التصريحات المصرية التي فيها تهديد للشعب السوداني، بالتدخل العسكري لصالح عملائهم في السودان لا قيمة لها، لأنها مجرد ذر للرماد في العيون، الغرض من ورائها هو رسم صورة زائفة تُصور مصر وكأنها حمل وديع، وليست ثعلبا مكارا. لذلك نقول لرموز النظام المصري: العبوا غيرها. نحن في السودان فاهمون تماماً حجم تورط النظام المصري في هذه الحرب اللعينة. ماذا تبقّى في جعبة نظام عبد الفتاح السيسي من مؤامرات ودسائس وأحقاد ضد السودان؟ لقد استغل نظام السيسي المأجور مجرمَ الحرب البرهان العميل، ومن خلفه الكيزان الذين ثار عليهم الشعب السوداني في ثورة ديسمبر المجيدة التي قدّمت الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين من أجل الحرية والعزة والكرامة، وأجهض مسار التحول المدني الديمقراطي بإنقلاب 25/10/2021، ثم أشعل الحرب في وجه قوات الدعم السريع في 15/04/2023 بهدف إبعادها من المشهدين السياسي والعسكري، وبالتالي التحكم في السودان عبر الخونة والعملاء من فلول النظام السابق وحركات الارتزاق الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس مقابل تخريب الإنجازات العظيمة التي حققها الشعب السوداني بعد ثورته على نظام الإنقاذ المجرم. إن تدخل النظام المصري في الشأن الوطني هو انتهاك صارخ للسيادة الوطنية السودانية، وتقويض لكل مكاسب الثورة، وتدمير ممنهج أعدّه النظام المصري في الغرف المظلمة. نحن في السودان ليست لنا أطماع ولا مصالح ولا فوائد من مصر، بل نناضل من أجل تحرير بلادنا من العملاء والخونة وتحقيق مضمون الشعار الذي رفعه الأجداد: السودان للسودانيين. النظام المصري متورط حتى أذنيه في دمار السودان من خلال دعمه لمعسكر الحرب الذي تمثّله شبكات المافيا في السودان بقيادة مجرم الحرب البرهان. ولذلك لا قيمة لتصريحاته بأن ما يجري يشكل تهديدا للأمن المصري. أكرر: نحن في السودان ليست لنا أطماع ولا مصالح ولا فوائد نجنيها من مصر، لكن الذي نريد أن يفهمه النظام المصري هو أننا على اطّلاع كامل ودقيق على تدخله السافر في الشأن الوطني السوداني. ولذلك نذكّره — عسى الذكرى تفيد الثعالب الماكرة في القاهرة — بالمتغيرات الجديدة في السودان التي إستوعبت كل مخاض التجربة النضالية الطويلة التي خاضها الشعب السوداني من أجل تحقيق مضامين الإستقلال على كافة الصعد السياسية والإقتصادية والثقافية، وبالتالي ليس هناك مجال للعودة إلى الوراء. بل إن الشعب السوداني سيمضي قدمًا في تحرير بلاده من الخونة والعملاء، وبناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية حرة مستقلة، قرارها بيد شعبها وليس بيد الخونة والعملاء أمثال مجرم الحرب البرهان وداعميه الأقزام.
الطيب الزين كاتب وباحث في معاني القيادة والإصلاح المؤسسي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة