فوز زهران ممداني الديمقراطي ذوي الميول الاشتراكية على منافسه الديمقراطي أمندرو كومو الذي كان حاكما سابقا لولاية نيويورك .. و لقد وصفت الانتخابات بأنها كانت منافسة قوية بين الأجيال و بين الأيديولوجيات.. و رغم أن التنافس كان بين أثنين من الحزب الديمقراطي إلا أن الانتخابات أتخذت أبعادا سياسية و أيدولوجية ليست داخل الحزب الديمقراطي أنما أمتدت للجمهوريين، و إدارة ترامب، إلي جانب اللوبي الصهيوني في أمريكا.. فهي ليست انتخابات عادية و الحشد و التعبيئة كانت كبيرة، خاصة من الطبقات الدنيا، باعتباره ربما تكون مرحلة تحول للتصدي لإنحرافات المسار الديمقراطي في أمريكا.. أن انتخابات نيويورك شكلت أرقا للرئيس دونالد ترامب الذي حاول أن يؤثر على النخابين من خلال تغريدات و تصريحات تقلل من شأن ممداني.. عندما قال (أفضل عنده انتخاب اشتراكي " أندرو" من اشتراكي شيوعي) و في تغريدة له كتب (أي يهودي يصوت لزهران ممدلني الذي يصرح بكرهه لليهود هو شخص غبي) ثم تصريحات ترامب عن قطع التمويل عن ولاية نيويورك و أنه سوف يتخذ خطوات ضدها إذا انتخبت ممداني.. لكن قال ممداني ردا على أفعال الرئيس ترامب.. أنه كلام رئيس ليس قانونا لذلك لن يخيفني هذا الرئيس...! أن فوز ممداني بإدارة ولاية نيويورك، لم يكن فوزا عاديا لشخص وجد دعما من الطبقة الوسطى، و الطبقات الدنيا، أنما الفوز جاء انعكاسا قويا للذي كان يجري في غزة من حرب إبادة، و التي وقف معها اللوبي الصهيوني مؤيدا و داعما، و أيضا رموز الرأسمالية العابرة للقارات... إلا أن كان هناك تعاطفا قويا من شباب الجامعات، و قطاع واسع من الطبقة الوسطى و الدنيا، مؤيدا لعملية وقف الإبادة... و عندما فاز ترامب بالرئاسة؛ قرر أن يحاسب هؤلاء، و يمنع الدعم من بعض الجامعات، و أيضا رفض أن يقدم مساعدة للذين شاركوا في التظاهرات التي كانت تطالب بوقف الإبادة في عزة، و أيضا أبعد بعض الطلاب عن الدراسة في أمريكا... و كان هؤلاء الطلاب قد رفضوا أن تقدم أمريكا مساعدات لنظام نتنياهو.. كل هذه العوامل كان لها أثرا على الانتخابات التي جرت في نيويورك، و خاصة كان يخوضها شخص أعلن ترامب موقفا سالبا منه.. و أيضا هو تحدى ترامب و كل اللوبي الذي يقف معه.. أن فوز زهران ممداني ذو الإصول الهندية شكل خضة كبيرة على مستويات مختلفة في المجتمع الأمريكي، على المستوى الفكري الأيديولوجي داخل الحزب الديمقراطي و خارج الحزب، و على مستوى الصراع المباشر مع الرأسمالية، و أيضا مع دعاة الشعبوية الذين يمثلهم دونالد ترامب ، إلي جانب اللوبي الصهيوني الذي كان وحده يقرر من يفوز في الولايات و انتخابات الكونجرس و مجلس الشيوخ، و هو أول تحدي للمجتمع بعد تحدى جون كندي ذو الديانة الكاثوليكية.. إلي جانب حركة مارتن لوثر كينج ذو أصل الأفريقي الذي طالب بالحقوق المدنية في الولايات من خلال نضال سلمي، ألان يخوض ممداني تجربة جديدة للحفاظ على الحقوق المدنية و تعديل سير الديمقراطية في أمريكا على ضوء الأتي:- 1 – المستوى الفكر الأيديولوجي.. ليس هناك من يعتقد أن ممداني قد أدار معركته الانتخابية على مباديء ماركسية، كما أتهمه الرئيس ترامب بالشيوعية، و لكن يريد ممداني أن يكون صراعه من داخل المنظومة الفكرية للديمقراطية، و لذلك استطاع أن يجد تأييدا كبيرا من الطبقة الوسطى و الطبقات ألاخر، و التي شعرت أن ترامب شن عليها حربا في كل الولايات من خلال الإبعاد و تصفية الوظائف العامة لكي يضرب الطبقة الوسطى في المجتمع ، و هي طبقة الاستنارة المناط بها كشف سياسة ترامب المعادية لهم و المضرة بالديمقراطية... 2 – أن فوز ممداني؛ و الذي رفضت الكتلة الرأسمالية في الحزب الديمقراطي دعمه، أثبتت التجربة أن الأموال ليست كل شيء في العملية الانتخابية، و لكن توعية و أقناع الناس و مشاركتهم في الحملة من خلال وعي بالفكرة و التجربة و المشاركة فيها، و هزيمة اعداء التجربة سوف تصبح نقطة تحول في إعادة النظر في التجربة الديمقراطية في أمريكا.. 3 - اللوبي الصهيوني لأول مرة يوجه تحديا كبيرا في الانتخابات في أمريكا.. و معروف أن اللوبي الصهيوني من خلال الأفراد و المنظمات و الجمعيات و على رأسهم " إيباك" هم الذين درجوا أن يقدموا دعما لكل مرشح.. و هو صرف كبير تصرف فيه مليارات الدولارات.. و لم تكن هناك قوى اجتماعية تنافسهم.. و أصبح فوز ممداني يشكل لهم خطورة إذا استطاع شباب الحزب الديمقراطية أن يعتمدوا على الدعم الشعبي للمتنافسين، هنا سوف تجد إسرائيل في مواجهة مع سياسة جديدة تجعلها تحترام المواثيق و المعاهدات الدولية، و تعمل على تنفيذها.. 4 – الصراع داخل الحزب الديمقراطية.. أن الصراع داخل الحزب سوف يعدل العديد من مواقف الحزب و تقدم أطروحات جديدة للديمقراطية، و الاعتماد على الطبقة الوسطى و الطبقات الشعبية التي تمثل الأغلبية في الشعب، و هي تستطيع أن تقدم المرشحين الذين يستطيعوا أن يغلموا أظافر الرأسمالية من خلال التغيير في القوانين و الضرائب و حماية المستهلك ... 5 – أن الشعبوية التي جاء بها ترامب في فترته رئاسته الأولة 2016 – 2020 هي كانت نقطة تحول جديدة في العملية السياسية في أمريكا، و هي قوى تعتمد على الخطاب و التأييد الشعبوي غير المؤسس على أطروحة أو أفكار يمكن أن تحافظ على مسار العملية الديمقراطية.. حيث أن الشعبوية خطاب معادي للنخبة يؤسس فقط على العواطف و الولاء للشخص. وربما ينحرف ضد الأقليات أو المهاجرين، أو حتى الطبقات الضعيفة.. لذلك تجربة ممداني تجربة سوف تخضعها النخبة الأمريكية للدراسات، لأنها قدمت نموذجا قويا للصراع مع المحافظين و الرأسمالية، و أيضا الللوبيات في المجتمع ألتي تضعف مسار العمل الديمقراطي.. هكذا تفعل الأفكار أنها طريقا للتغيير... نسأل الله حسن البصيرة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة