أن الشعب السوداني ليس بالسذاجة التي لا يعرف كيف يرتب أوراق اللعبة السياسية من جديد، الحرب يجب أن تكون حدا فاصلا بين الفشل الذي قاد للحرب، و بين تطلعات الجماهير الي استقرار سياسي و سلام أجتماعي، و العمل من أجل خلق بيئة صالح للتفكير الصحيح، و الذي يقود إلي النهضة بكل أنواعها.. دائما في الأزمات و الحروب المطلوب تغيير العقل السياسي الذي قاد للحرب، لآن العقل حامل الأزمة لا يمكن أن يكون هو المصلح، لذلك لابد من إيجاد عقليات جديدة تمحو رواسب الماضي لكي تنطلق إلي المستقبل بأفكار جديدة.. أن كثرة الشعارات و محاولات البحث عن حلول خارج أسوار الدولة، هي تقديم أجندة خارجية على الأجندة الوطنية، و تحويل النخب السياسية في السودان لقطع شطرنج، لا تتحرك لوحدها و لابد من محرك لها، و يصبح الخارج هو المستفيد من المعادلتين النصر و الهزيمة.. مثل هذه العقليات يجب أن تنسحب من الملعب، و تقدم شخصيات أخرى ربما تكون أكثر قبولا عند الشارع، و تأتي بأفكار تفتح نفاجات للحل في البلاد.. أن التمادي في الخطأ لا يمكن أن يؤدي لحلول، لأن الذي يصر على الخطأ لا يستطيع أن يفكر خارج سياقات أفعاله القديمة، لأنه في حالة من الاستلاب العقلي الذي يشوش عليه كل عمليات تفكيره.. فالذين يبحثون عن الحلول، و وقف الحرب، عليهم أن يطرحوا أفكارهم على الشعب، لأنه صاحب الكلمة الفصل في معارك الوطن.. الأفكار وحدها هي التي تقود إلي التغيير، ليس التغيير السياسي وحده حتى نقد الأفكار الضالة، و أيضا أكتشاف الأجندات المناهضة للدولة، عندما تقدم قوى سياسية رؤيتها للحل، و تطرحها للناس بعيدا عن أرنبة أنف النفوذ الخارجي، تكون قد قطعت نصف الطريق للحل، لأنه سوف يجبر الأخر أيضا أن يقدم فكرته، لكن التلويح بعصى أمريكا و غيرها من الأدوات الأخرى، يعقد المشكلة و يبعدها عن أي مسار يؤدي للحل.. و تجارب الشعوب تقول ذلك، عندما يكون هناك عاملا خارجيا يصبح حتما يبحث عن مصالحه، و ليس عن مصالح الشعب السوداني.. أن أية قوى سياسية تعتقد أنها هي محور الصراع، و هي وحدها المناط بها التفكير عن الآخرين، هؤلاء لا يبحثون عن ديمقراطية، أنما يبحثون عن سلطة استبدادية تنتزع من المواطنين حقوقهم في التعبير، و تقديم الأفكار التي يعتقدون أنها سوف تسهم في معالجة الأزمة و وقف الحرب.. و كما يقول عالم الاجتماع روبرت ماكيفر ( أن الشرعية التي يبحث عنها النخب السياسي تتحقق حينما تكون ادراكات النخبة لنفسها و إداراك الجماهير لها متطابقين و في اتساق عام مع القيم و المصالح الأساسية للمجتمع، و بما يحفظ للمجتمع تماسكه) أن أية محاولات لفرض شروط في العملية السياسة لا يقبلها الشعب أو الأغلبية، بالضرورة سوف تجهض، لذلك التفكير العقلاني بينطلق من الواقع و حسن القراءة له. و ليس أفتراضات غير واقعية و تنطلق بهدف الحصول على مصالح شخصية، أو إرضاء دول خارج... نسأل الله حسن البصيرة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة