رواية الشمندورة لمؤلفها محمد خليل قاسم أبرز الذين عبروا عن قضايا النوبيين والتحديات التي واجهوهها في بلادهم خاصة الفيضان والتهجير والمحافظة على هويتهم. تعتبر الشمندورة من أوائل الروايات النوبية التي تكتب باللغة العربية وهي تعبر عن معاناتهم من الفيضان والتهجير وظلم المسؤولين لهم في التعويضات التي رأوا أنها مجحفة ولا تناسب ألأرض والنخيل والممتلكات التي سيفقدوها. تدور الرواية في بيئة نوبية في ثلاثينات القرن العشرين تحكي عن بعض معاناتاهم وهم يفقدون أراضيهم وممتلكاتهم ويهاجرون لبيئة أخرى جديدة عليهم لم يسلموا فيها من المعاناة فقد شبت النار وسط الخيام التي أقاموها لسكناهم. الرواية تجمع بين الهموم الخاصة والهموم العامة وتعبر عن حياتهم بكل مافيها من عواطف وأحاسيس وتطلعات وخيبات في ملحمة ممتدة عبر المكان والزمان. تتنازعهم تطلعاتهم للعيش في القاهرة والاستمتاع بمباهجها وأشواقهم للسودان الذي يجدون فيه أنفسهم وسط إناس يشبونهم أكثر، ويخوضون معركة مقاومة التعويضات المجحفة التي يضطرون لصرفها تحت ضغط الطروف المزدادة. الرواية محشودة بالمواقف و والأحداث مثل قصة الطفل حامد الذي لايرغب في السفر للقاهرة والالتحاق بالأزهر حسب رغبة والده إنما يرغب في الالتحاق بالمدرسة، وقصة محاولة إغتيال أحد رموز السلطة الظالمة لكنها فشلت وتسببت في اعتقال العشرات وحسبهم على ذمة التحقيق معهم. رغم أنهم أضطروا للانتقال إلى صحراء قاحلة إلا أنهم عمروها وزرعوها وحفروا فيها الابار وبعثوا الحياة فيها وحولوا الصحراء إلى أرض خضراء غنية بالخيرات. ختم المؤلف الرواية بجملة رمزية موحية قال فيها : الشمندورة الحمراء أصبحت ترتطم ارتطاماً شديداً بالسلسلة التي تشدها إلى قاع اليم ..ترتطم ثم تهدأ لتعاون النضال من جديد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة