إذا كانت الإجابة ب: نعم ؛ فنريد أن نناقش في هذه السلسلة جملة من القضايا الملحة التي تهم حاضر و مستقبل شعب جنوب السودان ، و المثقف هو بمثابة رأس الحربة في حسمها ، و إن كانت الإجابة ب : لا ؛ فالتزود بالعلم و الإستنارة هي البوابة المثلى للولوج إلي قبيلة أهل الثقافة ، فمرحبا بك كإضافة جديدة.. من أهم المميزات التي تميز الفرد المنتمي لقبيلة أهل الثقافة الإهتمام بالشأن العام ، فهو أو هي يتابع أو تتابع مجريات الأمور على صعيد الأداء الحكومي في المستويات المختلفة ؛ يعرف أو تعرف من يؤدون مسؤولياتهم بجدية و أولئك الذين يتخاذلون في أداء مهامهم ، و هنالك قاعدة ذهبية تساعد المثقف في أداء مهمة التواصل بإقتدار ، و هذه القاعدة تقول: ( الناس يكتبون أحسن ما يسمعون ، و يحفظون أحسن ما يكتبون ، و يتحدثون بأحسن ما يحفظون) .. هذه القاعدة يحتاجها أهل الثقافة بشدة في هذه الأيام ؛ فالإنسان المثقف مؤثر في غيره بالضرورة ؛ فهو أو هي يضيف أو تضيف أكثر مما يضاف إليه أو تضاف إليها ، فهو أو هي بمثابة كنز ثمين للمجتمع الذي يحتويه أو يعيش فيه ، هل رأيت الإهرامات ؟ سواءً تلك الموجودة في البجراوية في السودان أو في مصر الشقيقة ؟ قاعدة الهرم تكون كبيرة في الأرض ، و رأس الهرم يكون صغيراً مدببا في عنان السماء .. هرم المعرفة الإنسانية عكس ذلك تماماً ، فهو يبدأ صغيراً ، لحظة ولادة الإنسان ، ثم يكبر شيئا فشيئا مع مرور الأيام و السنوات ، و يكون حجمه بقدر إجتهاد الإنسان في تغذيته بالمعلومات و الخبرات في كافة مجالات الحياة المختلفة ، و عندما يقال أن فلاناً من المثقفين موسوعي المعرفة ، فذاك معناه أن حجم قاعدته المعرفية في عدد كبير من مجالات الحياة المختلفة كبير جداً مقارنة بغيره ، أمثال إسحاق نيوتن الذي برع في الرياضيات و الفيزياء و علم الفلك ، و العالم الجليل إبن سينا ، الذي برع في الطب ، و الفلك و الأدب ، و غيرهم .. أطلب من المثقفين في بلادي و حول العالم ، بضرورة تفعيل آلية حفظ و توثيق المواد التي تشكل إضافة حقيقية لقاعدته المعرفية في كل مرة ، و من بعد ذلك نقل المادة إلى ذاكرته ، لكي تكون ذخيرة له في حقل التغيير ، و الحمدلله ، أن الهواتف الذكية تتيح ذلك بكل سهولة و يسر ، فالمقال الصحفي الذي يشكل إضافة حقيقية لقاعدته المعرفية يمكنك أن تصوره و تحفظه في المسودات ، و تنقل ما فيه من أفكار التغيير إلى عقلك ، و كذلك تفعيل آلية نقل المادة المفيدة التي سبق لك حفظها إلى من يهمه من المثقفين الذين تتواصل معهم.. في مجال التجارة ، فإن التاجر الناجح هو ذلك الذي يغذي محله التجاري ببضاعة يحتاجها المواطن حاجة ماسة ، فهو أو هي يرصد أو ترصد نواقص المواطن بصورة دقيقة ، و يجلبها أو تجلبها في الوقت المناسب ، و لأنها البضاعة المناسبة في الوقت المناسب ، فهي بل شك ، تنفد في وقت وجيز ، و يجلب أو تجلب غيرها بنفس آلية رصد حاجة المواطن الماسة ؛ كذلك ، فإن المثقف الذي يطمح في تغيير مجتمعه نحو الأفضل يكون في حاجة مستديمة لمعرفة ما يبث في وسائل الإعلام في بلاده ، و ما تنشره وسائل الإعلام العالمية عن أداء حكومة بلاده ، و موقع بلاده في سلم الرقي والتقدم بين أمم الأرض ، فهذه الجرعات التعليمية هي التي تبين للمثقف النواقص في مجالات الحياة المختلفة في بلاده ، و بناءاً على هذه البيانات والمعلومات ، يبني مع غيره من مثقفي بلاده الطامحين في التغيير الإستراتيجيات المناسبة لتحقيق أقصى طفرة ممكنة ، و نواصل الحديث في المرة القادمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة