حين يمرض الوطن بالجهوية... كيف نعيد للسودان قلبه الواحد كتبه الطيب محمد جادة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 11-07-2025, 10:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-19-2025, 10:33 PM

الطيب محمد جاده
<aالطيب محمد جاده
تاريخ التسجيل: 03-11-2017
مجموع المشاركات: 471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حين يمرض الوطن بالجهوية... كيف نعيد للسودان قلبه الواحد كتبه الطيب محمد جادة

    11:33 PM October, 19 2025

    سودانيز اون لاين
    الطيب محمد جاده-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    صحفي مستقل
    في قلب القارة الإفريقية، حيث تمتزج الرمال بالأنهار وتتعانق القبائل تحت سماءٍ واحدة، يقف السودان اليوم أمام تحدٍ تاريخي لا يقل خطورة عن أزماته السياسية والاقتصادية: تحدي العنصرية والجهوية وتفكك النسيج الاجتماعي.
    لقد أثخنت الحروب جسد الوطن، ومزّقت النزاعات بين الشمال والجنوب، والغرب والشرق، والوسط، ما تبقى من رابط الأخوّة التي كانت يوماً مصدر فخر السودانيين. ومع ذلك، لا يزال في الأفق ضوء، فالسودان بلد عرف التنوع قبل أن تُعرف الحدود، وعرف التسامح قبل أن يُكتب في الدساتير.
    العنصرية ليست وليدة اللحظة، ولا هي صوت معزول. إنها تراكمات من خطاب الإقصاء، وصدى لسياسات فشلت في تحقيق العدالة بين المواطنين. في السودان، تجلت العنصرية بأوجهٍ شتى؛ في لون البشرة، في الانتماء القبلي، في اللهجة والمكان، وحتى في الفرص التي تُمنح أو تُحجب عن الأفراد.
    لقد تحولت بعض المناطق إلى رموز للتهميش، وأخرى إلى مراكز للسلطة، فترسخت صورة قاتمة في الوعي الجمعي بأن الانتماء الجغرافي هو الذي يحدد مصير الإنسان، لا كفاءته ولا وطنيته. هذه الفكرة الخطيرة كانت ولا تزال وقوداً للحروب، ومصدراً لخيبات الأمل، ومانعاً لأي مشروع وطني حقيقي.
    من السهل أن نرفع شعار “نحن كلنا سودانيون”، لكن الأصعب أن نمارسه في الواقع. فالوحدة الوطنية لا تتحقق بالمهرجانات والخطب، بل بتغيير طريقة تفكيرنا وسلوكنا اليومي.
    عندما يُعامل كل السودانييون على قدم المساواة حينها فقط نكون قد بدأنا في ترميم النسيج الوطني.
    وحين لا نسأل الطبيب أو المهندس أو الشرطي: من وين أنت؟ بل ماذا تستطيع أن تقدم للسودان؟ نكون قد خطونا أولى خطوات الشفاء من داء الجهوية.
    ما أجمل السودان عندما يُنظر إليه ارض تمتد من الصحراء إلى السافانا، ومن النيل إلى البحر الأحمر، وشعوب تتحدث عشرات اللغات واللهجات، لكن يجمعها وجدان واحد.
    هذا التنوع ليس نقمة كما يحلو للبعض أن يصوره، بل هو ثروة وطنية هائلة لو أُحسن استثمارها. فالتعدد الثقافي يمكن أن يكون الجسر الذي يعبر به السودان نحو المستقبل، لا الجدار الذي يعزله عن ذاته.
    لقد أثبتت الشعوب التي تجاوزت صراعاتها العرقية من رواندا إلى جنوب إفريقيا أن الاعتراف بالتنوع هو أول الطريق إلى النهضة، وأن القوة الحقيقية لا تأتي من التشابه، بل من التناغم في الاختلاف.
    على الإعلام السوداني مسؤولية كبرى في كسر دوائر الكراهية وإعادة تشكيل الوعي الجمعي. فبدلاً من بث خطاب الاستقطاب، عليه أن يسلّط الضوء على قصص التعايش، وحكايات البطولات المشتركة التي صنعها أبناء السودان من كل الجهات.
    كما أن المثقفين والفنانين قادرون على لعب دور محوري في صناعة خطاب وطني جامع، من خلال الأدب، والمسرح، والسينما، والموسيقى، وكل أشكال التعبير التي تخاطب الوجدان لا العرق.
    فالكلمة التي توحد أقوى من الرصاصة التي تفرّق، والنغمة التي تجمع أكثر تأثيراً من الخطاب الذي يقسم.
    رغم كل الجراح، يظل الأمل معقوداً على الشباب السوداني، هذا الجيل الذي رأى الحرب بأمّ عينه، لكنه يحلم بوطنٍ لا يُسأل فيه الإنسان عن قبيلته، ولا عن منطقته، بل عن أفكاره وطموحاته.
    رتق النسيج الاجتماعي لا يتم بقرارات فوقية، بل بحوار صادق وشجاع، يضع الجميع أمام مسؤولياتهم. على الدولة أن تعيد توزيع التنمية بعدالة، وعلى الأحزاب أن تتخلى عن الولاءات الضيقة، وعلى المواطنين أن يتصالحوا مع ذواتهم أولاً.
    فلا نهضة بلا سلام، ولا سلام بلا مساواة، ولا مساواة بلا اعتراف بكرامة كل سوداني، أياً كان لونه أو موطنه أو قبيلته.
    إن السودان، بكل ما مرّ به من أوجاع، لا يزال قادراً على النهوض، لأن جذور الخير فيه أعمق من جراحه.
    وما دام في أرضه من يؤمن أن الوطن أكبر من القبيلة، وأغلى من الجهة، وأسمى من اللون، فإن السودان سيعود كما كان بل أجمل مما كان وطناً يسع الجميع، لا يفرق بين أحد، ولا يطرد أحداً من ظل رايته.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de