بالتزامن مع شائعات وجود تفاوض بين وفدين عسكريين من الجيش المختطف والمليشيا الإرهابية في واشنطون، وشائعات وجود خلاف بين مبعوث الرئيس الأمريكي وقائد مليشيا الجنجويد الإرهابية، وتقديم تحفظات الجيش المختطف لهذا المبعوث بعد زيارة قائده غير الشرعي السرية "الشبيهة بالمطار السري المصري" إلى دولة مصر ، جاء خطاب قائد المليشيا الإرهابية الموزع في وسائط التواصل الإجتماعي ، ليؤكد أن الطرفين يحاولان مسابقة الزمن لرفع قدراتهما التفاوضية على الورقة المزعوم أن الرباعية قدمتها لهما كأساس للمفاوضات. وبالرغم من أن الكثير مما تقدم من معلومات، يأتي في إطار ضخ معلومات مضللة تنشرها أجهزة المخابرات المختلفة ومن مواقع تعارض المصالح، إلا أن مجمل الأحداث المؤكدة تؤشر إلى وجود إتجاه تفاوضي، بما فيها تشغيل مطار الخرطوم رغم عدم جاهزيته وخطورة تشغيله من قبل الجيش المختطف، وقصف المطار من قبل المليشيا الإرهابية أيضا ً. وخطاب رئيس مجلس رئاسة سلطة "تأسيس" غير الشرعية وقائد الجنجويد، حفل بالكثير من المونتاج والقطع اللصق كالعادة، ليعط البلابسة فرصة الحديث عن الذكاء الإصطناعي وعودة البعاتي مجددا إستمرارا لإبتذال خطاب سلطة الأمر الواقع غير الشرعية كما جاء، ولغة الجسد عكست غضبا واضحا بدا في لهجة المتحدث، وعنف بعض كلماته، التي تعكس دواخله، لأن خطابه يتم في اطار تداع حر حسب مقدرته الخطابية. ومن الممكن ملاحظة ما يلي على ماورد بالخطاب لأن محتواه هو الأهم: - محاولة توظيف قتل الإدارة الأهلية (ناظر قبيلة المجانين وبقية قياداتها لهم الرحمة) التي ركز عليها الخطاب ضعيفة، لأن الجنجويد إرتكبوا تطهير عرقي وجرائم واسعة ضد المواطنين أثناء الحرب، ومحاولتهم دمغ الطرف الآخر بأنه وحده من يرتكب هذه الجرائم المروعة لن تفلح. فمن يأتي للعدالة يجب ان يأتي بأيد نظيفة. - تهديد الدولة التي تنطلق منها المسيرات، والقول بأن المطار الذي يستخدم لذلك هدف مشروع، تعقيد للمعادلة وتوسيع لدائرة الحرب، وهو امر يشي بإستعداد لمهاجمة إحدى دول الرباعية الداعمة للجيش المختطف ومن خلفه الحركة الإسلامية المجرمة. وهذا يعني إمكانية وجود تصعيد، إن حدث لن يتجاوز المثلث وما حول جبل العوينات ولن يتوسع لأن الإتجاه العام إتجاه تفاوض. - محاولة الحشد ضد سرطان الإسلام السياسي لن تنجح في المناطق التي تأثرت بجرائم الجنجويد. لأن الجنجويد هم صنيعة الحركة الإسلامية المجرمة ويدها الباطشة، وبالمليشيا عدد كبير ومؤثر من الإسلاميين. - فتح الباب لمنظمات الإغاثة في المناطق المسيطر عليها من قبل الجنجويد لن يجد اقبالاً واسعا، في ظل عدم إعتراف المجتمع الدولي بالحكومة الموازية غير الشرعية. - الدعوة للاهتمام بالمواطن مجرد دعاية سياسية لا تعكس وجود برنامج فعلي أو إنتماء حقيقي للمواطن المغلوب على أمره، لأن الحكومة الموازية غير الشرعية غير راغبة وغير قادرة على القيام بذلك بحكم تكوينها. - الحديث عن معرفة خطط الحركة الإسلامية المجرمة في الغالب صحيح، لكنه مبتسر ويخاطب العدو اكثر من مخاطبته للمواطن. فوجود عملاء للمليشيا الإرهابية داخل مؤسسات سلطة الأمر الواقع غير الشرعية أمر لا تخطئه عين فاحصة أو محللة لواقع الصراع. - تأكيد أن الإنقلابي المزمن وقائد الجيش المختطف غير الشرعي رئيس الحركة الإسلامية المجرمة داخل الجيش المختطف، أمر مهم لابد من التحقق منه. وعموما حديثه في هذا الجانب في الغالب مبني على معلومات. فالثابت أن المذكور كان عضوا في المؤتمر الوطني المحلول - وهو جسم أوسع- ضم الإسلاميين مع كثير من الانتهازيين الذين لم يكونوا إسلاميين وبعضهم من أديان اخرى غير الإسلام أو حتى لا دينيين. - حديثه عن جهاز الأمن مهم جدا وكذلك تكراره لمقولة إنه لا يوجد جيش، لأنه شهادة ممن عمل مع الاثنين، وممن له مخابرات تجمع معلومات عن المؤسستين ولا تبني ما تقول على التحليل. ومعلومة أن جهاز الأمن جهاز تابع برمته للحركة الإسلامية المجرمة، أمر لا تنتطح فيه عنزان. - عموما الخطاب له غرضين: 1- توظيف حادث تصفية قيادات قبيلة المجانين لتوسيع دائرة الاستقطاب والتجنيد. 2- تهديد الدولة المجاورة الداعمة للجيش المختطف بأن مطارها العسكري في العوينات الذي تنطلق منه المسيرات تركية الصنع، التي يديرها مرتزقة أتراك واذربيجانيين كما تقول الشائعات هدف مشروع. اي التجنيد مع إيقاف المسيرات. أما الحديث عن الإستئصال وضمنيا إستمرار الحرب، فهو يأتي في إطار التعبئة السياسية. والمطلوب هو قراءة مثل هذه الخطابات للإعتبار وفهم الاتجاه العام لأطراف الصراع، لا للتأثر بها او إعطائها مصداقية لا تستحقها، او الإستجابة لها توهما بوجود خلاص على أيدي عدو صريح للشعب السوداني، مازالت أياديه تقطر من دماء أبناء دارفور وشهداء إعتصام القيادة العامة والإبادة الجماعية لقبيلة المساليت وغيرها من الجرائم المروعة بما فيها انقلاب اكتوبر 2021، وهي جرائم تنتظر المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب وإن طال السفر، لأنها لا تسقط بالتقادم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة