ضعف القيادة وكلفة السيادة كتبه د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-24-2025, 07:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-24-2025, 12:08 PM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 407

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضعف القيادة وكلفة السيادة كتبه د. ياسر محجوب الحسين

    12:08 PM December, 24 2025

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة




    عند منعطفات الصراع الوجودي التي قد تعصف بالدول، لا تقاس الأوطان فقط بقدراتها العسكرية أو مواردها الاقتصادية، بل بقدرتها على تمثيل نفسها سياسيا، لا سيما في المحافل الدولية حيث تصاغ السرديات، وتبنى الشرعيات، وتحسم معارك كثيرة قبل أن تحسم على الأرض. من هنا، يصبح ضعف شخصية المسؤول السياسي الدستوري خطرا يتجاوز الفرد ليطال الدولة ومصالحها العليا.

    في حالة السودان، الذي يواجه حربا مدمرة منذ أكثر من عامين، يبرز هذا الضعف كعامل يعمق الجراح الوطنية ويضعف الموقف الدولي. فغياب خطاب صريح يعبر عن سردية الدولة في حربها ضد مليشيا الدعم السريع يفتح الباب أمام التملص، بل ويضعف الموقف القانوني السوداني أمام المجتمع الدولي.

    في هذا السياق، تبرز شخصية الفريق ياسر العطا بوصفه نموذجا لرجل دولة يتحدث بخطاب سياسي مباشر، يستند بوضوح وحزم إلى سردية الدولة. لغته خالية من الالتفاف، يطرح المواقف دون أقنعة، ما يمنح رسائله قوة وتأثيرا. يظهر ثباتا في المبدأ، وقدرة على مخاطبة الداخل والخارج، مع تأكيده المستمر على السيادة، والانضباط المؤسسي، ووحدة القرار، وربط الخطاب بالفعل، واحترام تضحيات الشعب والجيش.

    في المقابل، فإن ما صدر عن الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء السوداني، في خطابه أمام مجلس الأمن الدولي الاثنين الماضي، وكذلك في تصريحاته المتحفظة للإعلام الأمريكي، لا يمكن اختزاله في "خطأ تقدير" أو "زلة دبلوماسية". بل يعكس نمط تفكير أقرب إلى عقلية الموظف الدولي منه إلى رجل دولة يقود كيانا يتعرض لغزو وتفكك. هذه الذهنية، مهما حسنت النوايا، تفرغ الخطاب السياسي من مضمونه السيادي، وتحول الحرب إلى "نزاع"، والعدوان إلى "إشكال قابل للإدارة".

    في المحافل الدولية، اللغة ليست محايدة، والتسمية ليست تفصيلا. فمن لا يسمي المعتدي، يضعف ملفه القانوني، ويفتح الباب لروايات مضادة تساوي بين الدولة والمليشيا، وبين الشرعية والتمرد. هنا لا يتجلى الضعف في التردد فقط، بل في العجز عن فرض سردية وطنية واضحة، وهو عجز ينعكس مباشرة على مصالح الدولة، من الدعم السياسي إلى المواقف القانونية والتحالفات الإقليمية.

    في خطابه أمام مجلس الأمن، ركز إدريس على مبادرة سلام تشمل وقف إطلاق النار، وانسحاب المليشيا، ونزع سلاحها، مع تدابير لبناء الثقة مثل مراجعة البلاغات القانونية وتوفيق أوضاع العائدين. غير أن الخطاب افتقر إلى تأكيد صريح على وحدة السودان وسيادته، ولم يضع النقاط على حروف الدعم الخارجي، ما جعل المبادرة تبدو أقرب إلى تسوية تفاوضية منها إلى دفاع واضح عن السيادة الوطنية.

    الأخطر أن هذا الضعف لا يبقى محصورا في الخطاب، بل ينتج فرقا سياسية وفنية تشبهه: تكنوقراط بلا حس سيادي، قانونيون منفصلون عن ميزان القوة، وساسة يراهنون على "القبول الدولي" بدل حماية المصلحة الوطنية. وهكذا تتحول القيادة من إدارة صراع إلى إدارة تسوية، ومن الدفاع عن الدولة إلى تهيئة ما بعد الهزيمة قبل وقوعها.

    وقد وجه مراقبون سودانيون انتقادات واضحة لخطاب إدريس، واصفين إياه بأنه "هادئ النبرة" لكنه يفتقر إلى التأكيد الصريح على مرجعيات ضرورية، مثل بيانات مجلس الأمن والدفاع السوداني، وغياب ذكر الدعم الخارجي، ما يعكس ترددا يضعف الأثر المعنوي للسودان داخل المجلس.

    وهنا يبرز سؤال جوهري لا يمكن تجاهله: هل هذا الشحوب في أداء الدكتور كامل إدريس ناتج عن إشكالات متجذرة في شخصيته السياسية وخلفيته كموظف دولي سابق؟ أم هو انعكاس لقيود يفرضها رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان؟ أم نتيجة مباشرة للوهن العميق الذي أصاب الدولة ومؤسساتها بفعل الحرب؟ أم أن الحقيقة تكمن في تداخل كل هذه العوامل بدرجات متفاوتة؟

    تشير تقارير إعلامية إلى أن ضغوطا دولية، من بينها المبادرة السعودية–الأمريكية–المصرية، قد دفعت نحو لغة أكثر ليونة، لكن ذلك لا يبرر التفريط في التأكيد على السيادة. فالسؤال هنا ليس ترفا فلسفيا، بل مسألة مصيرية: إن كان الخلل شخصيا، فالمشكلة في الاختيار؛ وإن كان مؤسسيا، فالمأزق أعمق ويتطلب إصلاحا جذريا؛ وإن كان نتيجة تقييد سياسي من القيادة العليا، فإن ناقوس الخطر يقرع للبرهان نفسه بوصفه المسؤول الأول عن إدارة الدولة زمن الحرب.

    في جميع الأحوال، تبقى المحصلة واحدة: الخاسر الأكبر هو الشعب السوداني، الذي يدفع ثمن ضعف التمثيل، وتردد القرار، وغياب السردية السيادية. فالدول لا تسقط بقوة السلاح وحده، بل حين تدار بعقلية لا تؤمن بأن السيادة تنتزع ولا تستجدى.

    لذلك، فإن المطلوب عاجلا هو تبني خطاب سياسي واضح ومعد بعناية، يجسد سردية الدولة حول الحرب وتقاطعاتها مع التدخلات الخارجية، ويكون ملزما لكل مسؤوليها بلا مجال لاجتهاد خارج إطاره. إن الالتزام بهذا الخطاب يعزز وحدة الموقف، ويحد من التردد، ويمنح السودان صوتا واحدا متماسكا في الداخل والخارج، قبل فوات الأوان.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de