كيف تقف الحرب في السودان كتبه المهندس مصطفى مكي العوض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2025, 07:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2025, 10:59 PM

مصطفي مكي العوض
<aمصطفي مكي العوض
تاريخ التسجيل: 03-16-2014
مجموع المشاركات: 26

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيف تقف الحرب في السودان كتبه المهندس مصطفى مكي العوض

    10:59 PM December, 12 2025

    سودانيز اون لاين
    مصطفي مكي العوض-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    بقلم :

    تعد حرب 15 ابريل واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً في تاريخ البلاد، حيث تسببت في دمار هائل ومآسي لا تحصى. لكن ما يثير التساؤل هو استمرار هذا النزاع لسنته الثالثة دون توقف ، رغم الأضرار الجسيمة التي خلفها. للإجابة على هذا السؤال، لا بد من فهم الأطراف المختلفة التي تساهم في استمرار الحرب، من مستفيدين وضحايا، ومن هم في المنتصف الذين قد يكونون قادرين على إحداث التغيير الحقيقي.

    الفئة الأولى: المستفيدون من الحرب

    في قلب الحرب السودانية، تقف مجموعة من الأفراد والجماعات التي لا يمكنها تصور الحياة بدون استمرار النزاع، بل وتعمل على تكريسه وتعزيزه. هذه الفئة تشمل:

    1. الحزبيون والحركيون: هناك فئة من السياسيين والحزبيين الذين لا تتحقق مصالحهم إلا في أوقات الحرب. بالنسبة لهم، تُعد الحرب وسيلة للبقاء في السلطة أو تعزيز نفوذهم السياسي. بعض الحركات السياسية تسعى لاستثمار الصراع العسكري لصالح مشاريعها السياسية، وبدلاً من العمل على إيجاد حل، تحاول تعميق الفجوة بين الأطراف المتنازعة لتعزيز موقفها.

    2. تجار ومورّدي الأسلحة: هؤلاء يتربحون من تزويد الأطراف المتصارعة بالأسلحة والذخائر، حيث تكون السوق في أوج نشاطها خلال أوقات الحروب. تجارة الأسلحة توفر لهم أرباحاً ضخمة على حساب حياة الأبرياء.

    3. مافيا التجارة والموردون المرتبطون بالسلطة ومراكز الفساد :
    هذه الفئة هي أكثر فئة مستفيدة من استمرار الحرب حيث حققت مكاسب مالية ضخمة حتي أن خارطة النفوذ المالي تغيرت وظهرت فئة أثرياء الحرب وهؤلاء ليس من مصلحتهم أن تقف الحرب لذلك تجدهم يدعمون استمرارها من خلال نفوذهم المالي وارتباطهم بمراكز الفساد في السلطة وحتي الاعلامبون والاعلاميات ونجوم المجتمع الفاسدين في توظيفهم في دعم الحرب وتخريب اي محاولة لايقافها

    4. تجار المخدرات والمهربون والشفشافه : في فترات الحروب، تنشط تجارة المخدرات والتهريب بشكل ملحوظ، حيث يستغل البعض حالة الفوضى والضعف القانوني لزيادة أعمالهم غير القانونية. تجار المخدرات يجدون في هذه الأوقات فرصة ذهبية لتحقيق مكاسب طائلة.وظهرت فئة الشفشافة التي نهبت كل ممتلكات المواطنين
    5. فئة النشطاء والمنبوذين اجتماعيا واخلاقيا وما كان أن يكون لهم دور او وجود او حتي يقبلهم المجتمع لولا الحرب فسيطروا علي وسائل التواصل واغرقوها بالتفاهات والسفه ومع ذلك تقبلتهم أطراف الحرب وقض المجتمع الطرف عن سقوطهم الأخلاقي واللفظي

    إن هذه المجموعة تشترك في أن مصالحها تتقاطع مع استمرار الحرب، سواء كان ذلك عبر تجارة الأسلحة أو الموارد أو من خلال زيادة النفوذ السياسي. لذلك، نجدهم يعملون على دفع الأطراف المختلفة نحو التصعيد بدلاً من السعي للسلام.

    الفئة الثانية: الضحايا من الجنود والمواطنين

    الأكثر تأثراً بهذا النزاع هم أولئك الذين لا يستطيعون التأثير على مجريات الأحداث، ولا يملكون القدرة على وقف الحرب. هذه الفئة تتكون من:

    1. الجنود في مختلف الأطراف: هؤلاء غالباً ما يكونون من الشبان الذين يتم تجنيدهم إما بالقوة أو بالإغراءات. هم وقود الصراع في ساحة المعركة، دون أن يكون لهم أي تأثير حقيقي على مجريات الحرب أو فهم عميق لدوافعها. مع استمرار الحرب، يعانون من إصابات خطيرة أو الموت، ولا يجدون فرصة لتحسين أوضاعهم.

    2. المواطنون العاديون: هم ضحايا الحرب من المدنيين الذين يعيشون في مناطق النزاع. هؤلاء يعانون من فقدان الأمن، وفقدان الممتلكات، وانقطاع الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة. كما أن معظمهم يفقدون منازلهم ويضطرون إلى اللجوء في مخيمات النزوح.

    3. النازحون: يضطر العديد من المواطنين إلى ترك ديارهم والهروب إلى مناطق أكثر أماناً. لكنهم غالباً ما يعانون من ظروف معيشية قاسية، مثل نقص الغذاء والمياه النظيفة، وارتفاع معدلات الأمراض في المخيمات.

    هذه الفئة هي التي تدفع الثمن الأكبر من الصراع، ولا يمكنها تغيير مسار الأحداث لأنها تفتقر إلى القوة أو الوسائل اللازمة للوقوف في وجه الحرب.

    الفئة الثالثة: الفئة الوسطى المضللة

    تعد الفئة الوسطى الأكثر قدرة على التأثير في مجريات الحرب إذا تمكنت من الفهم الكامل للدوافع الحقيقية للصراع. هذه الفئة تتكون من:

    1. المواطنون الذين يتم التضليل بهم: هؤلاء هم أفراد المجتمع الذين ينجذبون إلى الشعارات الجوفاء التي يروجها أطراف النزاع. قد يعتقدون أنهم يقاتلون من أجل الحرية أو العدالة أو الكرامة والديمقراطية ، لكنهم لا يعلمون أن أطراف الصراع تسعى في الواقع وراء السلطة والنفوذ. مع مرور الوقت، يبدأ البعض منهم في إدراك أن الصراع ليس كما يُروج له.

    2. النخب السياسية: هذه النخب غالباً ما تكون مشتبكة في الصراع السياسي، حيث تسعى كل فئة لتحقيق مكاسبها من خلال الانتصار على الطرف الآخر. لكن النخب غالباً ما تكون بعيدة عن معاناة الشعب، ويسعى بعضها للحفاظ على السلطة بغض النظر عن تكلفة الحرب.

    إذا تمكنت هذه الفئة من تجاوز الوهم والاتصال بالواقع، وفهم أن الحرب ليست في مصلحتهم، فإنها ستصبح القوة الدافعة نحو التغيير.

    كيف يمكن وقف الحرب؟

    الحل الأساسي لإنهاء الحرب في السودان يكمن في تحرك هذه الفئة الوسطى. إذا تمكن المواطنون، النخب السياسية، والطبقات الوسطى من رفض الحرب بوعي وإرادة قوية، فإنهم سيستطيعون إحداث تحوّل حقيقي في الوضع الراهن. هذه الفئة هي الأكثر تأثراً، وفي ذات الوقت، الأكثر قدرة على اتخاذ قرارات حاسمة يمكن أن تدفع باتجاه السلام.

    الطبقة الوسطى، إذا استوعبت حقيقة الصراع ورفضت الانخراط فيه، سيكون لها دور حاسم في تفعيل عملية المصالحة الوطنية وبناء جسور الثقة بين الأطراف المتنازعة. هذه الطبقة يجب أن تكون في طليعة من يرفضون استغلالهم في لعبة الحرب، ويدفعون بقوة نحو حلول سلمية تضع حدًا لمعاناة الشعب السوداني.

    الخاتمة

    إن الحرب في السودان لن تنتهي إلا عندما ترفض الطبقة الوسطى والمجتمع بشكل عام أن يكونوا أدوات في لعبة أطراف النزاع. الحل الحقيقي يبدأ من الوعي الجماعي لهذه الفئة وتأكيد إصرارها على بناء السلام. بينما يبقى المستفيدون من الحرب يتمسكون باستمرارها، فإن إرادة الشعب السوداني، إذا تحققت، ستقلب الموازين وتنهي هذه المأساة المستمرة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de