هذه ليست عنصرية - أعوذ بالله فإنسان دارفور حينما ينال حظه من التعليم والتثقيف يكون شخصا مختلفا عن أولئك الهمج الرعاع الذين شوهوا صورته وهذه حقيقة لا جدال فيها فكثير من أبناء دارفور أعلام علي رؤوسها نار داخل السودان وخارجه ولكننا نري .. أن الوحدة مع هذا الإقليم مضيعة للزمن ونحن قد ضيعنا - في الفاضي زمان طويل وأموال طائلة علي الوحدة مع جنوب السودان وكذلك دارفور به مشاكل يحتاج حلها إلي دهور وأزمان طويلة
فمشكلة اقليم دارفور الرئيسية أنه لم يدخل في أطر الدولة الحديثة حيث لا زال يسود فيه نظام الحواكير وسلطة القبيلة الانتهازية والإدارة الأهلية كانت هي الغالبة برغم محاولات الدولة نزع هذه السلطة والعلاقة بين السلطتين تظل دائما محل تذبذب بين التقارب والتنافر حسب الأمكنة والأزمنة وهذا يؤدي إلي تنازعات وصراعات حسب توجه واتجاهات النظم الحاكمة كما يؤدي كثيرا إلي حالات فساد خاصة من علاقات المصالح الذاتية مع الحكام والمسؤولين ولذلك لم تتطور حياة المواطنين وظلوا يفتقدون أبسط الخدمات لا سيما الأمن ولم يتطور التعليم لأن سلطة القبيلةمن مصلحتها أن يكون الشعب في حالة جهل مستمر والتعليم الديني يركز على حفظ القرآن دون فهمه حتي يظل رجال الدين مثل الكهنة كأنهم واسطة بين الله وعباده وهم لهم نفوذ داعم بالطبع لسلطة القبيلة وكذلك سلطة القبيلة من مصلحتها ربط الناس بالقبيلة وليس بالوطن ومن مصلحتها إستمرار التوتر مع القبائل المجاورة كل هذا من أجل استدامة سلطة القبيلة فهذه هي الإنتهازية التي كان وما يزال يعاني منها مواطنو دارفور والزعامة القبلية تورث للأبناء وكذلك الزعامة الدينية وهذه بالطبع مشاكل المجتمعات البدائية ومع ظهور الفضائيات والاتصالات واطلاع الناس علي الثقافات الاخري استهجن الكثيرون من أبناء دارفور هذا النظام الرجعي المتخلف الذي يثمّن الجهل والصراع القبلي ولذلك فضّل الكثيرون المغادرة إلي قري ومدن بولايات اخري حتي أكثر فقرا من مناطقهم فشباب دارفور من أكثر الذين يغامرون بالهجرة المحفوفة بالمخاطر وآلاف منهم ماتوا عطشا في الصحاري وغرقا في البحار والمحيطات ومن يبقي منهم يكون عرضة للتجنيد في عصابات النهب وعصابات المخدرات أو مليشيات الإرتزاق مقابل الأكل والشرب والمزاج
في عام ٢٠٠٨ غزت العدل والمساواة مدينة امدرمان ضمن استراتيجيتها لنقل الحرب للخرطوم وعندما انتهت المعركة وتم دحر الغزاة وجد من بين قتلي الحركة شباب يافعون وأطفال ووجد بقربهم قشور موز وحبوب مخدرة فقد ذكر أنهم كانوا قد وعدوهم أنهم إن دخلوا الخرطوم فسوف يأكلوا الموز ويستحموا تحت الدش هكذا يستغل الانتهازيون مواطن دارفور البسيط وأنا استغرب كيف يستغرب الناس إنتهاكات مثل هؤلاء الجنود بحق المدنيين اذا كانت هذه الأفعال صادرة من مساطيل فالجناة انفسهم مجني عليهم
قبل ثلاثة أشهر من نشوب الحرب تم تدشين حملة قومية كبري لمكافحة المخدرات وقد كان شعارها: (سودان خال من الإدمان) وأعلن أنها ستستمر حتى نهاية عام ٢٠٢٣ ولكن أنظر ماذا حدث في دارفور فحالما أعلن عن تدشين الحملة حتي أعلن عن انعقاد مؤتمر لمنتجي وتجار المخدرات والذي ضم أكثر من 100 تاجر وقد شرف المؤتمر رئيس اتحاد المروجيين بالسودان ورئيس فرعية شرق دارفور وانعقد المؤتمر في إحدى غابات السافنا الغنية التابعة لمحلية الفردوس بولاية شرق دارفور وكأن الهدف الرئيسي من المؤتمر هو بلورة خطط لمجابهة الحملة التي أعلنتها الحكومة وناقش المؤتمر كيفية حماية قوافل نقل المخدرات من مناطق الزراعة بمحلية الردوم بجنوب دارفور مروراً بشرق دارفور وكردفان حتى الوصول الى العاصمة الخرطوم وتستخدم عصابات تجارة المخدرات عربات التاتشر وأسلحة قتالية متطورة لحماية قوافلهم. أنظر كيف تتلاقي المصالح هذه هي دارفور التي يخجل البعض من ذكر فكرة الانفصال حينما تذكر انطلاقا من عقلية قديمة متحجرة هي عقلية (الحوش الكبير ) لقد بدأت الحرب الأهلية بسبب اتفاقية جوبا للسلام مع حركات دارفور وجاءت كل جيوشها إلي الخرطوم وجاءت قبلهم قوات الدعم التي كانت تطاردهم في دارفور وحصل خلاف في طريقة الدمج لأن الطرفين يتخوفان من بعضهما وها هي الحرب تعود بعد عامين ونصف مرة أخري إلي دارفور نفسها وإلي قتال عنيف بين الدعم والحركات
.. نواصل ..
□■□■□■□■ تذكرة متكررة: ¤¤¤¤¤¤¤¤ بالدعاء على الظالمين الذين اخرجوا الناس من ديارهم بغير حق وسفكوا الدماء وهتكوا الأعراض ونهبوا الحقوق وساموا الناس سوء العذاب الله غالب .. ودعاء المظلوم لا شك مستجاب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة