كان من المفترض أن ابتدر هذا المقال بعبارة " إن لم تستحِ فقل ما شئت"، لكنني أعلم تماماً أنها لا تجدي مع من أعنيه، فمثله والحياء خطان متوازيان لا يلتقيان ولو انطبقت السماء على الأرض.
ولن تصدق يا عزيزي القارئ ما سمعته في تسجيل صوتي لذلك المدعو الهندي عز الدين - أو زفت الطين كما يحلو لصديقي دكتور فيصل عوض أن يناديه.
ظهر الرجل غاضباً في رسالته الصوتية المتناقضة بعد سقوط هجليج في أيدي الجنجويد، لكن لن تتخيل عزيزي القارئ الاقتراح المدهش الذي قدمه.
اقترح الهندي أن تستعين قيادة الجيش بقوات مصرية وإريترية للمناطق التي يسيطر عليها الجنجويد حالياً، لتتولى تلك الجيوش مهامهم، ثم يبدأ التفاوض. وردد بصفاقة غير عادية: " نحن نثق في مصر وحرصها على وحدة واستقرار السودان"!
أي بشر بالله عليكم، وأي إعلامي يمكن أن يكون هذا العميل عديم النخوة والرجولة؟! كيف لمن يدعي الوطنية أن يتجرأ ويُطالب جيوش بلدان أخرى باحتلال بلده، مهما كانت المبررات؟!
والأغرب أن نسمع مثل هؤلاء الأرزقية يستعيرون ألسنتنا بقول" نحن"، دون أن نحرك ساكناً بالصورة التي تعيدهم إلى الشوارع التي أتوا منها. فلو أن أمثال الهندي يمثلون السودانيين، لما هب الشعب عن بكرة أبيه في ديسمبر ٢٠١٨، ولما قدم خيرة شباب الوطن أرواحهم العزيزة من أجل اقتلاع نظامٍ فاسد ومجرم، كي يبقى لنا " العوار" من شاكلة هذا الهندي.
ويا للسخرية.. مصر التي تحتل أراضينا منذ عشرات السنين يراها هذا العميل حريصة علي وحدة واستقرار السودان! لدرجة أن نطلب منها أن تحتل المزيد من أراضينا بذريعة تخليصنا من الدعم السريع!
يا لهوان بلد يعد أمثال هذا الدعي من واجهاته الإعلامية!
ولأنه الهندي فقد أغرق رسالته الصوتية بتناقضات هي العلامة الفارقة لكل الأرزقية. عبر عن غضبه من الدعم الخارجي الذي يحصل عليه الجنجويد، لكنه بالطبع لا يمانع في أن يحصل الجيش على دعم ثلاث دول أو أكثر، أو أن يقاتل معه التيقراي.. بدليل دعوته الصريحة للاحتلال المصري والإريتري!
قلنا مراراً أن الكيزان لا يعنيهم الوطن في شيء، وأن أكثر ما يشغل بال إعلامييهم المتكسبين ليس سوى أرصدتهم المصرفية وما يدخل جيوبهم. بل إن بعضهم رخيص لدرجة أن فاتورة وجبة في مطعم قد تكفي لشراء قلمه بالكامل! ومع ذلك، ما زال السذج و بعض من يحسبون أنفسهم مستنيرين يصدقون أن الحرب اندلعت من أجل كرامتهم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة