روع مولانا عبد المجيد إمام كما روى عنه كليف تومسون في كتابه عن أكتوبر كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-28-2025, 12:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-26-2025, 06:06 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 2312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
روع مولانا عبد المجيد إمام كما روى عنه كليف تومسون في كتابه عن أكتوبر كتبه عبد الله علي إبراهيم

    06:06 PM October, 26 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر









    ملخص

    (كان تأليف الأكاديمي الأميركي كليف تومسون عن ثورة أكتوبر السودانية تقوى علمية. فرأى مهنته القانونية رجالاً وميثاقاً تؤخذ إلى الشارع تطلب العدل. فأسرته الثورة بروعتها في نشدانها للحرية بقوة، وسحرته بطولة طلابه ممَن كان يعلمهم طلب الحق درساً في الفصل فخرجوا يطلبونه جهاراً نهاراً في عمل سياسي بطولي قاصد. ووجد في نهوض القانونيين السودانيين بطلب العدل صدى من فخر جامعة ويسكونسن بمنزلة الدراسات القانونية فيها، بما دربت من قانونيين بارزين وكثرٍ).

    مرت الذكرى الـ 61 لثورة الـ21 من أكتوبر 1964 التي أطاحت بنظام الفريق عبود (1958-1964) في السودان قبل أيام، وهي مأثرة في وجدان السودانيين، نقشت عليه أناشيدها لاعجاً لا ينمحي من فرط نصاعة بيانها ولحنها. فهي "عصير الشمس" فوق جبهة الوطن في قول محمد المكي إبراهيم. وبلغت من ذلك أن طالباً من عهد قريب سألوه عنها قال إنها كانت حدثاً استثنائياً لا بد مما سمع من أناشيدها.

    ولكن بينما يزهو الشعر بالثورة يرخص بها تحليل النثر لفشلها في تحقيق النظام الديمقراطي الذي أرهصت به. فما خرجنا من نظام ديكتاتوري حتى وقعنا في براثن آخر. وتعاود أكتوبر الأمة مع ذلك وتزهر في أفئدة الناس في منعطفات سياسية أخرى للتغيير. فقد كانت حجة انقلاب الـ25 من مايو 1969 بقيادة الرئيس لاحقاً البكباشي جعفر نميري هي استعادة ثورة أكتوبر التي انقض النظام البرلماني عام 1965 على وعدها وكسبها. وأشرقت أكتوبر كالحداء والقدوة في الثورات العاقبة في 1985 و2019. وبفشل الثورتين وحلول نظام أشد حلكة وانقباضاً بعدهما، يستشئم الناس نازع التغيير الذي بادرت به ثورة أكتوبر ويحبطون، وهي الحال التي سماها أحدهم بالإصابة بـ"التغييرفوبيا". فبينما يصدح نشيد أكتوبر في جماله المستقل ملء الأسماع، يزرى النثر به فيخلط التاريخ خلطاً يأخذ فيه من أدبيات خصوم التغيير القدامى والجدد بغير استئذان. فلا يبقى منها في قول مؤرخ باكر لها هو أحمد محمد شاموق، سوى "أشباح أسئلة وتخرصات".

    ولكن يشب من فوق أشباح الأسئلة هذه والتخرصات كتاب صميم قيم للأكاديمي الأميركي كليف تومسون أرّخ للثورة وهي في فترة النفاس بعد ميلادها.

    اندلعت الثورة بينما كان تومسون يقضي عامه الرابع في السودان كمحاضر في أول السلّم بكلية القانون بجامعة الخرطوم، وصار في ما بعد عميداً لكلية القانون بجامعة ولاية ويسكونسن الأميركية بمدينة ماديسون، ومديراً لمعهد الدراسات الأفريقية لديها، وكانت تلك ستينيات القرن الماضي التي تميزت بحركة غير عادية لتغيير العالم كما عرفناه.

    كان الاحتجاج هو العادة والسكون هو النشاز، ووجد كليف، الفتى الأميركي، وكانت بلاده وجامعاتها أكبر بؤر الدعوة إلى تجديد شباب العالم، نفسه في طيات تلك الثورة وخفاياها.

    وكانت وراء الكتاب عادة في التدوين مما نشأ عليه في أميركا، وولاء لمهنة القانون التي كان هو في أول مدارجها. أما العادة فهي في ضبط الذاكرة بكتابة المرء ليومياته في التقليد الأوروبي عما مر به من أحداث وما سمع قبل أن يأوي إلى النوم. فما إن اندلعت الثورة حتى أخذ تومسون يدوّن وقائعها يوماً بعد يوم، فوصف في كتابه أحداث الثورة وضمنه ملحوظاته من واقع معايشة مباشرة للأحداث وزخمها.

    ويبدو أن شهيته لتدوين وقائع هذه الثورة المدنية الأفريقية أخذت منه كل مأخذ، فكان مشغولاً بمعرفة خفايا أحداث الثورة ليقف على خطرها وديناميكيتها ومغزاها للمجتمع السوداني. فأراد كما قال خلال حكايته عن أكتوبر الثورة أن يستشعر القارئ بأنه يتحدث من طيات الحدث حتى يتاح له أن يفهم الحقائق المتغيرة، والفوضوية حتى التي كمنت من وراء مسميات مثل "جبهة الهيئات" و"مذبحة القصر" و"الميثاق الوطني" مثلاً لا حصراً.

    وانبنى الكتاب بصورة رئيسة على مقابلاته مع القادة الأعلام للثورة وغيرهم من المدنيين والعسكريين وأحاديثه المطولة معهم، فتحدث إلى 68 قائداً ونفراً من هؤلاء والذاكرة خضراء بين 1964 و1976،. وبدأ كتابة المخطوطة في خريف عام 1974 ليخلص منها في 2005. وذكر بالعرفان الدكتور سعيد محمد أحمد المهدي والدكتور الفاتح حامد، مساعد أبحاثه، مَن ترجما له المقالات عن الثورة إلى الإنجليزية. كما استعان بطالب دراسات عليا في جامعته بماديسون ليترجم له إلى الإنجليزية مقابلات أجراها في السودان مع قادة ثورة أكتوبر وطائفة صالحة ممن شاركوا فيها. وتلك عزائم.

    وكان تأليف تومسون عن الثورة تقوى علمية، فرأى مهنته القانونية رجالاً وميثاقاً تؤخذ إلى الشارع تطلب العدل. فأسرته الثورة بروعتها في نشدانها للحرية بقوة، وسحرته بطولة طلابه ممن كان يعلمهم طلب الحق درساً في الفصل، فخرجوا يطلبونه جهاراً نهاراً في عمل سياسي بطولي قاصد. ووجد في نهوض القانونيين السودانيين بطلب العدل صدى من فخر جامعة ويسكونسن بمنزلة الدراسات القانونية فيها، بما دربت من قانونيين بارزين وكثرٍ. وتميزت بتغليب القانون كممارسة نحو تحقيق العدل، لا كمادة أكاديمية فقهية بين طيات الكتب. وترتيباً على ذلك فإن ثورة أكتوبر السودانية هي غاية الغايات لجامعة مطلبها من القانون تنزيل العدالة على الأرض.

    ودخلت ثورة أكتوبر في أخص خصائص مهنة تومسون وهي التدريس، فرتب عام 2006 منهجاً لتدريسها لطلاب الدراسات العليا بكلية القانون بجامعة ويسكونسن باسم "القانون الأفريقي: ثورة أكتوبر في السودان" بالنظر إلى دور أهل القانون من زملائه في الثورة، ولأنها انطوت على مسائل دستورية في المواطنة لا تزال معنا. ولقي الكورس إقبالاً من الطلاب فاق التوقع من مساق من جنسه، فتسجل له 32 طالباً (29 طالب قانون في الفصول النهائية، والقانون دراسة عليا بالجامعة الأميركية، وطالبان نهائيان بالجامعة) بينما لا يزيد من يُقبلون بمثل هذا الكورس المتخصص على 20 وقد يتدنى الرقم إلى اثنين.

    وعلم الدكتور جعفر كرار، وهو من أعضاء "جبهة الهيئات" التي قادت ثورة أكتوبر، بخبر كتاب تومسون وكورسه فراسله وحياه على حفظه ذكرى هذا الجزء الجوهري من تاريخ السودان، وسر ذلك تومسون جداً.

    ومن بين القانونيين جميعاً روّع تومسون موقفاً لمولانا عبدالمجيد، رئيس الجهاز القضائي لمديرية الخرطوم، فقد كان مولانا ضمن قضاة آخرين يتفاوضون بالتلفون في مكتب رئيس القضاة مع وزير الداخلية عن خروج موكبهم احتجاجاً على قتل الشرطة لطالب في جامعة الخرطوم، شرارة الثورة، خلال تفريق ندوة سياسية. فسمع عبدالمجيد أبواق الشرطة تطلب من الجماهير التي أحاطت بالقضائية أن تتفرق، فقرر إنقاذ الموقف حتى يبقى الناس حيث هم خلال موكب القضائية. وكتب تومسون عن روعة المشهد ما يلي:

    "فسارع عبدالمجيد تاركاً المكتب من غير أن ينبس ببنت شفة. وهبط السلم مسرعاً حين كانت تنطلق رصاصات التحذير للمرة الثانية. وكان الناس على أدراج القضائية قد تراجعوا مذعورين أيضاً من هذا التحذير المجدد والبنادق مصوبة إلى صدورهم. واستخلص عبدالمجيد بصعوبة طريقاً له بين الناس المتعاصرة الذين كانوا قد ارتدوا يلوذون بصالة القضائية. وانضغط بينهم حتى تخارج إلى عتبات القضائية الخارجية وشق طريقه كالسهم نحو صف الشرطة الذي بدأ التنمر على الناس. فصاح ضابطهم قرشي فارس في عبدالمجيد: ’توقف وإلا أطلقت عليك النار‘. ولم يتوقف عبدالمجيد. ولم يبق إلا هو وفارس على الشارع. وتجمد المشهد كله وخمدت كل حركة سواء ما صدر من عبدالمجيد. وخطا نحو فارس الذي وقف معتدلاً بمسدسه وقد أخرجه من كنانته. وضاقت المسافة بينهما في ما بدا كلحظة لبعضهم وكدهر لآخرين. كان الهدوء قد أرخى سدوله حتى إن المرء ليصدق أنه لو أخذ نفساً عميقاً لتسبب في إطلاق النار. قال بعض الشهود إنهم رأوا بلا شك فارس يشهر مسدسه في وجه عبدالمجيد. وبات واضحاً للجميع أنه لم تعد ثمة مسافة بين القاضي والضابط وقد تشاهق القاضي الطويل عليه ونظر له في وجهه.

    قال عبدالمجيد: "أنا قاضٍ". كانت لهجته مدروسة وعاقلة. وتابع: "إني آمرك وقوة الشرطة التي معك لتنصرفوا. أنا سأتحمل كل مسؤولية الموقف". وصاح فارس بشيء ما. وصوب عبدالمجيد سبابته إلى وجه فارس محذراً: "كرامة! خلي عندك كرامة". ورد فارس أن الشرطة تلقت أوامرها من وزارة الداخلية وأنهم مأمورون بتفريق الحشد.

    قال عبدالمجيد: "ليس هذا ما يعنيني. أنت الذي تعنيني. أنا رئيس الجهاز القضائي لمديرية الخرطوم وتنتهي المسؤولية عنك وعن القوة التي معك عند بابي. اذهب في أمان الله".
    واعتدل فارس وحيا عبدالمجيد عسكرياً برشاقة واستدار إلى الخلف در ومضى بعيداً وأمر القوة أن تتبعه. وتباطأ الجمهور في استيعاب ما جرى أمام ناظريه. ولم يفق لدلالة المشهد إلا بعد عودة القاضي للمبنى ودخوله فيه وانصراف البوليس. وبدأ التصفيق، ثم دوى ثم دوى. وتقاطرت الهتافات "عاش عبدالمجيد إمام، عاش عبدالمجيد إمام". وسارع إلى كورس الهاتفين من كانوا على نوافذ القضائية ثم تبعهم من كانوا في حديقتها. وكأن الهتاف موجات تتراكض من جماعة إلى أخرى "عاش عبدالمجيد إمام، عاش عبدالمجيد إمام". وكأني بالناس قد شهدوا كرامة ما، فأخذ واحدهم ينقل إلى الآخر كلمات عبدالمجيد إمام وتقاسموها مع جيرانهم ثم حلقت في الآفاق".

    جاء إدوارد سعيد بمفهوم "السردية المضادة" ليسترد للمستعمر من قبل أوروبا صمامته وتواريخه. فقال إن كتاب الجبرتي "مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس" هو السردية المضادة لكتاب "وصف مصر" الذي وضعه علماء الحملة الفرنسية. فيزور التاريخ إن اقتصر المرء على "وصف مصر" لفهم مجريات ذلك الزمان ما لم يشفع هذا بقراءة الجبرتي. ولا يملك المرء بعد قراءة فيض "التخرصات" في السودان عن ثورة أكتوبر إلا أن يستنجد بكتاب تومسون كسردية مضادة على رغم شتان ما بين مطلبنا هنا ومطلب سعيد من المفهوم.

    من كراسة تقييم منهج ثورة أكتوبر في جامعة ويسكونسن:

    كتب ميديث بوريمبسكي "حين سجلت لهذا الفصل توقعت أن أكتسب علماً عن جزء مختلف عن العالم، غير أن قصة ثورة أكتوبر فاقت توقعاتي. فليس كتاب تومسون غاصاً بحقائق التاريخ وحسب، بل اشتمل على قصة عن السودانيين وكيف تمكنوا من إرساء الأساس للديمقراطية من خلال شجاعة محضة، وكدح كادح وبعض الحظ بالطبع".

    وكتبت ليندسي آن بيرن "لقد خرجت من الحوادث التي ذخر بها الكتاب بصورة واضحة عن عزيمة السودانيين وقدرتهم على المساومة التي أذنت بمزاوجة أوجه التنوع الضارب في الاختلاف في حياتهم. إن تمكنهم من إنشاء نظام تمثيلي في الحكم أرضى شتيت جماعاتهم لهو درس ينبغي للسياسة العالمية الراهنة أن تعتبره وتستصحبه".




























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de