منذ انقلاب عام 1989 الذي نفذته الجبهة القومية الاسلامية بقيادة عمر البشير تحولت موارد السودان الى غنيمة بيد طبقة طفيلية استخدمت الدين ستارا لاخفاء وجهها الحقيقي وكان هدفها الاساسي السيطرة على السلطة والتكويش على الثروة وهو ما فعلته في السودان عموما وفي كردفان على وجه الخصوص حيث هيمن عوض الجاز ورجاله على قطاع البترول وجعلوه حكرا عليهم حتى وظيفة الحارس استكثروا على ابناء كردفان لذلك نقول بوضوح بعد هذه الحرب لن نسمح للطبقة الطفيلية ان تواصل نهبها لثروات الاقليم
بدأ تصدير النفط السوداني في اغسطس عام 1999 حيث صدرت البلاد اكثر من 64 مليون برميل اربعة وستين مليون برميل في عام واحد بعائدات بلغت نحو 1.16 مليار دولار امريكي مليار ومئة وستون مليون دولار وفي عام 2007 وصل الانتاج القومي الى 530 الف برميل يوميا خمسمئة وثلاثين الف برميل يوميا معظمها من حقول كردفان الكبرى مثل هجليج وابو جابرة وشارف وكانت ولاية غرب كردفان وحدها تنتج في البداية نحو 180 الف برميل يوميا مئة وثمانين الف برميل يوميا قبل ان يتراجع الانتاج تدريجيا الى 80 الف برميل يوميا ثمانين الف برميل يوميا ثم الى اقل من 16 الف برميل يوميا ستة عشر الف برميل يوميا بسبب الحرب والفساد بينما يمتلك السودان احتياطيات مؤكدة تقدر بنحو 5 مليارات برميل خمسة مليارات برميل حتى عام 2016
هذه الارقام تكشف ان مليارات الدولارات تدفقت من ارض كردفان لكنها لم تترجم الى مدارس او مستشفيات او طرق وظل انسان الاقليم يعاني من الفقر والتهميش بينما الطبقة الطفيلية بنت العمارات والفلل في الخرطوم من عائدات النفط المنهوب كردفان التي تضخ النفط وتغذي الاقتصاد الوطني يعيش اهلها حياة البؤس والفقر فلا طرق معبدة تربط القرى والمدن ولا مدارس كافية ولا خدمات صحية تليق بكرامة الانسان ولا فرص عمل ولا مشاريع تنمية بل اكثر من ذلك تم تجييش مئات الالاف من ابناء الاقليم والزج بهم في حروب لا تخدم مصالحهم بل مصالح الطبقة الطفيلية في الخرطوم هذه الحروب انتهت بفصل الجنوب وخسارة موارد ومكاسب كثيرة لسكان كردفان الذين قاتلوا وضحوا بينما النتيجة كانت مزيدا من التهميش والفقر لصالح طبقة طفيلية تتدثر بشعارات الدين
كردفان لم تكن يوما هامشا صامتا بل كانت شريانا اساسيا للاقتصاد الوطني ورافدا للبطولات الوطنية فقد ساهمت في تحرير السودان في معارك ام ديبكرات وشيكان وقدمت خيرة ابنائها وبناتها شهداء في الحرب الاخيرة التي شنتها الحركة الاسلامية ضد قوات الدعم السريع بهدف ادامة سيطرتها ومواصلة سرقتها لثروات اهل الهامش واليوم بعد تحرير الفرقة اثنين وعشرين بابنوسة وحقول هجليج اصبح القرار بيد ابناء كردفان ولن تعود عقارب الزمن الى الوراء ومنذ عام 1989 ظل تجمع كردفان للعدالة يرفع شعار لا حوار لا تفاوض لا مساومة وفي وثيقته التاريخية عام 2006 طالب بمشاركة عادلة لكل اقاليم السودان في السلطة والثروة والاحداث والتطورات اثبتت صحة هذا المبدأ والموقف والهدف
كردفان لن تكون كما كانت لن تعود هجليج لقبضة الطبقة الطفيلية في الخرطوم مهما كانت الظروف ابناء كردفان وبناتها سيقررون مصير ثرواتهم وسيبنون مستقبلهم بايديهم كردفان لن تنهب بعد اليوم كردفان لن تستعبد بعد اليوم كردفان ستنهض بابنائها وبناتها ولن يضيع حق وراءه شعب يطالب
حقول البترول في هجليج ليست خاضعة للمساومة ستبقى تحت سيطرة الهامش لضمان عودة عائداتها لصالح الفقراء والكادحين من الرعاة والمزارعين في كردفان ودارفور ولن يسمح بعد اليوم بان تتحول هذه الثروة الى قصور وفلل في الخرطوم بينما اهل الارض يعيشون في البؤس والفقر
✍️ الطيب الزين رئيس تجمع كردفان للعدالة كاتب وباحث في معاني القضايا والاصلاح المؤسسي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة