القواسم المشتركة في اساليب الغدر والخيانة والمؤامرات بين اخوان مصر والسودان ومحاولات تفكيك الجيش القومي في البلدين
لهذه الاسباب ومن باب الالتزام بالواقعية في ادارة الازمة السودانية ننصح القوي السياسة المدنية والعسكرية في السودان بعدم الاستماع الي نصائح وتصورات الادارة الامريكية الراهنة عما يجري في السودان خاصة تصورات الولايات المتحدة حول مستقبل الحكم في السودان والنظر الي البلاد من منظور وطني واقعي والاستفادة من تجربة الانتفاضة الشعبية المصرية في يونيو 2013 وتعامل الجيش والقوات المسلحة المصرية مع التطورات السياسية بعد الخروج العفوي للجماهير المصرية ضد محمد مرسي ونظام مكتب الارشاد لجماعة الاخوان المسلمين الذي كان يحكم مصر من علي البعد ومن وراء الكواليس وهو يعد العدة لعسكرة المجتمع المصري وتنفيذ اعدامات جماعية لعدد كبير من من القيادات العسكرية والمدنية المصرية كما فعلت الحركةالاسلامية السودانية بعد الاحتلال الاخواني المسلح للعاصمة السودانية وقيادات ووحدات الجيش السوداني في يونيو 1989 عندما اذاع الرئيس المعزول والهارب من العدالة عمر البشير بيان لانقلاب باسم الجيش والقوات المسلجة وهو امر غير حقيقي اذ لم يشارك الجيش السوداني فيما حدث ولم يكن له علم بحقيقة ماجري باعتراف الدكتور حسن الترابي زعيم الحركة الاسلامية السودانية ومدبر العملية الذي قال في اخطر وثيقة مسجلة بصوته في قناة الجزيرة في برنامج شاهد العصر مع الإعلامي المتميز احمد منصور بكل وضوح بان الذي جري في السودان اثناء انقلاب الإنقاذ العسكري المزعوم كان تخطيط في غاية السرية من اعداد وتنفيذ واخراج الحركة الاسلامية وان الجيش السودان لم يكن يعلم بحقيقة ماجري ولم يشارك اصلا في تمكين عمر البشير من ادارة البلاد الذي تم تسجيل بيان انقلابه المزعوم من داخل مقر منظمة الدعوة الاسلامية ولكن الشعب السوداني ومعظم القوي السياسية السودانية ابتلعوا الطعم ولايزال البعض يتحدث عن انقلاب الانقاذ العسكري في وصف ماحدث انذاك وحتي المحاكمة اليتيمة لمحاكمة البشير فقد سارت علي نفس الطريق وحتي هيئة الاتهام التي يفترض انها ممثلة لقوي الثورة السودانية وضحايا نظام البشير فقد كانت تشير اليه بالانقلاب العسكري وهو امر لم يكن له اي وجود وقد كانت محاكمة البشير مهزلة كبري اضاعت فيها الحكومة الانتقالية حق الشعب السوداني في العدالة وتعاملت مع البشير وكانة شخص متهم في قضية سير وحادث حركة حتي تمكن من الهروب في عملية مسلحة اخرجته من سجن كوبر الي الامكنة التي ظل يتخفي فيها حتي اليوم في حماية امن وجيش ومخابرات الحركة الاسلامية والجنرال البرهان و ابراهيم مفضل الاخواني العريق والعضو القديم في الجناح العسكري ومخابرات الحركة الاسلامية
ونعود الي مصر ونذكر ان نصائح اوباما والادراة الامريكية والحديث الحرفي عن الديمقراطية والشرعية اثناء الانتفاضة المصرية ضد محمد مرسي ونظام الاخوان المسلمين كادت ان تلقي بمصر في التهلكة وتجهض الانتفاضة الشعبية وتمكن مكتب المرشد وتنظيم الاخوان المسلمين المصري من احكام قبضته علي مصر
واذا حدث لاقدر الله و سيطرت جماعة الاخوان المسلمين علي مصر فلن يكون ذلك حدثا عاديا بل سيكون له تاثير فوري مدمر وستتحول مصر الي قيادة مركزية لمشروع التغيير الاخواني في البلاد العربية وستعود شعارات ما كان يعرف بالربيع العربي ومشروع الفتنة الاخوانية الكبري وسيتم فرض التسلط والاستبداد الطويل المدي علي الكثير من البلاد العربية في ليبيا وتونس وبلاد اخري ولكن عناية السماء ومحهودات قيادة الجيش والأجهزة الأمنية والنخب السياسية والاجتماعية في الريف والصعيد المصري افشلت انقلاب الاخوان المسلمين علي الجيش المصري ووحالت بينه وبين ارتكاب مذبحة جماعية واعدامات لعدد كبير من القيادات العسكرية والضباط المهنيين في القوات المسلحة المصرية
تسود الدهشة والاستغراب معظم اتجاهات الراي العام السودانية داخل وخارج البلاد من الطريقة التي تتعامل بها مصر مع تطورات ووقائع الحرب السودانية المدمرة واكتفاء مصر بمراقبة الموقف حتي اشعار اخر ولحظة مناسبة للتدخل بطريقة ما في السودان وهي طريقة واقعية في التفكير اذا يصعب جدا ان لم يكن مستحيل التعامل مع قضايا السودان في ظل الفوضي العبثية الراهنة وحالة الفراغ السياسي الرهيب وحالة الشلل والتشرزم وعدم الواقعية التي تسود الاوساط السياسية السودانية . الذي يعرف العقلية الرسمية المصرية في التعاطي مع قضايا السودان يعلم ان مصر تكتفي حاليا بموقف المراقب لما يحدث في السودان خوفا من اضاعة جهدها فيما لايفيد ولانعدام وجود اي قوي سودانية يمكن الاعتماد عليها في القيام بتغيير او وقف الحرب وخوفا ان يطال مردود الفوضي السودانية القيادة المصرية او تنسب لها اتهامات غير حقيقية بدعم هذا او ذاك اثناء الحرب السودانية كما ظل يردد حميدتي قائد الدعم السريع الاتهامات عن قصف الطيران المصري لقواته واشياء من هذا القبيل في الوقت يقوم فيه الطيران التركي بالتنسيق مع دولة قطر في دعم تحالف الاخوان وقيادة الجيش الراهنة ومجلس السيادة الوهمي والصوري وقصف قوات الدعم واجبارها علي الخروج من الخرطوم ومدن الاخر والاتجاه الي دارفور
وبالطبع العالم لم يكن ليسمح بتدخل عسكري مصري من هذا النوع وتدخل مباشر في الحرب اوقصف بالطيران لاحد اطراف هذه الحرب كانت المخابرات الإسرائيلية والأمريكية ومعظم الدوائر الصهيونية والغربية ستسارع وتنشر للعالم كله الوثائق والادلة المادية لعمليات القصف الجوي المصري المزعوم لقوات الدعم السريع والدولة العبرية والدوائر المشار اليها لديها مصلحة في ارباك مصر وادخلها في حروب استنزاف وتشكيك في تقيد مصر بالقوانين الدولية واشياء من هذا القبيل عموما ستكشف الايام القادمة تحقيقات مابعد الحرب السودانية الكثير من الحقائق عن من قام بقصف قوات الدعم السريع ومتي وكيف ولماذا وعن اشياء اخري ومن المؤكد ان مصر لن تكتفي بمراقبة الموقف الي مالانهاية وقد تتدخل في لحظة ما لتمكين مجموعة عسكرية مدنية مستقلة من الاستيلاء علي الحكم وحظر الوجود العبثي للمنظمات والشلليات والكيانات الوهمية المنتشرة في السودان ووقف عسكرة الدولة والمجتمع ودعم العدالة الانتقالية لان مصر تبحث عن نموذج السادات ونميري وايام ميثاق التكامل السياسي والاقتصادي وتوقيع اتفاقية دفاع مشترك مع نظام حكم سوداني واقعي ومستقر من اجل عودة حرية الحركة بين البلدين بما يساهم في حل ولو مؤقت للازمات الاقتصادية واعادة افتتاح جامعة القاهرة فرع الخرطوم وربما افتتاح فرع لجامعة الازهر والعديد من المعاهد الازهرية في السودان وقيام بعثة تعليمية مصرية في السودان كما كان من قبل .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة