نحني الجباه إجلالًا لأرواح أبطالنا الأبرار، أولئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فبذلوا أغلى ما يملكون دفاعًا عن تراب هذا الوطن، حتى صاروا شموسًا خالدة في ذاكرة الأمة. بدمائهم الزكية سطَّروا أسمى معاني التضحية، ليرتقوا إلى مرتبة الخالدين عند الرحمن، فلم يفقدوا حياةً بل انتقلوا إلى حياةٍ أبديةٍ ملؤها النعيم.
في ذكراهم، نجدِّد العهد: أن نمضي على ذات الدرب الذي شُقَّ بإيمانهم، متمسكين بالمبادئ التي أضاءت طريقهم. فسيرتهم تُلهمنا، وكلماتهم تُضيء عتمات مسيرتنا.
لقد جسَّد هؤلاء الأبطال بقولهم وفعلهم قيمًا عليا، أصبحت منارًا لكلِّ من يريد للسودان أن يعود موحدًا، آمنًا، عزيزًا:الشهيد الدكتور خليل، زعيم المهمشين، وضع لنا قيمًا ومبادئ وأخلاقًا أضاءت لنا عتمات الطريق. ستظل هذه القيم النبيلة خالدة حتى تتحقق.
· المواطن أولاً: "السلام الحقيقي يبدأ عندما تصبح حياة المواطن أولوية لا ملفًا مؤجلاً." · العدالة والمساواة: تحقيق العدالة للأقاليم المهمشة، وضمان الحقوق الأساسية لأهلها، حيث "مطالب دارفور متواضعة لكنها أساسية: إزالة اختلال ميزان السلطة والثروة والمشاركة العادلة". الفيدرالية أساسًا للسودان، مع بناء عقد تأسيسي جديد عبر مؤتمر شعوب وأقاليم السودان، للاتفاق على مسائل الحكم والدستور، والإجابة على سؤال "كيف يُحكم السودان؟" لا "مَنْ يحكم السودان؟".
بناء دولة القانون والمساواة في الحقوق والواجبات، بحيث تكون المشاركة على أساس الثقل السكاني. وإصلاح المنظومة الأمنية والثقافية والاقتصادية، وجعل الإنسان محور التخطيط، للوصول إلى دولة مدنية خدمية.
الحفاظ على وحدة السودان أرضاً وتاريخاً، وإنشاء علاقات خارجية تعود بالنفع على شعب السودان، مع الاعتماد على الحوار البنَّاء. · التضحية من أجل القضية: "التضحية بالروح في سبيل الحق تعزز القضية وتلهم الأجيال." · وحدة النسيج الوطني: "السودانوية وحدها تستطيع أن توحدنا... التنوع مصدر ثرائنا." · الوفاء حتى النهاية: التمسك بالعهد والوعد للشعب، وعدم التخلي عنه مهما كلف الأمر، كما فعل من "قطع عهدًا بألا يترك مدينته إلا شهيدًا".
من الشهيد الدكتور خليل إبراهيم، إلى الشهيد جمالي حسن جلال الدين، والدكتور جون قرنق، والفريق عبود آدم خاطر، والفريق حامد جزم، والشهيد محمد عبد السلام "طرادة"، والشهيد عبد الله أبكر... والقائمة تطول بأصوات خالدة تلهب الحماس في النفوس.
لذلك، ليست ذكراهم مجرد لحظات عابرة نمر عليها، بل هي محطة روحية إلزامية لنراجع أنفسنا: ماذا قدَّمنا؟ وهل أوفينا بعهدنا وميثاقنا معهم؟ هي دعوة صادقة لوقفة تأمل، ومراجعة ذاتية، لنجعل من قيمهم واقعًا يمشي على الأرض.
إنهم مضوا إلى دار الخلود، وتركوا لنا حمل الأمانة ثقيلاً. وقد أبحرت سفنٌ نحو مراسي جديدة... فهل أوفينا لهم حقهم كاملًا؟ هل شددنا أيدي ذويهم وأسرهم في لحظات الصعبة؟ علينا أن نكون عند العهد، وأن نكمل المسير حتى تبلغ الأمة مقاصدها، فتكون تلك الدماء الزكية التي ارتوت بها أرض السودان، نبتة أملٍ لا تموت.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة