الحنين تدريب عن تساهلٍ في اجراء التكرار المباشر عن مقاربة مُساءلة المتواصل بمعية ما مَضَى من حياته في الدنيا لحظة بلحظة دون إضافة أو نُقصان ، ليكون مُدرِكاً لقيمة الجزاء وفحواه إن تلقاه خيراً مُستحَقاً مُفرِح الشكل والمقامِ أو شراً موازياً لمجموع الخطايا المُرتكبة عن قصد أو غيره أضرَّت مَن حوله مُتقاسِماً معهم المكان ، بحضور مُؤكّد (كشاهد اتبات ذاك الممزوج مع كل حركة ظاهرة أو ملفوفة بعدم الظهور من نوايا صاحبها ظلت معلقة بعدم الفعل) ذاك الزمان . عنصر لا يفارق المُقترف وليس لتبرير ما وقع إبان الوقوع مهما تناثرت جزئيات الأسباب هو جامعها لوظيفة مُقدَّرة عليه من لدن خالق الموجودات كالأكوان ، ذاك العامل المرسوم على وجوه بني آدم تجاعيد مهما استُؤْصِلت بعمليات التجميل تعود للإنبعاث ثانية وتيك طبيعة لا يمكن تغييرها بل تزكي أخطاء المعنيين بها القاصدين إدامة اشراقة طراوة الشباب اتجاه مختلف العِيان . الحنين قبس من معجزة تصاحب الإنسان ما عاش فاتح بخياله نافذة يتفرج منها على مخزون ذاكرته من لحظة تعقله لأخر نفس يستنشقه في الفانية عالما بما رأي إن كان من الفائزين أم مطوَّق من أي جهو بالخسران . الحنين جانب من فرصة يفلت منها من لازال يطمح في توبة تبعده عما ارتكب غبر لائق بما ارتكبه وهو صالح وإن كان المنقوش على صفحة من ماصيه لا يكتنفه النسيان . الحنين نعمة لو أدى الملتجئ اليه ما إن تذكَّر بواسطته مترجما لانعكاس ما حصل فعلا أن لعمره محطات للشياب فيها أقصر توقف وللكهولة داخلها قاعة انتظار للإنتقال لمصير مكتوب يُخلِّده مُنعما أو يبقيه معذبا والشأن الفصل في ذلك للحاكم عباده سبحانه العزيز الرحمان .
... مدينة القصر الكبير تَوَالَى على مسك زمام الأمور فيها محلياً وإقليمياً ، أصناف من مسؤولين جلهم ساهموا في تكديس التهميس فيها ، المضاف على الحجم الرهيب المتروك بين جنباتها ، كي لا تُقام لها أي مرتبة في احتضان روث المفاسد سنة بعد أخرى ، على السّلم المعكوس ، بدل الصعود مهيَّأ بفعل فاعل للهبوط صوب الهاوية ، قبل إحداث العمالة بالناحية فضلت الإدارة المركزية مدينة العرائش على القصر الكبير لتكون مقراً رسمياَ لها ، تقبَّلَ القصريون ذلك لانعدام أي مقرَّب منها للحكم آنذاك في مقدوره التأثير على فرض ما تستحقه عاصمة المجاهدين القصر الكبير ، من تنفيذ أي مخطَّط يعينها على الإقلاع التنموي ، ولها من المؤهلات الفلاحية والأطر المٌكوَّنة ما يكفي لضبط شروط التدبير الحسن ، وصولا لمبتغى الأهالي وطموحاتهم للعيش والجل متوفر لديهم . ولقد جمعتني والعامل (المحافظ) مولودي بوسيف ، (الذي كانت تربطني واياه معرفة سابقة حينما كنت أعمل باذاعة وجدة الجهوية مشرفا على عدة برامج موجهة لحكام الجزائر برئاسة الراحل الهواؤي بومدين ، وبوسيف كان عاملآ(محافظا) لاول مرة على إقليم (محافظة) "فكيك") ، لقاءات متعددة ما كنت أترك أي فرصة دون التطرق لحق المدينة القصر الكبير من ميزانيات التجهير المخصصة للإقليم ، وكل مرة كان يواجهني بأولويات أُمِر باتباعها من وزير الداخلية الراحل إدريس البصري شخصياً ، وهناك أدركت أنني اصب الماء في الرمال ، الأمر محبوك بعناية ولا مفر من تحمل تلك المدينة تضحيات جسام ، من أجل صالح العرائش ، وما هو مقرر من صرف ميزانيات لا بأس بها عنها ، ومسؤولية ذلك تقع على رغبة عليا من حكام مركزيين مصابين بعقدة الخوف من القصر الكبير فاتجهوا للإبتعاد عنها لاجل غبر مسمى . ربما كنتُ من القليلين المطلعين عن الأسباب ، فضمتني قائمة المفروض محاربتهم ، ولولا ثقتي في النقس وإيماني العميق أن الحي القيوم العزيز الجبار ناصر المظلومين مثلي الذين حاولوا الدفاع عن مدينة القصر الكبير بسلاح وحيد "القلم"، ولطالما وجدت نفسي أمام خيارين الحصول على درجة تنفيذية وراتب شهري محترم ، أم ارافق القصر الكبير بما سُلِّط عليها من تهميش ، ففصلت البقاء "قصرياً" شريفاً لا أطأطئ رأسي لا حد مهما كان ،
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة