إلى أصحاب السمو أمراء دولة الإمارات العربية المتحدة. بما يجمع السودانيين والإماراتيين من جذور عربية بإختلاف أعماقها وتجمعها فى بوتقةٍ جامعةٍ عربيةٍ ؛ تُراجع نفسها كل عام". وبما يجمعهما من دين قيمٍ قويمٍ حنيفٍ سليمٍ؛ دين محبة وسلام ووئام. ارتضيناه وسلكنا سبيله برضاء تام؛ هو الإسلام. وبما لديكم من أصول غالبية أخرى إختارت طرقاً لبث مفاهيم السلام. و بما توجه به الشعبان ومن على قيادتهما لاعمار البلدين فى كل زمان كان. وبكل المثل الإنسانية التى تكرر فى كل مقام. وبما نعلمه ونعيشه من تعدد القبائل والإثنيات فى البلدين، وبما أُمرنا به من تعارف عميق وإكرام. أولاً ... نتخاطب شعوباً و نقول ... إن شعب السودان، حفظه الله، قد تعرض لويلات ثبت ذكرها؛ منها السلب والنهب والقتل والاغتصاب والتشريد. بعد أن جفت حلوق الأرامل وعميت أعين الأيتام واشتد البلاء، ولا نقول عيل الصبر، أو أصابنا ال################ بل تولدت عزيمة جبارة وآمال عراض سنداً لشكيمة الرجال مدعومة بدعاء الصالحين. قررنا أن نخاطبكم - نحن أبناء الشعب السودانى - لننقل لكم صوت الحق والعدل فلربما لغفلة لم تسمعوه. إن أمراءكم، أطال الله أعمارهم فى عمل الخير، اتخذوا قرارات خاطئة، أدت إلى تلك المعاناة ، والاعتداءات ، وتهجير أهلنا، ذلكم أمر غير مقبول. قولة حق لا نلام عليها؛ إن دولتكم بعد أن من الله عليها وأنعم عليها بالخيرات انحرفت تجاه الشعب السودانى بالاستبداد، ولا نمتن حين نقول إن اللبنات الأولية فى بناء دولتكم، بكل ما تعنى هذه الكلمات من معان، وضعها أبناء الشعب السوداني، وما زال بعض منهم يبنون. استعانوا بالصبر وغناء قيمهم ورفعتها رغم ضيق ذات اليد بسبب سلسلة المؤمرات منذ عهود تعلمونها. تطورت الأمور حتى خرجت عن كونها صراعات سياسية أو مؤامرات مسلحة بل صراعات قيمية وأخلاقية؛ بين من يملك المال والقوة بلا عدالة ومن يملك الإيمان بلا قوة لظروف ذكرت. نحن لا نطلب منكم أن تتجاوزوا أمراءكم، ولكن نطلب منكم أن تكونوا صوت الضمير والعدل. إن الحكم النبيل يبدأ من الداخل، وينعكس على الخارج. إن العدل والرحمة هما أساس الحكم، وليس الظلم والطغيان. نحن ندعوكم إلى النظر في أحوالنا، وإلى مخاطبة أمرائكم بكل قوة وصدق. إن هذا ليس خطرًا على حكمهم فقط، بل هو واجبكم تجاه شعبكم وأمتكم. إننا نؤمن بأن فيكم الخير والعدل، وأنكم لن تقبلوا بالظلم والطغيان. فلنعمل معًا من أجل بناء جسور المحبة والتفاهم بين بلدينا ، ولنرفع راية العدل والرحمة. أيها الإخوة، يا من تجمعنا الأصول وتفرقنا الأهواء، حباكم الخالق بخيرات، فلا تجعلونها ميداناً لظلمٍ يفسد النعمة ويجلب النقمة. إنّ الأمراء الذين يتخذون القوة ديناً، ويستبدّون بالرأي، ويقرّبون المفسدين، إنما يزرعون شوكاً في أرضكم قبل أن يرموه في أرض غيركم. ذكّروهم أن الإمارة ليست زينةً تُتَّخذ، ولا متاعاً يُغتنم، بل أمانةٌ ومسؤوليةٌ أمام الله والتاريخ والإنسان. إن العدل هو أساس الحكم، والرحمة عماده، والكرامة تاجه. فكونوا أنتم أصواتهم التي تذكّرهم حين ينسون وضمائرهم حين يغفلون، ونصحهم حين يضلّون. لا تُسلموهم إلى الغواية، فأنتم الدرع الحقيقي، لا جنده ولا ذهبه. قولوا لهم إن المجد لا يُبنى على دماء الأبرياء، وإنّ الممالك التي تقوم على الظلم، تهوي وإن علت. عودوا إلى جذوركم الأولى، إلى الأصل الواحد الذي يجمعنا، فالمصير مشترك، والسلام هو النصر الحقيقي الذي لا يُهزم. يا أهل دولة الإمارات، إن كنتم حقاً شعباً كريماً، فانهضوا بكلمة عدلٍ تنقذ إماراتكم من ظلم قبل أن يُهلككم الظلم. العدالة لا تُستورد ولا تُفرض، بل تُزرع في القلوب وتُثمر في الأفعال. فمن أقامها، دام ملكه، ومن خانها، سقط وإن طال بقاؤه. .“العدل أساس الحكم، والطغيان بداية السقوط” هذه رسالتي إليكم… لا كعدوّ، بل كأخٍ يخشى على أخيه من الهلاك. ثانياً نتخاطب حكاماً... ونقول ... آصحاب السمو الأمراء لا نطمع في مالكم، ولا نرهب من سيوفكم، ولكن خوفًا عليكم من أنفسكم إن الأمير الذي يُغريه السلطان، كمن يشرب من ماء البحر، كلما ازداد شربًا ازداد عطشًا. أنتم تملكون الأرض، ولكن هل تملكون قلوب الناس؟ تملكون السيوف، ولكن هل تملكون ضمائر حَمَلتها؟ تملكون الثروة، ولكن هل تملكون البركة فيها؟ لقد رفعكم الله لتكونوا راعين، لا جبارين، حاميًن للضعيف، لا صانعين للضعف، جامعين للقلوب، لا مفرّقين بين الأشقاء. أتدرون ما أعظم الممالك؟ ليست تلك التي تُفتح بالسيوف، بل التي تُشيَّد بالعدل، ويُصان فيها الحق، ويأمن فيها الفقير كما يأمن الأمير. إن الحرب التي أشعلتموها على شعب السودان، أيها الأمراء، ليست نصرًا لكم، بل امتحانٌ من الله لكم. النصر الحقيقي أن تنتصروا على أنفسكم، وأن تضعوا سيوفكم أرضًا، وتسمعوا صوت العدالة قبل أن تصغوا لأصوات المديح والتمجيد. لا تُخدعون بالمقربين إليكم، فهم يُصفّقون لكم ويستنزفونكم ما دمتَم أقوياء، فإذا مالَ بكم الزمان تركوكم، أما شعبكم ، فهو الذي يبقى لكم فى الداخل إن عدلتم، و أشقاؤكم فى الخارج. افتحوا أبواباً للحق، قبل أن تُفتح قصورُكم للحساب. ازرعوا الرحمة في الأرض، لتثمر أمانًا في قلوب رعيّتكم وإخوانهم الأشقاء. أيها الأمراء: الحكم عَقدٌ بينكم وبين الله، لا بينكم وبين القوة. والعدل هو السيف الذي لا يصدأ، والعرش الذي لا يزول. إرجعوا إلى الحق، قبل أن يكتب التاريخ على جدران كل قصر: “هنا جلس أميرٌ عظيم… لكنه نسي أن يكون إنسانًا.” نأمل أن تكون القادمات لحظات إدراك للعقول لا سقوط للرؤوس، ووحدة للشعبين دون رياء؛ جامعًا للقلوب، لا مفرّقًا بينهما. النصر الحقيقي أن تنتصروا على أنفسكم، وأن تضعوا سلاحكم أرضًا، وتستمعوا لأصوات العدالة قبل أن تصغوا لأصوات المديح والتمجيد، وقرقعة السلاح وبكاء الأرامل والأيتام. افتحوا أبوابكم للحق، قبل أن تُفتح قصورُكم للحساب. ازرعوا الرحمة في أرضكم، لتثمر أمانًا في قلوب الأشقاء. أصحاب السمو الأمراء: ."نكررها …“العدل أساس الحكم، والطغيان بداية السقوط اللهم إنا نسألك الصلاح والتوفيق والهداية لaجميع حكامنا. اللهم أصلح بطانتهم واكفيهم شرور أنفسهم وشرور الأشرار. والنبى صلوات الله عليه وسلامه لم يدع على دوس بل قال: (اللهُمَّ اهْدِ دَوْسَاً وائتِ بهم) اللهم أهدنا لما فيه خير العباد والبلاد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة