|
|
 امريكا ارض الاستيطان والهجرات الممنهجة كتبه خالد حسن يوسف
|
08:26 AM December, 11 2025 سودانيز اون لاين
خالد حسن يوسف-الصومال
مكتبتى
رابط مختصر
اكتشف العالم العالم الجديد ممثلا بقارتي امريكا الشمالية والجنوبية في القرن الخامس عشر الميلادي, وتدفقت اعداد كبيرة من البشر دون انقطاع الى تلك البلاد التي تقاسمتها امبراطوريات اوروبية استيطانية, وكان هدفها الرئيسي تغيير البنية الجغرافية للارض والتركيبة الاجتماعية لسكان.
وبذلك تم فتح باب الهجرة الى تلك القارات, ومع سقوط الامبراطوريات الاستعمارية الاسبانية,البرتغالية والبريطانية في تلك القارات, تأسست الدول والوحدات السياسية الجديدة, ومنها الولايات المتحدة الامريكية التي تأسست في عام ١٧٧٥
ووفق سياسات عديدة متبعة تم ابادة واقصاء السكان الاصليين, وفي المقابل جلب مستوطنين جدد ومهاجرين وزعت الاراضي على البعض منهم.
ورغم استبدال النظام السياسي الاستعماري البريطاني, الا ان سياسات النظام الجديد البديل والممثل بحكومات الولايات المتحدة, كانت بدورها شبيهة بالادراة البريطانية.
وفي المحصلة قدم سكان جدد كان منهم الالمان,الانجليز,اللاتينيين الامريكيين,الافارقة الامريكيين والذين تم جلبهم كعبيد,الايرلنديين,الايطاليين, تلك ابرز الاعراق السكانية في الولايات المتحدة, الا ان هناك اعراق اخرى كثيرة قاطنة هناك, ومنهم السكان الاصليين في الولايات الجنوبية والشمالية, ناهيك عن الاسيويين,الافارقة وهؤلاء ينحدرون من اعراق متعددة ومتعددي الديانات.
الالمان يمثلون اكبر عرقية وينحدرون من المانيا والنمسا, وقد هاجر غالبيتهم بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية الى امريكا, وكانت هجراتهم باعداد كبيرة جدا, وتوزعوا حينها في ولايات كثيرة من البلاد شمالا,الوسط,شرقا وغربا, وهو ما دفع حتى نخبهم للهجرة الى امريكا.
وتؤكد الدلائل ان معظم السكان الامريكيين المنحدرين من العنصر الابيض قدموا الى البلاد خلال ١٠٠ عام الاخيرة, واستمرت تلك الهجرات في التدفق ولم تتوقف اطلاقا, وان اغلبها قد تزامن مع زخم صعود الدور الامريكي بعد الحرب العالمية الثانية, والذي اصبحت خلاله كقوة رئيسية عظمى في العالم.
كما ان الواقائع والمؤشرات اكدت ان استيطان الاوروبيين والابيض لامريكا كان ولا يزال ممنهج, وان اعلى نسبة سنوية من المهاجرين الى امريكا تاتي عادة من اوروبا, بالمقارنة مع عموم الهجرات التي تستوعبها الولايات المتحدة سنويا.
بينما يتم التضييق على المهاجرين القادمين من افريقيا ولاتين امريكا واسيا والعالم الاسلامي, ورغم ذلك السياق ذو البعد السياسي الا ان حجم الهجرة من امريكا الجنوبية يمثل بالاكثر قدوما الى الولايات المتحدة, وهو يتسم بالاستمرارية والسعة العددية.
وقد شكلت هجرة مهاجري امريكا الجنوبية تحديدا الى الولايات المتحدة والوسطى خلال العقود الاخيرة هاجس تخوف وقلق لدى السلطات الامريكية والعنصر الابيض لا سيما مؤيدي اليمين الامريكي(الجمهوري).
وهؤلاء يرون في تلك الهجرة حالة اخلال بالخارطة السكانية للبلاد, والتي تأسست وفق حسابات سياسية معقدة راعت دوما التعاطف مع الاعراق المنحدرة من القارة الاوروبية, وتكريس تلك السياسة والتي سبقت حقبة تجريم سياسة الفصل العنصري, لم تنقطع فيما بعد وظلت راسخة في جذورها وحاضرة.
وخلال فترة حكم الرئيس جو بايدن وفد الى البلاد ١١ مليون مهاجر , اغلبيتهم الساحقة من امريكا الجنوبية والوسطى, وينظر اليمين المتطرف والحزب الجمهوري الى تلك الهجرة, بانها تمثل انتهاك لحسابات التوازنات العرقية التي يحرصون عليها.
وتشترك المكسيك والتي تمثل بأكبر دول امريكا الوسطى في حدود جغرافية مع الولايات المتحدة, وتشكل مصدر اكبر تلك الهجرات القادمة من الجنوب, وهي تشترك مع الولايات المتحدة بارث تاريخي وروابط اجتماعية وعمق جغرافي, وبعض الولايات الامريكية الحالية كانت جزء من الاراضي المكسيكية فيما مضى.
كما ان الاسبانية تعتبر كلغة رسمية للولايات المتحدة,والاتينيين يساهمون في العملية الانتخابية, ويصوت غالبيتهم لمرشحي الحزب الديمقراطي, وفي المحصلة فان اليمين الامريكي يرونهم كعنصر مهدد لسيادة القوقازيين الابيض, في حين انه تم استيعاب هجرات من روسيا,دول شرق اوروبا واوكرنيا بسلاسة بالغة.
وعلى تلك الخلفية تأتي سياسة ادارة الرئيس ترامب المتطرفة تجاه المهاجرين, واصبحت كذلك كريكزة لبرنامج الحزب الجمهوري الامريكي, المناهض لحقوق المهاجرين والاقليات السكانية والدينية, وهو ما يمكن قراءته من طبيعة مسار التغيير الكبير والجاري في الولايات المتحدة الامريكية.,والذي هدفه اعادة عجلة التاريخ الى الوراء , واتخذ من مقولة امريكا اولا كشعار له وفحواها اليمين المتطرف اولا.
وهو ما يبرهن عن عجز القيم السياسية والاجتماعية الواردة في الدستور الامريكي, لمعالجة السياسات الراهنة على مستوى الساحة الامريكية, والتي افرزت واقع الاحتقان السائد في البلاد, ومن ابرزت تجلياته تجاوز الدستور الامريكي لصالح سياسات فردية وحزبية, تنتهي الى تفكك البنى الامريكية.
خالد حسن يوسف
|
|
 
|
|
|
|
خالد حسن يوسف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست