|
|
لا ترجعوا بعدي كفارا يقتل بعضكم بعضا كتبه عبدالعزيز واعة الله عبدالله
|
03:39 AM October, 20 2025 سودانيز اون لاين عبدالعزيز وداعة الله عبدالله-Sudan مكتبتى رابط مختصر
لا ترجعوا بعدي كفارا يقتل بعضكم بعضا عبدالعزيز واعة الله عبدالله لا ترجعوا بعدي كفارا يقتل بعضكم بعضاً, هذا التحذير قاله الرسول صلي الله عليه و سلم في خطبة الوداع. و إنْ تكن قِلّة منا لم تسمع أو تقرأ عن خطبة الوداع و ما فيها خاصة عن التحذير مِنْ قتْل بعضنا بعضا, فعلى الأقل يُتَوقَّع أن يعرفها-شيوخنا- ممن يتصدّون لنصرة الدين و قد نصّبوا انفسهم حماة له, بل على كل مسلمٍ على حسب دَوْرِه كما بيّن الحديث الشريف الذي اوجب على كل مسلم تقويم المنكر, بينما نحن نري الظلم و القتل و نصمت, و في الحديث الشريف عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: ( لا يقفن احدكم موقفا يُقْتل فيه رجل ظلما فإن اللعنة تنزل على كل من حضر حين لم يدفعوا عنه, و لا يقفن احدكم موقفا يُضْرب فيه رجل ظلما فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه) رواه الطبراني و البيهقي. لقد حذّر رسولنا الكريم و تنبأ بقتل بعضنا بعضا في الحديث الشريف عن ابي موسي الاشعري قال: كان رسول الله صلي الله عليه و سلم يحدثنا أنّ بين يدي الساعة الهرج. قيل: و ما الهرج؟ قال: الكذب و القتل. قالوا: اكثر مما نقتل الآن؟ قال: إنه ليس بقتلكم الكفار, و لكنه قتل بعضكم بعضا حتي يقتل الرجل جاره و يقتل اخاه و يقتل عمه و يقتل ابن عمه. قالوا: سبحان الله! و معنا عقولنا؟ قال: لا , إلاّ انه ينزع عقول اهل ذاك الزمان حتي يحسب احدكم انه علي شيء و ليس علي شيء) رواه احمد في مسنده, و وراه مسلم بصيغة اخري. إنَّ قتال الكفار اصلاً لم يؤمر به إلاَّ بعد ان اشتد تضييق الكفار على المسلمين(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة-الآية190, خوفا من وأد الرسالة في مهدها, و التاريخ يورد رحمة النبي صلي الله عليه و سلم و حرصه على حفظ الانفس في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلي الله عليه و سلم و قد لاقي من اهل مكة ما لاقي قال : (....إذا بسحابةٍ قد أظلَّتني ، فنظرتُ فإذا فيها جبريلُ عليهِ السَّلامُ ، فَناداني فقالَ : يا محمَّدُ ، إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ، قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَكَ ، وما ردُّوا عليكَ ، وقد بعثَ اللَّهُ ملَكَ الجبالِ لتأمرَهُ بما شئتَ فيهِم قالَ : فَناداني ملَكُ الجبالِ : فسلَّمَ عليَّ ، ثمَّ قالَ : يا محمَّدُ : إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَكَ ، وأَنا ملَكُ الجبالِ ، وقد بعثَني ربُّكَ إليكَ لتأمرَني أمرَكَ ، وبما شئتَ ، إن شئتَ أن أُطْبِقَ عليهِمُ الأخشبَينِ فعلتُ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : بل أرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللَّهَ ، لا يشرِكُ بِهِ شيئًا)اخرجه البخاري و مسلم. و درس لأخلاقيات الاسلام في القتال متجسدة في فتح المسلمين لمكة ما جاء في سيرة ابن هشام انّ النبي صلي الله عليه و سلم قبل ان يدخلوا مكة قال لجيشه: ( لا تجهزن علي جريح و لا يتبعن مدبر و لا يقتلن اسير. و مَن اغلق بابه فهو آمن). و عند دخول جيش المسلمين مكة قال رسول الله صلي الله عليه و سلم لجنوده: ( مَن دخل دار ابي سفيان فهو آمن و مَن دخل المسجد فهو آمن) و نهي جيشه مِن استخدام السلاح عند دخول مكة علي أي انسان إلا مَن اعترضهم و قاومهم, و امرهم بالعف عن اموال اهل مكة و ممتلكاتهم و ان يكفوا ايديهم عنها. و انظر لحرص الاسلام على الارواح في هذه الواقعة التي رواها أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ رَضِيَ الله عَنهُما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرْسَلَهم في غَزْوَةٍ إلى الحُرَقَةِ: - بَعَثَنا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى الحُرَقَةِ مِن قَبِيلةِ جُهَيْنَةَ تُعَدُّ أكبَرَ قبائِلِ قُضاعةَ عددًا وكان ذلك في رَمَضانَ سنة سَبعٍ أو ثمانٍ مِنَ الهِجرةِ ، فَصَبَّحْنا القَوْمَ فَهَزَمْناهُمْ ولَحِقْتُ أنا ورَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ رَجُلًا منهمْ، فَلَمَّا غَشِيناهُ قِيل: اسمُه مِرْدَاس, قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فَكَفَّ عنْه الأنْصارِيُّ، وطَعَنْتُهُ برُمْحِي حتَّى قَتَلْتُهُ، قالَ: فَلَمَّا قَدِمْنا إلى المدينةِ بَلَغَ ذلكَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأنكر عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَتْلَه للرَّجُلِ بعد أن شَهِد بالتوحيدِ؛ وذلك أنَّ شهادةَ التوحيدِ تَعصِمُ دَمَ صاحِبِها مِنَ القَتْلِ ، فقالَ لِي: يا أُسامَةُ، أقَتَلْتَهُ بَعْدَ ما قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ؟ قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّما كانَ مُتَعَوِّذًا، و قال: يا رَسولَ اللهِ، أوْجَعَ في المُسْلِمِينَ، وقَتَلَ فُلانًا وفُلانًا، وسَمَّى له نَفَرًا، وإنِّي حَمَلْتُ عليه، فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فقالَ صلي الله عليه و سلم: أقَتَلْتَهُ بَعْدَ ما قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ؟ قالَ: فَما زالَ يُكَرِّرُها عَلَيَّ حتَّى تَمَنَّيْتُ أنِّي لَمْ أكُنْ أسْلَمْتُ قَبْلَ ذلكَ اليَومِ. لقد رسب الشعب السوداني بهذه الحرب في اختبار مدي إسلامنا, و خسرنا آخرتنا, و فقدنا سمعتنا الطيبة التي كان يشهد بها الكل غيرنا. فهل نأمل في توبةٍ عن ما اقترفته أيادينا توبة نصوحة و نستعيد سمعتنا الطيبة؟
|
|
 
|
|
|
|