أن التاريخ السياسي في السودان: إذا كان للقوى السياسية، أو للسياسة بصورة عامة هو تاريخ موصوم بالفشل المستمر، و الإرث الثقافي السياسي مليء بالمناكفات، و لم تنتج القوى السياسية أدبا سياسيا تستفيد منه الأجيال الجديدة، لذلك أصبحت الأجيال ترث تراكمات الفشل و تقع في ذات الاخطاء، و لم تستطيع الأجيال أن تستفيد من التجارب التاريخية لكي تغير طريق التجربة السياسية.. و الصراع المستمر بين القوى السياسية ليس على أفضلية مشروع على الأخر مطروحين في الساحة.. أنما المطروح هو شعارات تدل على فقر القوى السياسية و ابتعاد المفكرين عنها.. و هو فشل قائم على السعي من أجل احتكارية السلطة، و أحتكارية السلطة هي صراع مستمر تستخدم فيه كل أدوات فناء الأخر.. أن سيادة فكرة فناء الآخر؛ لا تجعل الناس تفكر بالطريقة الصحيحة، أو تجلس جلسات حوار لكي تصل لتوافق وطني من أجل انجاز مشروع سياسي.. و لا يمكن استيراد قوى سياسية لكي تقوم بعملية خروج البلاد من عنق الزجاج، و الحروب و النزاعات المستمرة التي تعد مداخل للأجندات الخارجية، و ليس هناك مجتمع يقبل أن يحكم من خارجه.. لكن إذا استطاعت القوى الفاعلة غير المتأثر بالإرث السياسي التاريخي أن تقدم مشروع سياسي و تطرحه للشباب لكي يلتفوا حوله.. هم الوحيدين القادرين أن يقدموا تصورا جديدا لكيفة أن يكون السلام في المستقبل.. فكرة "شباب السودان" يجب أن يكون شباب السودان بعيدا عن المسميات القديمة، غلتي أورثت الفشل في البلاد، و يجب عليه أن يلتف حول مشروع جديد، و بعيدا عن كل المشاريع السابقة التي فشلت، و شباب السودان من خلال متابعتي له منذ بدايات الثورة كان شبابا موحدا في شعاراته، في هتافه في هدفه.. و كانوا غير منحازين لجهة بعينها، أنما كانت الثورة تضم كل الشباب على مختلف تياراتهم الفكرية، و جميعهم كانوا قد أمنوا بالتغيير، جاءت الانحيازات و التحيزات بعد " التوقيع على إعلان الحرية التغيير" عندما دخلت الأحزاب لكي تقتطف ثمرة التغيير، و تصبح هي المسؤولة عن توزيع كيكة السلطة بينها.. الآن البلاد في حاجة إلي شباب متوحد وفق برنامجا واحدا و واضحا، و ليس برنامجا عريضا و يتوه الشخص في تفاصيله حتى يعطي فرصة لدخول الشيطان.. تنظيم يضم كل شباب السودان المؤمن بالتغييرو أرساء قواعد جديدة للعمل السياسي في البلاد.. لابد من ترتيب الأولويات التي تؤدي إلي إرثاء قواعد التغيير في المجتمع.. و سوف أطرح ذلك في مقالات متتالية.. لماذا فكرة "شباب السودان" أن الشباب بعد ما ابعدته القوى السياسية بهدف احتكارها للسلطة، و أن تجعل نفسها دون الآخرين مشرفة على عملية التغيير، نجد بعد الحرب و البلاد تتعرض إلي مؤامرة كبيرة تشترك فيها أغلبية دول الجوار، إضافة إلي الأمارات و الدول الحامية لها في الغرب و أمريكا.. أن السياسيين قد غابوا عن الساحة عندما دق جرس حماية الوطن.. حيث استجاب الشباب لدعوات الاستنفار و المقاومة الشعبية و حملوا بنادقهم و مدافعهم يخوضون المعارك دفاعان عن الوطن و عن العرض.. و الشباب هم الذين تصدوا على الإعلام المضاد الذي يريد أن يخزل الناس و يث الرعب في قلوب المواطنين، الشباب من خلال الوسائط الإعلامية استطاعوا أن يقدموا كل قدراتهم الإبداعية حتى لا يستطيع إعلام الميليشيا و جناحها السياسي و الأمارات أن يؤثر سلبيا على المواطنين، و أيضا استطاع الشباب بعد طرد الميليشيا من ولايات سنار و الجزيرة و الخرطوم و حتى من النيل الأزرق و أجزاء من ولاية كردفان، حيث استطاع الشباب أن يقيموا التكايا و الأشراف على إعادة العمل لخزانات المياه مستخدمين الطاقة الشمسية و الكهرباء أيضا لاماكن الخدمات مثل المراكز الصحية و دور العبادة.. الأمر الذي يؤكد قدرتهم على الحركة و العمل الذي يخدم مجتمعاتهم.. بعد الهجوم المدعوم خارجيا بالمعدات و المرتزقة على الفاشر، و ارتكاب الميليشيا جرائم حرب و إبادة ضد المواطنين، و التي سجلتها كاميرات الميليشيا، و قد شاهدها العالم كله.. كانت تريد الأمارات و الميليشيا أن تنسب هذه الأفعال للأفراد، حتى لا تحاسب الميليشيا كتنظيم إرهابي، و اجتهدت كثيرا من أجل ذلك، و دفعت الأمارات أموال طائلة لكي تحاصر هذه الاتهامات.. لكن شباب السودان في كل مكان في الكرة الأرضية استطاعوا من خلال ذات الوسائط الإعلامية أن يحاصروا إعلام الأمارات و الميليشيا، و بينوا حقيقة ما جرى في الفاشر.. و هم شباب يملكون القدرات الإبداعية التي تجعلهم يديروا معاركهم السياسية من أجل الوطن ، و حتى قدرتهم على إدارة حملات الإعلام و التصدى للمؤامرة.. أن أهم أدوات التغيير القوى الفاعلة في المجتمع، و قدرتهم على استنباط الأفكار التي تساعدهم على عمليات الاختراق في المجتمع، و في نفس الوقت تنفيذ البرنامج الذي يستقطب قطاع واسع من شباب المجتمع.. و الشباب الذي استطاع أن ينظم نفسه أيام الثورة، قادر أن ينظم صفوفه في ساحات العمل التي دفعتهم الحرب لها.. و يجب أن يكون كيانا جديدا بعيدا عن الإرث السابق، و لا يستلفوا شعارات القوى السياسية الأخرى.. بل يركزوا على الشعارات العامة التي تجمع السودانيين و لا تفرق بهم، و أن يرتبوا أجندتهم ترتيبا يسهل عليهم عملية الإنجاز.. فكرة "شباب السودان" حزب قومي جديد يشكل أرضية جديدة للعمل السياسي.. و يجب أن يشارك الشباب في الحوار السوداني الوطني في السودان على أن يصروا أن يكون وجودهم على نصف مقاعد الحوار.. و يدخلول الانتخابات بعد الحرب كقوى سياسية واحدة من جميع ولايات السودان.. خاصة الشباب لهم قدرة على تسخير الوسائط الإعلامية من أجل مشروعهم السياسي و قيادة الدولة... نواصل ... نسأل الله حسن البصيرة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة