|
Re: عمنا محمد عثمان ابو االريش .. كلمنا عن كجرا (Re: Abureesh)
|
إرتعاشاتك بتحكي قصة أحلامك معاي وكل خفقة في قلبي نغمة تحكي ليكي شوقي وهواي إنت في بهجة شبابك وحبي ليك من غير نهاية مافي داعي .. .... يا قباني يخدر ضراعك دا الشعر البخلي شعرة جدك تكلب . عمك الناظر شاعر وعارف مزمار بديع يحكي عنه استاذ صديق المرضي وصديق من طلابو . يحكي انو كجراي يكتب القصيدة في الأول ك صفاره بي خشمو . بعد داك يلمها في الورقة . ودي طريقة فريدة في تفانين الشعر عليك الله شوق المقطع البقول ( ارتعاشاتك بتحكي قصة أحلامك معايا ) شغل مارق ملحن . ربنا يرحمكم يا كجراي ويا وردي بقدر ما ابهجتونا.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: عمنا محمد عثمان ابو االريش .. كلمنا عن كجرا (Re: يحي قباني)
|
Quote: إرتعاشاتك بتحكي قصة أحلامك معاي وكل خفقة في قلبي نغمة تحكي ليكي شوقي وهواي إنت في بهجة شبابك وحبي ليك من غير نهاية مافي داعي .. .... يا قباني يخدر ضراعك دا الشعر البخلي شعرة جدك تكلب . عمك الناظر شاعر وعارف مزمار بديع يحكي عنه استاذ صديق المرضي وصديق من طلابو . يحكي انو كجراي يكتب القصيدة في الأول ك صفاره بي خشمو . بعد داك يلمها في الورقة . ودي طريقة فريدة في تفانين الشعر عليك الله شوق المقطع البقول ( ارتعاشاتك بتحكي قصة أحلامك معايا ) شغل مارق ملحن . ربنا يرحمكم يا كجراي ويا وردي بقدر ما ابهجتونا. |
شكرا ابا عفان على المعلومات و المداخلة الممتعة ..
مافي داعي من الاغنيات التي لا تفارقني و لا امل سماعها على الاطلاق ..
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: عمنا محمد عثمان ابو االريش .. كلمنا عن كجرا (Re: يحي قباني)
|
المحارب صاحب "صمت الرماد" في لغة البجا... كان مثل اسمه(كجراي) قاوم ورفض انقلاب عبود وكل الدكتاتوريات العسكرية انضم الى الثورة الاريترية مناضلا وثوريا وعضوا منذ الستينات بالفكر والقلم وتعليم اطفال اريتريا وبعد نجاحها استقر في اسمرا... كتب: أغلى ما أملك يا قلبي مهراً لعيون الحرية لبلادي في درب الأحرار تدك جدار الفاشية ما عاد كفاحك يا شعبي صفحات نضال منسية فارفع راياتك يا شعبي في المرتفعات الصخرية في حقل الحنطة مخضرا وعلى الأحراش الغابية من ( ساواة ) حيث الأرض هناك قلاع نضال منسية من بركة في وديان القاش وفي الطرقات الرملية
| |

|
|
|
|
|
|
Re: عمنا محمد عثمان ابو االريش .. كلمنا عن كجرا (Re: Ahmed Yassin)
|
وبعد شهور قليلة اتضح ان الثورة مثل كل ثورات افريقيا.. تاكل ابنائها... كتب: واقسم إني سأغسل عن وجهك العار أحرق في ساحة النور كل جذور المحن أطلي فأنك يا غادة الشجر ترنيمة الغاضبين وأنشودة في فم الغائبين ومقبرة للظلام الرهيب على برزخ الذل والانكسار وتوقا يقود الخطى لذرى المجد والانتظار فمدي يديك فهذا السكوت نذير بقرب سقوط الجدار
| |

|
|
|
|
|
|
Re: عمنا محمد عثمان ابو االريش .. كلمنا عن كجرا (Re: بدر الدين الأمير)
|
الثائر كجراي.. شاعر الصمت والفجيعة..!
( نصّبوا الطاغي إماماً.. بايعوا تحت ظلال القصر جيفة)..! * من أي (مَنبتٍ) قطف الإلهام هذه العذوبة المُرّة؟! سؤال كبير يتضاءل في حضرة شاعر أكبر.. وهو مدخل متعدد المفاتيح لسياحة ممتعة (على قسوتها)..! فنحن أمام كون متداخل العَرَصَات؛ مركزه هذا الأسى العريض الذي يمثل عرش القصائد، والتي كان شاعرنا ملكاً متوجاً بذهبها وياقوتها..! * مثل فارس اختار الترجُّل في أشد الميادين ضيماً تسللت روحه، ليحقق شرط الغياب معاني الطمأنينة والانتصار على جحيم الوجود "الخاص ــ العام".. إنه محمد عثمان كجراي " 1928 ــ 8 أغسطس 2003م" شاعر أحرق شبابه بحثاً عن فردوس مفقود، ولمّا هدّت عواصف الترحال كيانه، عاد من منافي الذات والأرض، إلى منفى المعاناة والمرض، ولم يشاء أن يقول: "ها أنا أموت كما تموت الحرية في وطني"..! هذا الفارس حقق لبلاده صوتاً "ثورياً" فريداً في المحفل الثقافي ــ إفريقيا وعربياً ــ صوتاً سنامه "الكرامة الإنسانية" ومحوره لتفتيت أصنام الطغيان.. فهو المناضل ضد القمع والتجويع والجهل.. ثم كان حصادنا من بيدره حروف "واجعة!" رسم من خلالها "البؤس" بواقعية ثاقبة وصادمة، توقظ الضمائر وترعشها.. واقعية تقربنا من وجوه الضحايا في بلده: "ها هم الآن يقيمون صلاة الشكر في ظل الحراسة ثم يضفون على الجالس في العرش أساطير القداسة وتردَّى وطن الأغنية الخضراء في قاع التعاسة وجه من هذا الذي أنهكه الجوع وإفلاس السياسة؟!" * في سنابك الحقب الحجرية التي دارت عليه حتى أصابه دوار الغضب الجبار؛ حمل ديوانه "الليل عبر غابة النيون" مرائي السنوات العجاف للإنسان السوداني، ولم يكن قلب الشاعر سوى خافق بهذا الاعتلال.. كأنه يقرأ انفجارات الحاضر.. فما أشبه اليوم بالأمس بين جلاد وآخر: "نبرر أخطاءنا بالقدر فلا وطن نحن نحميه لا أمة تتجمع حين تهب رياح الخطر نتحدث عن أمة هي من خير ما أنجبته عصور البشر ويعجبنا صوت هذا الوتر وزاد مسيرتنا من لهاث الهجير يطاردنا الموت تحت ظلال الكدر". * وحين نجترُّ مقطوعته الجهيرة "اللائعة!" وهو ينتحب مفجوعاً في البلاد، ندرك كم هو معذب هذا المحارب: "وطن النسيان لا يثمر غير الحنظل الأصفر حقداً ومرارة يعرف الربح عقوداً ونقوداً ويرى في مقطع الشعر الخسارة حينما يمتد في ظلِ المصابيح المضيئة ظلُ سدٍ من تراب أو حجارة؛ آه.. لا يبقى سوى أن ينزف الشعر دماً مرثية للفكر في عصر الحضارة فامضِ يا قلبي.. فما نبضك إلاّ مقطعاً للحزن خانته العبارة". * قصائد كجراي في معظمها حملت تشابهاً وأعماقاً لا قرار في ظلمتها وعتمتِها... هل هي ظلمة المدائن الجديدة الكاشفة بالنيون ومدلهمة بخطو الطغاة؛ أم هي ظلمة النفس التي تفتحت عيون أغنياتها على غروب وغربة؟ "وحدي مع الليل الذي يقطر الأحزان في مشاتل الخيال يكفي عزاءً أننا نصارع الظلام في انتشاره الرهيب نقول للناس ارفعوا رؤوسكم لأننا نعرف أن قدرنا يشرق من ذؤابة المغيب" * يستحضر المقطع من عذابات أهل السودان وحشة الليالي التي تنقلب فيها الآمال رأساً على عقب وتتحطم، ففي الظلام تُكتب "مقاديرهم" وما تزال.. أما عزاءات الشعراء فهي على بعثها للسلوى؛ لا تعدو سوى قطرات شافة لما هو أكبر من الحزن.. إنه ذلك الحريق الشامل لجثة وطن يتعدى المأساة إلى "مجاهيل السراب" الأخرى؛ وفي الإمكان أسوأ مما كان: "ركبنا خيول السراب نثرثر باللغة السائدة نبيع على واجهات الرصيف بضاعة أسلافنا الكاسدة كفرت بجيل ينمي الجذور؛ مع العار يأكل في مائدة..!". * رغم اعتزاز كجراي "بالأصول" إلاّ أنه هكذا كثير الطواف في أصقاع التاريخ المحنط؛ حين يرى أن الصحارى لا تغادر رمل الثرثرة؛ يدفعها إلى ذلك وهم عريض ــ متأبلِس ــ ينتمي إلى جذور الخلافة والتخلف: (نبيع على الرصيف بضاعة أسلافنا الكاسدة..!) بيد أن حكمة الشاعر لخصها في هذا العوز: (ومن أعوزته خيوط الكرامة يسقط من محنة واحدة..!).. فالكرامة هي فطرتنا في الأصل؛ تحتاج منا شحذ الأسئلة في معرفة من نحن؟ خصوصاً وأننا أمة درجت على السقوط مراراً، حتى شارفت المحنة أن تكون "ركيزة!".. ومع كل هيول الجغرافيا الثاكلة، فللشاعر شرفة ضوء، لكن يستحضر الفجيعة ــ أيضاً ــ محكوماً بالمكان وجلاديه: "أنني الآن؛ أدرك أن النهار لغة الضوء ينضح بالشوق وبالانبهار ولهذا أمقت اليوم ظل الجدار هو ظل الفجيعة والعدم المتسمِّر في قاعة الانتظار". * في مقاطع كجراي إحساس ملول بالأشياء، فربما ذلك لتشرُّبه من تفاصيل الحريق المزمن في بيئة الشرق السوداني؛ وغيرها من بَلاقِعِ البلاد "المسوسة!"؛ ما جعل سطوة الاغتراب في "غضبة الذات" أكثر إلحاحاً في الحضور داخل غرف الفجيعة "النصية"..! بل ليس الشرق وحده، إنما يحضرنا تشابه الصمت والظلام على أمداء "الخاص والعام ــ الداخلي والخارجي": "أعرف صحرائي التي يعبث في رمالها الظلام ويفرخ الصمت، فلا يورق في شحوبها الكلام أشهد في حديقتي تفرّق اليمام أوغل في طريقه.. فالظلام عنكبوت مدّ خيوط الغدر في مخابئ الأغصان في مداخل البيوت يا شهداء الغدر عبر وطن؛ لحظة المخاض في عشية انتصاره يموت". * كجراي من أهم الأصوات التي تعشق الحرية وتقدسها؛ وبالعودة إلى الـ(كم) في أعماله، نلحظ أنه دار كثيراً في الأسر بمفردات خشناء موحية للقلب: "الصمت، الظلام، الضياع، الكآبة، الانتظار، الهزيمة، العار" وجلّها نقائض للحرية، بالإضافة إلى غيرها من تعبيرات الحياة "الكلحة" التي لم تخلو من بعض الندى والورود في مفازات الشاعر "المحارب" وفيافيه؛ حيث يبرز الأسيان والمأساة مهما طرّزت الآمال بأندائها "أوراق النص".. فدائماً ثمة ذبول موحٍ بالشجن الصامت والفقد..! "أنا من أمة سكرى بخمر الصبر آه.. يا لخمر الصبر تخرس صوت آهاتي يمر العام تلو العام لا الآمال تصدق؛ لا ركام الهم يسقط من حساباتي ويخجلني امتداد الصمت؛ لون الصمت في جدب المسافاتِ". ....... رفعت على ركام الغيب فوق مدارج المجهول راياتي فيا وطن الضياع المر، يا نصلاً يمزقني ويكثر من جراحاتي".
| |

|
|
|
|
|
|
Re: عمنا محمد عثمان ابو االريش .. كلمنا عن كجرا (Re: مصطفى نور)
|
محمد عثمان كجراي معلومات شخصية اسم الولادة محمد عثمان محمد صالح الميلاد 1928 القضارف، السودان الوفاة 2003 كسلا، السودان الجنسية السودان سوداني الحياة العملية الاسم الأدبي كجراي المواضيع الرومانسية / ميثولوجيا الحركة الأدبية الشعر الحديث الحر المهنة شاعر أعمال بارزة الصمت والرماد، الليل عبر غابة النيون، في مرايا الحقول، إرم ذات العماد P literature.svg بوابة الأدب تعديل مصدري - تعديل طالع توثيق القالب محمد عثمان كجراي شاعر سوداني يعد واحد من أبرز وأكثر الشعراء السودانيين المحدثين شهرة. إسمه ولقبه إسمه بالكامل هو محمد عثمان محمد صالح كجراي. وكَجَرَاي (بالفتحة على الكاف والجيم والراء) هو لقبه وهو لفظ بلغة قبيلة السبدرات البجاوية بشرق السودان التي ينتمي إليها الشاعر ويعني المحارب. ميلاده ونشأته ولد كجراي بمدينة القضارف بولاية القضارف الحالية شرق السودان في عام 1928 م، ونشأ نشأة دينية سردها في مقدمة ديوانه حيث قال: «نشأت في بيئة دينية صرف. وكان والدي رحمه الله (...) يأمرنا ونحن أخوة أربعة بأن نصحو في الرابعة لصلاة الصبح جماعة، ثم نوقد المصابيح ونخرج ألواحنا ونقرأ أجزاء من القرآن الكريم (...) ثم نعرض القراءة غيباً على والدنا». تعليمه وحياته العملية بدأ تعليمه في المدارس القرآنية المعروفة في السودان بالخلوة حيث حفظ القرآن وهو في سن الرابعة عشرة. وبعد أن اكمل تعليمه النظامي الأولي بمدرسة القضارف الأولية أرسله والده إلى مدينة أم درمان للدراسة في المعهد الديني، وأمضى فيه خمس سنوات. قطع دراسته لأسباب عائلية واشتغل بالتجارة ليعول على والدته وأخوته ففتح متجرا صغيرا في قرية تسمى مهلة بمنطقة القضارف والتي صبّت السلطات الإنجليزية جام غضبها عليها في عام 1947 إبّان الحكم الثنائي في السودان حينما أصدر حاكم القضارف المفتش البريطاني مستر لي قراراً بإحراقها بحجة أن سكانها كانوا يهربون الاسلحة عبر الحدود الحبشية مع السودان التي كانت تشكل خطرا على الوجود البريطاني في المنطقة ويمارسون الصيد غير المشروع، فاحترق المتجر مع بقية منازل ومحال القرية، وإضطر كجراي إلى العودة إلى مدينة القضارف للإقامة فيها وتقدم بطلب إلى مفتش التعليم فيها ليعمل في وظيفة مساعد مدرس. تم قبول طلبه وأرسل إلى معهد بخت الرضا للتأهل وتخرج فيه ليعمل معلمًا بمصلحة المعارف السودانية آنذاك ويتنقل بين المدارس الوسطى والثانوية المختلفة في السودان كما تلقى دراسات تأهيل المعلمين بمعهد التربية بشندي، ثم عين موجهًا فنيًا بوزارة التربية والتعليم. وفي سبتمبر / تشرين الأول 1989 م، ذهب كجراي إلي منفاه الاختياري في مدينة أسمرا، الإريترية لأسباب سياسية ليعود منها إلى السودان في يونيو / حزيران من عام 1989 م وفي عام 2012 تكفلت دولة قطر بطباعة «ديوانه في مرايا الحقول»، ضمن مجموعة دوواين لشعراء سودانيين آخرين بارزين. كان عضو اتحاد الأدباء، وعضو رابطة أدباء كسلا. وتقلد منصب السكرتير العام لجماعة أولوس الأدبية وهو أحد مؤسسيها أعماله الأدبية بدأ اهتمامه بالأدب منذ سن مبكرة ونشر مقالاته تحت اسم مستعار هو كجراي والذي أصبح فيما بعد لقبه الرسمي وأول ما نُشر له من أعماله بهذا الاسم كان في العام 1948 م بجريدة «السودان الجديد». وأول قصيدة نشرت له على مستوى الوطن العربي كانت بمجلة «الرائد» الكويتية بعنوان: السأم والأحلام الميتة، في عام 1957 م. وتوالت بعد ذلك أعماله الأدبية المنشورة في الصحف والمجلات ومنها قصيدة «العودة إلى الجحيم» التي نشرتها له مجلة «صوت المرأة» السودانية في أكتوبر / تشرين الثاني 1964. دوواينه صدرت له أربعة دوواين منشورة وهي: الصمت والرماد الليل عبرغابة النيون في مرايا الحقول إرم ذات العماد وله أيضا اعمالا ادبية أخرى منها:
أنفاس البنفسج ترجمة رباعيات الخيام خماسيات أبو شول (قصص للأطفال) وتصنّف ضمن أدب الأطفال اسلوب شعره يعد كجراي من رواد الشعر الحديث الحر علي مستوي الوطن العربي ضمن مجموعة الشعراء السودانيين المحدثين امثال محي الدين فارس وجيلي عبدالرحمن ومحمد المهدي المجذوب وصلاح احمد إبراهيم وعلي المك، قال عنها الفيتوري بأنها وضعت أسس حركة الشعر العربي الحديث في السودان. كما ينتمي الشاعر محمد عثمان كجراي إلى شعراء الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين الذين اهتموا بالتجديد في البنية الإيقاعية للقصيدة العربية، وفي شكلها وموضوعها الشعري، ويبدو في شعره التأثر ببدر شاكر السياب، وعبدالوهاب البياتي، ومن جاراهم من شعراء مصر والشام والعراق. يقول كجراي: يا نجمتي مات الشروق وكنت ألهث بين أودية العدمْ
لم أدرِ كم قد مرَّ عام
قد كنت في الكهف القديم مع السرّاب مع الظلامْ
«قطْميرُ» كان بجانبي لم أدر كم قد مرَّ عامْ
وحشٌ خرافيٌّ يصب الموت بين مفاصلي
يعوي إذا غنيت لحن شواطئي وقوافلي ويعتمد كجراي في كتابة قصائده الشكل التفعيلي والسطر الشعري، ويميل فيه إلى الرمزية، وحجب الدلالة، والتعويل على الأساطير والأحاجي القديمة، حيث يقوم بإعادة تشكيلها أو باستعارة رموزها في بعض الأحيان، وأحياناً أخرى يقوم بتوظيفها في سياق جديد. كما يتسم شعره بالسردية الحكائية. ويبدو تأثره بالميثولوجيا الإغريقية تماماً كصلاح أحمد إبراهيم واضحاً في بعض قصائده فهو يقول:
ها آنذا أنوء بصخرتي الصماء
يا سيزيف أهدر في دروب الليل طاقاتي
فيا وطن الضياع المرّ يا نصلاً
يمزقني ويكثر من جراحاتي
كتب كجراي أيضاً بالعامية السودانية بأسلوب واضح المعنى والبيّان ومن ابرز ما كتب في هذا المضمار قصيدة «بسمة الأنوار»، ويقول مطلعها:
قالوا الزمن دوّار يا بسمة النوّار
ياريت تعود أيامنا ونكمّل المشوار
ياقلبي يا سواح
قول لي متين نرتاح
دمع الحنين خلاّنا ما نعرف الأفراح
رأي النقاد قال عنه عبد الله حامد الأمين في ندوة أدبية ضمت الشاعر اليمني عبد الله حمران، والوليد إبراهيم، ومهدي محمد سعيد وعدد آخر من الشعراء والأدباء والنّقاد العرب: «هذا شعر كجراي.. اتحدى من يجد فيه بيتاً غير موزون.. أو كلمة غير عربية». وقال فيه الشوش «كجراي شاعر رصين ارتبط شعره بقضية التحرر الوطني، وبالعروبة، والمبادئ والقيم النبيلة». وقال عنه الشاعر صلاح احمد إبراهيم: «من احتذى حذو كجراي، جاء شعره مبرأ من كل عيوب وسقطات الشعرالحديث». وأشار اليه الأديب عبد الهادي الصديق باعتباره صوتاً هاماً من اصوات الشعر السوداني الحديث. وقالت عنه دار النسق التي تولت طباعة ديوانه الأول، وعنوانه الليل عبر غابة النيون: «إننا نستمد حماسنا من النصوص المدهشة التي أمامنا، ومن أصدقائنا الكتّاب الذين يشدون من أزرنا ويتوقعون منا الإنجاز، والشاعر محمد عثمان كجراي في هذه الباقة (الشعرية) نموذج رفيع لحوافزنا الروحية». وفاته توفي كجراي في 8 أغسطس / آب 2003 م في مدينة كسلا بشرق السودان. نماذج من أعماله الشعرية الليل عبر غابة النيون لا تجرحي الصمتَ فإن الليلَ فوق سقفكمُ عيونْ
تنفذ كالشعاع حين يرتمون
على المدى البعيد عبرَ غابة النيونْ
أجهدت روحي حينما حاولت أن أكتب ما أقولْ
لكنني أعرف أن الصمت لا يجدي
وأن موجة الحزن التي تعصف بالقلوب لن تطولْ
أعرف أن بيننا عوالـمًا على المدى السحيقْ
ألهث في امتدادها،
وأمسح الجبين من غزارة العرقْ
وحدي قطعت رحلة الأسَى على أجنحة الأرقْ
مشاعري كما عهدت مثلما أغنية
تخضر في مساحة الورقْ
همستُ كلمتينْ
ربيعنا أورق في الحقول مرتينْ
والشوق قد أنبت في الجدار زهرتينْ
تشدني إليك يا صديقي رهافة النغمْ
وذلك المرهقُ في جوانحي
تعصره أصابع الألمْ
وأنتِ في مداركِ البعيدْ
لا تجهلين أنني
أمشي على مزرعة الشّوك نهارًا نازفَ الوريدْ
وهأنا وحدي مع الظلامْ
وحدي مع الليل الذي
يقطر الأحزان في مشاتل الخيالْ
يكفي عزاء أننا نصارع الظلام في انتشاره الرهيبْ
نقول للناس ارفعوا رؤوسكم
لأننا نعرف أنَّ غدنا
يشرق من ذؤابة المغيبْ
فَلنُشْعِلِ الأحرف يا صديقتي
يكفي بأنا نفضح الظلمة من أعماقها ونصنع الحياةْ
أغنية العودة (مهداة إلى عبد الوهاب البياتي)
سأعود يا وطنَ النجومِ، غدًا سأخترق الجدارْ
يافا أعود إليكِ في وضح النهارْ
ظمئي إليك، فراشة للعطر يدفعها الحنينْ
فتظل تلهثُ
في دروب الشمس تبحثُ
عن شفاه الياسمينْ
فوق الروابي الخضر في وطني الحزينْ
سأعود مرفوعَ الجبينْ
ومعي الرفاقْ
أبناء شعبي الثائرونْ
في عمق أعماقي تضجُّ الذكرياتْ
سرب الصبايا، والعيون الحالماتْ
وصَدَى عبير الأغنياتْ
شعبي الذي بالأمس ماتْ
لا، لم يمتْ
يافا أعود مع العصافير الطليقة
| |

|
|
|
|
|
|
|