السلام في مفهوم" أمين" "تلميذ نيفاشا" للصفوف الليلية للأبجدية السياسية! في زمانٍ صار فيه الانقلاب "شرعية"، وصار السلاح لغة "الحوار"، يظهر لنا "تلميذ نيفاشا" — أمين سياسات المؤتمر اللاوطني — ليعيد تدريسنا الأبجدية السياسية من جديد، لكن على طريقته الخاصة، طريق الصفوف الليلية التي لا يدخلها إلا من فاته قطار الحقيقة منذ زمن، فجلس يراجع الحروف الأولى في كتاب السياسة المقلوب من آخره. الدرس الأول: شرعية بالقوة.. وشرعنة القوة! يقول "الأستاذ" أمين حسن عمر، القيادي بالحركة الاجرامية ومستشار الرئيس المعزول سابقًا، إن الولايات المتحدة "ليست مؤهلة لصنع السلام في السودان"، لأنها لا تعترف بـ"السلطة الشرعية". جميل! لكن مهلاً يا أمين، أي شرعية تقصد؟ هل هي تلك التي خرجت من فوهة دبابة، أم تلك التي وُقِّعت على ظهر البيان الأول للانقلاب؟ في قاموس "تلميذ نيفاشا"، الشرعية لا تأتي من صندوق اقتراع، بل من صندوق ذخيرة. السلام عنده ليس ما يوقف الحرب، بل ما يضمن الكرسي. وإذا جلس الكرسي على برميل البارود، فليكن! المهم أن يجلس عليه "الأخ المسيلمى"، لا "العلماني العميل". الدرس الثاني: السلام حفلة والشرعية بطاقة دعوة الطريف أن أمين لا يرفض "السلام" بالمطلق، لكنه يقبله بشرط أن تُقام الحفلة في القصر الجمهوري، وتُرسل الدعوات باسم "السلطة الشرعية" التي نعرف ويعرف هو قبل غيره أنها سلطة انقلابية حتى النخاع. فهو يمد يده للسلام فقط حين تكون الطاولة في بيتهم، والمائدة من مالهم، والمقاعد موزعة حسب درجات الولاء القديمة في دفتر المؤتمر اللاوطني. كأنما يقول لنا:
"تعالوا لنتصالح... بشرط أن تبقوا في الصف الأخير وتصفقوا حين أتكلم."
الدرس الثالث: دروس نيفاشا تُعاد! يا أمين، ألم تتعلم من نيفاشا أن السلام الذي يُصنع على مقاس السلطة لا يعيش؟ نيفاشا كانت السلام الذي حمل في أحشائه الحرب التالية، لأنكم كنتم تفاوضون بألسنتين: لسانٌ يتحدث عن الوطن أمام الكاميرات، ولسانٌ آخر يعدّ العدة للعودة إلى الميدان متى ما سنحت الفرصة. واليوم، تعود لتكرار نفس الدرس في صفوف ليلية جديدة، تُدرّس فيها أن الشرعية تُقاس بعدد الكلاشيناتكوف لا بعدد الأصوات، وأن من يخالفكم فهو عميل للأمريكان حتى لو كان يرفع راية السودان وحده. الدرس الرابع: الأبجدية المقلوبة في أبجدية أمين:
الانقلاب = استقرار.
المعارضة = خيانة.
التدخل الدولي = مؤامرة.
الحوار = بيان من طرف واحد.
الشرعية = "نحن وبس".
سلامه يشبه تلك القصيدة المدرسية التي حفظها خطأ ثم أصر على أنها الصحيحة، حتى بعد أن خرج من المدرسة وصار أستاذًا فيها! الدرس الخامس: الكوميديا السياسية والأدهى أنه يتحدث عن "النهج الأمريكي المنحاز" وكأنه يتحدث من منبر الحياد المطلق! نسي أن نظامه السابق الذي خدمه كان يفاوض واشنطن سرًّا في الليل ويهاجمها نهارًا على المنابر. نسي أن نيفاشا نفسها وُقعت برعاية أمريكية، وأنه كان من أوائل الواقفين في الصف لتلقي شهادة "السلام" تلك! فكيف صار الأمريكان فجأة غير مؤهلين لصنع السلام؟ ربما لأنهم لم يرسلوا الدعوة باسمه هذه المرة! الختام: شهادة تلميذ مجتهد في مدرسة العبث في نهاية العام السياسي، يُمنح تلميذ نيفاشا شهادة تقدير:
"لجهوده المتواصلة في تدريس الشعب السوداني فنون الالتفاف على المعنى، وتحويل الحرب إلى سلامٍ لفظي، والانقلاب إلى شرعيةٍ أخلاقية."
لكن الشعب — يا أستاذ أمين — صار يقرأ من كتاب آخر. كتاب عنوانه: "السلام لا يُصنع في حفلات ال
سلطة الامر الواقع، بل في ساحات الحقيقة والعدالة والمحاسبة."
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة