وذلك لأن الإسلام دين سلام وحسبنا هنا أن نستذكر ما كان في صلح الحديبية إذ أن المسلمين لم يكونوا راضين عن الصلح لأن شروط الصلح ترجعهم بدون أن يؤدوا العمرة التي كانوا متشوقين لها فلم يمتثلوا علي الفور لتوجيهات النبي بالتحلل من الإحرام وحلق الرؤوس مما جعل النبي يستغرب من صنيعهم وأخذ يقول: (هلك الناس) (هلك الناس.. أمرتهم فلم يفعلوا) !!! قال هذا حينما رجع إلي أم المؤمنين أم سلمة فالنبي يعرف أنه نبيّ وهم يعرفون أنه نبيّ فلقد صدّقوه وآمنوا به والنبي.. موحي له مما يعني أنها توجيهات من السماء والقرآن كذلك وحي تكفل الله بحفظه ولذلك لم يرسل بعد محمد والقرآن لا رسل ولا كتب والآيات في مسألة السلم واضحة بل أن الله يزيل المخاوف من احتمال الخداع في لجوء العدو للسلم فيقول:
أي أن الله يعد .. بأن يكفيك شرّ خداعهم .. الكلام واااضح .. ولذلك نري أن الإصرار علي مواصلة قتال الجيش الرديف يدخل مشايخ وعلماء الدين في حرج بالغ فهذه لحظة مفصلية فالجنوح للسلم هو انصياع لأوامر الله وليس للرباعية أو الثلاثية ويفترض للعلماء والمشايخ أن لا يخشوا في الله لومة لائم وان يسدوا النصح للقيادات السياسية والعسكرية فهذا من صميم دورهم: (الدين النصيحة .. قلنا لمن يا رسول الله: قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)
ونذكّر المشايخ والعلماء بأن هذه الدنيا قصيرة والرسول الكريم مثُلها لنا كمثل رجل استظل بظل شجرة ثم راح فتركها فربما كان بينك وبين الموت ساعات معدودة أو أيام وحتي إن عشت سنوات فما ثم إلا الموت وأنتم تعرفون أن الموت هو القيامة الصغري فحالما تنزع الروح من الجسد ترد إليه بعد برهة قصيرة
ونحذر الناس أن ما فعله المعتدون يجعلهم يتجاهلون كلام الله ونقول للمشايخ: انتم تعظون الناس بالمحافظة علي العبادات في رمضان وفي غيره والمحافظة على الصلوات والتزام أوامر الله واجتناب نواهيه فلا ينبغي أن نأخذ فقط ما يتوافق مع اهوائنا ونترك ما سوي ذلك فلقد حذر القرآن من ذلك:
لقد تضررنا جميعا مما فعلته كتائب الظل فبجانب نهبهم للأواني والأجهزة فقد قاموا بتخريب خطوط الماء والكهرباء وهو ما يطيل بقاء الناس في المنازح ويؤخر عودتهم لديارهم ونحن يوميا .. صباحا ومساء نشكوهم لله في ذلك.. ونذكّر بالحكمة النبوية: (ألا ترضوا بأن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة)
وأيضا.. وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد حذرنا من خطورة اقفال المساجد في وجوه المصلين عقب المفروضات فهذا أيضا مما يجلب المهالك فالهلاك والكوارث ليست حروبا فقط تأملوا في الكوارث التي أصابت بعض الدول أثناء الحرب التي دارت عندنا فالزلازل ضربت تركيا وسوريا والمغرب والسدود التي انهارت وازالت مدينة بكاملها في ليبيا فالمسجد بيت الله وليس ملكا للجنة الحيّ أو المسجد: { وَمَنْ أَظْلَم ُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِين َ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [سُورَةُ البَقَرَةِ: ١١٤]
فالمسجد لا ينبغي أن يقفل أصلا ولا توجد إلا فتوي (شاذة) تجيز اقفاله في الليل المتأخر خوف السرقة ومع أنه قول شاذ لكنه لم يقل بطرد المصلين من المسجد كما يفعل الآن في مدن السودان خاصة في أماكن الأسواق والتجمعات الكثيفة وذلك بحجة المحافظة علي (فرش) المسجد وبحجة الخوف علي المراوح من اللصوص وهذا للأسف عقب الصلوات النهارية !! نفس الذي كان يحدث بمساجد العاصمة القديمة ولقد ربطنا بين ما كان يحدث بمسجد امدرمان الكبير عقب صيانته وبين عملية الذراع الطويل وهذا لا يعني أننا كنا نبرر للتمرد ولكن كما قال الشيخ أحمد الكبيسي عقب إسقاط صدام وغزو الأمريكان للعراق: (الظالم يسلط الله عليه من هو أظلم منه)
لقد قال تعالي: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله ...} يعني ليس بعد هذا ظلم تأمل العبارة القرآنية: {ومن اظلم} سبحان الله .. سبحان الله اللهم أصلح حال البلاد والعباد
شىء أخير أذكر به المشايخ وعذرا علي الإطالة هي قصة تأخر النصر بسبب المسواك هي معلومة لديكم بالطبع وما أكثر ما رددتموها في خطبكم ..
ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد
¤▪¤▪¤▪¤ راجع مقال سابق بعنوان: الجنوح للسلم ومخاوف الخيانة: وجهة نظر دينية بحتة كتبه محمد الصادق
□■□■□■ نذكّر بالدعاء علي الظالمين فهو دعاء لا شك مستجاب الذين أخرجوا الناس من ديارهم بغير حق وسفكوا الدماء وانتهكو الأعراض وأخذوا الممتلكات وساموا الناس سوء العذاب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة