لا توجد على ظهر البسيطة شرذمة مارست الإفك والتضليل والبهتان والتزييف والتزوير، مثل تجار الدين المتحصنين ببورتسودان، قرأنا البيان الصادر من مجلس (الإبادة) النافي نفياً قاطعاً وجود أي وفد يمثل الجيش بأمريكا، إلى أن كشفت الحقيقة قناة الحدث على لسان مراسلها، إنّ عار وفد الجيش يذكرني بشرطي من شرطة ما يسمى بالنظام العام، أمسك بالسوط لتنفيذ حكم الجلد على صاحبة الحانة الشعبية التي كان هذا الشرطي أحد مرتاديها، وعند تنفيذ الجلد كانت ترمقه بنظرات حائرات بينما لا يقوى هو على النظر في عينيها، حال وفد الجيش – الراغبة المتمنعة – الذي مارس العهر طوال فترة الحرب، الآن وبعد أن رفعت العصا الغليظة بوجهه رضخ، وكفر بجميع التصريحات العنترية الصادرة من قائده، والتي ما قتلت ذبابة، نفس حال من ينهى عن الخلق الذي يأتي مثله، فيلحق به العار في السر والعلانية، مارس إعلام مجلس (الإبادة) ورئيسه الذي تولى قيادة المؤسسة العسكرية اللعب بذقون السذج من المواطنين، ووعدهم بطرد "عرب الشتات" إلى مالي، فصدّق الجمهور الحكاية واستلذ بسرد الرواية، حتى صدم بذهاب وفد جيشه (الوطني) إلى واشنطن تحت إلزام عصا ترامب، ليجلس بكل أدب واحترام أمام (الجنجويد)، يا لها من سخرية أقدار أن يبلع الرجال أصحاب الحناجر الغليظة والألسن الطويلة، كل ما وعدوا به جندهم المغشوشين السائلة دمائهم في المعارك. الحرب ستنتهي بقرار خارجي لأن من يقودها جيش أسسه الخارج – بريطانيا العظمى – 1925، وبطبيعة الحال لابد للابن أن يبر أباه بإطاعة أوامره والاستجابة لنواهيه، وطالما أن خاتمة المطاف هي القبول بالحلول القادمة من الغرب، فلماذا كل هذا العبث يا قوة دفاع السودان؟، وإذا كان الأمر لا محالة آيل للجلوس مع قوات الدعم السريع، لماذا أوقدتم نار الحرب؟، أما كان الأولى لكم أن تستمروا في أطروحة الدمج بناء على بنود اتفاق الإطار (مقطوع الطاري) كما زعمتم، بالله عليكم حدّثوني عن هذا المقطوع الطاري بعد أن أعادكم الأمريكان إلى جادة الطريق، أنتم غير جديرين بأن تكونوا جزءًا من منظومة الحكم القادمة، لأنكم خدعتم أنصاركم السذج والمساكين، الذين ماتوا من أجل وعودكم الصاخبة المسترجلة عبر مكبرات الصوت، فأنتم لا عهد لكم ولا ميثاق ولا ترعون لله إلّاً ولا ذمة، لا أدري ما هي الضمانات المقدمة من جانبكم للأجاويد؟، حتى لا تنكصوا وتغدروا بالشريك، إنّ كل التجارب السابقة أثبتت أنّكم تستمرئون نقض المواثيق وخيانة العهود، من قبل منحكم المدنيون إدارة الانتقال فانقلبتم عليهم وأودعتموهم السجون، وأعدتم كامل طاقم منظومة الحكم القديم، لو أعاد وفد الدعم السريع خطأ اتفاق جوبا الذي أتى بتجار الدين إلى سدة الحكم لينقلبوا على حكومة رئيس الوزراء، فالمشهد العام بعد الحرب يستوجب شروطاً جديدة، أولها الوفاء لأرواح الشهداء ودماء الجرحى. هل يتعظ المغشوشون والمغرر بهم في حرب الكرامة المزعومة؟، وهل يفيقوا من غيبوبتهم ويدركوا أن (الكاهن) قد لعب بعقلهم واستغلهم أبشع استغلال؟، إنّ الحرب سوف تتوقف حتى ولو لم يتم التوصل لاتفاق بين الطرفين، وجوهر أسباب توقفها سيكون خروج أعداد كبيرة ممن خاب ظنهم في (الكاهن)، الذي تعهد أمامهم بأنه سيحارب قوات الدعم السريع ويدحرها ويخرجها من أرض السودان إلى دولة مالي، بل ويستأصلها هي وحواضنها الاجتماعية ويمحوها من الخارطة، هذه الأمنية الغالية التي اصبح من المؤكد استحالة تحقيقها سيحدث عكسها تماماً، بأن يجد مقاتلو حرب (الكرامة) أنفسهم يأكلون حول مائدة واحدة مع (عرب الشتات)، ومن مكاسب هذا الاستسلام البرهاني أن أنصار الحرب لن يكون لهم أي شكل من أشكال دعم الحرب، لأن قائدهم أحبطهم بكسره للعصا اثناء المعركة، فهذه الحرب وقودها المغشوشين والمغرر بهم والساذجين، وكما يقولون احذر المجنون إن أودعته سرك، لأنه إذا حدث الاختلاف بينكما سوف يذيع السر ويفتضح أمرك، هذا ما سوف يعقب اجتماعات أمريكا، سيفقد الكهنة واللصوص آخر مسوغات استنفار الفقراء والمعدمين من أبناء الشعب المنكوب، فطالما أن حلم الكرامة سينتهي باستمرارية بقاء "الجنجويد" في المعادلتين السياسية والديموغرافية، فإنّه من المؤكد استفاقة المخدرين بهذه الدعاية المغرضة لتجار الدين المتحصنين بميناء السودان الأول.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة