السودان بين شبح رواندا وفرصة التأسيس: كيف نمنع الكارثة ونبني دولة جديدة؟ كتبه د. احمد التيجاني سيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-28-2025, 01:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-28-2025, 05:25 AM

احمد التيجاني سيد احمد
<aاحمد التيجاني سيد احمد
تاريخ التسجيل: 08-16-2022
مجموع المشاركات: 541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان بين شبح رواندا وفرصة التأسيس: كيف نمنع الكارثة ونبني دولة جديدة؟ كتبه د. احمد التيجاني سيد

    05:25 AM November, 28 2025

    سودانيز اون لاين
    احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    
    السودان بين شبح رواندا وفرصة التأسيس: كيف نمنع الكارثة ونبني دولة جديدة؟
    د. احمد التيجاني سيد احمد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٥

    مقدمة

    يمرّ السودان اليوم في لحظة فارقة لا تشبه أي فصل من فصول تاريخه الحديث. فالحرب التي اندلعت في ١٥ أبريل لم تعد مجرد مواجهة بين قوتين مسلحتين، بل تحوّلت إلى صراع على روح الدولة نفسها، بين مشروع للتأسيس يعيد بناء السودان على أسس جديدة، ومشروع قديم يريد إعادة إنتاج سلطة الحركة الإسلامية عبر الفوضى والدم والانهيار. وفي الخلفية يلوّح شبح رواندا الذي يشبه في قسوته ما يمكن أن يحدث حين تفشل الدولة ويُترك السلاح بلا وعاء سياسي أو وطني واضح.

    ومع ذلك، فإن السودان — خلافاً لرواندا — يملك فرصة حقيقية للنجاة عبر مشروع التأسيس، إن توفرت الإرادة وتم التفكيك الكامل لبنية الحركة الإسلامية داخل الجيش والدولة، وتم دعم مسار السلام لا عرقلته.

    السودان… حين يقترب المشهد من رواندا دون أن يتطابق معها

    تشبه الأزمة السودانية بعض ملامح رواندا: انهيار مؤسسات الدولة، تصاعد خطاب الكراهية، انتشار السلاح، ووجود نخبة أيديولوجية مستعدة لإشعال البلاد لتحقيق عودتها للسلطة. وكما استخدمت رواندا “الراديو” لإشعال نار الإبادة، تُستخدم اليوم في السودان منصات الحركة الإسلامية، ووسائل إعلامها، وذبابها الإلكتروني لتقسيم المجتمع وشيطنة الآخر.

    لكنّ الفرق الجوهري أن السودان يمتلك اليوم مشروعاً سياسياً جاهزاً للحل — مشروع التأسيس — وهو ما لم تمتلكه رواندا قبل الكارثة. هذا ما يجعل مقارنة السودان برواندا تحذيراً، لا حتمية.

    خطاب البرهان… لحظة سقوط قناع “الحياد”

    جاء خطاب البرهان الأخير للضباط الإسلاميين كاشفاً للحقيقة التي حاول كثيرون تجنبها: قيادة الجيش اليوم ليست قيادة قومية، بل قيادة تأتمر بتوجيهات الحركة الإسلامية، وتستخدم الجيش كدرع سياسي لا كجهاز وطني. وقد تعمّد البرهان ترويج أكذوبة أن “الرباعية طالبت بحل الجيش”، رغم أن مطلب الرباعية الوحيد كان إبعاد الحركة الإسلامية ومنع عودتها للمشهد السياسي.

    كان الخطاب محاولة مكشوفة لحشد الضباط الكيزان وإقناعهم بأن معركتهم “وجودية”، بينما كانت الحقيقة أن الحركة الإسلامية تريد جرّ الجيش إلى حرب طويلة تبقيها جزءاً من المعادلة، حتى ولو احترق الوطن كله.

    الحركة الإسلامية… شبكة دولية لا تنام

    الحركة الإسلامية السودانية ليست مجرد تنظيم محلي. إنها شبكة عابرة للحدود تمتد إلى تركيا وقطر وباكستان، وترتبط تاريخياً بإيران. الاجتماعات الأخيرة للحركة في الخارج — سواء في باكستان أو غيرها — تحمل دلالات واضحة على رغبة الحركة في إعادة التموضع والعودة للمشهد السوداني عبر الحرب لا عبر السياسة.

    وزاد الأمر خطورة بعد أن صنّفت الولايات المتحدة الحركة الإسلامية بانها تنظيم غير قانوني. هذا التصنيف يعني أن أي دعم للكيزان أو أي محاولة لعودتهم ستضع السودان تحت تهديد العقوبات والعزلة الدولية.

    إيران والحوثيون… عودة “الممر السوداني” عبر البحر الأحمر

    تعرف إيران جيداً قيمة السودان الجيوسياسية، ولهذا كانت الخرطوم في التسعينات معبراً للسلاح الإيراني إلى غزة ولبنان وشرق أفريقيا. واليوم، ومع تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وباب المندب، تحاول إيران فتح ممر جديد عبر السودان مستغلة الفوضى وتغلغل الحركة الإسلامية في مفاصل الجيش.

    وإذا عادت الحركة الإسلامية للحكم أو احتفظت بنفوذها داخل المؤسسة العسكرية، فإن ذلك يعني:

    • احتمال عودة شبكات تهريب السلاح.

    • استخدام الساحل السوداني كورقة ضغط في البحر الأحمر.

    • تحويل السودان إلى منصة إمداد لوجستي لإيران في معركتها البحرية.

    وهذا يهدد أمن البحر الأحمر، ومصر، والسعودية، والقرن الإفريقي، ويجعل من السودان ساحة صراع إقليمي مفتوح.

    اقتراب مشاهد إنهاء الحرب… بين خطاب القبول وخطاب الرفض

    في الأيام الماضية، قدّم خطاب حميدتي إشارة واضحة إلى قبول مسار إنهاء الحرب والذهاب لعملية سياسية جديدة. ورغم تحفظات كثيرة على قوات الدعم السريع وانتهاكاتها، فإن خطابها الأخير حمل لهجة تعترف باستحالة الحل العسكري، وبضرورة الجلوس لوقف الحرب.

    في المقابل، جاء خطاب البرهان مناقضاً تماماً. لم يتحدث بلسان الدولة بل بلسان الحركة الإسلامية، ورفض أي مسار يؤدي إلى وقف القتال، وهاجم الوسطاء والمبادرات، وكأنه يريد إطالة امد الحرب إلى أن تعود الحركة الإسلامية من بوابة فوضى السلاح والانهيار.

    وهكذا أصبح المشهد السياسي في السودان ينقسم بوضوح بين:

    • خطاب يقبل بإنهاء الحرب — خطاب حميدتي.

    • وخطاب يرفض — خطاب البرهان بتوجيه من الحركة الإسلامية.

    يصبح السؤال هنا: من المستفيد من إطالة الحرب؟

    الجواب واضح: الحركة الإسلامية السودانية و العالمية.

    فهي التنظيم الوحيد الذي يربح من الفوضى، وتزيد قوته كلما زادت النار اشتعالاً.

    كيف نمنع سيناريو رواندا؟

    منع السودان من الانزلاق إلى نسخة سودانية من رواندا يحتاج إلى رؤية واضحة تتجاوز منطق الصفقات والترضيات. ويكمن الحل في أربعة مسارات متزامنة:

    أولاً: تفكيك الحركة الإسلامية دولةً وتنظيماً وشبكات.

    ثانياً: بناء جيش قومي جديد يعتمد على عقيدة وطنية لا عقيدة حزبية.

    ثالثاً: عدالة انتقالية شفافة تمنع الإفلات من العقاب.

    رابعاً: إطلاق مشروع تأسيس شامل يعيد تعريف الدولة على أساس المواطنة.

    فرصة التأسيس… نافذة تاريخية لم تُمنح لرواندا

    رواندا انهارت لأنها لم تكن تمتلك مشروع دولة بديل. والسودان اليوم يملك هذا المشروع: مشروع التأسيس — رؤية لدولة جديدة تخرج من ركام الحرب، تضع حداً لدولة الطوائف ودولة الحركة الإسلامية ودولة الانقلابات.

    التأسيس ليس وثيقة بل عملية تاريخية:

    إعادة صياغة الدستور، وإعادة بناء الجيش، وإطلاق اقتصاد منتج، وتأسيس جهاز قضائي مستقل، وبناء دولة تتسع للجميع دون إقصاء أو هيمنة.

    خاتمة

    السودان يقف بين طريقين:

    طريق يشبه رواندا قبل الحرب الاهلية ، يسير فيه البرهان والحركة الإسلامية نحو حرب بلا نهاية، وطريق يشبه المستقبل الممكن — طريق التأسيس — حيث يمكن للسودان أن يولد من جديد دولةً عادلة، مدنية، مستقرة.

    إن منع الكارثة يبدأ بتفكيك الحركة الإسلامية، وبتحويل الحرب من قدر محتوم إلى فرصة لبناء دولة جديدة. وما بين شبح رواندا قبل الحرب الاهلية ، وفرصة التأسيس… يكتب السودان فصله التاريخي الأخير، إما سقوطاً… أو نهضة.

    مراجع مختصرة
    • Human Rights Watch (1999). Leave None to Tell the Story: Genocide in Rwanda.

    • UN Panel of Experts on Sudan (2023–2024). Reports on arms flows and political interference.

    • International Crisis Group (2023–2025). Sudan’s Political and Security Briefings.

    • Amnesty International (2024). Sudan: Systematic Violations Amid Civil War.

    • United Nations Security Council Reports on the Red Sea and Horn of Africa (2023–2025)



    البريد الإلكتروني: [email protected]
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de