لم يتخلف الفنانون عن المشاركة الايجابية في دفع الحراك الجماهيري في السودان وسطع وجودهم بصورة متميزة إبان المظاهرات الجماهيرية عام 2018م وكانت التشكيليات السودانيات أكثر سطوعاً. من بين التشكيليات اللاتي سطعن بأعمالهن الفنية إبان المظاهرات الشعبية الفنانة التشكيلية رندا عبدالمطلب يس التي كانت ناشطة وفاعلة بلوحاتها الفنية وجدراياتها الثورية وتعرضت لوحاتها وجدارياتها للتعدي والحظر، وجاءت الحرب اللعينة لتجبرها وأسرتها على مغادرة مسكنهم واللجوء للقاهرة بحثاً عن موطن امن. صدر لها مؤخراً كتاب " رحلة فن ونجاة" محشود باللوحات الفنية المعبرة عن معاناة المواطنين جراء الحرب وتداعياتها المأساوية التي فقدت فيها مرسمها وأدواتها الفنية كما فقدت الوطن الذي دمرته الحرب. عبرت رندا في هذا الكتاب عن جوانب من توتر الأفكار والمشاعر التي رأت توثيقها للحفاظ على تفاصيل وأمنيات جميلة لحياة نزيهة بوطن سايم معافى باسلوب جمع بين السيرة الذاتية والرسومات واللوحات التي نفذتها إبان الحرب واعتمدت في ذلك على الاسئلة الحوارية الي أجراها معها الفنان والكاتب محمد موسى. أكدت رندا في كتابها ان انهيار الاحلام لم يهزم عزيمتها واصرارها على المضي قدماً نحو تحقيق أهدافها الخاصة والعامة متسلحة بالصمود باذلة المزيد من الابداع لتعزيزالتنوير والوعي وسط الجماهير. لديها تجربة للعمل مع الأطفال في مجال الكتب المصورة والورش التعليمية لهم وقد ألفت كتاب بعنوان "العم صابر" عن دار تيبار للنشر. أكدت رندا أنها ظلت تحفر في الجدار دون ملل لتفتح نفاج الخلاص وترتقي نحو التغيير المنشود للسودان الجديد معززة دور الفنون في الإصلاح الجمالي. أوضحت كيف انها وفقت بين دورها كزوجة وام وبين نشاطها الابداعي وكيف أنها ظلت تغذي مواهب الأطفال الاإبداعية، إلى جانب إنجازها لبعض اللوحات ذات الطابع السياسي للاسهام في دفع الجهود الرامية لتحقيق السلام المجتمعي والتعايش الإيجابي بين مختلف مكونات النسيج السوداني. أكدت رندا في ختام الكتاب أنها ماضية في طريقها لتحويل المحنة إلى منحة عبر المزيد من الفرص للتعبير الحر والتوسع في الرسالة الفنية مستلهمة التراث الإفريقي مثل قولهم الذي يعبر عن حال السودان في ظل هذه الحرب "لايمكن أن يكون هناك تمساحان في نفس البحيرة المنعزلة". لذلك تساءلت بحق كيف يمكن لجيش السودان التسلط على الحكم منفردا بشكل شبه مستمر إلى أن انتهى به الحال إلى مؤسسستين متناحرتين على السلطة بلاهدى ولا بصيرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة