يبدو أننا سنلجأ لمعالجة هذه القصيدة على مستويين، حتى نفك الارتباط بين شخصيتين جرى حولهما لغط كثير وتم تداول أكثر من رواية وواقعة بين عدد من الرواة والمهتمين والثقاة، ومعالجتنا ستكون شبيهة بما قمنا به من معالجة لأغنية (سيدة وجمالا فريد) عن طريق اعتمادنا على القراء في الجزء الأول من سلسلة ملهمات، لنصل إلى ملهمة الأغنية الحقيقية من تكون، أهي الأستاذة السودانية نفيسة صبير أم النادلة الإثيوبية لينا؟!، علما أن بحثنا هذا لم يستطع تحديد من هي الملهمة الحقيقية للأغنية الشهيرة، لذا ترك هذه المهمة لقراءة بحثا عنها معنا علهم يصلون إلى فك شفرة ملهمة الشاعر الحسين الحسن. نفيسة صبير ملهمة حبيبة عمري تفشى الخبر كلمات الشاعر: الحسين الحسن حسن الجزولي تكاثرت القصص والروايات عن نسبة قصيدة حبيبة عمري لملهمتها نفيسة يوسف صبير بعد رحيلها في السابع من ديسمبر ٢٠٢٣ بمدينتها ود مدني، وهي زوجة د. الفاضل شمس الدين وأم لعدد من البنات والبنين الفضليات والأفاضل.والذين بحثنا ـ وما نزال عن وسيلة للتواصل معهن ـ وما نزال في الأنتظار. هناك عدد من الافادات تعضد، نسبة الأستاذة نفيسة صبير إلى الأغنية، حيث تشير لنا الأستاذة فايزة نقد إلى أنها زاملت نفيسة صبير في المرحلة الوسطى بمدينة مدني ثم الثانوية في مدرسة أم درمان الثانوية، حينما كانت نفيسة بالصف الرابع وفايزة بالصف الأول. وتصف لنا فايزة الأجواء التي كانت عليها مدارس تلك السنوات فتقول، رغم ان الدفعة عددها بسيط ولكنها تميزت بأبداعها في الجمعيات الأدبية والمسرح والرياضة والفنون، حيث أن المدارس كانت معدة اعدادا جيدا من حيث الموقع والمساحة والميادين الشاسعة ومعامل العلوم وغرف الفنون والتدريب المنزلي والمسرح. وقالت إن جميع طالبات الصف الأول كن يتخذن نفيسة صبير كقدوة وكمثال من حيث انضباطها ونظامها وحسن تدبيرها وترتيبها، سيما وأن أسرتها مميزة ومعروفة بمدينة مدني والمنطقة بكاملها.قالت ان ملامحها لا تزال راسخة في ذهنها شكلا ًوموضوعاً،، سودانية بكل المقاييس ، قامة فارعة, شلوخ جميلات، هيبة مميزة جداً، مع رقي ملفت للنظر. تعتقد فايزة أن الملهمة والشاعر التقيا بجامعة الخرطوم في مرحلة الدراسة الجامعية، وأنه كتب لها القصيدة في تلك الفترة. تشير لنا فايزة أن جمالها كان يفرض نفسه مستحوذاً على شباب أم درمان في تلك الفترة, والذين كانوا يأتون زرافات ووحدانا كل يوم خميس إلى محيط المدرسة لمشاهدتها، وهو يوم خروج الطالبات من الداخلية إلى ذويهم، مشيرة لشخصية أم درمانية شهيرة ومعروفة كانت مغرمة بنفيسة درجة ان كل طالبات المدرسة كن يعرفن بذلك، حتى نفيسة نفسها، ولكنها لم تكن متضايقة من ذلك حيث الحياة في تلك الفترة لم تكن معقدة وكانت سهلة، وهي قبلت هيامه بها طالما التزم البعاد ولم يضايقها مطلقا، ففط كان يأتي نهار كل خميس يشاهدها ثم يغادر بصمت!. علماً أن الحب والوله في تلك الفترة ورغم نه كان جياشاً ولكنه يظل في الصدور ومن على البعد فقط، وهذا هو سر خلود أغنية الحقيبة لأنها حملت كل تلك المضامين!. يعضد وجهة نظر فايزة نقد الصحفي المخضرم صديق محيسي كأحد أبناء مدينة ود مدني مؤكداً لنا بأن الأغنية كتبها الشاعر الحسين الحسن بالفعل في ملهمته نفيسة صبير، ويعتقد الصحفي محيسي أنه رأها في مدني عندما كان يدرس الثانوي بمدرسة حنتوب الثانوية. وهو ما يؤكده بشكل أو آخر العديد من معارفها وطلابها وبعض أهله وجيرانها, منهم عبد الرحيم حاج أحمد بموقع بيت الشعر والأدب السوداني بالفيس بووك، حيث أشار في مداخلة له أن الحسين وهو طالب بجامعة الخرطوم كتب قصيدة في إحدى زميلاته، بعنوان ( أجمل البنات)، وكان مما جاء في ابياتها:- ( أجمل البنات إذا وصفتها ستعرفونها ستعرفون أني أقصدها بالذات لأنها على الإطلاق أجمل البنات لأنها أجمل مافي الأرض من أشياء بل أنها أجمل مافي الأرض والسماء أجمل من ملاك يختال في غلالة من نور أجمل حتى من بنات الحور) إنتشرت القصيدة بين طالبات وطلاب الجامعة، لما بها من مشاعر جياشة ومؤثرة، بل عرفوا فيمن كتبت تلك القصيدة باعتبار أن المقصودة هي الأستاذة نفيسة صبير!، الأمر الذي أصاب الملهمة بالحرج الشديد، وذاك زمان كان فيه الشعراء والمطربون يدارون أسماء وشخصيات ملهماتهم بين قوافي القصيدة, بل يلجأون إلى الإشارة للمحبوبة عن طريق التورية فقط،، يظل الواحد فيهم يبث لواعج شوقه لحبيبته تعبيراً عن الحرمان والوله لرؤية الحبيب، ولك في أغاني الحقيبة الكثير من الأبيات التي تعبر عن ذلك، وحتى أن المحبوبات والملهمات في ذلك الزمن يسمحن للشاعر الولهان كتابة قصيدة عاطفية فيهن ولكن يشترطن عليه الا يذكر أو يشير لأسماءهن!. المهم في الموضوع، وكأن الشاعر قد أحس بأن ملهمته قد تضايقت من ما سببه لها من حرج وسط زميلاتها وزملائها، فاستشعر الحسين الحسن تلك الورطة والتي كانت من بنات هواجسه فقط!، فكتب لها قصيدة يعتذر فيها عن ما بدر منه دون قصد، فكانت قصيدة وأغنية ( حبيبة عمري تفشى الخبر) وقد عرفت في البداية باسم ( إني اعتذر)، والتي ذاع صيتها بأكبر وأوسع من القصيدة الأولى!. وقد كتب مقدمة لها يقول فيها ( إلى أسمح البنات، إني أعتذر، إذ يبدو أني أفضت في الكلام فعلاً ،، حبيبتي عمري تفشى الخبر وذاع وعم القرى والحضر)!. وكان ذلك في أبريل ١٩٦٠. وكذا أشارت لها الكاتبة الأسفيرية هناء البوشي ضمن نشرها لخبر رحيل نفيسة صبير بالفيس بوك في ١٠ ديسمبر ٢٠٢٣ بأنها ملهمة أغنية حبيبة عمري. أما تلك الرواية المتعلقة بتأليف الشاعر للقصيدة بمدينة مروي وأن شهود عيانها هم كل من الفنان الكابلي نفسه إضافة لكل من القاضي بابكر عوض الله وعمر عبد العاطي المحامي, فإن ذلك لم يحدث بتاتاً, حيث أن الأستاذ عبد العاطي نفسه قد نفى للكاتب هذه الوقعة جملة وتفصيلاً, مؤكداً أنها محض واقعة مفبركة ليس إلا!. وعليه ** فهل أن ملهمة أغنية حبيبة عمري وبالافادات التي وردت حولها أعلاه، تشير إلى أنها بالفعل هي الأستاذة الراحلة نفيسة صبير، أم هي شخصية أخرى؟!. لها الرحمة والمغفرة وجميل الرثاء ولآلها وذويها صادق العزاء. (والى الجزء الثاني)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة