هلال وظلال ـ التكية في السودان ما كانت يوم مجرد مكان بلم الناس على مكان أكل وبس.. التكية بقت نبض حياة في زمن الموت وبقت شمعة ضوت في ليل طويل ما كان عاوز ينتهي. بقت الحضن البتلقاه وقت اللقمة تكون هم والموية تكون مشوار والعيشة تبقى مرة.. فجأة تلاقي ناس فاتحين قلوبهم قبل أوانيهم. من أول طلقة ولحدي الليلة التكايا مسنودة بأكتاف ناس قلوبهم أنقى من الموية الرقراقة وأصفى من ضوء الفجر.. ناس ما خلو الجوع ينتصر ولا خلوا الخوف يكسّر المروءة. بالعكس كل يوم يثبتوا لينا إنو الخير في السودان ما بنتهي وإنو البلد دي مهما جارت عليها الأيام فيها ناس واقفين زي النخل شامخين . التكايا سند الناس الموجوعة في الزمن الاتبدلت فيهو العادات وغاب الفرح ووجوه الناس بقت شاحبة من الهم والغم التكايا طلعت زي البلسم على جروح البلد. البيت الواقف على حيله عشان اللقمة والأم البتشيل هم أولادها والشيخ البمشي خطوات تقيلة لكن قلبه متوكل على الله… كلهم لقوا باب مفتوح ولقوا موائد عامرة بالخير والمحبة. التكية ما كانت أكل وبس كانت رسالة طمأنينة بتقول: (إنت ما براك وبلدك ما بتتخلى عنك.) وكانت حضن كبير بتلقى فيهو العطف والاحترام ودعوة جميلة من زول بسيط ترفع معنوياتك وتخليك تعرف إنو الدنيا لسه بخير. المشرفين على التكايا ناس شايلين البلد بقلوبهم والناس الشايفنهم واقفين على التكايا ديل لو نقدر نلبسهم أوسمة من ذهب ما بنكفيهم ناس بيثبتوا كل يوم إنو الإنسانية ما بتموت وإنو الشهامة السودانية أقوى من الحرب والجوع والضيق في عز هجير الشمس والسخانة الشديدة وفي برد الصباح وفي زحمة الناس وطلباتهم بتلقى التعب في عيونهم لكن الابتسامة ما بتفارق شفاههم. بيمشوا ويرجعوا يقطعوا المشاوير يطبخوا ويوزعوا ويحضنوا المحتاج بكلمة ويواسوا المكسور بابتسامة. ديل ناس ما بتشوفهم الشاشات والفضائيات لكن ربنا شايف دمعتهم الساكتة وشايف قلوبهم التي تخاف على الغير أكتر من نفسهم وكل طبق بيقدموه وكل لقمة بتتوزع هي صدقة جارية وذكرى جميلة وأثر بيظل للآخرة. الدين قال شنو ..؟ القرآن والسنة أكدوا لينا إنو الإطعام عبادة عظيمة.. قال تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأَسيراً) والآية دي كأنها نزلت مخصوص لناس التكايا ناس بيطعموا بحب وبإخلاص وبنفس رضية. وقال النبي عليه الصلاة والسلام (أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة.) يعني كل طبق فول وكل صحن عدس وكل طرقة كسرة بتتقدم هي تذكرة للجنة. التكايا وجه السودان الجميل وسط الحزن طلعت التكايا كأنها تقول (الخير أكتر من الشر والمحبة أكبر من الحرب.) ناس التكايا رجّعوا الروح في الكلمة الجميلة في اللمة وفي اللقمة وفي التعاون وفي الشيلة البتقسم الوجع رجّعوا لينا الإحساس إنو السودان رغم الألم بلد بتكبر بالمحبة وتتشامخ بالعطاء وتصفي قلوبها بنفسها. التكية بقت رمز ورمز ما بيموت رمز نحن محتاجينو لليوم وبكرة وبعدو ولحدي ما تنصلح الأحوال. والمجد للتكية. للتكية مليون تحية.. وتحية خاصة لتكية مربع ١٦ بالصحافة ولجميع القائمين على أمرها والمساهمين والداعمين عينياً ومادياً. تحية من القلب للناس الغمرونا بالخير تحية للناس الشالوا الجوع من بيوت كتيرة تحية للناس الاتبرعوا والطبخوا والوزعوا واسندوا ورتبوا وربتوا على الكتفو ومسحوا دموع كتيرة. تحية للناس الأثبتوا إنو السودان ما بينكسر وإنو البلد دي بتقوم بأهلها وإنو الخير فينا لسه نابض وإنو الحرب مهما طالت القلوب الرحيمة بتنتصر. للتكية مليون تحية.. ومليون دعوة صادقة إنو ربنا يزيد الخير ويعلي شأن كل زول مد يدو بالعطاء وساهم في الإطعام وعمل على نشر السلام والمحبة بين الناس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة