نظام الفريق عبود والصحافة: فأُمسِكَ لا يُطال له فيرعى كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-15-2025, 03:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-15-2025, 02:03 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 2326

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نظام الفريق عبود والصحافة: فأُمسِكَ لا يُطال له فيرعى كتبه عبد الله علي إبراهيم

    02:03 AM November, 14 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر









    (وجدت من قال لي من بلهاء شباب المعارضة للإنقاذ ، متى أطلقت لساني في نظام عبود الذي ينذر بميلاده السابع والستين في أيام قلائل، ولماذا اسقطتم نظاماً "هدى ورضى" مثله. وهذه وقاحة تجعل منهم، وقد تكبدوا الإنقاذ، وصاة على غيرهم ممن تكبدوا نظماً سبقت الإنقاذ في الظلم. وأبله ما في هذه الوصاية أن المصاب بها يعمى عن رؤية الخيط السياسي والاجتماعي والتاريخي الذي يصل بين نظمنا الديكتاتورية. وهذا العمى هو ما يرمي مثلهم في السذاجة السياسية التي ركبتهم حتى ساقت بعضهم في يومنا إلى مشايعة الدعم السريع. وهذه كلمة عن الحرب التي شنها نظام عبود الطيب (الهدي الرضي) ضد حرية الرأي. انجضوا)



    لأستاذنا عبد الخالق محجوب دفاع أمام محكمة عسكرية لنظام عبود (1958-1964) سارت به ركبان الشباب اليساري في الستينات. وفيه استرجع سيرته الذاتية وكيف تعلق بالماركسية. ومن آيات بلاغته تجسيره الشقة المظنونة بين الشيوعية والتقاليد السودانية وما اتصل منها بالصراحة والفروسية. فقال إن هناك من يتشدقون بالأخلاق السودانية وكيف أن الشيوعية نقيض لها. وزاد بأن هذا قول عجب لأنه أتى ممن افتقروا إلى الشهامة والرجولة والاستعمار يطأ البلاد بينما تصدى له الرجال من ذوي الفكر الشيوعي. وقال إننا نفهم التقاليد السودانية متركزة في حب الحرية والكرامة والصراحة والشهامة، وفوق ذلك، قولة الحق. وهي مما قد لا يقوى البعض على قولها إذا قامت في البلاد دولة بوليسية. ففي ظلها تصبح قولة الحق في محنة. وأضاف بأنه قد رأى في ظل نظام عبود كيف انصرف بعض الناس عن أن يصدعوا بالحق. وضرب لذلك مثلاً بصحفي عارض المعونة الأمريكية بضراوة وما أن قبلتها الحكومة العسكرية حتى أصبح يكتب عن جوانبها الإنسانية. وقال إنه تألم له وهو يكتب غير ما يعتقد.

    وقال إنه يعرف ما يعانيه الصحفي الذي أُكره إلى غير ما يعتقد. وأنشد:

    لا افتخار إلا لمن لا يضام مدرك أو محارب لا ينام

    واحتمال الأذى ورؤية جانيه غذاء تضوي به الأجسام

    ذل من يغبط الذليل بعيش رب عيش أخف منه الحرام

    واختتم قوله بأن مضمون الأبيات هو الخلق السوداني المنحدر إلينا من تراث العرب وقد ضمته أرض أفريقيا وغذته. وقد لمست عن قرب شغف أستاذنا بالفروسية الثقافية يوم اقتطفت كلمة للشيخ حمد النحلان في مقال لي. قال النحلان مؤرقاً بالتزامه المتعب بالصراحة: "وآ مغصتي النصيحة قطعت مصاريني." وطرب أستاذنا لها ورددها عليّ حين التقينا.

    وكانت محنة هذا الصحفي، الذي أشار له أستاذنا، مع الحق فاشية على عهد عبود. فقد روى الأستاذ أحمد علي بقادي عن وخز الضمير الذي كان يحسه أستاذ الجيل حسن نجيلة وهو يكتب "يوميات الرأي العام" يشيد مكرهاً بحكم عبود. قال بقادي إن نجيلة كان كل ما أشاد في يوميات الجريدة بشيء أو موقف لنظام عبود قال للمحررين:" ألعنوني يا أبنائي فقد كتبت اليوم مالا أؤمن به." وقال بقادي إنهم كانوا يضحكون قائلين: "نحن نعلم موقفك يا عم حسن، ولكن من أين للقراء أن يعلموا."

    لم يخف نظام عبود سوء ظنه بالصحف. فقد اجتمع عبود برؤساء تحرير الصحف في مساء اليوم الثاني للانقلاب، 18 نوفمبر 1958، وأطلعهم على ما لا ينبغي لهم الخوض فيه. وكانت المحرمات من الكثرة والخطر بحيث يستحيل معها ممارسة المهنة في حد ذاتها. وقد رأينا في كلمتنا الماضية؟؟؟ كيف جاء الأستاذ عبد الله رجب، رئيس تحرير "الصراحة"، حسيراً بعد أن سمع من عبود قولاً ثقيلاً. قال عبد الله لمحرريه يعلن نهاية الصحافة السودانية كما عرفها في ظل الوضع الجديد: "إن مهمتنا ستكون صعبة للغاية وإن الصحافة سواء كانت "الصراحة" أو غيرها لن تستطيع ممارسة عملها في جو غير ديمقراطي."

    واتبع النظام خطتين لإلغاء مهنة الصحافة برغم صدور الصحف بما فيها الصحف الحزبية. والأخيرة إلى حين قريب جداً. فقد درج النظام على تبليغ الصحف بما لا ينبغي أن تخوض فيه كلما عَنَّ له ذلك. وقد بدأ هذه السنة منذ اجتماعه الأول بالصحفيين. فقد طلب عبود من الصحفيين في ذلك الاجتماع بوجه ناشف: "لا تكتبوا أي شيء ضد سياسة الحكومة، ولا تنتقدوا أعمالها في الأمور الداخلية والخارجية، ولا تعلقوا على هذه الأعمال بشيء. لا تكتبوا عن الأحزاب السابقة أو الطوائف. لا تكتبوا معلقين أو منتقدين سياسة البلدان الأخرى." ثم لم يكف النظام من تزويد الصحف بصورة راتبة بما لا تجوز الكتابة فيه مثل الكف عن إبداء الرأي في أي نزاع عالمي، أو نشر البرقيات المؤيدة لنظام جيزنجا الذي خلف لوممبا بعد اغتياله في الكنغو، أو الكتابة عن السيد مصطفي كيشو ولجنة نادي الهلال وأزمة نادي الهلال. وشغلت هذه المحظورات أربع صفحات من كتاب "ثورة شعب" (1965) الذي أصدره الحزب الشيوعي عن ثورة أكتوبر. وقد استعان الأستاذ بشير محمد سعيد بالمتنبي، الذي لن تعدمه متى تناوشتك مسائل الدهر العصية، لتصوير هذه البطالة المقنعة التي ألجأهم نظام عبود لها حين جعل المهنة مستحيلة. فقد كتب بمناسبة عودة جريدته، "الأيام"، من فترة توقيف أمني هذه الأبيات من المتنبي:

    يقول لي الطبيب أكلت شيئاً وداؤك في شرابك والطعام

    وما في طبه إني جواد أضر بجسمه طول الجمام

    تعود أن يغير على السرايا ويدخل من قتام في قتام

    فأُمسِكَ لا يُطالُ له فيرعى ولا هو في العليق ولا اللجام

    ولا هو في العليق ولا اللجام. رحم الله المتنبي وبشير.

    ومن الجهة الأخرى أبطل نظام عبود إغارة أقلام الصحفيين بالحق "من قتام في قتام" بحد القانون. فقد تعجب الأستاذ فتح الرحمن محجوب من تعسف تعديل نظام عبود في 1959 لقانون الصحافة الاستعماري لسنة 1930 (تعديل 1948). فقد أسقط بالطبع تمثيل اتحاد الصحافيين (الذي لم يكن مسموحاً به) من مجلس الصحافة واستبدله ب "صحافي يعينه وزير الداخلية". وجرد التعديل مجلس الصحافة نفسه من التوصية بإصدار الصحف للسكرتير الإداري وجعل الإذن في يد وزير الداخلية ("سكرتير إداري" دولة الاستقلال) يمنحه "بموجب أي شروط ويسحبه عند الإخلال بتلك الشروط". وهذه الرخصة في أن يعز آدمي ما من يشاء ويذل من يشاء مأخوذة نصاً وروحاً من قانون 1930 قبل تعديله في 1948. فقد جعل ذلك القانون الاستعماري الإذن برخصة إصدار الصحف في يد السكرتير الإداري يحرمها بدون تعيين السبب، ويمنحها بالشروط التي يقررها، ويسحبها متي أخلت الصحيفة بأي من تلك الشروط. يعز من يشاء ويذل من يشاء. وهكذا عاد نظام عبود بقانون الصحافة إلى مربع قانون 1930 الذي جري تعديله ليعطي مجلس الصحافة، وكثرته من موظفي الدولة، حق التوصية بمنح ترخيص الصحف. وقد جرد نظام عبود مجلس الصحافة حتى من فتات القوة ذاك برغم أن المجلس كله أصبح في يد السلطة بتعيين وزير الداخلية لممثل الصحفيين.

    وخضعت الصحف لأنواع من العنف الفج من قبل النظام. فتعطيل الصحف كان عشوائياً. فقد أُغلقت "الصراحة الجديدة"، والحكومة شريك فيها، عام 1961 مزاجياً. فقد روى اللواء طلعت فريد، وزير الاستعلامات لمحمود أبو العزائم، رئيس تحريرها نفسه، ملابسات هذا التعطيل. فقد قيل إن الفريق عبود جاء هائجاً يلعن "الصراحة الجديدة" وأمر بإغلاقها. فقال له طلعت إن هناك من هو أسوأ منها. فقال له الفريق: "تقصد "الصحافة"؟". قال طلعت: "نعم". قال الفريق: " أغلقوها أيضاً". كما اتضح لجعفر حامد البشير، محرر الصراحة، أن اللواء البحاري، وزير الداخلية، كان يناقشه في خبر أزعج الحكومة من نص مفرغ بواسطة الأمن من شريط لمحادثة مسجلة كان الصحفي قد أجراها مع الفريق عبود نفسه. ولم يوقر النظام أياً من أعراف الصحافة. فقد قال أبو العزائم إنه نشر خبراً عن العمال وطلب اللواء أحمد عبد الوهاب، وزير الداخلية، معرفة مصدره. وتمسك أبو العزائم بشرف المهنة. ولكن السيد أبارو مدير الأمن نصحه بمراعاة فروق الزمن. فقال له: "النظام العسكري لا يعرف جملتك التقليدية وهي عدم إفشاء اسم المصدر لأن ذلك ضد أخلاقيات المهنة. فإن تعليمات وزير الداخلية هي أن تكشف عن المصدر أو الحراسة والمحاكمة الفورية ثم السجن". ومن سخرية القدر أن اللواء عبد الوهاب نفسه هو من طلب من جعفر البشير في 1954 أن يكتب مقالات في الصحف لتنبيه الحكومة الوطنية الجديدة آنذاك ألا تسكرها السلطة اللنج فتعميها عن متاعب الجيش وضباطه. وقد فعل جعفر على ضوء نقاط أعدها اللواء نفسه. وكافأت الحكومة الضباط بعد نشر المقالات. وهذا جزاء الصحف ممن ذاق حلوها!

    ولعل أكثر ما ساء الصحف هو استباحة السفارات الغربية لحرماتها يريد سائر ملحقيها تزيين صورة بلادهم فيها غصباً. فقال بقادي إن تعليقاته في السياسة الخارجية ب"الرأي العام" (مثل غزو كوبا، وجهاد قبرص ضد بريطانيا، والنزاع الصيني الهندي، ووقائع الحركة المعادية للاستعمار البريطاني في شرق ووسط أفريقيا، وثورة اليمن ضد بريطانيا) لم تكن تلقى قبول الملحقين بتلك السفارات. وكان إسماعيل العتباني، رئيس التحرير، يعدم بعضها كما نبه بقادي ألا يثير مشاكل هو في غنى عنها والسفارتين ساهرتين. وقد شجع الملاحق على هذا الوقاحة على الرأي الوطني والمهني تواطؤ نظام عبود وضغطه على الصحف ألا يصدر عنها ما يجرح سياسة البلدين العظميين. وتلقت "الرأي العام" إنذارها الأول من وزارة الإعلام عن طريق وزارة الخارجية لشكوى من الملحق الإعلامي الأمريكي، مستر ستس، من تغطية الجريدة لأخبار غزوة خليج الخنازير التي دبرتها السي أي آى الأمريكية على كوبا. وانزعج العتباني جداً للإنذار. وعاتب بقادي وكظم غيظه على استباحة الملحقَين لحرم داره. غير أن العتباني غضب أخيراً على الملحقَين الصحفيين الأمريكي والبريطاني اللذين كانا يزوران "الرأي العام" مرات عديدة في الأسبوع لشرح مواقف حكومتيهما. وكان ذلك مما احتمله العتباني في البداية ثم ضاق به بعد ذلك. وقد كره العتباني بالذات صلف الملحق الأمريكي في محاولته التأثير على ما تكتبه الصحيفة. وقال بقادي إن السفارتين أغرقتاه بالدعوات لحفلات خاصة وعامة. وقد اعترف الملحق مستر ستس لبقادي في نقاش معه مرة عن سوء أدبه لأنه يشكو الصحف على الحكومة وهو من بلد يؤمن بحرية التعبير.

    من هو الصحفي الذي رثى أستاذنا عبد الخالق محجوب لحاله الفكري والمهني يمجد المعونة الأمريكية في ظل نظام عبود القاهر لجوانب إنسانية فيها غابت عنه وهو الذي شجبها في عهد الديمقراطية؟ هل هو من صحفيي "الصراحة" التي هادنت نظام عبود وقبلت منه ما لم تقبل في عهد الديمقراطية؟

    ولا افتخار إلا لمن لا يضام
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de