هل يضع تحالف ترامب وبن سلمان طموحات أبوظبي في مهب الريح في السُّودان؟ كتبه عبدالغني بريش فيوف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-21-2025, 00:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-20-2025, 09:55 PM

عبدالغني بريش فيوف
<aعبدالغني بريش فيوف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل يضع تحالف ترامب وبن سلمان طموحات أبوظبي في مهب الريح في السُّودان؟ كتبه عبدالغني بريش فيوف

    09:55 PM November, 20 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالغني بريش فيوف -USA
    مكتبتى
    رابط مختصر





    في تحول دراماتيكي للمشهد الجيوسياسي في القرن الأفريقي، جاء المؤتمر الصحفي المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في واشنطن، ليعيد خلط الأوراق بشكل جذري في الملف السوداني.
    التصريحات النارية التي أطلقها سيد البيت الأبيض، واصفا النزاع في السودان بأنه جنوني وخارج عن السيطرة، وتعهده بالتدخل الفوري بناءا على طلب الرياض، تضع المنطقة أمام منعطف تاريخي حاسم.
    هذا المنعطف، يطرح سؤالا مركزيا واحدا يتردد صداه الآن في أروقة قصر الشاطئ في أبوظبي قبل غيره، وهو، هل ستتمكن الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا رئيسها الشيخ محمد بن زايد، من الصمود أمام البلدوزر الأمريكي إن طُلب منه بالفعل قطع شريان الحياة عن قوات الدعم السريع؟
    ثلاث سنوات من حرب الوكالة والدور الإماراتي..
    لأكثر من عامين ونصف، ومنذ منتصف إبريل 2023، والسودان يغرق في أتون حرب مدمرة، لم تكن لتبقى مشتعلة طوال هذه المدة لولا وقود خارجي يغذيها باستمرار.
    تشير التقارير الاستخباراتية والتحليلات السياسية المتطابقة إلى أن ما يجري في السودان ليس مجرد صراع داخلي على السلطة بين عبدالفتاح البرهان وحميرتي دقلو، بل هو تجسيد لطموح جيوسياسي لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة محمد بن زايد.
    لقد وجدت أبوظبي في ميليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، ضالتها المنشودة لتنفيذ أجندة اقتصادية وأمنية معقدة، إذ أن الأطماع الإماراتية في السودان لم تكن يوما خفية، بدءا من الرغبة في السيطرة على الموانئ البحرية الاستراتيجية على ساحل البحر الأحمر لربطها بشبكة الموانئ التي تديرها، وصولا إلى الاستحواذ على مناجم الذهب، والأراضي الزراعية الشاسعة في منطقة الفشقة وغيرها.
    هذه الأجندة تطلبت شريكا محليا لا يمتلك الشرعية الدستورية أو الوازع الوطني، وكان محمد حمدان دقلو (حميرتي) هو الخيار الأمثل.
    وعليه، فإن الدعم اللوجستي، العسكري، والمالي الذي تدفق عبر الحدود، خاصة عبر تشاد ومطار أم جرس، لم يكن مجرد مساعدات عابرة، بل كان الحبل السري الذي أبقى الجنجويد على قيد الحياة أمام الضربات الجوية للجيش السوداني، وبناءا على ذلك، فإن أي قرار أمريكي بإنهاء الحرب يعني بالضرورة قطع هذا الحبل، مما يضع المشروع الإماراتي في السودان في مهب الريح.
    هل التحالف السعودي الأمريكي الجديد، عزلة للموقف الإماراتي؟
    النقطة المحورية في الخبر الترامبي، هي الدور المحوري لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إذ إن طلب الرياض الصريح من واشنطن التدخل لإنهاء الحرب، يشير إلى نفاد صبر المملكة تجاه ما يجري في فنائها الخلفي.
    السعودية، التي تقود رؤية 2030، تدرك أن وجود دولة فاشلة أو ميليشيات منفلتة تسيطر على السودان يهدد أمن البحر الأحمر، وبالتالي يهدد مشاريع "نيوم" وأمن الملاحة الحيوية.
    يبدو أن هناك تباينا في المصالح، قد طفا على السطح بين الرياض وأبوظبي، فبينما رأت الإمارات في الفوضى فرصة لتعظيم المكاسب، ترى السعودية والآن الولايات المتحدة الأمريكية في الاستقرار ضرورة حتمية.
    هذا التحالف الترامبي -السلماني، يضع محمد بن زايد في زاوية ضيقة، فهو لا يستطيع معاداة واشنطن والرياض مجتمعتين.
    لقد فشلت الرباعية والوساطات السابقة، لأنها كانت تفتقر إلى الأسنان، وكانت تجامل الأطراف الداعمة للحرب، أما الآن، ومع دخول ترامب بثقله الشخصي، فإن المعادلة تغيرت من وساطة إلى أمر عملياتي سياسي.
    عزيزي القارئ..
    إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتصريحاته مساء الأربعاء 19 نوفمبر 2025، تحمل دلالات مغايرة تماما للسياسة الدبلوماسية التقليدية التي انتهجتها الإدارة السابقة، فترامب، الذي يتفاخر بإنهاء ثماني حروب، يتعامل مع السياسة الخارجية بمنطق الصفقة والقوة المفرطة.
    وعندما يقول ترامب، بعد ثلاثين دقيقة من طلب محمد بن سلمان بدأت العمل بالفعل، فهذا يعني أن القرار قد اتخذ في واشنطن بتجاوز مرحلة إدارة الأزمة إلى مرحلة فرض الحل، وهنا يكمن الخطر الحقيقي على استراتيجية محمد بن زايد، لأن الرئيس الأمريكي لا يعتمد على البيانات الدبلوماسية القلقة، بل يمتلك أدوات ضغط خشنة.
    إذا قررت واشنطن، أن استمرار دعم الإمارات للجنجويد يتعارض مع الصفقة التي أبرمها ترامب مع ولي العهد السعودي، فإن الخيارات أمام أبوظبي ستكون محدودة وخطيرة:
    1/ عقوبات اقتصادية مباشرة: قد تلوح الخزانة الأمريكية بعقوبات تطال شبكات المال والذهب التي تمول الحرب، وهي شبكات تتخذ من دبي مقرا رئيسيا لها في الغالب.
    2/ التلويح بالعصا العسكرية: تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية بقرار تنفيذي من ترامب، سيجعل أي دولة تدعمها شريكة في الإرهاب بموجب القانون الأمريكي، وهو ما لا يمكن للإمارات تحمله نظرا لارتباطاتها العميقة بالنظام المالي الغربي.
    3/ تهديد الشراكة الاستراتيجية: قد يضع ترامب ملف صفقات السلاح، مثل طائرات اف 35 المعلقة، وتوفير الحماية في كفة، ووقف دعم الحرب في السودان في الكفة الأخرى.
    هل يرضخ محمد بن زايد؟
    للإجابة على السؤال، يجب قراءة العقلية السياسية في أبوظبي، حيث يشتهر محمد بن زايد ببراغماتيته الشديدة وقدرته على المناورة، ومع ذلك، فإن حسابات الربح والخسارة في مواجهة إدارة ترامب تختلف عن أي إدارة أخرى.
    سيناريو المواجهة: مستبعد جدا، لأن الإمارات لا تملك القدرة الجيوسياسية لتحدي رغبة أمريكية مباشرة وصارمة، خاصة إذا كانت مدعومة بطلب سعودي، ذلك ان المغامرة هنا قد تكلف الإمارات دورها الوظيفي في المنطقة وعلاقاتها الاستراتيجية.
    سيناريو الالتفاف: قد تحاول الإمارات إظهار الامتثال العلني بينما تحاول الحفاظ على نفوذها عبر وكلاء سياسيين بدلا من العسكريين، أو محاولة ضمان خروج آمن لحلفائها في الدعم السريع يضمن لها بعض المصالح.
    سيناريو الرضوخ الكامل: وهو الأرجح إذا مارس ترامب ضغطا حقيقيا (التهديد الجدي)، وفي هذه الحالة، قد نشهد توقفا مفاجئا لتدفق السلاح عبر الحدود، وتجفيفا لمنابع التمويل.
    إن مشروع الجنجويد بالنسبة للإمارات، هو مشروع استثماري سياسي واقتصادي، فإذا أصبحت كلفته السياسية أعلى من عوائده المتوقعة، فإن العقلية التجارية التي تحكم قرارات أبوظبي ستقتضي تسييل الخسارة والانسحاب.
    الجنجويد.. بداية النهاية!
    إذا خضع محمد بن زايد للضغوط الأمريكية وقرر إغلاق الصنبور، فإن تداعيات ذلك على الأرض في السودان ستكون فورية وكارثية على ميليشيا الدعم السريع، لأن هذه القوات لا تقاتل بعقيدة وطنية، بل هي منظومة قائمة على اقتصاد الحرب، أي المرتزقة مقابل المال، والسلاح مقابل الذهب.
    انقطاع الإمداد اللوجستي: بدون الجسر الجوي الإماراتي عبر تشاد أو غيرها من النقاط، ستنضب ذخائر المدفعية والمسيرات التي كانت العامل المرجح لكفة الميليشيا في كثير من المعارك.
    انهيار منظومة القيادة والسيطرة: يعتمد ولاء القادة الميدانيين والمرتزقة الأجانب على التدفق المالي المستمر، فتوقف المال السياسي، سيؤدي إلى تفكك الميليشيا إلى عصابات نهب صغيرة متناحرة، مما يسهل على الجيش السوداني القضاء عليها أو احتوائها.
    عزيزي القارئ..
    على الرغم من التفاؤل الذي قد يبديه البعض، يجب الحذر من سيناريوهات الالتفاف، فقد يلجأ محمد بن زايد إلى الانحناء للعاصفة ظاهريا عبر إعلان دعم جهود السلام، بينما تستمر القنوات الخلفية في العمل سرا، لكن، في ظل إدارة أمريكية استخباراتية قوية وتصميم من ترامب على تحقيق نصر سريع يضاف لسجله في إنهاء الحروب، ستكون مساحة المناورة ضيقة للغاية، إذ أن الأقمار الصناعية والرقابة المالية الأمريكية قادرة على رصد أي تدفقات مشبوهة إذا توفرت الإرادة السياسية، ويبدو أنها توفرت الآن.
    إن تصريح ترامب بتدخل فوري لإنهاء النزاع الجنوني، هو بمثابة إنذار أخير للأطراف الإقليمية المغذية للصراع، لأن الحرب في السودان، التي طالما نُظر إليها كحرب وكالة تقودها أطماع خارجية في ثروات البلاد، تقف الآن أمام لحظة كاشفة.
    الإمارات العربية المتحدة أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الانخراط في تسوية سياسية حقيقية تحفظ ماء الوجه وتنهي دعمها للميليشيا، استجابةً للسيد الجديد في البيت الأبيض وحليفها الكبير في الرياض، أو المضي قدما في مغامرة غير محسوبة العواقب قد تضعها في مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية وتجعلها دولة مارقة في نظر المجتمع الدولي الجديد الذي يتشكّل.
    في الختام.. إن مآلات المشهد السوداني لم تعد اليوم رهينةً لحسابات الظل أو الطموحات الإقليمية المنفردة، فالتحالف الترامبي -السلماني، فرض واقعا جيوسياسيا جديدا لا مكان فيه للمناطق الرمادية.
    لقد تحولت الحرب في السودان من ملف منسي يُدار بالوكالة، إلى ساحة اختبار للنفوذ الأمريكي العائد بقوة وبطلب سعودي صريح، وأمام هذا الطوفان السياسي، تجد أبوظبي نفسها أمام حقيقة استراتيجية مرّة: إما التراجع التكتيكي لإنقاذ مكتسباتها وعلاقاتها مع الغرب، أو التشبث بمشروع باتت كلفته السياسية باهظة واحتمالات نجاحه معدومة.
    إن ساعة الرمل للجنجويد قد قُلبت، ويبدو أن رمالها ستنفد أسرع مما كان يتوقعه مهندسو الحرب.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de