مدخل : آخر ماقاله الراحل المقيم الفنان عبد القادر سالم :(بوصيكم علي الولد اليتيم ربوه..بوصيكم علي السيف السنين اسعوه..بوصيكم علي الفايت الحدود واسوه.. وبوصيكم علي ضيف الهجوع عشوه)
نعيش في هذه الحياة نخلق الفتن نغرق فى مادياتها.. نكذب نتلون نرتدي ثوب المعصية و الغفلة قالها :الخليفة عبد الملك بن مروان (يا دنيا مأطيبك ان طويلك لقصير و كثيرك لحقير وأن كنا منك لفي غرور) لا سلطة تدوم ولا ملك يحصن من الموت ولا أموال و استثمارات تزيد العمر ،أيامنا معدودة. قالها: هارون الرشيد عندما يئس الأطباء من شفائه قال : احفروا لي قبرا فحفروا له فنظر إلى القبر وقال (ما أغنى عني مالية.. هلك عني سلطانية) قد ننسى إننا ميتون لكن الحرب وماساتها جعلتنا نشعر كم هو قريب، فقدنا الكثير، منهم من فر من نيران الحرب و التهمته حرارة الصحراء فمات عطشا أو بالرصاص والدانات والمسيرات او غرق في المحيطات والبحار الموت يحاصرنا من كافة الاتجاهات..نحن غافلون. نواصل فى الكذب والنفاق و تزييف الحقائق. رحل الفنان والباحث فى التراث المتعمق فى البيئة الكردفانية، عشقا ترجمه فى الاغاني و الإيقاعات، الفنان عبد القادر سالم ساهم فى نشر الإيقاعات المختلفة، الجراري الكرنق المردوم.الخ مسيرة فنية حافلة بالإبداع والتميز. من أشهر اغانيه مكتول هواك يا كردفان رغم اللي كان.. رغم الضنى وهجر الحبيب رحلة عمر مشوار طويل نمشيهو فى رمال الدروب لكردفان كردفان تنعم بتعدد الثقافات و القبائل إلتى صهرت الاختلاف فى بوتقة الإبداع. اللوحات التراثية و الإيقاعات المتفردة التى عكسها الفنان فى الندوات و جسدها في أغانيه تؤكد كيف يحول الفن التنوع إلى إبداع رغم ان الساسة والعسكر خلقوا منه الموت والدمار ، كردفان جريحة تعيش اوضاع مأساوية و ترتفع وتيرة الأحزان برحيل ابن تلك البيئة الغنية بالثقافات التى ستظل عالقة فى اذهان الجميع عبر الاسهامات و الرصيد الفنى إلذي تجاوز المحلي ، عكس الفنان عبد القادر سالم الثقافة الكردفانية فى المهرجانات الدولية بذلك عرف الخارج الشاشاي و المردوم والجراري والكمبلا و التمتم ووالخ رحل صاحب الصوت الشجي و الإيقاعات المتميزة الضاربة في عمق تراثنا المتنوع ، ظهر إيقاع الجراري بوضوع في قدار ما قلت نغني.. جراحك ما بخلني وتغني بالفصحى و كان السلم السباعي حضور في بعض أغانيه من الشعراء إلذين تعامل معهم علي سبيل المثال قاسم عثمان والحلنقي و التجاني الحاج موسى و إدريس جماع والفيتوري فضيلي جماع عبد الله الكاظم ووالخ تظل الأغنية الكردفانية خالدة ومتجددة لأنها غنية بالتنوع الثقافي إلذي اختلفت فيه الاعراق قدريشنا حلاتو قدريشنا بدلاله فينا يتمنى منها إلى الله ليموني والبرتكان الناير زولا سرب سربه وخت الجبال غربه ادوني لي شربه خلوني انقص دربه سيظل كل ما قدمه خالد يردده البعض منها اللوري حل بي دلاني انا فى الودي عمري ما بنسى حبيبي سيد الناس ابقى لي وناس انا حبيبي جنني يا الفقرا اعزموا لي واكتبولي حجاب من العذبني وهلكني هلاك بارا إلتى اشتعلت فيها نيران الحرب مابين الرحيل و وابل الرصاص يردد البعض يا اخوانا شيلو الجلالة ليمون بارا يا أخواننا دايرين سلام في السودان سلام طار الحمام الصفار الكمّل جمالا والخضار الشايل نوارا لو ما قيل القوالة أنا بمشي للكبارا الصفار دة بسكن جوارا عينها الريال أب طارة ونفيسها ريحة نيالا الفن يعنى الإبداع والتناغم والانسجام ، الليلة غاب من جعل من الفن رسالة لا تقبل الا بتزال و ترفض الهبوط. نعد نجوم الليل نار الغرام ضايق الليلة غاب تومي خلوني يا خلايق حبل الصبر ممدود بالخير بجيب سايق قال في اغنية يا بسامة (هي الدنيا معدودة أياما) الريدة فى قلوبنا والله علاما طالبين سلاما ما تبقى ظلاما خيا دي الدنيا هي الدنيا معدودة أياما تظل الأحزان تلازم هذا الوطن مع كل هذه الماسى و العبر إلتى نمر بها لا أحد يتعظ وكانه خالد فيها قال الخليفة المأمون عندما مرض واقترب موته (يامن لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه) الحقيقة ماقالها أحدهم الموت في كل حين ينشر الكفنا ونحــــن في غفـــــــلة عما يـــــــراد بنا لا تطمئن إلى الدنيا وزخرفهــــــاوإن توشحت من أثوابها الحسنا حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة