عندما تقرأ الوسائط الإعلامية تجد العديد من التنبأت عن مادار في زيارة رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش للسعودية، و اجتماعه مع ولي العهد محمد بن سلمان، و كل يحاول أن يجعل المخرجات تتوافق مع تطلعاته، و من خلالها يسعى لبناء قناعات عامة، ربما تدفع لتحقيق تطلعاته.. الغريب في زيارة البرهان لم يصطحب معه وفدا كبيرا، لآن المسألة ليست اجتماعا مفتوحا يحدث فيه نقاش.. بل الزيارة كانت تحتاج لقدر عالي من السرية.. و البرهان دخل اجتماع ولي العهد بمفرده رغم أن محمد بن سلمان استعان بثلاثة من أهم المسؤولين في الدولة السعودية " وزير المالية و وزير الدفاع و رئيس الاستخبارات" السؤال لماذا هذه السرية العالية من التداول؟ الإجابة حتى لا تخرج شاردة أو واردة من قبل البصاصين.. استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان....! أول ظهور لرئيس مجلس السيادة مخاطبا فيه جمع من الناس كان احتفال الشرطة، حيث حيا الشعب السوداني على دعمه الثابت لأجهزة الدولة و مؤسساتها، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان، و هو يواجه التحديات الاقتصادية و الأمنية..مما يفرض على الحكومة السودانية مضاعفة الجهود لتوفير المتطلبات.. و في ختام حديثه قال سوف نحتفل عن قريب بعيد الشرطة في مكان أخر الفاشر أو الجنينة.. الكلمات الأخيرة هي طمأنة للشعب الذي يقف مع الجيش صفا واحدا لمواجهة المؤامرة على البلاد.. و أيضا رسالة لكل المتشككين الذين يعتقدون أن للبرهان أجندة أخرى يهدف منها تقسيم البلاد.. السؤال الذي يريد إجابة؛ أن حديث البرهان ليس مثل أحاديثه السابقة التي كان يحاول فيها رفع الروح المعنوية للشعب و المقاتلين، بل كان هادئا لماذا؟، كأنه يريد أن يقول لا يحتاج لمثل الخطابات السابق..! الأمر الذي يؤكد هو نفسه قد اطمأن قلبه من اجتماعه مع ولي العد السعودي.. أن بيان وكيل وزارة الخارجية السودانية معاوية خالد عن زيارة البرهان للسعودية ليس فيه تفاصيل عن الاجتماع فقط يحمل شكر رئيس مجلس السيادة على رؤية ولي العهد محمد بن سلمان، و هي رؤية تطابقت مع رؤية البرهان أو توافقت معها كما قال البرهان في تغريدته تحمل 90% من ما كان يصبو إليه.. أن الحرب العسكرية الدائرة في البلاد مرادفة لها حرب إعلامية بين القوى السياسية، و كل يحاول أن يلجم الأخر حجرا، هناك جانب قد سخرت له أموال طائلة و قنوات تلفزيونية، يحاول بها أن يحدث أختراقا في جدار الشعب، و قوى سياسية أخرى لا توجد لها أثرا و لا رؤية، و توجد على هامش الأحداث، و الشعب لوحده يحمل رسالته الداعمة للجيش، و يخوض معركته كأفراد و جماعات في الوسائط الإعلامية.. أن اجتماع البرهان مع بوليس كان منفصلا، و إذا تحدث مسعد بوليس عن الرباعية و قرارات للرباعية، الرجل لابد أن يحلل راتبه، و هو أيضا يجب أن يطمئن الآخرين.. فالحلول محتاجة إلي السرية، و بعض المرات تحتاج تغبيشا لوعي الذين يعتقد أنهم غير مفيدين فيها.. الاحتفال في الفاشر و الجنينة طمأنة ضرورية للمقاتلين في صفوف المشتركة و كل مواطنين دارفور.. كان البرهان هادئا في خطابه أمام الشرطة دون خطب حماسية، و لا وعيد.. لآن المسألة تحتاج للبيئة المساعدة لأعمال العقل و الترتيبات المطلوبة.. نسأل الله حسن البصيرة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة