السجناء الإيرانيين ينظمون احتجاجا وصياماً أسبوعياً كل يوم ثلاثاء محتجين على عقوبة الإعدام؛ وسلطة النظام تنسب الاحتجاجات لمنظمة مجاهدي.. ويناورن احتواءا لغضب السجناء.. تنهار الخيارات أمام نظام الملالي محاولا تخطي مخاطر المرحلة بالمناورة من خلال التأجيل الآني لعقوبة الإعدام أو التلميح بالاستعداد للانخراط في مسار الشرعية الدولية.. وحملة لا للإعدام التي دعت إليها السيدة مريم رجوي من لندن تشق طريقها إلى أوساط الشعب الإيراني والسجناء، ومؤتمر لندن الذي شاركت فيه مئات الشخصيات الرسمية العالمية بمناسبة يوم مناهضة الإعدام وشاركت فيه السيدة مريم رجوي التي تصنع بحراكها الدولي حراكاً عالمياً يفضح جرائم النظام ويرعبه فكل خطوة تخطيها المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي في الخارج تترجم إلى تصعيداً وسخطاً شعبياً كبيرين داخل إيران. يقولون ليس كل ما يُقال يُصدق؛ لكن كل ما يُقال فيما يتعلق بنظام الملالي الحاكم في إيران حقيقة لا تقبل الشك والسبب أن النظام نفسه لا ينكر ذلك سواء بالتصريح على لسان كبار مسؤوليه أو من خلال وسائل إعلام النظام حيث ساد الهرج والمرج داخل مجلس شورى النظام وتقلب أمزجة صحافة النظام وانتقالها من موقف الموالاة والدفاع عن النظام إلى موقف الانتقاد والمساءلة والإعلان عن حالة القلق والهلع السائد في أوساط النظام.. في أوساط النظام اليوم الكل يتباكى والكل يجتاح الرعب نفسه خوفه من السقوط الذي بات يلوح في الأفق بسبب موجة الغضب الشعبي المتعاظمة في إيران يوماً بعد يوم، وليس من السهل على نظام الكهنة الحاكم في إيران وحاشيته المنتفعة منه أن يروا سلطانهم وامتيازاتهم على وشك الزوال، بل ويدركون أيضاً أن هناك مساءلة قضائية تنتظرهم وقد يكون مصيرهم كمصير نظام الأسد في سوريا، وما يجعلهم أقرب إلى هذا المصير حالة التصدع التي يعيشها النظام منذ قرابة عشر سنوات وتتعاظم اليوم بعد فضائح التجسس وفضيحة ميناء رجائي وحرب الـ 12 يوماً التي كانت أشبه بمسرحية بدأت بالتضحية بغزة وحزب الله ومن ثم قادة حماس، واليوم العقوبات الدولية الصارمة الرامية إلى الترويض.. الترويض الذي يقابله سخطا جماهيريا منظما قد يرتقي إلى كفاح ثوري مسلح يقضي على النظام ويحقق مطالب الشعب الإيراني ويعيد إلى المنطقة استقرارها. بعد مؤتمر لندن المناهض لأحكام الإعدام في إيران وما يتعرض لم تعد المواجهة مع النظام مواجهة تقليدية في الشوارع بل وصلت إلى تحدي النظام داخل السجون، وما تنبأت به قيادة المقاومة الإيرانية بقرب حدوث مواجهات بالنار بين الشعب والنظام قد حدث، وكانت شعارات جماهير الشعب المنتفضة دليلاً على إمكانية تحقق ذلك بشعارهم الموجه للنظام وقواه القمعية " الويل لهم إن حملنا السلاح" فقبل قرابة مئة عام أيضا حمل الشعب الإيراني رجالاً ونساءاً السلاح ومرغوا أنوف أعدائهم في الوحل وهو ما قد يحدث قريباً. د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة