الستة الذين في نيويورك: كيف جسّد مامداني شخصيات المدينة وفاز بها كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-08-2025, 07:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-08-2025, 00:24 AM

احمد التيجاني سيد احمد
<aاحمد التيجاني سيد احمد
تاريخ التسجيل: 08-16-2022
مجموع المشاركات: 526

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الستة الذين في نيويورك: كيف جسّد مامداني شخصيات المدينة وفاز بها كتبه د. أحمد التيجاني سيد أحمد

    00:24 AM November, 07 2025

    سودانيز اون لاين
    احمد التيجاني سيد احمد-ايطاليا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الستة الذين في نيويورك: كيف جسّد مامداني شخصيات المدينة وفاز بها
    د. أحمد التيجاني سيد أحمد
    ٧ نوفمبر ٢٠٢٥ روما، إيطاليا.



    ثراء نيويورك: المدينة التي لا تُحصى وجوهها
    نيويورك ليست غنية بالمال وحده، بل **بكثافة الحياة**.
    ثراؤها الحقيقي لا يُقاس بالدولارات، بل **بالتنوّع الذي يسكنها**.
    فيها أكثر من **ثمانمائة لغة** تُتداول يوميًا، وملايين القصص التي تبدأ في الحيّ نفسه ولا تتشابه أبدًا.
    ومع ذلك، حين يقتضي الأمر، **تجيد الخطاب بواحدة أو اثنتين** — لغة الإنسانية، ولغة الحلم.

    هي المدينة التي ترى الفقر والثراء في شارعٍ واحد، وتسمع اللغات تتزاحم كاذان المساجد المساجد وقرع الكنائس وأغاني المترو.
    ثراؤها أن تكون في المترو بين مصرفيٍّ يقرأ صحيفة مالية، وعاملة تنظيفٍ تغفو على حقيبتها، وموسيقيٍّ يعزف ليكمل أجرة يومه.
    ثراؤها أن تشعر أن كلّ من حولك غريب مثلك — وأنّ الغربة هنا **هي القاسم المشترك**.

    المال في نيويورك يلمع، نعم، لكن ما يجعلها فريدة هو **الوجوه التي لا تشبه بعضها**.
    فيها قصص النجاح التي تُروى في كتب الإدارة، كما فيها الفشل الذي يُكتب في مذكّرات الشعراء.
    إنها المدينة التي تُعلّمك أن الثروة ليست حسابًا مصرفيًا، بل **قدرةٌ على البقاء في زحامٍ لا يرحم دون أن تفقد إنسانيتك**.

    ومن هذا الثراء خرج زهران مامداني، ابن التناقضات الجميلة:
    مهاجرٌ في مدينة المهاجرين، غاضبٌ في مدينة الغضب، حالمٌ في مدينة لا تنام.
    فحين اختارته نيويورك، كانت تختار **صورتها الأغنى** — مدينةٌ تعرف أن ثراءها لا يكتمل إلا حين تسمح لكلّ صوتٍ أن يُسمع، ولكلّ وجهٍ أن يُرى.

    المدينة التي اختارت شبيهها
    في انتخابات نيويورك الأخيرة، لم يكن فوز زهران مامداني حدثًا عابرًا، بل لحظةً تختصر هوية المدينة نفسها.
    فقد قال أحد المعلّقين إنّه فاز لأنه **حمل في داخله ست شخصيات من شخصيات النيويوركيين** — وكأنّ المدينة اختارته لأنه يشبهها، لا لأنه فقط وعدها بشيءٍ جديد.

    نيويورك لا تُصوّت بالعواطف، بل بالرموز.
    تُكافئ من يفهم نبضها، وتُعاقب من يتصنّع الانتماء إليها.
    في زهران مامداني، رأت مزيجها الفريد: ابن مهاجرين، مثقف وناشط، عامل بالفكر، وحالم بالغد.
    ست شخصيات، لكنها في نيويورك تتجسّد في إنسانٍ واحد.

    ١. المهاجر
    هو الأصل الأول للمدينة.
    نيويورك لم تُبنَ على يد أبنائها، بل على يد القادمين من كل مكان.
    ولد مامداني لأبوين من أصول أفريقية وآسيوية هندية، ونشأ في أميركا يحمل ذاكرة الشتات ومفردات العروبة التي تسكن وجدان الشرق القديم.
    إنه **مهاجرٌ مثاليٌّ امتزجت فيه العروق الهندية والأفريقية والأمريكية والعربية** — كأنه خريطة بشرية تلخّص طريق المحيطات الأربع.

    في صوته تلتقي دكّان مومباي برائحة زنجبيل كمبالا، وصخب بروكلين بحرارة الأسواق العربية.
    ذلك الامتزاج هو الذي جعل الناس يرون فيه معنى "الانتماء الإنساني" لا الانتماء الوراثي.
    ففي زمن الانغلاق، كان مامداني يقول من خلال سيرته: **الوطن ليس جغرافيا، بل قابليةٌ للاحتواء.**

    ٢. الحالم
    كلّ ناطحة سحاب في نيويورك بدأت كحلمٍ فوق سطح مبنى قديم.
    الناس هنا يعيشون على الأمل لا على الراتب.
    حلم مامداني لم يكن ببرجٍ أعلى، بل بمدينةٍ أكثر عدلاً —
    حلمٌ سياسيّ جماعيّ، لا عقاريّ فرديّ.
    فالحلم في نيويورك لا يطلب السماء، بل **العدالة على الأرض**.

    ٣. العامل
    من دون العامل تتوقف المدينة.
    هو الذي يفتح الأبواب في الصباح ويغلقها في الليل.
    مامداني تحدّث عن الأجور والسكن بلغة العامل لا بلغة الخبير،
    حتى شعر الناس أن المترو يتنفس معه.
    فالعرق في نيويورك ليس عيبًا، بل **شرف الانتماء للجهد**.

    ٤. المثقف
    من بيئةٍ أكاديمية أصيلة، جاء الحسّ الفكري في زهران.
    فوالده المفكر الكبير **محمود مامداني** ووالدته **ميريام مامداني** كلاهما يعملان **بروفسورين في جامعة كولومبيا العريقة**،
    حيث يمتزج الفكر بالنقاش العالمي حول الهوية والاستعمار والعدالة.
    منهما ورث نزعة التساؤل، لا التسليم،
    والقدرة على تحويل الفكرة إلى أداة للعمل العام.

    لم يكن مثقفًا يلوذ بالكتب، بل مثقفًا ينزل بالأفكار إلى الشارع.
    في حملاته، كان العقل أداةً للتغيير لا للزينة،
    يضع الفكر في خدمة الناس، لا الناس في خدمة الفكر.
    لقد مثّل صورة نادرة للمثقف الذي **يعيش فكره لا يدرّسه فقط**.

    ٥. الناشط
    في مدينةٍ تعيش على المظاهرات كما تعيش على موسيقى الجاز،
    يُقاس السياسي بمدى قربه من الشارع.
    سار مامداني مع الناس، دعا لإعادة توزيع الموارد،
    ودافع عن المهمّشين دون مواربة.
    كان صوته **استمرارًا لنبض المدينة**، لا نشازًا فوقه.

    وليس أدلّ على صدقه من أنه **يتحدث بالحماس نفسه، وبالتفصيل ذاته، ويمنح الوقت نفسه**
    سواء كان أمام **أربعة أشخاصٍ في ركنٍ من الشارع، أو جمهورٍ كبيرٍ في ميدانٍ عام، أو داخل قاعةٍ مهيّأةٍ بكامل تجهيزها**.
    لا يغيّر نبرته بتغيّر المكان أو عدد المقاعد، لأنّ الإيمان عنده لا يعرف المظاهر.
    كلماته تتقد بالشغف ذاته، مهما كان عدد الوجوه أمامه،
    كأنّه يخاطب ضمير المدينة كلّها من خلال وجهٍ واحدٍ يصغي إليه.
    ذلك الثبات في الحماس والتفصيل والوقت هو ما جعل حضوره تجربةً إنسانيةً لا تُنسى،
    تجمع بين صدق الميدان وعمق الفكرة.

    ٦. المواطن الغاضب
    الغضب في نيويورك ليس فوضى، بل **وعيٌ بالخلل**.
    عبّر مامداني عن غضب المدينة بلغةٍ نظيفة:
    غضبٍ ضد الإيجارات الجنونية واحتكار الثروة والعنصرية البنيوية.
    غضبه لم يكن عاصفة، بل **طاقةً للعدل**، تُذكّر الناس أن الديمقراطية لا تعيش بلا قلقٍ أخلاقي.

    الزمن والفرق: نيويورك وخرطوم الفقد
    بين نيويورك التي تتسع لكلّ صوت، والخرطوم التي تُطفئ أصواتها بالرصاص،
    يمتدّ زمنٌ طويل — قرنٌ من التحوّل بين مدينتين،
    إحداهما تعلمت من التنوّع كيف تبني ثراءها،
    والأخرى علّمت أبناءها الخوف من اختلافهم.

    في نيويورك، يلتقي المهاجر بالحالم في محطة المترو،
    وفي الخرطوم، يلتقي الفقير بالموت في طابور الخبز.
    هناك، تُقاس الثروة بالفرص، وهنا تُقاس بالنجاة.
    في نيويورك، تُكتب قصة كل إنسان على الجدران بمداد الأمل؛
    وفي الخرطوم، تُمحى القصص بالدخان والرماد.

    ومع ذلك، فإن الخرطوم — رغم حزنها — تملك ما تفتقده نيويورك:
    ذاكرة النيل حين يفيض كالأم، وسحر الطفولة حين تتسرّب الأغاني من البيوت الطينية.
    لكنها تحتاج إلى لحظة شجاعة تشبه لحظة نيويورك —
    أن تعترف بأن ثراءها الحقيقي ليس في النفط أو الذهب،
    بل في **الوجوه المختلفة التي لم تتصالح بعد مع اختلافها**.

    خاتمة
    حين فاز مامداني، لم تفز حملة انتخابية، بل فازت المدينة التي رأت نفسها فيه.
    فقد رأت في شخصه المهاجر الذي لا يستسلم، والعامل الذي لا يتوقف،
    والحالم الذي لا ينام، والمثقف الذي لا يصمت،
    والناشط الذي لا يساوم، والمواطن الذي لا يرضى بالظلم.

    نيويورك منحته صوتها لأنها وجدت فيه **ثراءها الإنساني الحقيقي**.
    أما نحن، فربما لا نحتاج إلى نيويورك كي نتعلم،
    بل إلى أن نرى في وجوهنا نحن **الستة الذين فينا** —
    المهاجر، الحالم، العامل، المثقف، الناشط، والغاضب —
    حين يتصالحون، تولد المدن من جديد.



    [email protected]
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de