تزوير الانتخابات في العراق وإيران أمرٌ شرع له الغرب وتغاضى عنه ليستمر مشروع الفوضى الخلاقة بالمنطقة.. المال السياسي الفاسد وتجار الدين هم القاعدة الأساسية لمنظومة الفساد السياسي والإداري في العراق.. حدث وتعليق كان هدم العراق والهيمنة على المنطقة هدف الغرب الأكبر بعد أن هدم الغرب الدولة العثمانية وقسم المنطقة العربية وأرسى قواعد الخراب فيها بما يتماشى مع مخططاته ومصالحه.. تعاظم هذا الهدف منذ قيام النظام الجمهوري في العراق منذ خمسينيات القرن الميلادي الماضي، وقد كان المجيئ بخميني ونظامه مخططاته للهدف ذاته، وبعد فشل خميني في هدم العراق جاء الحصار في المسار ذاته ثم غزو العراق سنة 2003 بمشاركة ملالي إيران، وقد تمكن الغرب بمساعدة نظام الولي الفقيه ومرتزقته من هدم الدولة العراقية ومؤسساتها وتأسيس نظام دكتاتوري فاسد مفسد وسموه بالديمقراطية الكاذبة على افتراض أن حكم الملالي البرابرة ديمقراطي وأن الحكم في عراق الملالي أيضاً ديمقراطي من خلال صناديق الاقتراع؛ لكن الغرب الذي تغاضى لعقود عن جرائم جماعية ومجازر واعدامات وانتهاكات لحقوق الإنسان وتزوير للانتخابات في إيران مستعدا أيضا ليس للتستر على تزوير الانتخابات وشتى الجرائم في العراق لا بل وإعطائها شرعيةً أيضاً وتحت عدة مسميات. المال السياسي الفاسد وتجار الدين وتزوير الانتخابات في العراق الشق الأول من القاعدة الأساسية لواقع الحال البائس في العراق هو المال السياسي الفاسد الذي نراه في فترة الانتخابات أمراً يثير العجب؛ من أين يأتي لا نعرف والكل تتبرأ منه لكنهم أي المفسدين والمصطادين بالماء العكر سرعان ما يشي أحدهم بالآخر ويفضحه وتأتينا الأسرار والأخبار مجانية.. والشق الثاني الأخطر هم تجار الدين المدعين حيث أنهم القاعدة الأساسية لمنظومة الفساد السياسي والإداري في العراق.. فمنذ احتلال العراق سنة 2003 وهذا هو حال العراق يسوسه الفسدة بمال فاسد ويفتي رجل الدين المُدعي الفاسد لترويض قطيعٍ جاهل لصالح سياسي لص وجاهل منزوع الإرادة يطابق صِنفه المعايير والمواصفات الغربية المطلوب توافرها في العراق..، وهنا لا نتحامل على أحد حيث راقب الغرب مجريات العملية السياسية في العراق وباركها وصلى لأجلها داعيا لها بالدوام والاستمرار على الرغم من مئات التقارير حول فساد وبطلان العملية الانتخابية.. على الجانب الآخر لهذه الديمقراطية المزعومة سواء في العراق أو في إيران هناك مؤسسات تمارس القمع المنهجي تقتل وتخطف على الرأي والهوية بلا رادع، ويدفع الغرب مشرعاً لكل مرحلة تحت ذريعة تجنب أي فراغ سياسي في البلاد.. وما أشبه الأمر بقاتل يقتل القتيل ويسير في جنازته.. هذا هو حال الغرب والملالي فيما يتعلق بالعراق. تتطاير رسائل غربية متنوعة في مصادرها ومضامينها منذ فترة لكنها بالمجمل توفر أرضية خصبة لخطاب تحريضي طائفي فاسد بالعراق لتغرر بالناخب المُخدر وتدفع به نحو صناديق الاقتراع لإعادة انتخاب جلاديهم في إيران والعراق.. وكذلك إعادة تمكين اللصوص والصعاليك من مقاليد الدولة في العراق؛ وهذا ما يريده الغرب وهذا هو المطلوب ويعمل عليه رجال الدين الفسدة وبعض الساسة المرتزقة الموالين للإمبراطور ولي الفقيه... كل رسائل التهديد والوعيد التي يسوقها الإعلام الموجه تُعيد تمكين مرتزقة الملالي في العراق وتمكن الملالي من البقاء على سدة الحكم في إيران، ووفقاً لهذه الرسائل يتحرك المال المنهوب باتجاه شراء الذمم شراء الأصوات والمقاعد وبعدها شراء المناصب الحكومية، وفي وضع كوضع العراق ما أكثر الفسدة والمفسدين وما أكثر المال الفاسد.. وما أكثر القطعان التي لا رشد فيها ولا يعنيها طريق الصواب.. وبالنتيجة ما يريده الغرب وحليفهم نظام الملالي في العراق ومنه سيتحقق، وكما أعطوا الشرعية لـ لصوص في المراحل السابقة سيعطونها لـ دورة اللصوص الحالية.. وكل دورة وأنتم سالمين وتنعاد عليكم يا نايمين. د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة