حالة إستغراب ودهشة: تعتريني اليوم حالة إستغراب مقرونة بالدهشة وذلك بسبب سخرية بعض الأقلام الناشطة منها والراكدة حيث شحنوا الوسايط بالهجوم المبرمج بالغرف الاعلامية المناهضة لثورة الشباب التي ادهشت العالم أجمع كأعظم ثورة سلمية في تاريخ البشرية. ويبدو ان كتاباتهم البئيسة هذه أنها قد أطلت بغير قناعة كاملة بسبب انهم ليسوا باغبياء او لايعرفون حقائق الأشياء او ليسوا بشهود عيان علي استشهاد شباب كانوا يأملون في خلق مجتمع سوداني خالي من الفساد والاستبداد الذي كان قد سيطر علي البلاد لثلاثين عاما متصلة. ازهقوا فيها الأرواح واذلوا فيها الرجال ودمروا فيها كل بنيات التنمية الراسخة عبر السنين كمشروع الجزيرة وامتداد المناقل وباعوا اسطول الخطوط الجوية السودانية والخطوط البحرية وتدمير هيئة السكة الحديد ولم يتبق لهم إلا بيع هيئة الاذاعة والتلفزيون ومباني الوزارات في شارع النيل. نعم يدركون كل ذلك ... ولكنها لا يستطيعون التفريط في الأموال السائبة التي تنهمر عليهم كماء المطر في تلك الغرف الاعلامية المضللة ليمارسوا هجومهم عبر الوسايط. والدليل علي ذلك انهم الان قد شمروا عن ساعد البؤس ليملأوا الوسايط بالشتيمة لشباب السودان الذي احتفي بالأمس في شوارع المدن بذكري ثورتهم التاريخية بتاريخ ١٩ ديسمبر . ولايهم اصحاب تلك الأقلام فقد الشباب لارواحهم فداء للوطن وللحرية سواء كان استشهادهم برصاص الغدر والخيانة في كل المظاهرات التي ناهضت سلطتهم الغاشمة او اعتصامهم التاريخي في ميدان القيادة حين حدثت المجزرة بواسطة مليشيا الدعم السريع التي حرضوها علي فض الاعتصام بتلك الطريقة الوحشية ثم تظاهراتهم في رفض انقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م فحصدهم رصاص الغدر ايضا . ثم فتنة الحرب العبثية البئيسة التي رفضوا ايقافها في الشهر الأول لاندلاعها قبل ان تتم استباحة العاصمة والجزيرة وسرقة كل شيء ونهب كل موارد الشعب من تجار وموظفين وعمال ومزارعين ومصانع خاصة وتدمير قطاعات الكهرباءوالماء. والآن يبحثون عن السلام والذي حتي إن أتي فان الفقد قد اصبح عظيما لكل فرد سوداني. كل ذلك الدمار وقتل الشباب لم تكتب عنه تلك الأقلام البئيسة التي ظلت فقط تتمترس حول أهمية دعم القوات المسلحة.. وبرغم مشروعية الدعم للقوات المسلحة معنويا الا ان الأمر لا يتطلب الوقوف ضد ثورة الشباب الذي ظل يأمل في مستقبل مستقر . عموما... ستدور الايام دورتها الكاملة وسوف تتحقق رغبات الشباب وطموحاتهم في توقف الحرب ليبدأوا مسيرتهم في إعادة بناء السودان بعد تحقيق الحكم المدني الخلاق وبعد أن يتم خلق جيش وطني واحد وتنظيف الساحة من اي مليشيات مسلحة تحاول تحقيق أجندة مجنونة للسيطرة علي حكم البلاد وقهر الشعب تارة اخري. وحينذاك ايضا ستتكشف للجماهير كيف كانت تلك الأقلام تقف ضد ارادة الجماهير وتكرس للحكم الشمولي بعد استلامهم للمقابل المادي من خزينة الشعب لأن كل شيء معروف ومرصود . ولنا عودة ،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة