فأين الجلافة الرعوية بين هؤلاء؟ كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-09-2025, 03:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-08-2025, 07:26 PM

احمد التيجاني سيد احمد
<aاحمد التيجاني سيد احمد
تاريخ التسجيل: 08-16-2022
مجموع المشاركات: 547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فأين الجلافة الرعوية بين هؤلاء؟ كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد

    07:26 PM December, 08 2025

    سودانيز اون لاين
    احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    د. أحمد التيجاني سيد أحمد – ٨ ديسمبر ٢٠٢٥


    أنا من قوم ابتدعوا الساعة وتقييم الوقت منذ عشرة آلاف عام؛ كما ابتدعوا المراحيض والنظافة.
    قوم عاشوا في سلام، لم يحملوا سلاحًا، ولم يقتلوا أو يسرقوا.ً قوم سجونهم خالية بشهادة القضاة في النوبة المصرية والسودانية، إلى حدّ أن قاضيًا جنوبيًا شابًا، عُيِّن في وادي حلفا، طلب النقل لأن قلة الجريمة فيها كانت تهدد مستقبله المهني.

    وأنا من مجموعة من الشباب خريجي جامعة الخرطوم، حيث الأكل على الموائد بالطريقة الأوروبية؛ وحيث الموائد والطرقات بديعة ونظيفة على الطريقة النوبية.

    لكنني أيضًا من مجموعة ابتُعثت عند التخرّج إلى البادية:
    إلى بني جرّار، والأحامدة، وبني سليم، والشكرية، والرزيقات، والمسيرية.
    وتعلّمت عندهم — إضافةً إلى ما في جعبتي من أدب نوبي — مكارم الأخلاق: احترام الضيف، نظافة الصريف، نظافة وجودة الطعام، نقاء إناء اللبن، وبذله لكل ضيف.

    سرّني ما رأيته من قوة شخصية المرأة.
    حتى البنية الصغيرة ترحّب بالقادمين في غياب الكبار، وتدعوهم إلى الطعام والماء.
    ولو تدرون المشقّة التي تجمع بها النساء — أو من يسمّيهن المجتمع الحضري الذكوري باحتقار “عوّين وحرمة” — ذلك المجتمع الذي تسلّلت إليه وترسّبت في قيعانه الرطبة رائحة الدم والسائل المنوي، وهيمنة مفسّري الدين!
    أدخلوا الرعب والقسوة، فصار السودان تربة خصبة للصهيونية الإسلامية (الكيزانية)، أو ما يُعرف منذ حسن البنا اليهودي المغربي بالحركة الإسلامية.
    وها نحن نعيش بسببها حربًا عبثية ذكورية قضت على الأخضر واليابس.

    لم أجد في أرض الواقع ما قرأت عن جلافة البدو:
    لا عندما جاورنا الشكرية في خشم القِربة،
    ولا في سلوك وكرم أصدقاء عمري من المسيرية والزريقات، وبطون كردفان الذين تزاملت معهم منذ أيام الجامعة، وتقاسمت معهم السكن والميز بعد التخرّج.

    وأذكر ما قرأت لعبد الله علي إبراهيم وهو يذكر الرهيف الراقي علي عبد القيوم، ثم يمرّ على عظماء السودان مثل عبد الخالق ومنصور خالد.
    وكنت قد كتبتُ حينها: “ليحنّن الناس فيه”،
    وهو — في الوقت نفسه — يولغ كالكلب في إناء الجيش المودِلِج القذر الفاسد، واصفًا إيّاه بالحداثة.
    نسي — أو تناسى — أنه تجلّى في بعض الأحايين عندما قرأ لعلي عبد القيوم وهو يتحوّل تحت المطر بين الحيشان والقطاطي والصَّرْفان
    في ديار الزريقات، ودار حَمَر، والأضية، وتِندَلتي، والأبيض.

    *في هذه الظهيرة الندية العيون
    *لابد أن أقول شعراً للمطر

    فأين الجلافة الرعوية بين هؤلاء
    -
    العقل الرعوي: سؤال الاتهام وسؤال الحقيقة

    يَصِف الدكتور النور حمد العقل الرعوي بأن ما يبدو “حَضَريًّا” فيه ليس إلا قناعًا زائفًا، يخفي تحته طمعًا، ونهبًا لموارد الدولة، ونزوعًا للغنيمة، واستعلاءً عرقيًا،وكراهيةً وتمييزًا اجتماعيًا، وجلافةً في السلوك، وضعفًا في ضبط النفس؛ وهي — بحسب هذا الطرح — قيم متجذّرة وليست جديدة، بل ممتدّة تاريخيًا، ومع ذلك لا تصلح لأن تكون معيارًا للحكم على الحاضر، ولا أداةً لإدارة الواقع.

    وأنا — من واقع معايشتي لا من بطون الكتب — لم أجد الرعاة، دون سواهم، متميّزين في القتل أو في الحيازة. ما عدا تجربة التعايشي، فإن قوات البطش عبر خمسة قرون لم تكن في معظمها رعوية أصلًا:
    الخديوي التركي،
    وجيش ٥٦ المستقرّ النيلي،
    ومجازر المتمة بدافع الانتقام،
    ثم انتفاضة توريت التي دفع ثمنها نحو مليونَي جنوبي.

    من المتمة إلى توريت إلى دارفور: خطّ واحد… هو عنف الدولة

    المتمة لم تكن معركة بين “عقل رعوي” وآخر حضري؛ كانت ثأرَ دولةٍ غازيةٍ من مدينةٍ أعزل.
    الدفتردار لم يكن راعيًا، وجيشه لم يكن رعويًا، وذبح المدنيين لم يكن سلوك نمط عيش، بل سياسة انتقام لإرهاب الأقاليم بعد مقتل إسماعيل باشا.

    وتوريت أيضًا لم تكن انفجار “عقل بدوي”.
    بدأت كتمرّد جنود وموظفين جنوبيين داخل جهاز الدولة، ثم تحوّلت إلى انتقام دولةٍ طويل دفع ثمنه نحو مليونَي إنسان عبر السنين.
    مرة أخرى: القاتل جيش دولة، والمقتول شعب.

    ثم جاءت دارفور، لا كتجلٍّ لـ“عقل رعوي”، بل كأقصى ما بلغته هندسة العنف الدولتي:
    تسليح مليشيات،
    تفويض بالقتل،
    تسييس للهويّات،
    وتحويل القرى إلى ساحات إحراق.

    تمرد توريت… ليس رعويًّا ولا قبليًّا

    في توريت عام ١٩٥٥ لم يكن المشهد رعويًا ولا قبليًا.
    كان جنودًا جنوبيين داخل جيش الدولة أُمروا بالصعود إلى الشاحنات المتجهة شمالًا، فشعروا أن السلاح يُسحب من أيديهم وأن السيطرة تُسلَّم لغيرهم.رفضوا، ثم انفجر الغضب. قُتل الضباط الشماليون، أُحرقت البيوت، وانتشرت الشرارة إلى جوبا وياي ويامبيو ومريدي.

    لكن ما بدأ كرفض داخل ثكنة، تحوّل سريعًا إلى انتقام دولة.
    ومنذ تلك اللحظة خرج العنف من سياقه المحدود إلى حرب طويلة دفع ثمنها نحو مليونَي جنوبي عبر السنين.
    لا القاتل رعوي، ولا المقتول.
    القاتل جيش دولة، والمقتول شعب أُخذ بجريرة دولة.

    الجلافة لا تسقط بالتقادم

    الجلافة لا تسقط بالتقادم.
    وما يرمي إليه بعض الكتّاب من أن من “تاريخه جلافة” يمكنه أن ينصهر ويتلمّع ويكون “متحضّرًا”، يطرح سؤالًا بسيطًا:

    ما هي مقاييس التحضّر أصلًا؟

    في رأي كثيرين — وأنا منهم —
    أهل الحضر اليوم أكثر جلافة:
    لا يُغيثون الملهوف،
    يقفون كأن في آذانهم وقر،
    يرون ضحية تتعرض للسرقة أو النهب أو العنف ولا يتحرّكون،
    بينما إخوة فاطمة يضعون سياجًا إنسانيًا لحماية الضعيف.
    ارجعوا إلى المناحات، وستجدون الكثير من ذلك.



    الخلاصة

    الجلافة ليست في البادية،
    ولا في الرعي،
    ولا في إناء اللبن،
    ولا في يد المرأة التي تحمل الطعام في غياب الرجال.

    الجلافة الحقيقية في:
    من يقتل باسم الدولة،
    ويغتصب باسم الدعوة،
    ويكذب باسم الحداثة،
    ويصنع حربًا ذكورية باسم الوطن.

    فأين الجلافة الرعوية بين هؤلاء؟



    كسرة

    علي عبد القيومِ. جرداق للمطر

    في هذه الظهيرة الندية العيون
    لا بد أن أقول شعراً للمطر

    ****

    لما دعت لنا عجوزة من أرض فور حافية
    ـ جاءت لتحتمي بنا من جلدة السحاب ـ
    بأن ننام ـ بعد دفقة السماء ـ عافية،
    خرجت للطريق.
    يا طيبون، مهرجانكم
    والأرض لم تزل غريقة بالماء
    والخور يستطيل عزة وكبرياء
    بهرجني
    كما عيونكم
    تطرزت
    بالعشب والدليب
    والذُرة

    وشالني وحطني فوق السماء الممطرة!
    اندلق الأطفال في المياه كالأسماك

    وانتشرت ثياب العاملات في الأسواق
    كالشباك
    تصطاد كل نسمة وكل وهجة شمسية
    وها هنا ...
    تسمرت بي الخطى تشدها روائح العبير والبهار
    ويحتوي دروبها الدَهَشْ
    من بعد ما تبخر الخريف
    واستنشقته فوهة الرمال الساخنة
    وضيعته في قبور الجوع والعطشْ
    لكنما هذا المساء
    طوحت به مرجيحة النسيم وانتعشْ
    هذا المساء لو يباع
    تنهشه الخرطوم من عيونكم
    حتى تبل ريقها
    ويستجم السادة الكبار تحت أذرعه
    وتستحم في ندائه الشوارع المرصعة
    لكنه يقر في براءة الرمال
    يستفزه توهج الأسفلت والحديد ...
    ... لا يُباع
    وهذه الخرطوم ـ بنت دار الصبح ـ
    لصة الذراع
    تسرقكم نداوة الرذاذ
    كي تقر في بيوت السادة الكبار
    بعد الخريف، ذهباً وجلنار
    ومركبات حافلات بالعوين والخدم
    وأنتم هنا ...
    لا شيء غير رنة الجرداق
    غناؤكم ألم
    خريفكم ألم
    ربيعكم ألم
    لكنما ربيعنا ... ربيعكم
    لو تبغضونه، يجيئكم
    مزدهر الكفين، راقص الشهاب
    بعد الخريف الواعد السحاب!

    1965

    * الجرداق بحديث أهل غرب السودان هو شعر الغزل

    البريد الاكتروني
    [email protected]
    Sent from my iPhone























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de