الاستاذ جبره كوكو أنقلو قبس من نور اضاء ونجم أفل.عاش ابناً باراً محباً لجبال النوبة وكل السودان فعاش مؤمناً بالمبادي والشعارات التي اطلقها زعيم النوبة الكبير الاب الراحل المقيم / فليب عباس غبوش ادم : ( بأسم الله وبأسم الوطن ، الدين لله واللوطن للجميع ) اختص الله بعض البشر من عبيده بميزات وخواص تندر ان توجد في سائؤ خلق الاخرين بما اكرمهم وفضلهم . فمحبة الناس وخدمتهم نكرات الذات والسعي الجاد والاجتهاد في تكريس النفس لأسعاد الاخرين قدر الاستطاع ومهما كلف الامر بأريحية ودون تكلف او تكليف هبة ونعمة من عند الرب. كان جبره كوكو واحد من اؤلئك القلائل ممن هباهم الله حسن الخلق بما أوتي من تواضع جم وخفة في الروح من البشاشة والوداعة . وقد كان كبير قومه وخادمهم الحاضر والمستعد والمحب للخدمة في العمل العام دون كلل او ممل وبلا من او أذي تضحية وعطاء . ومن الناحية عرف بالابتسامة والنكته والدعابة والمرح الاقبال علي كل الناس بطيبة الخاطروهذا ما جعله موضع حب الناس واحترامهم وتقديرمهم . أحب الكل دون استثناء واجتهد في حبهم وأفني عمره في خدمتهم باخلاص وصدق ووفاء منقطع النظير . وقد جاء وورد في حفل تأبينه ووداعه الي مسواه الاخير او انتقاله الي الملكوت السماوية حيث الحياة والراحة الابدية. ذكر البعض مأثره وجليل اعماله وتعب محبته لقومه وأهله في منطقة هيبانو جبال النوبة علي وجه الخصوص وكردفان والسودان عامة . كان أفريقياً الهوىمن الطراز اول وبأممتاز اصيل الهوية ثقافة ولغة ثورياً لا يغالط في هذا ابداً . اذ أحب الاباء الكبار من القادة الافارقة الاوائل من الذين ثاروا علي المستعمر البغيض وانتزعوا الحرية وصنعوا الاستقلال لبلدانهم وأوطانهم بدماء الشهداء الذين من بينهم علي سبيل المثال لا الحصر : فائمة زعماء أفريقيا الذين ناضلوا من أجل الحرية يشمل شخصيات بارزة مثل نيلسون مانديلا (جنوب أفريقيا)، وكوامي نكروما (غانا)، وجومو كينياتا (كينيا)، وباتريس لومومبا (الكونغو)، وجوليوس نيريري (تنزانيا)، الذين قادوا حركات التحرر من الاستعمار، والكفاح ضد الفصل العنصري، ودافعوا عن سيادة واستقلال شعوبهم بمسارات سلمية أو مسلحة، وتركوا إرثًا كبيرًا في نضال الشعوب ضد الظلم والاستعمار. ومن بينهم الزعيم روبرت موغابي . كان استاذ جبره ثورياً وثائر مغرم ومعجب بموغابي مما جعله يسمي احد ابنائة روبرت اعتزازاً بهذا الزعيم الذي قاوم وناهض ضد حكم الرجل الأبيض في روديسيا (الاسم السابق لزيمبابوي ) . كما كان من المحبين للرئيس السودان السابق جعفر محمد النميري مثل الكثيرين غيره فأسمي ابنه نميري تيمناً به علي طريقته الثورية الخاصة . بين ايدينا سيرة العطرة للاستاذ جبره كوكو انقلو الذي جاء ذكره من تدوين وكلام الشيخ جماع مأمور كاحد الملمين اللصيقين به اقتبس او انقل ما ورد ادناه كما يلي : الشيخ جماع مأمور : السيرة الذاتية للراحل الاستاذ جبر كوكو أنقلو كومي تاريخ الميلاد : 1939 م مكان الميلا د هيبان اقليم جبال النوبة ورية جنوب كردفان . في الترتيب او التسلسل الاسري هو الابن الرابع من عدد سته اشقاء اربعة منهم الاد و بنتين . تلقي تعليمه الاولية واكمله في مدرسة كاودا الاولية كسائر ابناء هيبان في ذاك الزمان . هذا ما أهله بمزيد اجتهاداته الشخصية وحبه للعلم التعليم ان ينمي قدراته ويأهل نفسه ذاتياً . كما نشط في المجال والحياة السياسية وبرز فيها مبكراً لاسيما ان عاصر الاب الراحل الزعم السوداني المخضرم المحنك سياسيا القس فليب عباس غبوش ادم . في بديات اتحاد عام جبال النوبة ومن ثم تكوين الحزب القومي السوداني الشهير . وقد عرك الاستاذ جبر الحياة السياسية وترقي فيها حتي صار رئيساً للحزب القومي السودان في ولاية شمال كردفان . تزوج من شريكة حياته ليلى كوكو في العام 1961 م في هيبان . وله منها من الابناء والبنات بالترتيب 1 – جيمس الابن البكر 2 – ماجده 3 – روبرت 4 – نميري 5 – نوادر المتزوجه والمقيمه في والصغير هيبان 6 – يوسف اخر العنقود متزوج ومغترب في الاردن . كان الاستاذ جبره رئيساً للجمعية الخيرية لريفي هيبان في شمال كردفان وبفضله واجتهاداته وكل الغيورين من ابناء المنطقة في مدينة الابيض وعلي رأسهم صديقه الحميم المناضل الاستاذ علي ابوعنجه الموت . الذي كان عضواً في الاتحاد الاشتراكي اقليم كردفان في زمن الرئيس السابق جعفر محمد النميري عضواً منتخباً وممثلاً لدائرة ريفي . فقد شكلوا مع كل ابناء منطقة وريفي هيبان في الابيض جمعية خيرية ستظل با قدمت من اعظم واقوي الجمعيات الخيرية علي الاطلاق . المعذرة لكل ابناء ريفي الذين لا يسمح المجال هنا لذكر اسمائهم فرداً فرداً فلهم العتبي حتي يرضو . "عصامياً بامتياز" كان جبره كوكو رجلاً أضف الي ذلك يعد الاستاذ جبره كوكو أنقلو من ابناء منطقة هيبان الاوائل الذين قدموا الي مدينة الابيض في ولاية شمال كردفان . ذلك في بدايات خمسينيات القرن الماضي برفقة اخوانه ورفقاء دربه كل من القس تليان كومي كجو والقس حسن كنده كوكو . وقد تتلمذ ثلاثتهم وتأهلوا وعملوا في الارسالية الامريكية بالابيض . اليوم الارسالية هي الكنيسة الانجيلية المشيخية السودانية . وقد عمل بها استاذاً في مدرستها الاهلية في مجال التعليمي المسائي او محو الامية . وهو رائد في هذا المجال واب معلم ومربي تخرج علي يديه وانتفع بعلمه المتواضع الكثيرين الكثيرين ممن درسوا بهذه المدرسة علي وجه الخصوص كل من فاتهم فرص التعليم النظامي في المدارس الحكومية او من فاتهم قطار التعليم واضحون يعدون كفاقد تربوي . وقد تأهل الكثيرين منهم بالاخص الطموحين الذين تلقوا المزيد من التعليم بعد التعليم المسائي في الارسالية . وقد صاروا البعض منهم فيما بعد موظفين كبار في الدولة وفي العمل الخاص وشتي المهن الاخري بل توظفوا في المنظمات بفضل ما تعلموا من اللغة الانجليزية وكانت مدرسة ارسالية شهيرة بتدريس اللغة الانجليوية وقتذاك . ولا يزال الكثيرين يدينون بالولاء العرفان والتقدير لمدرسة الارسالية الانجيلية وفضل المعلمين تليان كومي وجبره كوكو ومايكل وينديمو وحسن كنده عاش استاذ جبره كوكو وقضي الشطر الاكبر في مدينة الابيض عروس الرمال وأفني بها زهرة شبابه وأجمل ايام حياة . ومع هذا لم ينسي جبره موطنه الاصل هيبان حيث كان يرحل الي هنالك كل عام ويقضي كل ايام اجازاته بها . بل اكثر من ذلك فقد انتقل الي هيبان فور توقيع اتفاق سلام جبال النوبة في عام 2002 م بسويسرا انتقل الي هيبان برفقة رفيق دربه حسن كنده وأخية ضابط الصف المتقاعد حسن البنا كوكو الذي تولي مهام مك هيبان . وكان الاستاذ جبره كوكو وكلياً ومستشاراً وساعدا وعضداً للمك حسن البنا . وساهم المك حسن البنا بمساعدة وكليه جبره كوكو مساهمة فعالة جداً في حلحلة المشاكل الاجتماعية ومشاكل وتعقيدات الاراضي والحواكير في هيبان . هذا كله تم بفضل وعون ومساعد بقية اعيان المنطقة والعارفين بها مثل القس ادم كوكو كافي والشيخ امدور كومي بالاضافة الي المكوك والعمد الاخرين من قبائل المنطقة من الليرا واطورو والتيرا والشواية وابل وهيبان وكل المكونات الاخري التي تقطن منطقة وريفي هيبان بتشعباتهم لهم جميعاً التحية والمحبة والتقدير وهم جميعاً شكلزا يشكلون طيف وفيسفاء هيبان أرض الطيبة المحنة . قضي جبره ردحاً من الزمان في هيبان محاولاً رد ولو اليسير من الدين للوطن الصغير الأرض والشعب والمكان . اراد ان يعوض ما فاته من الذي كان يمكن ايقدمه في قمة مجده الي البقعة التي ولددته وانتجبته وترعرع فيها طفلاً وصبياً وشاب ومن قدمته رجلاً نفعاً لها وللوطن الكبير السودان بأساهاماته الجليلة أنفة الذكر . ومنذ العام 2002 م حتي 2021م كان ظل جبره كوكومقيماً في هيبان اقامة دائمة وبصورة مستديمة رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها في هيبان . هذا بالرغم من وجود منزلة واسرته في الابيض . لكنه وبعد الحاح شديد من افراد اسرته وتقديراً لكبر سنه والمرض اضطر اضطراراً تلبية رغبتهم بالرجوع الي الابيض للعلاج والاستشفاء . هذا بينما ظل قلبه ووجدانه مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بهيبان . كما قدم الاستاذ جبره كوكوانقلو الكثير لوطنه الصغير والكبير وللمجتمع عامة . فقد ظل أميناً في ايمانه المسيحي ولم يتزعزع قيد أنمله كالباقين الذي تغريهم المناصب والوظائف والسلطات الدنيوية . لا بل عمل لدينه جنباً لجنب كما عمل لوطنه دون ان يفرط في هذا علي حساب ذاك ابداً . طان رجلاً تقياً ورعاً ملتزماً بمبادي تعاليم المقدس حافظاً للأيمان سالكاً بحسب ووصايا الرب مفتدياً للوقت عالماً ومدركاً جيداً بأن الايام شريرة . مرضى وعاني الاستاذ جبر كوكو معاناة شديد لفترة طويلة مع الذي اقعده وابقاه طريح الفراش من المرض حيث اجريت له عمليات مختلفة من البروستاتا والورم في البطن والكسر في المخروقة . ومع اشتداد الام الامرض المستعصية ظل قوياً صابراً ومثابراً مشجعاً ومعزياً لكل من زاره وعاوده في مرضه مؤمناً بأمر الله ثباتاً في الايمان والرجاء الذي لنا في الرب يسوع المسيح . قد شاءت مشيئة الله ان ينتقل الي الامجاد السماوية في صبيحة يوم الاثنين الموافق 8 ديسمبر 2025 م . وبهذا الرحيل ااستراح الاستاذ وانضم الي زمرة الشهداء والقديسين حيث يستريح كل المتعبين من اتعابهم واعمالهم تتبعهم كما يقول الكتاب المقدس في سفر الرؤيا . وسمعت صوتا من السماء قائلا لي: اكتب: طوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن نعم يقول الروح: لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم . آية (رؤ 14: 13) في الختام ل يسعنا ان ان نأكد بأن الاستاذ جبره كان رمزاً من رموز منطقة هيبان في شمال كردفان وواحد من الذين يشار اليهم بالبنان في الحلم والحكمة وحسن الدراية والتدبير . وهو رحل حكيم حسن الخلق والمعشر نقي السيرة والسريرة باركه الله بارك في زوجته ماما ليلي زريته من بعده احسن اليهم . عليه نقول اخير كان أميناً في القليل فأحب الرب ان يقيمه علي الكثير حسب الوعد المقدس . قال له سيده : ( نعما أيها العبد الصالح الأمين! كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح ) . متي 25: 23
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة