السؤال الذي لابد أن يتبادر إلى الأذهان ، ماهو مصير حركات دارفور.. خاصة حركتي ( جبريل ومناوي الزغاوة) بعد إستيلاء الدعم السريع على عاصمة شمال دار فور الفاشر ؟
خاصة أن سلطان الفور الحالي أحمد دينار حفيد آخر سلاطين الفور العظماء على دينار ..متحالف مع حكومة تأسيس التابعة للدعم السريع ؟ وكذلك حركة الفور الرئيسية التابعة لعبد الواحد محمد نور لا تزال تلتزم الحياد في هذه الحرب ، وتلوذ بسلطة شبه مستقبلة في جبل مرة ؟
والجدير بالذكر أن السلطان أحمد دينار ينحدر من أسرة سلطنة الفور (الكيرا) ..والتي أسست سلطنة الفور الكيرا بعد زواج أحمد سفيان بن سليمان ( المعقور ) الهلالي من كيرا إبنة السلطان ..واللذين كان من ذريتهم السلطان سليمان صولونق ( سليمان العربي بلغة الفور ) . هذه السلطنة التي كان لها عديد من الوزراء الرزيقات ..وكانت قبيلة الرزيقات في حلف سياسي وعسكري معها وكذلك نسب عرقي ..عكس الزغاوة ، وهي السلطنة التي إقتطعت للرزيقات أرضهم وحواكيرهم الحالية .
فما هو موقف حركات الزغاوة بزعامة جبريل ومناوي والتي لا تزال تسيطر على وزارات الثروة والدخل القومي..جزاء تحالفها مع الجيش بقيادة البرهان ؟
وحركات الزغاوة هذه مخطئ من يظن أنها قد تأثرت كثيرا بسقوط الفاشر في يد الدعم السريع ، لأن مناطقها ودوامرها في شمال غرب دارفور والحدود السودانية التشادية لا تزال مسيطرة عليها وفي يدها ( كرنوي والطينة وأمبرو وأنكا ) .
فمثلما مدينة الجنينة هي حاضرة ودامرة المساليت، كذلك الفاشر هي حاضرة ودامرة الفور . والجدير بالذكر أن قبيلة الزغاوة كانت ممنوعة من دخول مدينة الفاشر حتى عام ١٩٦٤م ، فمخطئ من يظن أن الفاشر تابعة لحركات الزغاوة حسب الفهم الخاطئ الذي ساد مؤخرا .
فإذن، لماذا لا يزال البرهان يحتفظ بحركات ووزارات ومناصب حركتي جبريل ومناوي ؟ وكذلك منحهم السيطرة التامة على مناطق التعدين في شرق وشمال السودان ؟
السبب لأن البرهان وحزب المؤتمر الوطني تورطا في التمويل والتسليح النوعي لحركات دارفور هذه ..إضافة لحركات دارفور الصغرى الأخرى.
فلو حاول أحد نزع إمتيازاتهم هذه والتي حصلوا عليها جزاء خروجهم من الحياد ..والتضحية بسكان الفاشر ونقل الحرب إليها لتخفيف الضغط عن الخرطوم ( سياسة إضرب العب بالعب الكيزانية الشهيرة منذ حربي الجنوب والشرق ثم حرب دارفور الأولى في عهد الإنقاذ) .. وهي نفس السياسة التي طبقت بنقل الحرب إلى الجزيرة والتضحية بمواطني ولاية الجزيرة .. فلو حاول أحد نزع إمتيازاتهم هذه ..فالبطبع أول ما سيفكروا فيه هو التحالف مع حكومة تأسيس..للحفاظ على أمن مناطقهم ، فالانتقال بين الضفتين والتحالف مع أعداء الأمس ..هو سلوك شهدناه منهم أكثر من مرة . فهذين الشخصين أثبتا أكثر من مرة أن مصالحهم الذاتية هي فقط التي تحركهم حتى لو قاموا بالمخاطرة بجنودهم وإقليمهم الذي لا يزال مناوي يحكمه ( إسميا ) منذ منحه حكم الإقليم وحتى كتابة هذه السطور .
فحتى بعد خروج هذه الحركات عن الحياد ..لم نشهد لحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ..أي قيادة يقودها بنفسه لأي متحرك عسكري نحو الإقليم ، رغم أن هذا واجبه الأساسي وليس واجب أحد غيره ..سواء أن كان في الحياد أم خارجه.
وطبعا هذه الورطة التي تورطها البرهان وورط الجيش معه ..كان يتوقعها الجميع .. عدا البرهان وحزب المؤتمر الوطني..على ما يبدو !!
والذي لا يزال يفرخ المليشيات حتى اللحظة..في غباء منقطع النظير..حار فيه الشايب والصغير !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة