تمر علينا ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة مرة أخرى ومع الذكرى السبعون لإعلان إستقلال البلاد من داخل البرلمان ولا تزال بلادنا تئن تحت وطأة الحرب المعلونة.
في مثل هذا اليوم ١٩ ديسمبر من العام 1955 أعلن نواب الشعب السوداني من داخل البرلمان استقلال السودان الكامل حين وقف النائب عبد الرحمن محمد ابراهيم دبكة مقترحاً الحرية الكاملة للسودان وثناه النائب مشاور جمعة سهل و ليؤكد الجميع حينها أن الوطن يعلو على كل الخلافات فقد كانت تلك لوحة وحدة وطنية جمعت الحكومة والمعارضة تحت راية واحدة هي راية الوطن .
واليوم ونحن نستعيد ذكرى إعلان الاستقلال ونستعيد أيضاً ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة التي جسدت امتدادا للفطرة والإيمان والتحديات وأكدت أن الشعب السوداني ما زال واقفاً، يحلم بالحرية والسلام والعدالة ، في الوقت الذي يسخر فيه جيش الفلول وارزقيتهم من ثورتنا المجيدة ويضحك دواعشهم على شعاراتها الخالدة "الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب ، العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل "
سنظل ندافع عن ديسمبر امام كل احد فهي المبغى والمقصد. وليست ملكا لإحد وليس وصي عليها احد وكل من أمن بها سيظل له من الأخلاقية والمبدائية مكان.
وستظل ثورة ديسمبر هي المرجعية والمشروعية وستظل ارواح شهدائها كابوسا يطارد ليل الطغاة..ومحكمة حية ومفتوحه لا تسقط بالتقادم ولا يحجبها دخان المعارك العبثية مهما تكاثف.
وفليفهم الذين فرضوا علينا هذا الواقع بإشعال الحرب لاجل العودة للسلطة بحد البندقية بأن ديسمبر باقية رغم أنفهم و منتصرة .
وأن يعوا جيدا ان لا مستقبل لجيش الحركة الإسلامية وقيادته ودولته العميقة متى ما توقفت الحرب لأن ثورة ديسمبر المجيدة ما زالت حية في القلوب ولم تطفئها الزمن ولو اشغل أهلها النزوح والكروب والتشرد وإذا ما عادوا بعد توقفها سيكون قولهم وعملهم مرة أخرى "اي كوز ندوسو دوس".
بلادنا اليوم تمر بأخطر الأوقات ولكن كما توحد أجدادنا قبل سبعون عاما ضد الحكم الثنائي، وكما انتصرنا قبل ستة أعوام مضت في ديسمبر ضد الطغيان سنتوحد أيضآ وننتصر من جديد فالسودان لا يموت ، السودان يعيش فينا، ونحن نحيا به.
فلنرفع جميعاً راية الوطن، راية الحرية والسلام والعدالة، ولنجعل من وحدتنا سداً منيعاً أمام التحديات، ومن عزيمتنا جسراً نحو المستقبل.
رحم الله شهداء ثورة ديسمبر المجيدة وكل الشهداء الوطن من الأبرياء الذين قتلوا ظلما في خلال هذه الحرب الملعونة Image
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة