|
فوضي و كرامة مهدَرة و شبهة فساد بين ثلاث محليات بنهر النيل كتبه عبدالعزيز واعة الله عبدالله
|
10:56 AM October, 21 2025 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-Sudan مكتبتى رابط مختصر
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله المحليات المقصودة هي عطبرة و بربر و ابو حمد ممن يربطها شارع اسفلتي ببعضها يُوصَف بأنه مرور سريع(high way) و ما هو كذلك و ذلك لضَعْف سُمْكِه و محدودية عَرْضِه و مستوي التصدع و كثرة الحُفر فيه(chuckholes)خاصة في جانب شمال محلية بربر, و المركبة و هي تحاول تفادي حفرة تقع في غيرها, و سمعتُ راكباً أفزعه ارتجاج المركبة فلم يجد حرجاً في لعن مَنْ شيّدوا هذا الشارع و بالمسؤولين الذي أجازوه بهذا الضَعْف. أَما سمع هؤلاء المسؤولون بقول الخليفة عمر بن الخطاب: لو انّ بغلة تعثرت في العراق لخفت ان يسألني الله عنها يوم القيامة؟ أقابعون هُم في مكاتبهم لا يدرون ما في شوارعهم!! أمّا الميناء البري بعطبرة و ما حوله فالفوضى في أبشع صورها و امتهان كرامة الانسان , مع أنّه مِن ناحية المظهر تحفة عمرانية رائعة مقارنة بالطبع بما عندنا و ليس بما عند غيرنا. و اقول عن تجربة تكررت عدة مراتٍ قصدتُ فيها هذا الميناء البري نحو منتصف النهار فلا بص, و تجد مَنْ يقول لك استغل العربات الخاصة خارج الميناء بتذكرة تفوق تذكرة الباصات المعروفة, و تجد نفسك امام شباب في كامل فتوتهم هذا يجذبك مِن يدك و آخر يجذبك من الأخرى, و تخرج و تنظر مد البصر و قد امتلأ بالعربات الخاصة التي يطلقون عليها(شريحة) على شارع ضيّقٍ متسخة جوانبه و تكدّساً بعشوائية مفرطة بالباعة في غياب واضحٍ لكل السلطات الرسمية من أمنٍ و مرور و مراقبة صحية. السفر في العالَم مِن حولنا متعة بوسائل سريعة مريحة رخيصة, بينما يصدق فينا القول بأن السفر قطعة مِن نار. إنّ بلدتي تقع شمال عطبرة بنحو153 كيلومترا و علي نحو72 كيلومترا جنوب ابو حمد, و لقد سافرت مرارا مستقلاً في الغالب السيارات سعة 12 راكبا بُعَيْد منتصف النهار حيث لا باصات في الميناء البري, و لم يحدث و لا مَرّة أنْ استغرقت الرحلة أقلّ مِن خمس ساعات, و السبب الاول ايقاف المركبة المتعدد للتفتيش, فنحن الاثني عشر راكبا منذ ان تحركت بنا هذه المركبة مِن عطبرة لم نتغيّر, و فحْص هوياتنا بل و فحص مستندات المركبة و سائقها لا يحتاج لكثير وقتٍ , و سحناتنا و أَعمارنا تُسَهِّل مهمة المفتش الأمني. و في نقاط التفتيش و انت حبيس المركبة تشاهد سياراتٍ خاصة لا هي عسكرية و لا اسعاف يكتفي سائقها بتخفيض سرعته و يلوح بيده من البعد ثم يواصل انطلاقه. و قد سمعتُ انّ الرئيس الراجل جعفر نميري و هو في سدة الحكم تعرَّض مرارا للإيقاف و التفتيش مطيعاً لا يتبرم, بل يثنى على مَنْ اوقفه. و كنتُ في سنوات مضتْ قد سافرتُ متنقلاً بين مدنٍ عراقية و رأيت تفتيش المركبات و الركاب, تجد المفتش ببسطة في الجسم يقترب و يُحَيى الجميع و بكل لُطفٍ يطلب إبراز الهويات و في عينيه تري الحس الأمني المتقد
|
|
 
|
|
|
|