(١) + لا أعلم جذور ظاهرة المبدعين المشتغلين في ذات الوقت بالطب و بالتطبيب!، فهي ظاهرة للعيان في خارطة هذه المهنة المتفردة لقطاع يقولون عنه " الدكاترة ولادة الهنا"!، + وأن قمنا بتعداد بعض هؤلاء فسنذكر منهم الشاعر د. محمد سعد دياب اختصاصي الطب النفسي، كما اظن، ونديده الشاعر د. الزين.عباس عمارة اختصاصي الطب النفسي ايضا، وكذا الشاعر الطبيب عمر محمود خالد، ثم الشاعر د. المعز عمر بخيت، اختصاصي المخ والأعصاب، والفنان حسن عطية كممرض فحيص، وكذا الشاعر د. احمد فرح شادول اختصاصي الباطنية والأطفال، الشاعر د. محمد بادي ، الكاريكاتيرست طبيبة الأسنان نجوى يحيي, الشاعر د. محمد عبد الله إختصاصي العيون كملحن, الموسيقار و الجيتاريست د. علي نور الجليل جراح القلب والعضو الشهير في فرقة الفنان شرحبيل احمد، د. مازن محمد الباقر خلف الله، موسيقار واستاذ آلة العود ببيت العود. د. منال بد الدين، مطربة وعضو فرقة عقد الجلاد، صيدلانية، الراحل د. زروق، طبيب، ومطرب، سماهر أبو عركي البخيت اختصاصية علاج طبيعي، موسيقية، الموسيقار د. الفاتح الحويرص اختصاصي جراحة الكلى، التشكيلي د. كمال هاشم اختصاصي طب العيون، إلى جانب اخرين. + وعلى المستوى الشخصي لدي عدد من الأصدقاء المباشرين، المحسوبين لهذا القطاع، منهم المطرب وطبيب الأسنان ياسر مبيوع، ومنهم القاص والصيدلي د. مصطفى مدثر، ومنهم الشاعر والروائي الطبيب النفساني عبد الباسط ميرغني، ومنهم الشاعر الراحل د. من الله الطاهر من الله ومنهم الكاتبة الصحفية الطبيبة النفسانية د. ناهد محمد الحسن. الشاعر الجنوب سوداني د. قرنق توماس، د. نضال الحاج كشاعرة, الكاتب الصحفي د. زهير السراج كبيطري، الكاتب بروف ابشر حسبن اختصاصي المخ والأعصاب، الكاتب والاديب السوداني اليمني د. نزار غانم.، الشاعر الراحل محمد طه القدال ( طالب طب، لم يكمل). التشكيلي د. ابراهيم كوجان، جراح قلب. د. استيلا قايتانو ، روائية وكاتبة وصيدلانية. (٢) وبعد.. وهائنذا أضيف إلى قائمة أصدقائي المبدعين المباشرين من اهل الطب والتطبيب , الصديقة د. توتا صلاح مبارك، اختصاصية جراحة العظام بمستشفيات أسكتلندا ببريطانيا، وما مقالها المرفق هنا سوى أقوى دليل يشير إلى ما نقول. مع تحياتي لك يا دكتورة. وهكذا الدكاترة .. ولادة الهنا .. والابداع!. ـــــــــــــــــــــــــــ ما بين "بارا" و " بارا " الاخري بقلم: د. توتا مبارك الزمان يُسَجِل انها سنيٌ الشتات الاولي…… حين إحْتَشَد الوجدان بشوقٍ غامر لأرض الميلاد، و الحب و المواجع فأنِفَ أنْ يتآلف مع "ارض غريبة" مَدَت ذراعيها لتحتضن !!!!! فلم تنبت معها للود بذرةُُ !!! الشتاءً كان قارساً يكاد يجمد اطرافي….. و لكنه ينهزم و يذوب حين يلامس فؤاداً سكنته شمسُُ حارقة و ذكريات حَرٌي ، ملتهبة لوالدين عاشقين تركتهما قسراً هنالك ، في وطنٍ مغبونٍ لفظتنا احزانه و جراحاته !!!! الرياح بصريرها كانت مثل ثكلي لاتتوقف عن النحيب و العويل !!!!! اما السماء فكانت تنزف دمعاً سخياً ثم زخاتٍ لا تصمد طويلا فتتجمد قبل ان تحتضن الارض !!! الارضُ ذاتها لم تنأى عن تلك اللوحة القاتمة فقد ألْقَتْ بظلالها و سكبت تشكيلها لتتغطى بحبيبات جليد صغيرة ، لامعة صمد في وجهها لون الشارع " المسفلت " لتبدو كجزيئات بلور سوداء….. او " الثلج الأسْوَد" Black ice كما هُم يسمونه !! الثلج الاسود؟؟؟ اين هو من رمال شابهت الذهب !!! بل سال منها الذهب !!!! تباً لي !!! لا أقوي الا أن أُقارن بأرضٍٍ يسحقني عِشْقُها و يسكنني ، حين لا اسكنها !!! واصلت مسيري في مدينة " منتروز " و هي مدينه صغيرة تقع في الساحل الشرقي لاسكونلندا ، و تبعد حوالي تمانية و عشرين ميلاً جنوب مدينة ابردين , و سبعة و ثلاثين ميلاً شمال مدينة ادنبرة ، كانت"منتروز" احدي المدن التي أذهب اليها في العيادات الممتدة ل"تخصص جراحة العظام" من المستشفي الأُم الذي أعمل به. دَلَفْتُ الي داخل المكتب و إحدي يَدَيٌ تحتضن و بقوة "كوب قهوة" ساخن أستمد منه بعض دفء!! قذفتُ بجوفي بعض "رشفات" قبل أن تطل احدي النساء التي كانت ضمن قائمة الاشخاص الذين يجب ان أُعاود !!!!! كانت متوسطة العمر او لربما تجاوزت اواسط العمر بقليل ، اسَرَتْ ناظري بملامحَ اكتست هدوءاً و طيبة . بدأنا نتجاذب الحديث و انا اسجل "تاريخها المرضي"!!!! حين تحدثتْ لَحَظْتُ "ذات الغلاف" من التهذيب و تَخَيُر المفردات الذي "يميزهم"….. لفتَ انتباهي ان بلغتها الانجليزية بعض " لَكْنة" تميل بها قليلا الي كفة الذين لا يتحدثون بها كلغة أُم !!!!! فكرتُ انها تتحدث بطريقةٍ تماثل الايطاليين عندما يتحدثون الانجليزية !! لم اتمالك نفسي طويلاً و لم استطع كبح فضولي ، فسألتها الي اي بلد تنتمي؟؟؟ كانت اجابتها " انني من بارا " !!!!!!!!! هتفتُ مذهولة بصوتٍ أقرب الي الصياح : "بارا" ؟؟؟؟ كان اسم "بارا" يَسْكُن مساحة بقلبي دوما تتوهج حباً و ذكري و احتفاء !!!! حدثني "والدي" كثيراً عن "بارا" و عيناه تلتمعان و تغالبان إنسرابَ دمع وشيك !!!!! نبرات صوته كان يشوبها تهدج و تكسر!!! إنها تلك البقعة التي احتضنت والدته لفترة حتي غيبها الموت و هي بعد شابة تضع مولوداً و ورِيَ جثمانها في ثري " بارا" !!! عاش "ابي" فيها فترة من صباه الباكر حيث كان يعمل والده !!!! ذات مساء حزين و هو ابن الثالثة عشر ربيعاً في داخلية المدرسة الوسطي يأتيه زائرُُ من اهله و كانت "تحيته “: الفاتحة ، البركة فيك ، والدتك اتوفت " ، هكذا تتوأمت و تمازَجَتْ " بارا " عندي مع نقطةٍ بين الحضور و الغياب!!! سيرتها تُفَحِر في وجداني ينابيع حبٍ و شوق لأرضٍ لم تكتحل اهدابي برؤيتها !!!! لعله " عبق المكان " يهز مراقد الذكري !!!!! اقتلعت نفسي بعنف من زخم ذكرياتي الذي كاد ينسيني المرأة التي تجلس امامي و قد كستها دهشة لم يكن سهل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة