سكرتير سياسي ضابط في الأمن: من مشروع السودان الجديد إلى أيديولوجيا البزة .. مأزق حركة سقطت في متا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-12-2025, 02:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-09-2025, 05:28 PM

محمد عبدالله ابراهيم
<aمحمد عبدالله ابراهيم
تاريخ التسجيل: 12-21-2015
مجموع المشاركات: 108

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سكرتير سياسي ضابط في الأمن: من مشروع السودان الجديد إلى أيديولوجيا البزة .. مأزق حركة سقطت في متا

    05:28 PM November, 09 2025

    سودانيز اون لاين
    محمد عبدالله ابراهيم-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    سكرتير سياسي ضابط في الأمن: من مشروع السودان الجديد إلى أيديولوجيا "البزة" .. مأزق حركة سقطت في متاهات العسكر (1-10)

    محمد عبدالله
    [email protected]


    في مفترقات التاريخ الكبرى، ثمة لحظات تتعرى فيها الوجوه، وتتهاوى الأقنعة، وتتكشف خيانات المعنى قبل خيانات الأفراد، وهناك في لحظة الحقيقة تنقلب الثورات على أحلامها، وتتحول من نداء للتحرر إلى أداة في يد الطغاة، وليست هذه فصلاً عابراً في مأساة سودانية متكررة، بل هي رثاء مر لحلم كان يمكن أن يكون خلاصاً للسودانيين .. "حلم السودان الجديد"، الذي خرج من رحم المعاناة والتهميش، ونبت من تربة ارتوت بدماء آلاف الشهداء والمناضلين الذين صدقوا الوعد ومضوا نحو فجر العدالة والمساواة والكرامة الإنسانية.

    غير أن الحلم اليوم، يقف على حافة الهاوية، يطوقه الخذلان من كل صوب، وتبيعه قيادة ضلت الطريق، فاستبدلت مبادئ التحرير بأوهام السلطة، واستعاضت عن وهج الثورة ببرودة المكاتب وموائد المساومة، وتحولت من مشعل للأمل إلى ترس صغير في ماكينة القمع العتيقة التي خرجت الثورة يوماً لتحطيمها، وهكذا لم يسقط الحلم وحده، بل سقطت معه القيم التي من أجلها ولدت الحركة الشعبية، وصار السودان الجديد رؤية مؤجلة تنتظر من يوقظها من سباتها، ويعيد إليها معناها الأول .. "معنى الحرية حين تكون مشروعاً للكرامة، لا سلعة في سوق السياسة".

    إن أخطر ما يصيب الحركات التي ولدت من رحم المقاومة، ليس بطش أعدائها، بل خيانة بعض أبنائها الذين يفرغونها من معناها وهم يتحدثون باسمها. هؤلاء لا يكتفون بتشويه التاريخ، بل يسرقون المستقبل أيضاً، ويعتلون المنابر بأقنعة الثوار، بينما تمتلئ جيوبهم بصفقات مشبوهة، ويتحدثون عن الشعب وهم يقتاتون على معاناته، ويتحولون من دعاة للتغيير إلى وكلاء للاستبداد، ومن جنود في معركة المبادئ إلى سماسرة في سوق الولاءات السياسية.

    وهنا تتجلى المأساة الكبرى في الحركة الشعبية - قيادة مالك عقار، التي لم تسقط فقط في امتحان المبادئ، بل سمحت أن يتحول مشروعها التحرري إلى غطاء لأطماعٍ شخصية تدار من وراء الشعارات، وتُموَّه بخطاب أجوف عن السلام والعدالة. إنها المفارقة التي تلخص سقوط الفكرة حين يفرغها حملتها من روحها، وحين يختزل التاريخ نفسه في صفقة وتباع الأحلام على موائد السياسة باسم السودان الجديد. عندها تتحول الثورة ذاتها إلى مسرحٍ للخيبة، ومختبر للانتهازية بأقسى صورها، وإلى “بزنس” قذر تديره شهوة السلطة وتغذيه غريزة البقاء على كراسي النفوذ.

    إنها قصة الحركة الشعبية لتحرير السودان - قيادة مالك عقار، التي انحرفت عن مسارها الثوري لتسقط في أحضان أيديولوجيا البزة العسكرية، ولم يكن هذا السقوط حدثاً عابراً، بل تتويجاً لمسار طويل من التنازلات المبدئية والانتهازية السياسية، حيث تآكل المشروع من الداخل قبل أن يجهز عليه الخارج، وقد تجسد هذا الانحراف في مشهد فاضحٍ ومؤلم، حين عين الرشيد أنور، ضابط الأمن برتبة رائد ليس في الحركة الشعبية، وانما في جهاز المخابرات العامة للدولة، سكرتيراً سياسياً للحركة .. في مفارقة تختزل كل ما آل إليه المشروع من انقلاب في المعاني والمواقف، ومن انحدار من منطق الثورة إلى ذهنية السلطة.

    إن هذا التعيين لا يمكن اعتباره مجرد خطأ تنظيمي أو سوء تقدير سياسي، بل هو إعلان صريح عن نهاية مرحلة وبداية أخرى؛ مرحلة تخلت فيها الحركة عن جوهرها الثوري، لتدخل طوعاً في كنف العسكرة والتبعية الأمنية للجلاد، ولقد شكل اختيار ضابط في جهاز المخابرات سكرتيراً سياسياً للحركة انقلاباً على الذاكرة والمبدأ معاً، إذ لم يعد المعيار هو الإيمان بالمشروع أو الانتماء لقيم التحرير، بل التبعية الى الدوائر الامنية للسلطة.

    ومن هنا بدأ التحول العميق .. من حركة كانت تصوغ خطابها في الميدان بين المهمشين والمناضلين، إلى حركة تدار قراراتها في مكاتب أمن الدولة، وتكتب بياناتها بمداد الخوف والمصالح، وهذا التحول بمثابة إعلان غير مكتوب بأن مشروع الحركة انتهت، حين استبدلت الحركة الثورية بالبطاقة الأمنية، والإيمان بالمشروع بصفقات الولاء، وبهذا التعيين لا يمثل الرشيد أنور في موقعه الجديد مجرد شخص بعينه، بل يجسد عقيدة جديدة تسللت إلى جسد وروح الحركة .. عقيدة ترى في الولاء للمؤسسة الأمنية ضماناً للبقاء، ولو على حساب المبادئ التي من أجلها سالت الدماء.

    هنا تتجلى المفارقة في أبشع صورها .. كيف لحركة تنظيماً سياسياً قائماً على مبدأ التحرر أن تضع على رأس جهازها السياسي ضابطاً يأتمر بأوامر مؤسسة أمنية تعد من أركان الدولة القديمة، تلك الدولة التي ناضلت الحركة عقوداً من أجل تفكيكها؟ وكيف لمن رفعوا شعار التحرير أن يستسلموا طوعاً اليوم لسلطة البزة العسكرية، التي ثاروا ضدها بالأمس، متحولين من رموز للمقاومة إلى أدوات للتبعية؟

    الرشيد أنور، الذي لم يكن يوماً ضابطاً في الجيش الشعبي لتحرير السودان، وجد طريقه إلى رتبة “رائد” عبر بوابة المحسوبية التي فتحها له مالك عقار، ليدمج لاحقاً في جهاز الأمن ضمن ترتيبات اتفاقية جوبا للسلام. هذا الرجل الذي يجسد تيار الانتهازية داخل الحركة أصبح اليوم واجهتها السياسية، في مشهد عبثي يختزل مأزق الحركة بأكملها.

    حركة تخلت عن رؤية مؤسسها، الدكتور جون قرنق، رؤية السودان الجديد القائمة على بناء دولة جديدة تقوم على أسس المساواة والعدالة والوحدة الوطنية الطوعية، والاعتراف بالتعدد الثقافي والديني، وضمان الحرية والمساواة بين جميع المواطنين دون تمييز، وتطبيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وبناء نظام ديمقراطي تعددي وفصل الدين عن الدولة، وتحالفت مع ذات الأيديولوجيا التي حاربتها لأكثر من أربعين عاماً، محولة المشروع التحرري إلى مجرد واجهة للسلطة والانتهازية، والحلم الوطني إلى صورة مقلوبة عن مبادئه الأصلية.

    لقد تحولت الحركة من فاعل ثوري يهدف إلى تغيير الواقع، إلى أداة هزيلة في أيادي خصوم الأمس، تخدم مصالح ذاتية ضيقة لا علاقة لها بتضحيات الرفاق ولا بآمال المهمشين في شتى بقاع السودان، وبدل أن تكون صوتاً لمن لا صوت له، أصبحت صدى لأصوات العسكر، وبدل أن ترفع لواء السودان الجديد، صارت تلوح براية أيديولوجيا البزة، معلنة بذلك سقوطها المدوي في متاهات العسكر وخيانتها العظمى لمشروعها التاريخي، وتحول حلم التحرر إلى مجرد مسرحٍ للسلطة والانتهازية.

    وللمفارقات أن هذا السكرتير السياسي، أسس له مكتباً خاصاً في مقر سكنه ببورتسودان، مكتباً فخماً يدير فيه اجتماعاته مع جهات وأشخاص لا علاقة لهم بالحركة الشعبية ولا بمشروع السودان الجديد، ومعظم ما يدار في هذا المكتب هو عمليات "بزنس وتجارة خاصة" خارج إطار الحركة، وبعيداً عن المبادئ والقيم التي قامت عليها، ويقوم أساساً على استغلال ظروف الحرب التي فتحت أبواباً واسعة للفساد في بورتسودان.

    إن المفارقة تبلغ ذروتها عندما نرى أن قيادات الحركة نفسها، بما في ذلك الأمينة العامة ومفوضة مفوضية العون الإنساني الاتحادي، تذهب إليه وتجتمع معه في مكتبه الخاص، متجاوزين بذلك مكتب مالك عقار الرسمي .. كيف لشخص يعمل مديراً لمكتب قيادي أن يفتح مكتباً خاصاً له يدير فيه أعماله الخاصة؟، هذا التناقض لا يكشف فقط عن فساد إداري، بل عن إدارة خفية للأمور، وغياب تام للشفافية والالتزام بالمبادئ، مما يعكس مأزق الحركة الداخلي وانحرافها الكامل، ويؤكد أن الأجندة الشخصية قد طغت تماماً على الأجندة التنظيمية والوطنية.

    لكن القصة لا تتوقف عند المكتب الخاص، بل تمتد إلى مشهد يختزل أقصى درجات معاناة الرفاق .. "مزرعة الطيور" .. ففي الوقت الذي يعاني فيه عشرات الرفاق العاملين في مكتب مالك عقار، وخصوصاً من الجيش الشعبي، الذين لا يملكون أحياناً حتى مصاريفهم الشخصية ويكافحون لدعم أسرهم في ظروف مأساوية تمر بها كل الأسر السودانية بسبب الحرب، نجد أن السكرتير السياسي يفتتح مزرعة طيور ضخمة، يستورد لها الطعام من إثيوبيا بآلاف الدولارات، ويبيع الطائر الواحد بملايين الجنيهات السودانية، وهذا التناقض بين فقر البعض وثراء البعض الاخر يمثل تجسيداً مأساوياً لمصير المشروع، الذي تحول من نضال حقيقي من أجل السودان الجديد إلى مجرد أداة لتحقيق مصالح شخصية ضيقة، وأصبح السكرتير السياسي رمزاً حياً لانحراف المبادئ، ومثالاً صارخاً على تحول الحركة من منبر للتحرير إلى أداة للسلطة والانتهازية، حيث تستبدل القيم بالولاء للمناصب والثراء الفردي.



    نواصل،،























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de