في علم النفس السياسي، يُنظر إلى الكذب والخداع والتضليل كآليات دفاعية يستخدمها الأفراد والجماعات للهروب من مواجهة المسؤولية. أتباع تنظيم الإخوان في السودان مارسوا هذه الآليات بشكل ممنهج، فكلما ضاقت بهم الحقائق لجأوا إلى الإنكار، وكلما واجهوا جرائمهم حاولوا التبرير أو تبديل الأسماء والواجهات. هذه ليست علامات قوة، بل أعراض مرض نفسي جماعي يحتاج إلى مواجهة وعلاج. علم الأخلاق والصدق والنزاهة أصبح اليوم مادة تدرس في الجامعات، ويُعتبر معيارا أساسيا في تقييم القيادات والمؤسسات. لذلك لا معنى للهروب إلى الأمام، فالعالم يعرف تاريخ تنظيم الإخوان في مصر والسودان وبقية دول المنطقة. في الأردن مثلاً، فضحهم المهندس الراحل ليث شبيلات وكشف جرائمهم، وهناك كثيرون تخلوا عن هذا التنظيم بعدما أدركوا خطورته على السلام والأمن والإستقرار. من منظور علم النفس السياسي، الإنكار المستمر يعكس عقدة عميقة: الخوف من المحاسبة، والتمسك بالسلطة كتعويض مرضي عن فقدان الشرعية الأخلاقية. لكن ليس المهم الأقوال، بل الأفعال على الأرض. تنظيم إخوان السودان دمّر البلاد منذ عام 1989 وما زال مصراً على مواصلة الدمار والخراب، وفوق هذا كله يمارس الإنكار وكأنه علاج، بينما هو في الحقيقة مرض يفاقم الأزمة.
الخلاصة أن الشعب السوداني والعالم لا ينخدعان بهذه الآليات النفسية الدفاعية. فالمحاسبة قادمة، والعدالة لا تعرف إنكار النسب، والكيزان سيجنون ثمار ما زرعوه من سموم.
الطيب الزين / كاتب وباحث في قضايا القيادة والإصلاح المؤسسي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة