خروج الجماهير السودانية في اغلبية مدن السودان، و حتى في عدد من مدن العالم يعتبر تأكيدا على؛ أن القرار الذي يتعلق بالوطن و المؤامرات التي تحاك ضده بيدها هي، و ليس بيد النخب السياسية، و اتباعهم من المثقفاتية الذين عجزوا طوال مرحلة تاريخ ما بعد الاستقلال أن يحققوا الاستقرار و السلام و التنمية في البلاد.. و عجزوا أن يقدموا الوطن على مصالحهم الحزبية و الشخصية الضيقة.. لذلك جاء الخروج أمس 13 ديسمبر 2025م لكي تؤكد الجماهير عبر حناجرها، ليس هناك منطقة أوسطى عندما يتعرض الوطن لمؤامرة خارجية، أما أن تكون مع الجيش أو تكون مع الداعمين للأجندة الخارجية.. و كل يتحمل موقفه أمام التاريخ و الوطن... أثبتت التجارب التاريخية في مرحلة ما بعد الاستقلال؛ أن النخب السياسية السودانية قادرة فقط على فعل الضجيج، و إخراج الشعارات الزائفة التي ليس لها واقعا، و لا مردودا إيجابيا لإصلاح البيئة السياسية.. لأ ينتجون معرفة، و لا يقدمون أفكارا تساعد على التغيير، و لا ينتجون ثقافة ديمقراطية تصنع وعيا جديدا في المجتمع.. النخب السياسية تحولت للاهثين يبحثون عن مصالحهم الذاتية بشعارات فارغة المضامين.. أن الصراعات و الأحداث في السياسة تكشف ضعف النخب السياسية، و عدم قدرتها على إدارة الأزمات، و عجزها في الصمود أمام التحديات، هم قادرين فقط على إثارة المشكلات الوهمية، و البحث عن شماعات يعلقون عليها اخطائهم.. أن مشكلة النخب السياسية؛ أتضحت من الأيام الأولى لثورة ديسمبر، عندما فشلت أن تقدم مشروعا سياسيا تبين فيه ما هو المطلوب أنجازه في الفترة الانتقالية، وتحاكم وفقا لهذا المشروع. و جاءت رافعة شعار "التحول الديمقراطي" و نسيت أنها تحتاج لأرضية مؤسسة استناريا، و هي لا تمتلك هذه الاستنارة و قد ظهرت جليا في حواراتها في فشلها أن تقدم مشروعا سياسيا تطرحه للحوار.. بعد ديسمبر 2021م، أخذت الرباعية " أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات" هي التي تدير العملية السياسية، و جاءت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " مولي في" تطرح فكرة الأتفاق الإطاري التي قادت للنقلاب الميليشيا.. و أصبح الكل تابعا و تبدل الموقف من قيادات سياسية لأدوات تابعة للأمارات.. كثير من النخب السياسية، و المثقفين و بعض الإعلاميين، لا يقبلون أن توصف الأشياء على حقيقتها، أنما يحاولون أن يبحثوا لها عن وصفات لتغطية مضامينها الحقيقية، و القضية أصبحت لا تقبل المراوغة، أن الصراع و الحرب الجارية الآن بين الوطن على أن يكون أو لا يكون، و مؤامرة خارجية للإستيلاء على ثروات البلاد، و الأمارات تستخدم كأداة منفذة بأموالها، و هي أيضا تستجلب مرتزقة من جميع انحاء العالم، و أيضا تجند عناصر من ابناء الوطن لكي يكونوا في خدمة مصالحها.. أن خروج الجماهير أمس في كل الولايات هو الوقوف مع الجيش صفا واحدا من أجل التصدي لهذه المؤامرة بالغالي و النفيس, و إعادة بناء الوطن منعا لتحديات مقبلة، و تغيير للمسرح السياسي لكي يتوافق مع أجندة ما بعد الحرب، و معالجة أخطاء الماضي. نسأل الله حسن البصيرة...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة