة وكان الجمهوريون معروفون بالسلبية والجبن وأنهم بدون محمود لا يسوون شيئا ، فقد اعدم نميري محمودا ، وسار محمود بشجاعة إلى الموت في خطوة أشبه بالانتحار، وهو يرى كل مشروعه ينقلب إلى النقيض، كما أوصى تلاميذه بفداء الشعب .

    لم يرفض الجمهوريون فداء الشعب فحسب ، وانما تراجعوا بشكل مخز وذليل عن أفكارهم وعن زعيمهم ، وشتموه في جلسات الاستتابة على رؤوس الاشهاد ، ووقع المئات منهم تعهدا بالتخلي عن افكار محمود وعدم معارضو السلطة ، ثم ما لبث الرجل الثاني فيهم أن حل التنظيم ورجع إلى مدني يجرجر أذيال الاستسلام والخيبة.

    انتصر الشعب - من دون الجمهوريين - مرة أخرى في ابريل ١٩٨٥ ، وانشغل الجمهوريون بعد الانتفاضة فقط بقضية محمود ، وحين جاءت الانقاذ لم يكن الجمهوريون من المعارضين الأشداء لها ، رغم أنهم في أغلبيتهم لم يؤيدوها. ورغم الموقف المعارض لبعضهم تجاه نظام الإنقاذ إلا أن أغلبيتهم قد سكتت عنه أو هاجرت من البلاد ، بل لقد انضم شاعرهم ومنشدهم الكبير - عوض الكريم موسى - للانقاذ في فترة من الفترات.

    إن أسباب وقوف الجمهوريين ضد مايو في ١٩٨٣ وضد الإنقاذ لم تكن مبدئية على الاطلاق، ولم تكن بسبب إيمانهم بالديمقراطية وحقوق الشعوب ، وانما فقط لأن هذه الأنظمة كانت تشكل النقيض العقائدي لأفكارهم وتثبت لهم أن دولتهم لم تأت.

    الشاهد الآن أن جناح من الحزب الجمهوري يشكل أحد أركان النظام التسلطي الراهن لبرهان وحميدتي، اي نظام الإنقاذ الثاني ، ولهم ممثلون في شراكة الدم على مستوى مجلس الشركاء وعلى مستوى الوزراء والسفراء، ناهيك عن تسلطهم لفترة على المناهج ومحاولتهم تغييرها بشكل عقائدي لمصلحة فكرهم ، وتعيين العديد منهم في مؤسسات الدولة دون فتح الفرص للآخرين، وفي محسوبية ومحاصصات واضحة .

    أن الجمهوريين اليوم لا يتحدثون اطلاقا عن حقوق الناس وحرياتهم المغتصبة تحت حكم الطغمة التسلطية الحاكمة ، طالما هي تسير في اتجاه قريب من أفكارهم ، كما أنهم مستعدون لبيع السيادة الوطنية في انحيازهم الاحمق لإثيوبيا المحتلة لاراضينا - كما مصر تماما - والتي تهددنا بسدها الكارثة .

    كما من الواضح أن أغلب الجمهوريين اليوم يدعمون ممارسات السلطة القائمة غير الشرعية وغير الديمقراطية وتغييبها حتى لما أقرته بنفسها من مؤسسات، مثل المحكمة الدستورية والمجلس التشريعي الخ ، ولم اجد جمهوريا واحدا يطالب بالانتخابات كاستحقاق ديمقراطي لشعب السودان. بل لقد رشحت معلومات عن تجنيد أعضاء في الحزب الجمهوري (يدا بيد مع البعثيين) لشباب بسيط متحمس في ما يسمى ب كتائب حنين، وتحريضهم ودفعهم لهم لضرب المتظاهرين وسحلهم واعتقالهم في ٣٠ يونيو المنصرم. فتأمل.

    عادل عبد العاطي
    ٢١ اغسطس ٢٠٢١م
                  

08-25-2021, 06:54 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)

    مازن سخاروف يرد على عادل عبدالعاطي


    ديمقراطيون بلا دمقراطية (1 الأول): تعثر الموضوعية والأخلاقية النقدية عند عادل عبد العاطي .. بقلم: مازن سخاروف
    25 أغسطس, 2021 25 أغسطس, 2021
    المزيد من المقالات
    ديمقراطيون بلا دمقراطية (1 الأول): تعثر الموضوعية والأخلاقية النقدية عند عادل عبد العاطي .. بقلم: مازن سخاروف
    رئيس التحرير: طارق الجزولي رُفع بواسطة رئيس التحرير: طارق الجزولي25 أغسطس, 202125 أغسطس, 2021
    249المشاهدات
    (1) أ. الطبع يغلب التطبع: فكر “التبخيس” عند عادل عبد العاطي يفضح ضعف الملكة البحثية عنده
    هذا المقال كتبته بعد أن أطلعت على مقالتين لعادل عبد العاطي, الأولى بعنوان ” في نقد الممارسة السياسية للجمهوريين (١ من ٥)”, نـُشرت بتاريخ 12 أغسطس 2021 بموقع سودانايل, ومادة المقال كما فهمت هي مزعمة صاحبها “بتزييف (لـ)التاريخ السياسي” على يد الجمهوريين.
    أول ما لفت نظري هو إصرار عادل على وصف الجمهوريين بالطائفة (1). وما يبدو أنه يستكثر عليهم إسمهم الرسمي “الحزب الجمهوري” الذي شهد مولد كيانهم السياسي وحسب في عام 1945, وهو ذات الإسم الذين يُعنونون به الكتب والمقالات والمحاضرات الصادرة عن رئيسهم وأعضائهم. عادل أيضا يتجاهل الإسم الآخر الذي يسمون به أنفسهم, أي “الإخوان الجمهوريين” (عدلوا إسم الحزب إلى “حزب الإخوان الجمهوريين). إذن الجمهوريون في كل الفترات حزب سياسي وليسوا جماعة دينية. لكن مسلك عادل لا يضير الجمهوريين أكثر مما يضير عادلا. فمسلكه يظهر استخفافه بالآخر ويقدح في جدية نقده؛ لأن الإستخفاف المشار إليه قد لا يقتصر على التقليل من قدر الآخر وحسب, بل يتعداه (كما يبدو جليا في حالة عادل عبد العاطي) إلى تبخيس إنتاج وإنجاز الآخر. أو بعبارة أقصر, العجز التام عن رد الفضل لأهله. هذه مشكلة في رأيي على الأقل غير قابلة للحل. وهي آفة الفكر المتحيز حتى أذنيه, والذي تتلبسه شبهة الغرض تلبّس من غلب شرُّه خيرَه بافتراض أحسن النوايا حسنا.
    أما في مقالته الثانية فقد بلغ التحيز وهوى النفس الأمارة بالسوء من عادل عبد العاطي أن شكك في عماد فكرتهم الجمهورية بطرحِ فرضية لا تنقصها الجسارة وتتساءلُ إن كان الجمهوريون قد سرقوا فكرتهم من البهائيين (2). المشكلة أن السؤال لم يكن سوى عنوان عريض واعد ببحث لم يتم (هل لضعف القدرات البحثية؟). فليس هناك إستنطاق واحد-لواحد للفكر المدعَى سرقته (الجاني) من الفكر المسروق منه (المجني عليه) بالإقتباس الصريح؛ فعادل يضع الإقتباس بين أقواس, أولا دون ذكر صريح لمصدره , لا في متون النص ولا حواشيه (3). ثم إن استدلالاته مثل ” وربما سرق منهم الجمهوريون هذه الفكرة وعدلوها فيما يسمي بالشريعة الفردية …”؛ و” ربما من هذا ايضا اخذ الجمهوريين تقيتهم حيث سكتوا عن عبود طوال 6 سنوات وايدوا نميري خلال 13 عاما”؛ و” من هنا غالبا اقتبس محمود محمد طه فكرة الاشتراكية الديمقراطية والتي ربطها مع الحرية الفردية المطلقة ” و”يمكن أن يكون” (إنظر الفقرة ج أدناه). هذا ليس سوى إسقاط لهمهمات وهواجس الكاتب على النص دون قدرة على الإقناع.
    (1) ب. بالونات عادل عبد العاطي النقدية: حالة الماتدور لخمس ثوان
    نحْوُ عادل هنا هو تأملي يميل إلى التكهن*, أكثر مما هو “فرضية علمية” تكتسب احتمالية “معقولة” بحجج وتسلسل مقنع يسوقه الكاتب – ناهيك عن موافقتها لما في العنوان من تهمة كبيرة في حق محمود محمد طه والجمهوريين. فعادل عبد العاطي لم يُثر مزعمته (وكما قلنا تبدو كفرضية تساؤل من حيث الصياغة وحسب, لا من حيث الحجج) بحذر وتؤدة الأريب, فيقول مثلا (المقالة الثانية) بإن الجمهوريين “إقتبسوا” فكرتهم عن البهائيين, أو “استلهموها” عن أولئك, أو “تأثروا” بهم. فطرحُه لمزعمته يرفع سقف المسؤولية التي تنتظره بإقامته للحجة على الجمهوريين في زعمه. لكنه نحا نحو الجسور المُبادئ بأمر ليس في طاقته لاحقا الإستمرار فيه كما ينبغي له. بدأ بهيئة “مأتادور” عتيد عازم على جندلة ثوره؛ لكنه (وللأسف) ما لبث أن رأى ثوره رأي العين فأدرك العاقبة وآثر السلامة, متسللا من حلبة النزال عائدا إلى مكانه الطبيعي بين النُظارة كـ “لاين مان” يعلق من “المصاطب الجانبية”. بدأ (كما يبدو) من مقام نقدي عال مبشرا بالكثير ثم “هبط” في دائرة العادي, بل المخيب للآمال, غير واع أنه أثار مسألة كبيرة لم يكن في همته على قدر تناولها من بعد ذلك. فخاض فيها خوض من اقترح في مسألته ومزعمته ما هو أهون من السرقة بكثير. لا نستطيع من ضعف ما يقترحه عادل من تكهنات إلا أن نتكهن مثله بأنه ربما (؟) أراد في “محاولته النقدية” أن يصف الجمهوريين مثلا بالماكافيللية في الممارسة السياسية, ويرميهم في صياغة فكرهم وأيديولوجيتهم بسرقتها عن غيرهم ثم نسبها إلى أنفسهم دون حياء؟ يمكن لأي ناقد أن يتكهن بأي شيئ يريده. لكن إن لم يستطع نقل ما يزعمه من حيز تكهنات, بل وتخرصات إلى فضاء نقد معقول الحُجة, كفؤ في حد المقبول الأدنى, فليس لنا سوى اقتراح عنوان الفقرة, هذه حالة الناقد الماتادور لخمس ثوان. وكما يقول المثل “ألمي حاااار ولا لعب قعونج”.
    (1) ج. خلط الأوراق: نظارات عادل عبد العاطي في خطر
    يقول عادل في مقالته الثانية: “وحدة البشرية ووحدة الالوهية هي تعبير ملطف عن وحدة الوجود والتي أيضا يؤمن بها الجمهوريون وان كانوا لا يقولون بها بشكل واضح. هذا التشابه بالتأثر بالصوفية وأفكارهم عن وحدة الوجود مع عدم الجهر بهذه الفكر يمكن أن يكون عاملاً مشتركاً أو فكرة مسروقة من البهائية”(4).
    لن أطالب عادل هنا بسرد مراجعه, فقد إقترحت مسبقا أنه فشل في واجبه الأكاديمي. حسبي القول إن بالإقتباس أعلاه خلط للأوراق لدرجة قف تأمّل. فـ”قلبة الهوبة” في القفزة من وحدة البشرية إلى وحدة الوجود ليست إلا من “شطحات” خيال عادل عبد العاطي على حساب الدقة في تحليل ذهنه للأشياء. لأن وحدة البشرية يمكن أن تكون سياسية أو دينية (أو حتى “مسألة فلسفية”). فإن كانت سياسية, فهذا ما لم يناد به الجمهوريون (إنظر بعد قليل بالقسم “د” حديث “الحكومة العالمية”). إما لو كانت دينية فوحدة البشرية عند الجمهوريين ورئيسهم محمود محمد طه, هي برسالة من روح القرءان – تُعرض على الجميع للقبول بها (إن شاؤوا). أي رسالة يجتمع حولها البشر بالتصديق. بينما هي عند البهائيين ليس توحيد التصديق بل تجميع كل الموجود على ما فيه من اختلاف: “مسيحي على وثني على كلو”(5). فهو أكثر منه مهرجانا للأديان (وئام أديان) منه أي شيئ آخر. فهو مهرجان “بهائي” يجمع الأديان قبل وليس بعد إستبعاد ما بها من اختلاف يقطع باستحالة توحيدها مسبقا في دين واحد. بكلمات أخرى هذه مسألة فلسفية تتيحها في حالة البهائية هوامش المكافيلية البهائية لإلتقاء الأضداد. وهي يمكن أيضا أن تكون مسألة فلسفية في حالة الجمهوريين, لكن مع إضافة أنها مقترنة بمسألة فقهية تشترط الإسلام أو رسالة التوحيد في الإسلام قبل توحيد ما هو غير مسلم مع غيره. هذا الكلام يحتاج لشرح التفاصيل والإستدلال بالنصوص, لكنني شرحت العام الذي, لولا خلط عادل عبد العاطي لرآه الأعمى وانتهينا.
    (1) د: إغفال القائل والمناسبة: “الحكومة العالمية” تذهب بالبقية الباقية من نظر (أو أخلاقية) عادل عبد العاطي
    إقتباس من: “٧/من مباديء الديانة البهائية (تأسيس محكمة عالمية لفصل الخصومات بين الدول.) – ربما من هذه تم اخذت الطائفة الجمهرية فكرتها عن الحكومة العالمية.” (6)
    عادل كالعادة يبدو أنه يستمرئ إقتطاع العبارات من النصوص دون ذكر مصادرها. فهو ينسب العبارة للجمهوريين إما آثما بظنه وتسرعه دون التحقق, أو لؤما بدسها عليهم, دون ذكر “القائل والمناسبة”. البحث التاريخي يبين أن العبارة ليست من صنع الجمهوريين في الفعل. وإنما ردة فعل نشأت في ظروف الرد على جزئية محددة من خطاب طرف آخر. إذ أن المكسيكي, الراحل جايمي تورِس بوديت أمين عام أسبق لمنظمة يونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتعليم, العلوم والثقافة) قام في عام 1952 بتقديم خطاب وتقرير الى الدورة السابعة لمؤتمر المنظمة (7), قام بعدها محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري بالرد عليه في مقال بصحيفة صوت السودان في فواتيح (حسب تقديري) عام 1953 (8)
    الذي حدث أن السيد الأمين العام إقتبس عنه محمود ما يلي في سياق رد طويل لا مجال له هنا (المصدر مذكور في الهامش وللقارئ الإطلاع عليه كاملا), قائلا, إقتباس:
    ================
    ثلاثة أمور وردت في تقريركم .. وسيلتان وغاية .. وأما الوسيلتان فإحداهما: ((التعليم الجديد)) .. وثانيتهما النظام العالمي الذي أشرت إليه إشارة بعيدة بعبارة ((خطة مشتركة)) .. في قولك: (( .. بل أن تضع خطة مشتركة .. في العالم دون أن تنال من سيادة أمة .. فهي بذلك تستوحي المبادئ العالمية، وتقيم صرح السلام على أسس مستقرة قويمة))
    =====================
    أنه الإقتباس الأول. هذه خلفية الخطاب لأمين اليونسكو, والتي بينها محمود بيان من يقطع الشك في أي لبس في “منو قال شنو”, ومضى ليقول, إقتباس ثان:
    ===================
    ((.. فأنت تريد أن تنجب الإنسان الحر، الذي يعيش في مجتمع عالمي.. وأنت، لكي تحقق ذلك، تريد نظاما، دوليا، مشتركا، وإن شئت فسمه حكومة عالمية.. وتريد، إلى ذلك، نوعا جديدا من التعليم.. هذا ما تريد.. ولا عبرة عندي بهذا الحذر الذي تبديه، عند الحديث عن الحكومة العالمية، بقولك: ((دون أن تنال من سيادة أمة))، فإنه حذر دوافعه يمكن أن تلتمس في هذا الحرص الشديد الذي يطالعك في تمسك كل أمة بسيادتها الداخلية – وإلا فإنك تعلم، كما أعلم، أن الحكومة العالمية لا تقوم إلا على الحد من سيادات الأمم.
    ======================
    على ضوء ما تقدم, عادل عبد العاطي دفعه سوء ظنه ليقوّل محمودا مالم يقله, فوقع في شر أعماله. محمود لم يؤوّل تقرير الأمين العام وعباراته “حمالة الأوجه” وحسب, بل بيّن الخطل الأساسي في ما حسبه عادل عبد العاطي “دليل الإدانة” فأطار إتزانه. عادل قام بربط وهمي بين الحكومة العالمية عند محمود الذي وضح تناقضها, والحكومة العالمية عند البهائيين صنيعة الإستعمار الذين دعَوا إليها (9). وكما لفتنا نظر القارئ, فمقال محمود محمد طه ردا على أمين اليونسكو العام طويل واحتوى أجزاء أخرى نذكر في اقتضاب أنها تُفصُل ما ينقص الهيئات العالمية إن تسنى لها الحياة كحكومة عالمية .. فـهن “بينها وبين الكمال ما بين الحكومات الوطنية الحاضرة وبين الحكومة العالمية ..” (مقال محمود بصحيفة صوت السودان, سبق ذكره). محمود لم يبين فقط الثغرات المفاهيمية في الإصطلاح “الحكومة العالمية”, بل المآزق التشريعية والعدلية والسياسية والعسكرية في تلك الإشارة البعيدة من أمين اليونسكو. ولا تلحق به شبهة ظن عادل “”٧/من مباديء الديانة البهائية (تأسيس محكمة عالمية لفصل الخصومات بين الدول.) – ربما من هذه تم اخذت الطائفة الجمهرية فكرتها عن الحكومة العالمية.” بل هو في الأعم والأشمل يفند لمن يعقل “الحكومة العالمية”, أيا كان مصدرها, البهائية أو أمين اليونسكو!
    الخلاصة:
    عادل عبد العاطي هنا قد يكون ضحية سوء ظنه. ولم أشقُق قلبه لأقول ارتد عليه سهمه “من سوء نيته”, لكن “الجواب ظاهر من عنوانه” في تجربتنا مع عادل في إلقاء الإتهامات جزافا دون وازع أخلاقي للإثبات بمهنية, أو الرجوع لفضيلة الحق بالإعتذار. فهو ليس متحيزا وحسب كما أسلفنا في بداية المقال, بل يبدو كذلك متكبرا ليس من طبعه الرد على من ينتقدون منهجه الخاطئ والمتحامل. وهذه الفاجعة في الديمقراطيين بلا ديمقراطية في عجزهم عن “الحد الأدنى” بتمثيل الآخر كما يصوغ ويقدم فكره, وليس إسقاطهم عليه أو الحجب منه لتحقيق مكسب. الذي يبدو أن لدى البعض فهما انتقائيا وأنانيا للديمقراطية ينادي بها حين تناسبه, فتكون “الحرية لنا خالصة من دون غيرنا”, وهو ما يمثل انفصاما في فهم الممارسة الدمقراطية (10)
    أخيرا:
    (1) هـ. تزييف الجمهوريين للتاريخ؟ أم تسرع عادل عبد العاطي في الحكم (مجددا)؟
    بصدد مزعمة عادل عبد العاطي في مقالته الأولى, سأدع ذلك لحلقة قادمة بإذن الله من سفرنا هذا, وبعنوان: “ديمقراطيون بلا ديمقراطية (1 الجزء الثاني)
    الهوامش
    ————————-
    (1) في صدارة أولى مقالاته تلك يضع عادل العنوان ” الطائفة الجمهورية وتزييف التاريخ السياسي”.
    (2) عادل عبد العاطي, “هل سرقت الطائفة الجمهورية أفكارها من الديانة البهائية ؟!” نشر بسودانايل بتاريخ 14 يوليو 2021
    (3) الكارثة أن عادل في شرح أحد مصادر بحثه يقول, ” المعلومات مختصرة عن البهائية اخذناها من هذا المصدر”؛ ثم يضع مشباكا لصفحة على موقع ويكيبديا. المشكلة أن النقل والإقتباس من عدة مواضع “اختصره” وتصرف فيه عادل بإجمال دون تفصيل الموضع الذي جاء منه النص في كل مرة, كما يستدعي العرف والدقة الأكاديمية. والأنكأ أنه جاء برابط لموقع ويكيبديا – وهو موقع رغم وُثوبِه عاليا في صدارة نتائج محركات البحث, إلا أن هناك إجماعا في قواعد المألوف في الجامعات وأروقة جمهورية أكاديميا أنه مرجع لا يعتد به في الكتابة والبحث. هذه من البديهيات لدرجة أن “العارفين” لا يحتاجون توصية للإمتناع عن ذكر ويكي كمصدر أكاديمي. هذه “عيبة” أكاديمية في حق عادل (إن لم نقل فضيحة حقيقية) تظهر جهله بأبسط “أعراف” الإستدلال البحثي.
    * ولنا الحق في أن نقول, تكهنا بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
    (4) “هل سرقت الطائفة الجمهورية ..”, عبد العاطي (المقالة الثانية) مصدر سابق.
    (5) البهائية كانت في تهافتها نحو إجتماع الأديان و”الوحدة الدينية” (راجع الإقتباس أسفله) مثل إمرأة تستعر شهوة لتبديل عشاقها في مخدع النوم. شوقي أفندي حفيد عبد البهاء (زعيم البهائيين) تباهي بذلك أي تباهٍ قائلا في كتابه المعنون بعنوان غريب, “الله مرّ من هنا”, إقتباس:
    ==============
    ولا يجب أن يُغفل الذكر عن مساهمة الممثلين لتلك الجاليات البهائية الجديدة, سواء بصفة رسمية أو غير ذلك في النشاطات والفعاليات لشتى أنواع المؤتمرات, الجمعيات واللقاءات والتي انعقدت في بلاد مختلفة في أوربا, آسيا وأمريكا لتنمية الوحدة الدينية, السلام, التعليم, التعاون الدولي, المحبة بين الأعراق, والأهداف الإنسانية الأخرى. عن طريق منظمات مثل مؤتمر بعض الأديان الحية في الإمبراطورية البريطانية , المنعقد في لندن في عام 1924, رابطة الأديان العالمية المنعقدة في ذات المدينة في عام 1936, المؤتمر الكوني للإسبرانتو المنعقد كل سنة في كل عواصم مختلفة بأوربا .. (يمضي شوقي أفندي ليعدد منظمات لا حصر لها ولها عدد, سياسية ومثقفاتية ودينية أيضا من ضمنها “المعاهدة الأولى لمؤتمر الأديان بمدينة كالكتا, إضافة سخاروف) .. بمثل أولئك المنظمات وغيرهن تم بذر علاقات بشكل أو آخر والتي ضربت عصفورين بحجر مظهرة كونية وشمولية الدين البهائي ومد الأواصر الباقية بينهن وفسيفساء الهيئات المديرة لنظام ذلك الدين.
    المصدر: شوقي أفندي في مذكراته, التي تُرجمت من الفارسية إلى الإنجليزية, 2006 (1927)
    ============
    نستطيع أن نرى جليا مما سبق فقط أن البهائية مشروع ديني سياسي يقفز خارج الحدود الأممية, على خلاف الحزب الجمهوريين الذي يحدد المصلحة الوطنية حتى فوق “العلاقات الشقيقة” بين الأقطار (على سبيل المثال الموقف الوطني لمحمود محمد طه والجمهوريين من مسألة مياه النيل). مشروع البهائية إذن يميع الحدود بينما ما هو ديني وسياسي في إطار مصالح إستعمارية إستقطابية تحت أقل قاسم مشترك (مثل العولمة تماما). في ارتباط البهائية بالإستعمار بأدلة ومراجع, إنظر مقالنا في الرد على عادل عبد العاطي, ” خطاب الجمهوريين العدائي تجاه المرأة، أم تحيز عادل عبد العاطي ضد الجمهوريين؟ رد (1)”, بموقع سودانايل (وهناك من نشره في مواقع أخرى) بتاريخ 18 يوليو 2021.
    (6) عبد العاطي (المقالة الثانية) مصدر سابق.
    (7) من الصعب جدا الحصول على نص الخطاب (غير متوفر), لكنني استطعت تحديد سنة وشهر تاريخ الخطاب (من وثيقة للأمم المتحدة) الذي قـُدّم في أي من ثلاث مناسبات محددة متعلقة بمؤتمر اليونسكو السابع المشار إليه. وأنتظر تنويرا بهذا الشأن أنشره في نسخة أحدث لهذا المقال.
    (8) إعدادالإنسان الحر, خطاب إلى الدكتور توريز بوديت مدير عام منظمة اليونسكو, الخرطوم, 1953, جريدة صوت السودان. أعيد نشره في “الكتاب الأول من سلسلة رسائل ومقالات محمود محمد طه, موقع الحزب الجمهوري” (الفكرة). طبعا لم يكلف عادل عبد العاطي نفسه أن يذكر أيا من ذلك, فهو مثل “ليمونة في بلد قرفانة”, يصطاد ما يظنه أخطاءً ثم يأتي بما يقتطعه من مظانه بعد أن يسقط هواجسه عليه. عادل غير العادل, أو الرجل الذي ينفخ بالوناته النقدية جاااااااهزة “للطرشقة”.
    (9) هذا متفق عليه. فقد دعا شوقي أفندي حفيد عبد البهاء في مطبوعة عن رسائله عن الأفكار البهائية إلى العالمين إلى حكومة عالمية, أو Commonwealth of Nations بحلول النصف الثاني من الثلاثينات. ورأينا أن البهائية متماهية مع الإستعمار تماهي الشيئ وظله. فلم تمر سوى سنوات معدودة على دعوة حفيد مؤسس البهائية المشار إليها قبل أن تظهر أول منظمة عالمية هي عصبة الأمم أو The League of Nations, التي قدر لها الفشل, وأهم مساهميها الإمبراطورية البريطانية.
    (10) من مفارقات السياسة السودانية, حيث أن شعار “الحرية لنا ولسوانا” للدمقراطيين الأمناء في الممارسة الدمقراطية نادى به محمود محمد طه في جريدة الجمهورية. فتأمل.
    ====
    [email protected]
                  

01-30-2023, 01:17 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل سرقت الطائفة الجمهورية افكارها من الدي (Re: عبدالله عثمان)

    عادل عبد العاطي كتب:
    Quote: انظر لقول د ياسر في نفس المناقشة :
    ( الأستاذ محمود منذ أن تحقق بالأصالة بوسيلة التقليد المجود كان هو صاحب الوقت وصاحب المقام المحمود وقد تم له إنزال المقام من الملكوت وجسَّده على الأرض) .

    ولكنه أيضا نسب نفس الفقرة إلى جمهوري آخر، وذلك في سودانايل في هذا المقال:
    المرايا المكبرة: صورة محمود محمد طه عن نفسه وصورة الجمهوريين عنه (1/3)
    sudanile.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%A8%D8%B1%D8%A9-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B7%D9%87-%D8%B9%D9%86-%D9%86/
    أرجو وضع الكود في محرك البحث ثم اضغط Enter

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-30-2023, 02:44 AM)
    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 01-30-2023, 02:56 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de