إن مسألة سيطرة الدعم السريع علي حقول النفط في هجليج والتي تستوعب صهاريجها حوالي ٤٥٠ الف برميل يوميا تقودنا الي تساؤل مهم للغاية. فمن المعروف ان بترول دولة جنوب السودان القادم من حقول بانتيو والتي يشكل ٨٠% من كل إنتاج نفط السودان القديم ، يأتي عبر هجليج ويأخذ طريقه بالأنبوب الناقل إلي ميناء بشائر علي البحر الاحمر في طريقه بالسفن الي الاسواق العالمية التي تستورد هذا النفط وفق اتفاقيات محددة مع حكومة دولة جنوب السودان، علما بان حكومة جنوب السودان تدفع لحكومة السودان إيجار النقل لكل برميل عبر الأنبوب حسب الاتفاق الموقع بين البلدين منذ انفصال الجنوب. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ، هل سوافق حكومة تأسيس التي تعترف بها دولة الجنوب علي إستمرار نقل بترول الجنوب الي ميناء بشائر مثلما هو متبع من قبل أم ستمنع هذا النقل؟ وهل ستطالب حكومة تأسيس بمقابل مادي عن كل برميل قادم من دولة الجنوب الي بشائر أم انها لن تطالب بأي مقابل مادي من حكومة الجنوب؟ إن سيطرة الدعم السريع علي حقول هجليج لها مابعدها من آثار إقتصادية علي الدولة السودانية لأنها سوف تتجه للبحث عن مصادر تمويل لاستيراد بترول من الخارج لتسد به حاجة البلاد نظرا لذهاب بترول هجليج الي حكومة تأسيس حاليا. عموما فإن الموقف الاقتصادي للبلاد سيتأثر كثيرا بسبب إحتلال نفط هجليج ، وفي ذات الوقت فإن حكومة تأسيس لن تجد سبيلا لإستثمار نفط هجليج هذا عن طريق تصديره الي الخارج. وبناء علي كل تلك المتغيرات فإن الأمر ربما يقود الي تحكيم العقل عند طرفي القتال والاتجاه الي التنازل الإيجابي للاستفادة القصوي مما هو مطروح من مبادرات الوساطة الرباعية او السعي الأمريكي لحل هذه المعضلة التي تنعكس آثارها السلبية في كل صباح سواء علي الشعب السوداني النازح باستمرار او علي سبل الحياة لدي كافة ابناء الشعب السوداني ؛؛؛؛
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة