«إنّ الهجوم الإعلامي على الدعم السريع ليس مجرد حرب روايات، بل حرب هوية ومصير… وبينما يسعى الكيزان وحلفاؤهم إلى استعادة الدولة القديمة عبر تشويه العدو، يعمل مشروع التأسيس — بقيادة دفاعية يتبناها الدعم السريع وحركة الحلو و حركات تحررية اخري — على بناء دولة جديدة بجيش جديد ومواطَنة متساوية.»
مقدمة يتناول هذا المقال ثلاثة محاور: (أ) منطق الحملة الإعلامية العنيفة ضد قوات الدعم السريع، (ب) أبرز تقنيات التشويه ومثال “سودان بكرة” والتحالف الكيزاني، (ج) تداعيات ذلك على خطر التدخّل المصري المحتمل، مع مقترحات استراتيجية لجهة التأسيس والدعم السريع لمواجهة ذلك.
أولًا: دوافع الحملة الإعلامية العنيفة والاتساع منذ اندلاع النزاع المفتوح بين الجيش السوداني و فلول الكيزان ضد قوات الدعم السريع في أبريل 2023، أصبحت هذه الأخيرة محورًا لضغط إعلامي واسع. فقد اتُّهمت بارتكاب مجازر وهجمات على المساجد والمدنيين في الفاشر. هذه الحملة تخدم أطرافاً داخل السودان ترى في التأسيس والدعم السريع تهديدًا لنفوذها وحصانتها.
الإعلام العدائي تجاه قوات الدعم السريع يعكس خوف النخب من انتقال مركز السلطة من الخرطوم إلى الأطراف. فيُعاد تصوير القوة بوصفها مليشيا عرقية لا مشروعية لها، رغم أنها اليوم تمثل جناحاً من قوى الثورة السودانية.
ثانيًا: أدوات التشويه الإعلامي – وتقصّي “سودان بكرة” كحالة الحملة الإعلامية استعملت أدوات متعددة: الصور المفبركة، شهادات غير موثقة، شبكات الحسابات المموّلة، والتكرار الممنهج للاتهامات دون تدقيق. أما منصة “سودان بكرة” فتقدّم نفسها كمنصة مستقلة، لكنها تستفيد من الموجة المناهضة للدعم السريع.
توجد مؤشرات على ارتباطها بتمويلات أو ضغوط من بيئات قريبة من الحركة الإسلامية الكيزانية، من خلال نمط الخطاب، وغياب النقد المتوازن، وتبني السردية الرسمية القديمة حول «الجيش الوطني».
ثالثًا: من حملات التشويه إلى التمهيد لتدخّل مصري محتمل حين تُعرض قوات الدعم السريع كخطر على الأمن الإقليمي، تصبح السردية مهيأة لذرائع تدخل خارجي. تكرار الاتهامات عبر وسائل إعلام عربية وغربية يصنع صورة مختلة تُستخدم لتبرير أي تحرك مصري محتمل تحت شعار حماية الأمن القومي.
غياب قنوات الاتصال الرسمية بين القاهرة و سلطة التأسيس يضاعف المخاطر، إذ تُبنى التقديرات السياسية على ما يروّجه الإعلام أكثر من الواقع الميداني.
رابعًا: مقترحات استراتيجية لمواجهة الحملة ١. إنشاء وحدة إعلامية للتحقق السريع وتفنيد الأخبار الكاذبة. ٢. فتح قناة تفاوض غير مباشرة مع القاهرة عبر وسطاء أفارقة. ٣. نشر تقارير ميدانية مصوّرة لتوضيح الدور الإنساني للدعم السريع. ٤. إطلاق حوار وطني موسع يضم ممثلي الإعلام المستقل. ٥. إصدار بيان دوري يوثق الحقائق بالأدلة ويقطع الطريق أمام التضليل.
المراجع والحواشي 1. ١. The Guardian، 19 سبتمبر 2025: تقرير عن ضربة طائرة مسيّرة استهدفت مسجداً في الفاشر. 2. ٢. Anadolu Agency، 5 أكتوبر 2025: تقرير عن قصف مرافق مدنية في شمال كردفان. 3. ٣. Freedom House، 2024: تقرير حرية الإنترنت في السودان. 4. ٤. IPI، 11 أبريل 2025: مقتل طاقم إعلامي بهجوم مسيّرة. 5. ٥. RSF Assistance Office، 2025: Sudan Bukra اضطرت لتقليص أنشطتها بسبب الضغوط. 6. ٦. ReliefWeb، 15 أبريل 2025: الإعلام المنفي السوداني ومصادر الخبر في الحرب المنسية.
د. أحمد التيجاني سيد أحمد قيادي مؤسس في تحالف تأسيس ٣١ أكتوبر ٢٠٢٥ – روما، إيطاليا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة