يدهشك القطريون دائماً بتنظيم المناسبات الرياضية. ففي آخر نسخة من كأس العالم رأينا العجب وروعة التنظيم، لتخرج النسخة كأفضل ما تابعه الناس منذ أن عرفوا هذه البطولة. وحالياً، وجدت نفسي منجذباً لمتابعة كأس العرب بسبب التنظيم الرائع الذي يقدمه القطريون.
وليس مصادفة بالطبع أن يرتفع المستوى الفني لمعظم مباريات البطولة، فالتنظيم المتميز والحفاوة التي تحظى بها جماهير مختلف المنتخبات العربية يساهمان بشكل كبير فيما نراه من حماس ورغبة في الفوز لدى لاعبي معظم المنتخبات المشاركة.
لكن يظل السؤال الذي طرحته خلال بطولة كأس العالم قائماً: لماذا يفشل لاعبو المنتخب القطري في تقديم آداء يتناسب ما تبذله الدولة من جهود جعلتها الأولى في تنظيم المناسبات الرياضية بلا منازع؟
ومثلما قلت خلال كأس العالم أن الاتحاد القطري لكرة القدم لم يوفق في اختيار المدرب المناسب، يبدو بوضوح أنهم أساءوا الاختيار مجدداً. فالإسباني لوبيتيغي يمنحك الإحساس بأنه لا يفعل أكثر من اختيار ١١ لاعباً وإرسالهم إلى المستطيل الأخضر ليفعل كل ما يروق له!
المنتخب القطري فاقد للروح والتنظيم والتكتيك، ويبدو أنهم يعتمدون على الصدفة وحدها. ولولا وجود أكرم عفيف في التشكيلة لربما عجزوا عن مجرد الوصول إلى مرمى أي منافس.
وخلاصة القول أن قطر أثبتت للعالم مراراً أنها قادرة على تنظيم أضخم الفعاليات الرياضية بأعلى مستويات الاحتراف والإبهار، لكن المنتخب القطري نفسه ما زال الحلقة الأضعف في هذا المشهد المشرق. فمهما بلغت روعة الملاعب والبنية التحتية والتنظيم، يظل غياب الهوية الفنية والقيادة التدريبية الحقيقية عائقاً أمام تقديم منتخب يعكس حجم ما تُنفقه الدولة على الرياضة. وإن لم يتحرك الاتحاد القطري بجدية لمعالجة هذه الفجوة، فستظل الجماهير تردد السؤال نفسه في كل بطولة: لماذا لا يليق أداء المنتخب بما تقدمه الدولة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة