عودة الى مقهى تكة فى انتظار الاستنارة vix!! كتبه الأمين مصطفى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-07-2025, 04:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-07-2025, 03:31 AM

الأمين مصطفى
<aالأمين مصطفى
تاريخ التسجيل: 02-20-2020
مجموع المشاركات: 1606

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عودة الى مقهى تكة فى انتظار الاستنارة vix!! كتبه الأمين مصطفى

    03:31 AM November, 06 2025

    سودانيز اون لاين
    الأمين مصطفى-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    "صدى النور"
    كان الصباح يتسلّل ببطءٍ إلى المدينة، كأنّه يخشى أن يُوقظ الحلم الذي لم يكتمل بعد. شوارعها مبلّلة بندى الليل، والهواء يحمل بقايا همسٍ من المقهى الذي شهد ميلاد الحكاية.
    في مقهى تَكّة، ما زال الضوء الخافت ينساب من مصباحٍ يتدلّى كقلبٍ ساهرٍ فوق الطاولات الخشبيّة. كان كلُّ شيءٍ ساكنًا، إلا رائحة القهوة التي تتجدد كلّ لحظة كأنّها نَفَس الحياة ذاته.
    جلس هو في نفس المكان، يعبث بريشةٍ من حبرٍ يابس، يتأمّل المقعد المقابل له — حيث جلست هي البارحة، كأنّ حضورها ترك أثرًا لا يُمحى. لم تكن مجرّد امرأةٍ مرّت من النص، بل كانت نصًّا جديدًا يكتبه القدر على مهل.
    بينما كان يحاول استعادة صوتها، انبعث من الراديو القديم صوته هو ذاته — تلك الحكاية التي بثّها قبل أسابيع، لكنها اليوم كانت مختلفة... كأنّ أحدًا أعاد صياغتها لتُخاطبه هو.

    "إلى من يكتبني من بعيد... لا تبحث عني في الحبر، بل في الفراغ بين الكلمات، هناك أكون."

    ارتجف قلبه، والتفت نحو الباب كمن سمع اسمه يُنادى. لم تدخل بعد، لكن دفء حضورها سبقها بثوانٍ. وعندما ظهرت، كانت تحمل في يدها دفترًا أسود، مبلل الأطراف بالمطر.
    جلست أمامه في هدوءٍ يشبه الموج بعد العاصفة.
    قالت وهي تضع الدفتر بينهما:
    – "هذا نصّك الذي لم تكمله."
    – "وكيف وصل إليك؟"
    – "ربما لم يخرج منك أصلًا."
    ابتسمت ابتسامةً تحمل بين طيّاتها شيئًا من الغموض، ثم أضافت:
    – "كلّ ما كتبته كنت تسمعه أولًا... من صوتٍ لا تعرف مصدره. أليس كذلك؟"
    تجمّد قلمه في يده. كان يشعر بأنّها تعرف ما لا يمكن أن يُعرف.
    – "من أنتِ؟"
    أجابت بصوتٍ خافتٍ كأنّه اعتراف:
    – "أنا الحكاية التي كتبتها ولم تكتمل بعد."
    في تلك اللحظة، انطفأ ضوء المقهى فجأة، وانعكست على الزجاج صورةٌ مزدوجة لهما، كأنّهما وجهان لروحٍ واحدة. ارتفع صوت المطر، وتدفّقت من الراديو موسيقى قديمة تُشبه البكاء.
    اقترب منها، همس:
    – "إن كنتِ من الحكاية، فكيف أُبقيكِ معي في الواقع؟"
    أجابت:
    – "بالكتابة... اكتبني كي لا أختفي."
    مدّ يده نحو الدفتر، فتح صفحاته، فوجدها مكتوبة بخطّه، ولكن كلّ صفحةٍ تحمل تاريخ اليوم... وكأنّه كتبها للتو.
    رفع عينيه نحوها، فلم يجدها. كان المقعد أمامه فارغًا، والنافذة مفتوحة على ضوءٍ جديدٍ يملأ المقهى.
    في الخارج، توقّف المطر، وانبثق من بين الغيوم قوسُ قزحٍ صغير، كأنّه توقيع السماء على وعدٍ قديم.
    فتح آخر صفحةٍ في الدفتر، فوجد جملةً بخطّها:

    "حين تكتبني مرّةً أخرى، سأعود."

    ابتسم، ووضع القلم على الورقة.
    في تلك اللحظة، عاد صوت الراديو، يعلن للمستمعين بصوتٍ مهيب:

    "الليلة... حلقة جديدة من برنامج الاستنارة."

    وهكذا، بدأت الحكاية من جديد، لا بوصفها قصّة، بل بوصفها قدرًا يُكتب الآن... على الهواء مباشرة.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de